الإبهام في صاحب الحال وأثره في تنوع التفسير
د. أحمد محمود زكريا توفيق
جامعة حران، تركيا
Ambiguity in the adverbial clause’s subject and its impact on the diversity of (Qur’an) interpretations
Sahibu’l -Hâldaki Kapalılık ve Tefsirin Çeşitlenmesindeki Etkisi
Dr.ah.zak@gmail.com :البريد الإلكتروني
معرف (أوركيد): 0000-0001-5900-2949
بحث منشور في العدد السادس من المجلد الثالث من ضاد مجلة لسانيات العربية وآدابها عدد أكتوبر 2022
pdf للاطلاع على البحث
الملخص:
ذهب بعض العلماء إلى تقسيم الاختلاف في التفسير إلى نوعين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد؛ أرادوا بالنوع الأول، أعني اختلاف التنوع، كل تفسير يمكن أن تحمله الآية بلا تكلف طالما أن المعاني مقبولة في لغة العرب، وتتوافق أحكامه مع صحيح الشريعة، ولا يلزم القبول بها رفض تأويل مغاير، وهذا النوع من التفسير هو الأكثر شيوعًا بين المفسرين، أما الآخر، أعني اختلاف التضاد فهو كل تفسير يلزم القبول به رد تأويل مغاير، ونسعى في هذه المقالة إلى الكشف عن واحدة من الطرق التي يتنوع بها التفسير؛ حيث لاحظ الباحث تعدد أوجه تأويل بعض الآيات التي وردت بها لفظة أو جملة أو شبه جملة منصوبة على الحالية بسبب الإبهام في تعيين صاحب الحال داخل الآية القرآنية، فلم يتفق النحاة على صاحب الحال وتبعهم المفسرون، وتعددت أقوالهم، وعليه يقوم البحث على مطلبين: الأول تأصيلي نظري، يُعَرِّف الحال وأنواعها، وشروطها وأحكامها والعامل فيها، فضلا عن تعريف صاحب الحال وشروطه وصور وقوعه مع الحال وعاملها، أما المطلب الثاني فهو تطبيقي يتناول بعض آيات القرآن الكريم التي اشتملت على الحال، واختلف النحاة في تعيين صاحبها، والوقوف على أسبابه، وبيان أثر ذلك على تنوع التفسير.
الكلمات المفتاحية:
النحو، التفسير اللغوي، تنوع التفسير، الحال، صاحب الحال.
Abstract:
In this article, we seek to reveal one of the ways in which interpretation varies; where the researcher noted the multiplicity of interpretations of some (Qur’anic) verses, whenever they include a word, a sentence, or a clause on the accusative case as a circumstantial adverb (حال /Haal or ḥāl), due to the ambiguity in determining the subject of the adverbial clause (to be called henceforth Sahibul hâl) within the Qur’anic verse. Grammarians did not agree on Sahibul hâl. And interpreters of The Qur’an followed them. So, their opinions varied. Accordingly, this research investigates two topics: the first is a theoretical framework, tracing the origin, which defines the circumstantial adverb, its types, rules, conditions, and generic verbs which render the accusative cases, as well as the definition of Sahibul Hâl and its aspects. The second topic deals with some verses of the Noble Qur’an that include circumstantial adverbs. Here, grammarians diverged in assigning its Sahibul Hâl, finding out its causes, and explaining its impact on the diversity of interpretations.
Keywords:
Syntax, linguistic interpretation, diversity of interpretation, adverbial clauses, Sahibul Hâl (subject of adverbial clause).
Özet:
Bu makalede, tefsirin çeşitlendiği yollardan biri açıklanmaya çalışılmıştır. İçerisinde; hâliyet üzerine mansub olan lafız, cümle ve şibhi cümlenin bulunduğu bazı âyetlerin te’vilinde sahibu’l-hâldeki kapalılıktan dolayı farklı anlamların olduğunun farkına varılmıştır. Nahivciler sahibul hâlin ne olacağı üzerine ittifak etmemişler. Ardından müfessirler de kendi aralarında bu konuda ihtilaf etmişlerdir. Dolayısıyla birbirinden farklı görüşler ortaya çıkmıştır. Bundan hareketle araştırma iki ana konuya dayandırılmıştır: Birincisi, teorik metodsal yaklaşımdır. Bu yaklaşım, sahibul halin şartlarını, hükümlerini, amilin kim olduğu, hal ile beraber gelme şekillerini anlatmanın yanı sıra hâl tanımı ve çeşitlerini, şartlarını, hükümlerini ve amilin kim olduğunu içermekedir. İkinci konu ise, uygulamaya dairdir. Bu konu, halin bulunduğu cümlelerde sahibul halin kim olduğu ve bu konudaki ihtilafları ve tefsir farklılıkları hususunda nahivcilerin ihtilaf ettiği ayetleri kapsamaktadır .
Anahtar Kelimeler:
Nahiv, Dilsel Tefsir, Tefsir Çeşitliliği, Hâl, Sahibul hâl.
تقديم:
قد نجد اختلافًا في الآراء حول مفهوم “الإعراب”؛ فبعضهم يراه علامات لفظية تظهر في أواخر الكلم تكون قصيرة: كالفتحة، والكسرة، والضمة، وقد تكون طويلة كالألف والياء والواو، وقد تكون سكونًا أو حذفًا، تقتضي جميعًا معنى ما في الجملة، وبعضهم يراه وظائف معنوية تتموضع في الجملة ابتداء وما الحركات إلا إشارة إليها، وهو في حقيقة الأمر خلاف جدلي أشبه باختلافهم حول الدجاجة والبيضة وأيهما أسبق! ومنشؤه التباين في فهم العلاقة بين المعنى والإعراب، ويمكن حسمه بعبارة بسيطة جدًّا، وهي قول ابن جني “الإعراب هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ”([1]).
وفي المقابل، فإنه لا ثمة خلاف حول أثر الإعراب في توجيه المعنى، والعكس، فالصلة بينهما وثيقة؛ حتى قيل: “الإعراب فرع المعنى”، فكما أنك لا تستطيع أن توصل فكرتك صحيحة إلا باستخدام القرائن المناسبة لكل معنى نحوي مقصود، فإنه لا يمكن إعراب جملة ولو كانت بسيطة بدون أن فهم معناها والمراد منه، ولو أُبْهِم المعنى لتعددت الوجوه الإعرابية وفق المعاني المحتملة.
وقد أدرك السلف الكرام أهمية ذلك العلم في الإبانة عن معاني القرآن، فضلا عن صونه من التحريف بسبب اللحن الذي تفشى مع دخول العجم إلى الإسلام، فشمروا عن سواعدهم، وشرعوا يدونون المصنفات في إعراب القرآن وبيان معانيه وغريبه، منها مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت. 209)، ومعاني القرآن لأبي زكريا الفراء (ت. 207)، ومعاني القرآن لأبي الحسن المجاشعي المعروف بالأخفش الأوسط (ت. 215)، و”معاني القرآن وإعرابه” لأبي إسحاق الزجاج (ت. 311) وقد توالت المصنفات في هذا المجال تترا، حيث كانت بمنزلة النواة الأولى في حديقة علم التفسير الغَنَّاء، وقد اعتمد المفسرون على أقوال اللغويين في بيان ما يشكل معناه من الألفاظ، وتفسير ما يعسر فهمه من التراكيب، ويصعب تأويله من الأساليب.
ومن المسائل الإعرابية التي كانت _ أحيانا _ محلا للخلاف بين النحويين والمشتغلين بإعراب القرآن تعيين صاحب الحال، فيذكرون أن هذا اللفظة أو تلك الجملة منصوبة على الحالية، ثم تتعدد أقوالهم وتختلف آراؤهم حول صاحبها، ولا ريب أن لهذا الاختلاف صداه في عملية تأويل القرآن وتفسيره، وهو ما نسعى في مقالتنا، ومن خلال استقراء بعض المواضع التي وقع فيها، إلى إيضاحه، والوقوف على أسبابه، وبيان أثره في تفسير القرآن. وعليه يدور البحث في مطلبين: الأول تأصيلي، والثاني تطبيقي.
1. المطلب الأول:
1-1- الحال لغة:
الْحَاءُ وَالْوَاوُ وَاللَّامُ تُؤَلِّفُ أَصْلاً وَاحِدًا، دَلَّ عَلَى تَحَرُّكٍ فِي دَوْرٍ… وَحَالَ الشَّخْصُ يَحُولُ، إِذَا تَحَرَّكَ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مُتَحَوِّلٍ عَنْ حَالَةٍ([2])، وحال الشيءُ يحول حؤولاً في معنيين: التغيير، والتحويل… والاسم: الحالُ([3])، وهي كينَة الْإِنْسَان وَمَا هُوَ عَلَيْهِ من خير أَو شر، يُذكّر وَيُؤَنث وَالْجمع أَحْوَال([4]).
1-2- الحال في اصطلاح النحاة:
هي هيئة الفاعل أو المفعول أو صفته في وقت ذلك الفعل المخبر به عنه([5])، وقيل: هو الاسمُ المنصوبُ المفسّرُ لما انبهمَ من الهيئات([6]).
وفق التعريف الأول، فالحال قد تكون لبيان هيئة الفاعل وحده، فتقول: لقيتُ راكبًا زيدًا، أو لبيان هيئة المفعول وحده، فتقول: لقيت فاطمة راكبة، أو لبيان هيئتهما معا، فتقول: لقيتُ زيدًا راكبين، ولقيتُ صاعدًا زيدًا نازلاً، ولقيتُه صاعدًا نازلاً، لكن التعريف الثاني يُلَمِّح إلى أن الحال قد تأتي لبيان هيئة غير ذلك، نحو الاسم المجرور بحرف جر، والمضاف إليه، ومنه قولك: مررت بهند جالسةً، وقولك: مررت بضارب هند جالسةً.
1-3- سبب التسمية:
وأما سبب تسميتها بالحال، فلأنها مختصة ببيان هيئة صاحبها حال إتيانه بالفعل طال زمنه أو قصر([7])، ولهذا اختصوا الفعل المضارع بجواز وقوعه حالا فلا يكون ماضيًا ولا مستقبلاً، وما جاء منها في الماضي اشترطوا فيه أن يكون مسبوقًا بـ”قد” ظاهرة أو مقدرة، أما ما جاء منها مستقبلاً فمؤوّل، وهو الذى يسمّى حالاَ مقدّرة([8]).
حكمها: النصب.
ويرجع ذلك إلى أنها تشبه المفعول، فكلاهما فضلة يأتي بعد تمام المعنى، واكتمال الأركان الأساسية للجملة([9])، بالإضافة إلى أن الفعل يقع فيها “فانتصب كانتصاب الظّرْف حِين وَقع فِيهِ الْفِعْل”([10])، وذهب ابن مالك إلى أن الحال المنفية قد تأتي مجرورة بباء زائدة، مستشهدا بقول الشاعر:
فما رَجَعَتْ بِخَائِبَةٍ رِكابُ/ حَكيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنْتَهَاهَا([11])
إلا أن بعضهم قد أنكر عليه هذا؛ بحجة أن الباء هنا ليست زائدة، وإنما هي متعلقة بحال محذوفة، وتقدير الكلام: فَمَا رَجَعَتْ مُتَلَبِّسَةً بِحَاجَةٍ خَائِبَةٍ رِكَابُ([12]).
1-4- أنواع الحال:
تتعدد أنواع الحال ومسمياته وفق اعتبارات مختلفة؛ فهي باعتبار الثبوت والانتقال:
§ حَالٌ مُنْتَقِلَةٌ: نعني الحال التي تفارق صاحبها وتنتقل عنه فلا تلازمه، بل تأتيه أحيانًا وتذهب عنه أحيانًا، وهي الأكثر شيوعًا في الاستخدام، ومنه قولك: جاء زيد ضاحكًا، فالحال هنا منتقلة؛ فالضحك لا يلازم زيدًا، فمَرَّة يكون ضاحكًا، ومرة مبتسمًا، وثالثة باكيًا.
§ حَالٌ غَيْرُ مُنْتَقِلَةٍ: ونعني بها الحال التي لا تفارق صاحبها ولا تنتقل عنه، بل تلازمه، نحو قوله تعالى: )فادخلوها خالدين( ([13]) فحال الخلود ملازم لأهل الجنة لا يفارقهم.
§ حَالٌ مُوَطِّئَةٌ لِلْحَالِ الْمَنتَقِلَةِ: نعني بها الحال الجامدة التي تكون موصوفة بالمشتق، هو الحال في الحقيقة، ومنه قوله تعالى: )فَتَمَثَّلَ لَهَا بشرًا سويًّا( ([14])، فــ “بشرا” اسم جامد وقع حالا موصوفة بالمشتق “سويًّا”.
وهي باعتبار الزمان الذي تقع فيه:
§ حَالٌ مُقَارِنَة: هي التي يكون وجودها مقارنًا لزمن وجود عاملها، نحو قوله تعالى: )فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا( ([15]) فحالة الخوف قائمة مقارنة لزمن فعل الخروج.
§ حَالٌ مُقَدَّرَةٌ: هي التي يكون وجودها غير مقارن لزمن وجود عاملها، بل تتأخر عنه، فوقوعها منتظر، وحدوثها مقدر في المستقبل، ومنه قولك: رأيت شاعرًا لديه قصيدةٌ قارئًا لها غًدا. أي: من المنتظر أن يكون قارئا لها غدًا.
وقد ذهب سيبويه إلى أن الفعل الماضي لا يصلح أن يكون حالا إلا بمسوغ، مثل أن يأتي مسبوقًا بـ “قد” ظاهرة أو مقدرة؛ لأَنها “تقرب الْمَاضِي من الْحَال، إِذا كَانَت للتوقع”([16])، نحو قولك: مررت بالدار قد خلت من سكانها.
وتنقسم الحال باعتبار المعنى الذي تحدثه إلى:
§ مُؤَسِّسَة مُبَيِّنَة: نعني بها الحال التي تؤسس لمعنى جديد في الجملة، فتبين هيئة صاحبها التي لا يستدل عليها إلا بها، وهي الأكثر شيوعًا.
§ مُؤَكِّدَة: يلاحظ أن هذا الحال لا تضيف معنى جديدًا إلى الجملة، بل يمكن حذفها، ومع ذلك يبقى معناها مُسْتَدَلًّا عليه داخل الجملة.
وتنقسم الحال باعتبار دلالتها على التأكيد إلى: مؤكدة لعاملها نحو قوله تعالى: )وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً( ([17])، ومؤكدة لصاحبها نحو قوله تعالى: )إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا( ([18])، ومؤكدة لمضمون الجملة التي قبلها نحو قوله تعالى: )هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا( ([19]).
وهي باعتبار عدد الهيئات التي تبينها:
§ حال واحدة: وهي الحال الواحدة لبيان هيئة صاحب حال واحد.
§ حال متعددة: وهي أحوال متعددة لفظًا أو معنى لصاحب حال واحد أو أكثر، ومنه قولك: رأيت الراكب مغادرًا قريته، مسافرًا إلى المدينة، مستريحًا على مقعده. وقولك: رأيت الراكب والسائق مسافرين.
1-5- شروط الحال:
فضلة: الأصل في الحال أنها تأتي وقد تم الكلام دونها، ومع ذلك فهي وصف “متمِّمٌ لمعنى الجملة، وهذا حقيقةُ الفَضْلة”([20])، أي: إن الحال مع كونها فضلة قد لا يمكن الاستغناء عنها في بعض الأحوال؛ فهي مثلها مثل الظرف تسد مسد الخبر أحيانا، فتجدهم “يجعلون الحال خبرًا للمصدر كالوقت، فيقولون: ضَرْبُكَ زيدًا قائمًا، وخروجك معي راكبًا”([21]).
نكرةً: الأصل في الحال أن تقع نكرة؛ لأنها “زيادة في الفائدة، والفائدة متعلقة بالخبر، وأصل الخبر التنكير”([22]) كما أنها زيادة في البيان كالتمييز، وكلاهما يأتي نكرة، فأشبهت بهما، ومع ذلك فإنها قد تأتي معرفة بالألف واللام أو معرفة بالإضافة لكنها تؤول بالنكرة، نحو قولهم: ادخلوا الأول فالأول أي: مرتبين، وقولهم: جلس وحده، أي: منفردًا، وقيل: إن هذه المعارف “ليست بأحوال على الحقيقة وإنما هي معمولة للأحوال”([23])، وعلى ما تقرر في النحو من أن الجمل نكرات باعتبار معانيها، جاز أن قد تقع الجملة_ إسمية كانت أو فعلية_ في موضع الحال إذا أتت بعد معرفة([24]).
مشتقةً: الغالب في الحال أنها تكون مشتقة، وقد تأتي جامدة، وقد تأتي مصدرا؛ لكنها تؤول في أغلب المواضع بالمشتق، ومنه قوله تعالى: )أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا( ([25])، أي: متأصلاً من طين، وقوله تعالى: )إِنِّي دعوتهم جهارا( ([26])، أي: مجاهرًا([27]).
منتقلة متغيرة: الأصل في الحال المبينة أن تكون منتقلة؛ وذلك هو أحد الفروق بينها وبين الصفة؛ فالأخيرة “ثابتة مستمرة مع الموصوف، والحال منتقلة، فإذا قلت: جاء زيد الضاحك، فالضاحك صفة له في حال مجيئه، وفي غير حال مجيئه، فإذا قلت: جاء زيد ضاحكًا، فالضحك حال له في حال مجيئه، بخلاف الصفة”([28])، إلا أن الأمر مختلف مع الحال المؤكدة؛ فالغالب فيها الثبوت والملازمة لصاحبها.
مقدرةً بـ “في”: وعلة ذلك أن الحال تشبه المفعول فيه لا سيما ظرف الزمان؛ فكما تقول: وصل المسافر اليومَ، وتقديره: في اليوم، فالأمر نفسه إذا قلت: وصل المسافر مرهقًا، فإن تقديره: في إرهاق، أما وجه اختصاص الشبه بظرف الزمان، أن “الحال لا تبقَى، بل تنتقِل إلى حالٍ أُخْرَى، كما أنّ الزمان مُنْقَضٍ لا يبقى، ويخلُفُه غيره”([29]).
1-6- العامل في الحال:
يعمل في الحال الفعل، سواء أكان لازمًا أم متعديًا فتقول: دخل الطالب ضاحكًا، وشرب الطفل اللبن باردًا.
ويعمل في الحال أيضًا ما هو جارٍ مجرى الفعل من الأسماء نحو اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبَّهة باسم الفاعل، واسم التفضيل فتقول: المعلم شارح درسه واضحًا، القصة مكتوبة أحداثها غامضةً، الجندي شجاع قلبه مقاتلاً، العامل مجتهدًا أفضل من المهندس كسولاً.
ويعمل في الحال أيضًا ما هو في معنى الفعل نحو الظرف والجار والمجرور وأسماء الإشارة وحروف التشبيه والتنبيه والتمني والرجاء، فتقول: البابُ خلفَك مفتوحًا، والمعلمُ في الصف مجتهدًا، وهذا الحق واضحًا، وكأن الجنديَّ ليثٌ مقاتلاً، لَعَلَّ الطالبَ ناجحٌ مذاكرًا.
وقد يأتي العامل في الحال مضمرًا؛ لكثرة استعماله على ألسنتهم، فإنه لما “جاء في كلامهم كثيرًا، حذفوه؛ اختصارًا، نحو قولهم للمرتحل: “راشدا مهديّا”، و”مصاحبا معانا”، بإضمار:” اذهب” وقولهم للقادم من حجّه: “مأجورا مبرورا”، أي: رجعت”([30]).
1-7- تقدم الحال على عاملها:
إذا كان العامل في الحال فعلًا متصرفًا أو اسمًا مشتقًا يعمل عمل الفعل جاز تقديمها على العامل، فتقول: واضحًا شَرَحَ المعلمُ الدرسَ، واضحًا المعلمُ شارحٌ الدرس، واضحًا الدرسُ مشروحٌ.
أما إذا كان العامل في الحال معنى فعل، فأغلب النحاة على أنه لا يجوز أن تتقدم الحال عليه([31])، إلا أن بعضهم استثنى شبه الجملة من ذلك، فأجاز نحو قولك: الدرسُ، واضحًا، في الكتاب، وقولك: واضحًا في الكتاب الدرسُ([32]).
1-8- صاحب الحال:
هو ذلك الاسم الذي أتت الحال لوصف حالته وبيان هيئته. وقيل: “هو مَنْ كانت الحال وصًف له في المعنى”([33])، وقد يقع مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا وفق موقعه الإعرابي، وقد يكون اسما ظاهرًا أو مضمًرا.
1-9- شروط صاحب الحال:
الأصل في صاحب الحال أنه يقع اسمًا معرفًا؛ “لأنّها وصاحبها خبرٌ ومخبرٌ عنه؛ فحقّها أنْ تدلّ على معروفٍ غير منكورٍ؛ كالخبر بالنّسبة إلى المبتدأ”([34])، كما أنه لو وقع نكرة والحال نكرة لالتبست بالصفة، ومع ذلك فإنه قد يأتي نكرة بشروط؛ يقول ابن مالك:
وَلَمْ يُنكَّرْ غَالِباً ذُو الْحَالِ إِنْ |
|
لَمْ يَتَأَخَّرْ أَوْ يُخَصَّصْ أَوْ يَبِنْ |
مِنْ بَعْدِ نَفْيٍ أَوْ مُضَاهِيهِ كَلاَ |
|
يَبْغِ امْرُؤٌ عَلَى امْرِىءٍ مُسْتَسْهِلاَ([35]) |
وهذا يعني أن ثمة مسوغات لمجيء صاحب الحال نكرة، ومنها:
§ أن تتقدم الحال عليه فيأتي متأخرًا عنها، نحو قولك: جاء باكيًا طِفْلٌ، فصاحب الحال “طفلٌ” جاء نكرة متأخرا عن الحال “باكيًا”.
§ ألا يكون نكرة محضة؛ حيث يخصصه وصف أو إضافة أو يكون عاملا في غيره، نحو قولك: جاء طفل نائم في حضن أمه هانئًا، وقوله تعالى: )فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً(([36]) فصاحبا الحال “طفلٌ”، و”أربعة” جاءا نكرة، وبينما خصص الأول بالوصف “نائمٌ”، خصص الثاني بالإضافة “أيام”.
§ أن يسبقه نفي أو نهي أو استفهام، نحو قولك: ما نجح أحد متكاسلاً، لا تترك طفلا باكيًا، هل زارك مريضٌ متألمًا؟
§ أن تكون الحال جملة مسبوقة بالواو، فيجوز أن يأتي صاحبها نكرة، نحو قوله: )أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ( ([37]) فالأصل أن الجمل بعد النكرات صفات؛ لكنها لما سبقت بالواو ارتفع كونها نعتا.
§ أن يتعدد صاحب الحال، فيكون بعضه نكرة وبعضه معرفة، كقولك: رأيت جنديًّا والضابطَ راكبين.
ومع ذلك فإن مجيء صاحب الحال نكرة بلا مسوغ وفي غير تلك المواضع يبقى أمرًا نادرًا اختلف العلماء في جواز القياس عليه، ومنه ما روي عن النبي u : “إنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ عَلَى ثَلَاثَة أَفْوَاجٍ: فَوْجٌ رَاكِبِينَ…”، قيل: “فوج” بالجر على البدل ممّا قبله، و”راكبين” نعت له، ويجوز أن يروى “فوج” بالرفع، أي: يحشر منهم فوج، ويكون “راكبين” حالًا ([38]).
1-10- العامل في صاحب الحال
ذهب بعض النحاة إلى أن العامل في الحال هو نفسه العامل في صاحبها ([39])؛ وعليه فإنك إذا قلت: جاء الطفل ضاحكًا، فإن الفعل “جاء” قد عمل في الحال “باكيًا”، وفي صاحب الحال “الطفل”، ولو قلت: وصل مندوب الشركة خاسرةً، فإن الحال هنا فاسدة عندهم ([40])؛ لأن العامل في الحال “خاسرة” غير العامل في صاحب الحال “الشركة”.
ويبدو أن علة هذا الرأي هو شيوع مجيء العامل على هذا النحو؛ قال ابن مالك: “والأكثرُ أن يكون العامل في الحال هو العامل في صاحبها” ([41])، وأرجع ذلك إلى أن الحال وصاحبها كالصِّفَةِ وَالْمَوْصُوفِ، والعامل فيهما واحد، غير أنه أشار إلى أنهما أيضًا يشبهان الْمُمَيَّزِ وَالْمُمَيّزِ عَنْهُ، وَالْخَبَرِ وَالْمُخْبَرٍ عَنْهُ، ولما جاز فيهما اختلاف العامل، جاز في الحال وصاحبها.
ولذلك لم يكن غريبًا أن نجد ابن جني يجوِّز اختلاف العامل في الحال عن العامل في صاحبها؛ مستدلاً على ذلك بقوله تعالى: )وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا(([42])، فـ “مُصَدِّقًا” حال من “الحق”، والناصب له غير الرافع للحق”([43]).
1-11- رتبة صاحب الحال:
الأصل في صاحب الحال أن يكون متقدمًا على الحال، إلا أنه قد يحدث العكس فيتأخر وتتقدم الحال عليه، وقد منع بعضهم جواز ذلك إذا كان صاحب الحال مجرورا، إلا أن ابن مالك ذكر أن شواهد العربية تجيزه، واستدل بقوله تعالى: )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ(([44]).
1-12- حذف الحال وصاحبها وعاملها:
ذكرنا أن الحال فضلة تأتي بعد اكتمال أركان الجملة، وبالتالي فالأصل جواز حذفها إذا دلت عليها قرينة، ومنه قوله تعالى: )فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه(([45]) وتقديره: فمن الشهر بالغًا معافى فعليه صيامه، فالحال محذوفة، وقرينة ذلك ما ورد من شروط وجب الصيام في القرآن والسنة.
إلا أن ثمة حالات لا يجوز فيها حذف الحال، منها أن تقع نائبة عما لا يستغنى عنه مثل الحال التي تسد مسدّ الخبر، نحو قولك: شربي الشاي ساخنًا، كما لا يجوز حذفها إذا وقعت بدلاً من بالفعل، نحو قولك: أمستيقظًا وقد نام القوم؟! ومن الأحوال التي لا يجوز حذفها أيضا الحال التي لا يفهم المراد إلا بها، نحو قوله تعالى )لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ( ([46]) وقوله تعالى: )وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا( ([47]) وقوله تعالى: )وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ( ([48])؛ لأنه إذا حذفت الحال فسد المعنى المراد.
وقد يحذف صاحب الحال، كما في قوله تعالى: )مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ( ([49]) فـ”مُتَّكِئِين” منصوبة على الحالية، وَصَاحِبُها مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ الضَّمِيرُ فِي “لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ”([50]).
وقد يحذف صاحب الحال والعامل فيه، وتبقى الحال وحدها إذا أمكن الاستدلال عليهما لكثرة شيوعهما على اللسان، وهو ما ذهب إليه ابن يعيش في تأويل قولهم: أخذته بدرهم فصاعدًا، فذكر أن صاحب الحال وعاملها قد حُذِفا؛ اختصارًا وتخفيفًا لكثرة جريانه على ألسنتهم، “والتقدير: أخذته بدرهم فذهب الثّمن صاعدًا، فالثمنُ صاحبُ الحال، والفعلُ الذي هو “ذَهَبَ” العاملُ في الحال”([51]).
2. المطلب الثاني:
ثمة آيات قرآنية اختلف النحاة في تعيين صاحب الحال بها، وقد كان لهذا الخلاف في بعض الأحيان أثر على تأويل الآية، نرصد نماذج منه على النحو التالي:
2-1- أولا: الحال في الجملة الاسمية:
وقعت الحال بالجملة الاسمية وفق نمط شبه متكرر؛ حيث يكون المبتدأ فيها اسم إشارة، والخبر مشارًا إليه، وقد يعقبهما الحال مباشرة أو بعد الصفة أو المضاف إليه، ورغم بساطة الجملة من حيث التركيب، إلا أن النحاة لم يتفقوا على تحديد صاحب الحال، ويرجع ذلك إلى اختلاف مذاهبهم النحوية، وتباين وجهات النظر في بعض المسائل التأصيلية المتعلقة بالحال، منها جواز اختلاف العامل في الحال وصاحبه من عدمه وبالتالي إمكانية مجيء الحال من المبتدأ من عدمه. وفي كل الأحوال كان لذلك الأثر في تأويل المعني، ومن أمثلته:
2-1-1- قوله تعالى: )ذلِكَ الْكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ( ([52])
فإن “هُدًى” وقعت حالا، يمكن تأويلها بالمشتق، كأنه قال: هاديًا للمتقين، وعاملها معنى الفعل في اسم الإشارة “ذلك”، أما صاحب الحال فإما أن يكون اسم الإشارة “ذلك” أو المشار إليه وهو “الكتاب”([53])، ويكون تأويله: ذلك الكتاب أشير إليه هدى، وقد يكون العامل معنى الفعل في شبه الجملة “فيه”، وتقديره: استقر، ويكون صاحب الحال هنا الضمير المتصل المجرور؛ “لأنه مفعول معنوي باعتبار استقرار الريب فيه”([54])، ويكون التأويل: لا رَيْبَ في كونه هُدًى.
2-1-2- قوله تعالى: )تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ، هُدًى( ([55])
فـ “هدى” منصوبة على الحالية، وعاملها معنى الفعل في اسم الإشارة “تلك”، أما صاحب الحال فقد يكون “آيات”، وقد يكون “القرآن”، وقد يكون “كِتَابٍ” الموصوفة بـ “مُبِينٍ”([56])، وهو ما جوَّز أن تقع الحال من النكرة.
2-1-3- قوله تعالى: )تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ، هُدًى( ([57])
فـ “هدى” منصوبة على الحالية، وعاملها معنى الفعل في اسم الإشارة “تلك”، أما صاحب الحال فقد يكون “آيات”، وهو الخبر، والعامل فيها وفي الحال واحد، وقد يكون “الكتاب”؛ لأنه مضاف إليه والخبر بعض منه.
2-1-4- قوله تعالى: )وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا( ([58])
فــ “مُسْتَقِيمًا” حال، وعاملها معنى الفعل في اسم الإشارة، واختلفوا في تعيين صاحب الحال، فقالوا: ”حال من “صراط”([59])، وقيل: “حَالٌ مِنِ اسْمِ الْإِشَارَةِ”([60])، والتأويل: هذا صراط ربك أشير إليه حال كونه مستقيمًا.
2-1-5- قوله تعالى: )هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً( ([61])
فـ “آيَةً” حَالٌ، وَعَامِلُهَا مَا فِي اسْمِ الْإِشَارَةِ مِنْ مَعْنَى الْفِعْلِ، واختلفوا في صاحب الحال، فقيل: حالٌ من ”ناقةُ الله”([62])، وقيل: “آيَةً” حَالٌ مِنِ اسْمِ الْإِشَارَةِ فِي قَوْلِهِ تعالى: )هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ(([63]).
2-1-6- قوله تعالى: )وَهذا بَعْلِي شَيْخًا( ([64])
فــ”شيخًا” حال، وعاملها معنى الفعل في اسم الإشارة “هذا”، واختلفوا في تعيين صاحب الحال، فقالوا: “”شيخًا” حال من “بَعْلِي”، وهو مفعول معنى تقديره: أُنَبِّه عَلَى بَعْلِي أو أشير إلى بَعْلي”([65])، وقيل: “كَثُرَ مَجِيءُ الْحَالِ مِنِ اسْمِ الْإِشَارَةِ نَحْوَ: )وَهذا بَعْلِي شَيْخًا(، وَلَمْ يَأْتُوا بِهِ خَبَرًا”([66])، وقيل: “تحقيق الكلام أن التقدير: هذا بعلي أنبه عليه شيخًا، أو أشير إليه؛ فالضمير هو ذو الحال”([67]).
2-1-7- وقوله تعالى: )فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً( ([68])
فـ “خاوِيَةً” حَالٌ، وَعَامِلُهَا مَا فِي اسْمِ الْإِشَارَةِ مِنْ مَعْنَى الْفِعْلِ، واختلفوا في صاحب الحال، فقيل: حال من “بيوتهم”([69])، وقيل: “العامل في الحال حقيقة إنما هو الفعل المدلول عليه باسم الإشارة تقديره: أشير إليها خاوية، والضمير المجرور هو صاحب الحال”([70]).
ويلاحظ في الأمثلة السابقة أن اختلاف النحاة والمفسرين في تعيين صاحب الحال بين المبتدأ والخبر ومعمول الخبر لم ينشأ عنه تنوع في تفسير الآية بالمعنى المعروف، بقدر ما هو تباين في التأويل والتقدير للعامل المعنوي في الحال وصاحبها، خصوصًا أن الخبر (المشار إليه) هو نفسه المبتدأ (اسم الإشارة) من حيث في المعنى.
2-2- ثانيًا: الحال في الجملة الفعلية:
وقعت الحال في الجملة الفعلية، وكان أغلبُ الأمثلة التي شهدت خلافا بين النحاة والمفسرين جملاً ممتدة، أعني تلك التي تشتمل على أكثر من فعل يصلح أن يكون عاملا في الحال، وبالتالي تتعدد الأقوال في صاحب الحال باختلاف العامل، أما الجمل الفعلية البسيطة، أعني التي تعتمد على فعل واحد يصلح أن يكون عاملا في الحال، فإنه يعمل في فاعل ومفعول أيضًا، وكلاهما أعني الفاعل والمفعول، ومعمولاتهما قد يجوز وقوعهم صاحب حال من جهة ما، ومن أمثلة ذلك:
2-2-1- قوله تعالى: )شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِمًا بِالْقِسْطِ(([71]).
فـ “قائِمًا بِالْقِسْطِ” حَالٌ، والعامل فيها الفعل المتصرف “شهد”، واختلفوا في صاحبها؛ فذهب بعض نحاة الكوفة إلى أن صاحب الحال “الله” الذي في قوله: “شهد الله”، فيكون تأويل الكلام: شهد الله حال قيامه بالقسط أنه لا إله إلا هو، وذهب بعض نحاة البصرة إلى أنه حال من “هو” التي في “لا إله إلا هو”([72])، وجاز ذلك “لأنها حال مؤكدة، والحال المؤكدة لا تستدعي أن يكون في الجملة التي هي زيادة في فائدتها عامل فيها”([73])، ويكون العامل فعلاً مضمرًا تقديره أَحُقُّه([74])، وقيل: العامل فيها معنى النفي، وتقديره: لا إله إلا هو حال كونه قائمًا بالقسط([75]).
وذهب آخرون إلى أنها حَالٌ مِنَ أهل العلم من الْمُؤْمِنِينَ، وَعلى هذا يكون التَّقْدِيرُ: “وَأُولُو الْعِلْمِ حَالٌ كَوْنَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَائِمًا بِالْقِسْطِ فِي أَدَاءِ هَذِهِ الشَّهَادَةِ”([76]).
2-2-2- قوله تعالى: )وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِما مَعَكُمْ(([77])
فـ “مُصَدِّقًا” حَالٌ، واختلفوا في العامل فيها؛ فقيل الفعل المتصرف “أنزل”، وقيل الفعل المتصرف “آمنوا”، وتبعا لهذا اختلفوا في تعيين صاحب الحال: ذهب بعضهم إلى أنه إما الضَّمِير المتصل فِي” أَنْزَلْتُ”([78])، وإما أنه حال مؤكدة من الهاء المحذوفة كأنه قيل: أَنْزَلْتُهُ مُصَدِّقًا([79])، وجوَّز بعضهم أن تكون حَالا مِنْ “مَا”، وعليه يكون التأويل: آمِنُوا بِالْقُرْآنِ مُصَدِّقًا([80])، والهاء و”ما” يشيران إلى القرآن.
وكل الوجوه مقبولة من حيث المعنى، فالمفعول هو صفة الفاعل إَذ أن المُنْزِل – وهو الله – لما أراد المُنْزَل، وهو كلامه، أن يكون “مصدقا”، جاء الحال على النحو الذي شاء.
2-2-3- قوله تعالى: )وَقَفَّيْنَا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ ۖ وَءَاتَيْنَٰهُ ٱلْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ(([81])
فـ “مُصَدِّقًا” الأولى حال من “عيسى” u، وعاملها الفعل المتصرف “قفينا”، أما “مُصَدِّقًا” الثانية فهي حال، وعاملها الفعل المتصرف “آتينا”، والظاهر أن صاحب الحال “الإنجيل”، إلا أن كلا من مكي بن أبي طالب، وأبي البقاء أجازا أن يكون حالاً أيضًا من “عيسى” u؛ كُرِّرَ توكيدًا([82]).
أما قوله “مِنَ التوراة” فهو شبه جملة في موقع الحالية، وصاحب الحال يقع على وجهين: فهو إما حال من “ما” الموصولةِ المجرورة باللام في قوله “لِما”، وعامله اسم مشتق يعمل عمل الفعل هو “مصدقًا”. وعليه يكون التأويل: الذين بين يديَّه حالَ كونِهِ من التوراةِ. وإما أنه حال من الضمير المستترِ “هو” في صلة الموصول “بين” وهو ظرف عامل معنوي يعمل عمل الفعل، وعليه يكون التقدير: استقر حال كونه من التوراة([83]).
2-2-4- قوله تعالى: )ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً(([84])
فـ “كافة” حال، وعاملها الفعل المتصرف ادخلوا، واختلفوا في تعيين صاحب الحال؛ فقيل: هو واو الجماعة الضمير المتصل في “ادخلوا”، وعليه يكون التأويل: يا أهل الكتاب ادخلوا كلكم في طاعة الله وطاعة رسوله والمؤمنين مما التزمتموها صَغَارًا وذلة، وقيل: يجوز أن يكون (كافة) حالاً من “السِّلْمِ”؛ لأنها تؤنث كما تؤنث الحرب([85])، وقد تكون بمعنى “الطاعة”، وعليه يكون التأويل: يا من آمنتم بكتاب واحد وبشريعة واحدة، ادخلوا في طاعة الله كاملة، وآمنوا بالشرائع جميعها، وصدقوا الرسل والكتب جميعهم([86])، فكما هو واضح “يتعدد معنى الكلام من حيث ما المراد أن يكون في صورة التمام والشمول، هل هم المخاطبون أو شرائع الدين وتعاليمه”([87]).
2-2-5- قوله تعالى: )وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً( ([88])
فـ “نِحْلَةً” حال، وعاملها الفعل المتصرف “آتوا”، واختلفوا في تعيين صاحب الحال فقيل: هو واو الجماعة الضمير المتصل في “آتوا”، وعليه يكون التأويل: آتوهن صَدُقاتِهن ناحلين طيِّبي النفوسِ بالإعطاء ([89])، وذهب بعضهم إلى أن صاحب الحال هو “صَدُقاتِهِنَّ”، وعليه يكون التأويل: منحولةً مُعطاةً عن طيبة الأنفسِ، وقد فَسَّرُوا النِّحْلَةَ بِالْفَرِيضَةِ، وعليه يكون التأويل: أعطوهن مهورهن؛ حال كونها فريضة من الله ([90]).
2-2-6- قوله تعالى: )وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا( ([91]) [النساء: 7]
فـ “نصيبًا” منصوبة على الحالية، واختلفوا في تعيين عاملها وصاحبها، فذكر بعضهم أنها حَالٌ مِنْ “نَصِيبٌ”، وسوغ مجيء الحال من النكرة أنها قَدْ وُصِفَتْ، وذهب آخرون إلى أنها حَالٌ مِنَ الْفَاعِلِ المستتر فِي “قَلَّ أَوْ كَثُرَ”، أو من الضمير المستتر في الجار والمجرور الواقع خبرا “لِلنِّسَاءِ”؛ إذ المعنى: ثبت لهم مفروضًا نصيبٌ، وقيل: صاحب الحال الضمير المستتر في الجار والمجرور “مما” الواقع صفة ([92]).
2-2-7- قوله تعالى: )إذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا( ([93])
فــ “زَحْفًا” منصوبة على الحالية، وعاملها الفعل المتصرف “لقي”، أما صاحب الحال فيجوز أن يكون الضمير المتصل في عاملها الذي يعود إلى جماعة المؤمنين، ويجوز أن يكون حالاً من جماعة الكافرين، وعليه يكون التأويل: إذَا لَقِيتُمْ الْكُفَّارَ مَاشِينَ إلَيْكُمْ قَلِيلًا قَلِيلًا([94])، وقيل: إذا لقيتموهم للقتال وَهُمْ كثير جَمٌّ، وقد يكون حالا من كلا الفريقين، وعليه فإن تأويله: إذا لقيتموهم متزاحفين هم وأنتم ([95]).
2-2-8- قوله تعالى: )وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِدًا أَوْ قائِمًا( ([96])
فـــ “لِجَنْبِهِ” شبه جملة في موضع الحال، واختلفوا في عاملها، فذهب الجمهور إلى أن عاملها الفعل المتصرف “دعا”، وجوَّز الزجاج وابن عطية أن يكون عاملها الفعل المتصرف “مسَّ”([97])، وتبعا لذلك اختلفوا في تعيين صاحب الحال على وجهين: الأول: هو الضَّمِيرُ المستتر، يعنى فاعل الفعل “دَعَانَا، وعليه يكون التأويل: لَا يَزَالُ دَاعِيًا لَا يَفْتُرُ عَنِ الدُّعَاءِ إِلَى أَنْ يَزُولَ عَنْهُ الضُّرُّ، سَوَاءٌ كَانَ مُضْطَجِعًا أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا ([98])، والثاني: صاحب الحال هو “الإنسان”، وعليه يكون التأويل: وإذا مس الإنسان الضر على إحدى هذه الأحوال دعانا([99]).
إلا أن الوجه الثاني يبدو ضعيفًا؛ فرغم أن عامل الحال فعل الشرط “مسَّ” وجدنا الحال وقعت بعد جواب الشرط “دعانا”، ولذا كان هو أولى بالعمل، فضلا عن أن المعنى الظاهر هو أن الإنسان يكثر من الدعاء في كل حال، وليس أن الأذى يلحقه في كل حال.
2-2-9- قوله تعالى: )هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا( ([100])
فـ “خَوْفًا وَطَمَعًا” أحوال، وعاملها الفعل المتصرف “يُرِي”، أما صاحب الحال فقد ذكر الزمخشري وجهين: الأول أن يكون الضمير المتصل في العل “يُرِي” وهو المفعول به الأول، ويعود على جماعة المخاطبين، وعليه يكون تأويل المعنى: يريكم البرق خائفين من صواعقه طامعين في نزول المطر، والثاني أن يكون حالا من المفعول به الثاني وهو “البرق”؛ كَأَنَّهُ فِي نَفْسِهِ خَوْفٌ وَطَمَعٌ، وتأويله: يُرِيكُمُ الْبَرْقَ إِيخَافًا وَإِطْمَاعًا([101]).
2-2-10- قوله تعالى: )جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ( ([102])
فقوله “بالغيبِ” شبه جملة في موضع الحال، وعاملها الفعل المتصرف “وعد”، أما صاحب الحال، فهو الضمير المحذوف في جملة الصلة ويعود على الجنة، وعليه يكون التأويل: الجنة التي وعَدَها، وهي غائبةٌ عنهم لا يُشاهدونها، وقيل صاحب الحال المفعول الثاني يعني “عباده”، وعليه يكون التأويل: حال كونهم غائبين عنها لا يَرَوْنها، إنما آمنوا بمجردِ الإِخبار منه([103]).
2-2-11- وقوله تعالى: )إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ( ([104]) [الملك: 67/12]
فقوله “بِالْغَيْبِ” شبه جملة في موضع الحال، وعامله الفعل المتصرف “يخشى”، أما صاحب الحال فقد يكون الفاعل أي الضمير المتصل، وعليه يكون التأويل: يخافون رَبَهُمْ أو عَذَابَ رَبِّهِمْ غائبين عنه، بمعنى أَنَّ الْخَائِفَ غَائِبٌ عَنْ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى([105])، وقد يكون التأويل: غائبين عن أعين الناس([106])، حال كونهم في خلوتهم؛ حيث لا مجال للرياء ولا للتصنع.
وذهب الزمخشري إلى أن صاحب الحال هو المفعول “ربهم”، وعليه يكون التأويل: يخشون ربهم وهو غائب لم يعرفوه([107])، أو يخافون عذاب ربهم غائبًا عنهم لم يعاينوه بعد([108]).
ومثله قوله تعالى: )مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ( ([109])
ومثله قوله تعالى: )لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ( ([110])
فقد يكون صاحبُ الحال الفاعلَ أو المفعولَ، وتأويله: وأنا غائب عنه خفي عن عينه، أو وهو غائب عني خفي عن عيني([111]). وكلاهما جائز ذلك أن من غبت عنه، فقد غاب عني. فالحال متساوية.
2-2-12- قوله تعالى: )وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ( ([112])
فــ “يَصُدُّون” جملة فعلية في موضع الحال، وعاملها الفعل المتصرف “رأى”، وصاحب الحال الضمير المتصل “هم” يعود على المنافقين، أما جملة “وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ” فهي جملة اسمية في موضع الحال أيضا، وصاحب الحالِ إما أن يكون الضمير المتصل “هم” أيضا، وإمَّا أن يكون الضمير المتصل واو الجماعة من الحال الأولى “يَصُدُّون” فتكونُ الحال متداخلةً([113]).
2-2-13- قوله تعالى: )وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ( ([114])
فجملة “وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ” في موضع الحال، وعاملها الفعل المتصرف “نَتَقْنَا”، أما صاحب الحال فهو “الْجَبَلَ”، وعليه يكون التأويل: كأنَّهُ ظُلَّةٌ في حال كونه مظنونًا وقوعه بهم([115])، وقد يكون صاحب الحال الضمير المجرور في “فوقهم”.
2-2-14- قوله تعالى: )إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ( ([116])
فجملة “نَبْتَلِيهِ” في موضع الحال، وعاملها الفعل المتصرف “خلق”، واختلفوا في صاحب الحال؛ فذهب ابن أبي حاتم وتبعه النيسابوري إلى أنه الضمير المتصل “نا الفاعلين”، العائد على الله عز وجل، وعليه يكون التأويل: خَلَقْنَاهُ مُبْتَلِينَ لَهُ، يَعْنِي مُقَدِّرِينَ ابْتِلَاءَهُ وَاخْتِبَارَهُ بالتكليف؛ “لأنه وقت خلقه غير مكلف”([117])، وقد يكون تقلبه وقت خلقه في بطن أمه من حال إلى حال ابتلاء؛ باعتبار معنى التغيير فيه.
وذهب آخرون إلى أن صاحب الحال هو “الإنسان”، وعليه يكون التأويل: مقدرًا له الابتلاء بالخير والشر والتكاليف([118]).
2-2-15- قوله تعالى: )شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِمًا بِالْقِسْطِ( ([119])
فـ “قائِمًا بِالْقِسْطِ” حال، وعاملها الفعل المتصرف “شهد”، واختلفوا في تعيين صاحب الحال: فقيل: صاحب الحال “الله”، وعليه يكون التأويل: شهد الله قائما بالقسط… وقيل: صاحب الحال الضمير المنفصل “هو”، وعليه يكون التأويل: شهد الله أنه لا إله إلا هو قائما بالقسط، وأجاز أبو حيان أن يكون حالاً من الجميع أي: الله والملائكة وأولو العلم؛ “عَلَى اعْتِبَارِ كُلِّ وَاحِدٍ وَاحِدٍ”([120]).
الخاتمة:
بعد هذا الاستقراء والتحليل لبعض الأمثلة من آيات القرآن الكريم، التي اختلف فيها النحاة وأهل التفسير، وبيان الأوجه التي جاء عليها الحال وعاملها وأثر ذلك على تعيين صاحب الحال، ومن ثم على تأويل الآية الكريمة نجمل أهم النتائج في النقاط التالية:
§ لم يكن البحث في الحال وشروطها والعامل فيها بمنأى عن الخلاف المنهجي بين البصريين والكوفيين بشكل عام.
§ اختلف النحاة في مسائل تأصيلية منها: العامل في الحال، تقدم الحال على عاملها، مجيء الحال من المبتدأ ومن المضاف إليه.
§ أدى الخلاف المذهبي بين النحاة دورا في تباين آرائهم حول تعيين صاحب الحال في الجملة لا سيما الإسمية.
§ نتج عن الإبهام في صاحب الحال اختلاف في تفسير الآيات الكريمة، كان أكثر وضوحا في الحال التي وردت بالجملة الفعلية، لكنه يبقى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.
§ في الوقت الذي كان يمكن فيه ترجيح قول على قول في بعض الأمثلة، كان ثمة صعوبة بأمثلة أخرى؛ إما لاحتمالية أقوالهم سواء بسواء، وهو ما يثري عملية التأويل، وإما لتعدد الضمائر التي تعود في الأخير إلى مرجع واحد، وبالتالي يبقى خلافا لفظيا مذهبيا، لا ينشأ عنه أي تأويل مغاير.
المصادر والمراجع
إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث، أبو البقاء العكبري، تحقيق: وحيد عبد السّلام بالى- محمّد زكي، دار ابن رجب، القاهرة، 1998.
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، أبو السعود العمادي، محمد بن محمد بن مصطفى، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د. ت.
الأصول في النحو، أبو بكر محمد بن السري بن سهل، ابن السراج النحوي، تحقيق: عبد الحسين الفتلي، مؤسسة الرسالة، بيروت، د. ت.
أمالي ابن الحاجب، عثمان بن عمر بن أبي بكر، ابن الحاجب، تحقيق: فخر صالح سليمان قدارة، دار الجيل، بيروت، 1989.
الانتصار لسيبويه على المبرد، أبو العباس أحمد بن محمد التميمي النحوي، ابن ولاد، تحقيق: زهير عبد المحسن سلطان، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1996.
أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر البيضاوي، تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1418.
البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، تحقيق: صدقي محمد جميل، دار الفكر، بيروت، 1420.
البديع في علم العربية، مجد الدين أبو السعادات المبارك، ابن الأثير، تحقيق: فتحي أحمد علي الدين، السعودية: جامعة أم القرى، 1420.
التبيان في إعراب القرآن، أبو البقاء العكبري، تحقيق: علي محمد البجاوي، عيسى البابي الحلبي، القاهرة، د. ت.
التبيين عن مذاهب النحويين البصريين والكوفيين، أبو البقاء العكبري، تحقيق: عبد الرحمن العثيمين، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1986.
تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، الدار التونسية للنشر، تونس، 1984.
التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل، أبو حيان الأندلسي، تحقيق: حسن هنداوي، دار القلم، دمشق، 2013.
تعدد المعنى في النص القرآني، دراسة دلالة في مفاتيح الغيب للغمام الرازي، إيهاب سعيد النجمي، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، ط1، 2016م.
التَّفْسِيرُ البَسِيْط، أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي النيسابوري، جامعة الإمام محمد بن سعود، السعودية، 1430.
تفسير القرآن الكريم، ابن قيم الجوزية، تحقيق: مكتب الدراسات والبحوث العربية والإسلامية بإشراف الشيخ إبراهيم رمضان، دار الهلال، بيروت، 1410.
توجيه اللمع، أحمد بن الحسين، ابن الخباز، تحقيق: فايز زكي، دار السلام، القاهرة، 2007.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر، القاهرة، 2001.
الجامع لأحكام القرآن، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية، القاهرة، 1964.
الجمل في النحو، الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري، تحقيق: فخر الدين قباوة، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1995.
حاشيتان من حواشي ابن هشام على ألفيَّة ابن مالك، دراسةً وتحقيقًا، عبد الله بن يوسف بن أحمد جمال الدين، ابن هشام الأنصاري، تحقيق: جابر بن عبد الله بن سريِّع السريِّع، كليَّة اللُّغة العربيَّة، رسالة دكتوراه، المدينة المنورة، 1440.
حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، محمد الأمين بن عبد الله الأرمي العلوي الهرري الشافعي، دار طوق النجاة، بيروت، 2001.
الحدود في علم النحو، شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد البجائي الأٌبَّذيٌ الأندلسي، تحقيق: نجاة حسن عبد الله نولي، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، 2001.
الخصائص، أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، د. ت.
الخلاصة في النحو ألفية ابن مالك، أبو عبد الله محمد بن عبد الله، ابن مالك الأندلسي، تحقيق: عبد المحسن بن محمد القاسم، د. ن.، الرياض، 2018.
الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، أبو العباس شهاب الدين أحمد بن يوسف بن عبد الدائم، السمين الحلبي، تحقيق: أحمد محمد الخراط، دار القلم، دمشق، د. ت.
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، شهاب الدين محمود بن عبد الله الألوسي، تحقيق: علي عبد الباري عطية، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415.
سفر السعادة وسفير الإفادة، علم الدين السخاوي، تحقيق: محمد الدالي، دار صادر، بيروت، 1995.
شرح أبيات سيبويه، يوسف بن أبي سعيد السيرافي، تحقيق: محمد هاشم، دار الفكر، القاهرة، 1974.
شرح الأشموني على ألفية ابن مالك، علي بن محمد بن عيسى الأُشْمُوني، دار الكتب العلمية، بيروت، 1998.
شرح الإمام الفارضي على ألفية ابن مالك، شمس الدين محمد الفارضي الحنبلي، تحقيق: محمد مصطفى الخطيب، دار الكتب العلمية، بيروت، 2018.
شرح التصريح على التوضيح، الأزهري، خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد الجرجاويّ الأزهري زين الدين المصري الوقاد، دار الكتب العلمية، بيروت، 2000.
شرح المفصل للزمخشري، موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش ابن أبي السرايا، تقديم: إميل بديع يعقوب، دار الكتب العلمية، بيروت، 2001.
شرح المقدمة المحسبة، طاهر بن أحمد، ابن بابشاذ، تحقيق: خالد عبد الكريم، المكتبة العصرية، الكويت، 1977.
شرح تسهيل الفوائد، محمد بن عبد الله الطائي الجياني أبو عبد الله، جمال الدين، ابن مالك، تحقيق: عبد الرحمن السيد، دار هجر، القاهرة، 1990.
طلبة الطلبة، أبو حفص نجم الدين عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل النسفي، مكتبة المثنى، بغداد، 1311.
فتح رب البرية في شرح نظم الآجرومية، أحمد بن عمر بن مساعد الحازمي، مكتبة الأسدي، مكة المكرمة، 2010.
فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب، شرف الدين الحسين بن عبد الله الطيبي، جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، دبي، 2013.
كتاب العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري، تحقيق: مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، مصر، د. ت.
الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، جار الله أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد الزمخشري، دار الكتاب العربي، بيروت، 1407.
اللباب في علل البناء والإعراب، أبو البقاء العكبري، تحقيق: عبد الإله النبهان، دار الفكر، دمشق، 1995.
اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل الحنبلي، أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود – علي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، 1998.
اللمحة في شرح الملحة، محمد بن حسن بن سِباع بن أبي بكر الجذامي، ابن الصائغ، تحقيق: إبراهيم بن سالم الصاعدي، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، 2004.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي المحاربي، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلمية، بيروت، 1422.
المخصص، أبو الحسن علي بن إسماعيل المرسي، ابن سيده، تحقيق: خليل إبراهيم جفال، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1996.
مدارك التنزيل وحقائق التأويل، أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي، تحقيق: يوسف علي بديوي، دار الكلم الطيب، بيروت، 1998.
المرتجل في شرح الجمل، أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد، ابن الخشاب، تحقيق: علي حيدر، دار الحكمة، دمشق، 1972.
معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي أبو الحسين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، بيروت، 1979.
مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1420.
المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية شرح ألفية ابن مالك، أبو إسحق إبراهيم بن موسى الشاطبي، تحقيق: محمد إبراهيم البنا، معهد البحوث العلمية، مكة المكرمة، 2007.
الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه، مكي بن أبي طالب القيسي، تحقيق: مجموعة رسائل جامعية، مجموعة بحوث الكتاب والسنة – كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، الشارقة، 2008.
Kaynakça / References
el-Baḥrü’l-muḥîṭ, Ebû Hayyân el-Endelüsî, Thk. Sidkî Muhammed Cemîl, Dâru’l-Fikr, Beyrut, 1420.
el-Bedî‘ Fî İlme’l-ʿArabiyye, Ebü’s-Seâdât Mecdüddîn el-Mübârek b. Esîrüddîn Muhammed b. Muhammed eş-Şeybânî el-Cezerî, İbnü’l-Esîr, Thk. Fethî Ahmed Alî El Din, Ümmülkurâ Üniversitesi, Suudi Arabistan, 1420.
el-Câmiʿ li-aḥkâmi’l-Ḳurʾân, Ebû Abdillâh Muhammed b. Ahmed b. Ebî Bekr b. Ferh el-Kurtubî, Thk. Ahmed el-Berduni – İbrâhim Atfiş, Dâru’l-Kutubi’l-Mısriyye, Kahire, 1964.
Câmiʿu’l-beyân ʿan teʾvîli âyi’l-Ḳurʾân, Ebû Ca‘fer Muhammed b. Cerîr b. Yezîd el-Âmülî et-Taberî el-Bağdâdî, Thk. Abdullah b. Abdülmuhsin et-Türkî, Dâru Hecr, Kahire, 2001.
el-Cümel fi’n-naḥv, Halîl b. Ahmed el-Ferâhîdî, Thk. Fahreddin KabâveMüessesetü’r-Risâle, Beyrut, 1995.
ed-Dürrü’l-maṣûn fî ʿulûmi’l-kitâbi’l-meknûn, Semîn el-Halebî, Ebü’l-Abbâs Şihâbüddîn Ahmed b. Yûsuf b. İbrâhîm (Abdiddâim) el-Halebî, Thk. Ahmed Muhammed el-Harrât, Darü’l-Kalem, Dımaşk, ts.
el-Elfiyye (el-Ḫulâṣa fî Nahve), İbn Mâlik et-Tâî, Ebû Abdillâh Cemâlüddîn Muhammed b. Abdillâh b. Mâlik et-Tâî el-Endelüsî el-Ceyyânî, Thk. Abdulmuhsin b. Muhammed el-Kāsım, y.y., Riyad, 2018.
el-Emâli’n-naḥviyye, İbnü’l-Hâcib, Ebû Amr Cemâlüddîn Osmân b. Ömer b. Ebî Bekr b. Yûnus, Thk. Fahr Sâlih Süleyman Kadâra, Dâru’l-Cîl, Beyrut, 1989.
Envârü’t-tenzîl ve esrârü’t-teʾvîl, Nâsırüddîn Ebû Saîd (Ebû Muhammed) Abdullāh b. Ömer b. Muhammed el-Beyzâvî, Thk. Muhammed Abdirrahmân el-Mar‘aşlî, Dâr İhyâ Türâsi’l-Arabî, Beyrut, 1418.
Fethu Rabbi’l-beriyye fî şerhi nazmi’l-Âcrûmiyye, Ebû Bekr Zeynüddîn Muhammed b. Mûsâ b. Osmân b. Hâzim el-Hâzimî el-Hemedânî, Mektebetü’lEsedî, Mekke, 2010.
Fütûḥu’l-ġayb fi (ve)’l-keşf ʿan ḳınâʿi’r-reyb (Şerḥu/Ḥâşiyetü’l-Keşşâf), Ebû Muhammed Şerefüddîn Hüseyn b. Abdillâh b. Muhammed et-Tîbî, Dubai Uluslararası Kur’an-ı Kerim Ödülü, Dubai, 2013.
Hadâiku’r-Ravhi ve’r-Rayhân fî Ravâbî Ulûmi’l-Kur’an, Muhammed el-Emin b. Abdullah b. Yusuf b. Hasan el-Üremi el-Alevi el-Hereri, Dâru Tavki’n-Necat, Beyrut, 2001.
el-Ḫaṣâʾiṣ, Ebü’l-Feth Osmân b. Cinnî el-Mevsılî el-Bağdâdî, el-Heyetu’l-Mısriyyetu’l-Âmmtü lil-Kitâb, Kahire, ts.
Hâşiyeten min Hâvşi İbn Hişâm ʿale Elfiyyeti İbn Mâlik, İbn Hişâm en-Nahvî, Ebû Muhammed Cemâlüddîn Abdullāh b. Yûsuf b. Ahmed b. Abdillâh b. Hişâm el-Ensârî el-Mısrî, Thk. Câbir b. Abdillâh b. Sürayyî‘ es-Sürayyî, Külliyetü’l-Lugati’l-Arabiyye, Doktora Tezi, Medine, 1440.
el-Hidâye ilâ bulûġi’n-nihâye fî ʿilmi meʿâni’l-Ḳurʾân ve tefsîrihî ve aḥkâmihî ve cümelin min fünûni ʿulûmih, Mekkî b. Ebî Tâlib el-Kaysî, Şarikah Üniversitesi, Şarikah, 2008.
el-Ḥudûd Fî ilimi’n-naḥv, Şehâbeddin Ahmed b. Muhammed b. Muhammed el-Bajaî el-übbezî el-Endelüsî, Thk. Necet Hasen Abdullāh Nulî, el-Câmiatü’l-İslâmiyye, Medine, 2001.
İrşâdü’l-ʿaḳli’s-selîm ilâ mezâya’l-Kitâbi’l-Kerîm, Ebüssuûd Efendi, Muhammed b. Muhammed b. MustafaDârü İhyâ Türâsi’l-Arabî, Beyrut, ts.
İtḥâfü’l-ḥas̱îs̱ bi-iʿrâbi mâ yüşkilü min elfâẓi’l-ḥadîs̱, Ebü’l-Bekā Muhibbüddîn Abdullāh b. el-Hüseyn b. Abdillâh el-Ukberî el-Ezecî el-Bağdâdî, Thk. Vahîd Abdüsselâm Bâlî – M, Zekî Abdüddâim, Daru İbn Receb, Kahire, 1998.
el-İntiṣâr li-Sîbeveyhi mine’l-Müberred, Ebü’l-Abbâs Ahmed b. Muhammed b. Velîd (Vellâd) et-Temîmî el-Mısrî, Thk. Züheyr Abdulmohsin Sultan, Beyrut, Müessesetü’r-Risâle, 1996.
el-Keşşâf ʿan ḥaḳāʾiḳı ġavâmiżi’t-tenzîl ve ʿuyûni’l-eḳāvîl fî vücûhi’t-teʾvîl, Ebü’l-Kāsım Mahmûd b. Ömer b. Muhammed el-Hârizmî ez-Zemahşerî, Darü’l-Kitabi’l-Arabî, Beyrut,1407.
Kitâbü’l-ʿAyn, Halîl b. Ahmed el-Ferâhîdî, Thk. Mehdî el-Mahzûmî – İbrâhîm es-Sâmerrâî, Dâru Mektebeti’l-Hilâl, Beyrut, ts.
el-Lübâb fî ʿileli’l-binâʾi ve’l-iʿrâb, Ebü’l-Bekā Muhibbüddîn Abdullāh b. el-Hüseyn b. Abdillâh el-Ukberî el-Ezecî el-Bağdâdî, Thk. Gāzî Muhtâr Tuleymât – Abdülilâh Nebhân, Dâru’l-Fikr, Dımaşk, 1995.
el-Lübâb fî ʿulûmi’l-Kitâb, Ebû Hafs Sirâcüddîn Ömer b. Nûriddîn Alî b. Âdil en-Nu‘mânî ed-Dımaşkī, Thk. Şeyh Âdil Ahmed Abdülmevcûd – Şeyh Alî Muhammed Muavvid, Dârü’l-Kütübi’l-İlmiyye, Beyrut, 1998.
el-Uṣûl Fî Nahve, Ebû Bekr Muhammed b. es-Serî b. Sehl el-Bağdâdî, İbnü’s-Serrâc, Thk. Abdülhüseyin el-Fetlî, Müessesetü’r-Risâle, Beyrut, ts.
el-Maḳāṣıdü’ş-şâfiye fî şerḥi’l-Ḫulâṣati’l-kâfiye (Şerḥu Recezi İbn Mâlik), Ebû İshâk İbrâhîm b. Mûsâ b. Muhammed el-Lahmî eş-Şâtıbî el-Gırnâtî, Thk. Muhammed İbrâhim el-Bennâ, Bilimsel Araştırma Enstitüsü, Mekke, 2007.
Medârikü’t-tenzîl ve ḥaḳāʾiḳu’t-teʾvîl, Ebü’l-Berekât Hâfızüddîn Abdullah b. Ahmed b. Mahmûd en-Nesefî, Thk. Yûsuf Alî Bedevî, Dâru’l-kelim’t-tayyib, Beyrut, 1998.
el-Muḥarrerü’l-vecîz fî tefsîri’l-kitâbi’l-ʿazîz, İbn Atiyye el-Endelüsî, Thk. Abdüsselâm Abdüşşâfî Muhammed, Dârü’l-kütübi’l-İlmiyye, Beyrut, 1422.
Muʿcemü meḳāyîsi’l-luġa, Ebü’l-Hüseyn Ahmed b. Fâris b. Zekeriyyâ b. Muhammed er-Râzî el-Kazvînî el-Hemedânî, Thk. Abdüsselâm Muhammed Hârûn, Beyrut, Dârü’l-Fikr, 1979
el-Muḫaṣṣaṣ, İbn Sîde, Ebü’l-Hasen Alî b. İsmâîl ed-Darîr el-Mürsî, Thk. Halîl İbrâhîm Ceffâl, Dârü İhyâ Türâsi’l-Arabî, Beyrut, 1996.
el-Mürtecel fî şerḥi’l-Cümel, Ebû Muhammed Abdullāh b. Ahmed b. Ahmed b. Ahmed el-Haşşâb el-Bağdâdî, Thk. Alî Haydar, Dârü’l-hikme, Dımaşk, 1972.
Rûḥu’l-meʿânî fî tefsîri’l-Ḳurʾâni’l-ʿaẓîm ve’s-sebʿi’l-mes̱ânî, Ebü’s-Senâ Şihâbüddîn Mahmûd b. Abdillâh b. Mahmûd el-Hüseynî el-Âlûsî, Thk. Alî Abdülbârî Atıyye, Dârü’l-Kütübi’l-İlmiyye, Beyrut, 1415.
Sifrü’s-saʿâde ve sefîrü’l-ifâde, Ebü’l-Hasen Alemüddîn Alî b. Muhammed b. Abdissamed es-Sehâvî, Thk. Muhammed Ahmed ed-Dâlî, Beyrut, Dâru Sâdır, 1995.
Şerḥu ebyâti Kitâbi Sîbeveyhi, Ebû Muhammed Yûsuf b. Ebî Saîd el-Hasen b. Abdillâh b. Merzübân es-Sîrâfî, Thk. Muhammed Ali Reyyih el-Hâşimî, Darü’l-Fikr, Kahire, 1974.
Şerḥu’l-Mufaṣṣal, Ebü’l-Bekā Muvaffakuddîn Yaîş b. Alî b. Yaîş b. Muhammed el-Esedî el-Halebî, Tk, Emîl Bedî‘ Ya‘kūb, Dârü’l-kütübi’l-İlmiyye, Beyrut, 2001.
Şerhu’l-Muḳaddimetü’l-muḥsibe fî ʿilmi’n-naḥv, Ebü’l-Hasen Tâhir b. Ahmed b. İdrîs b. Bâbeşâz el-Mısrî el-Cevherî, Thk. Hâlid Abdülkerîm, el-Mektebetü’l-Asriyye, Küveyt, 1977.
Şerḥu’l-Üşmûnî li-Elfiyyeti İbn Mâlik, Ebü’l-Hasen Nûruddîn Alî b. Muhammed b. Îsâ b. Yûsuf el-Üşmûnî, Dârü’l-Kütübi’l-İlmiyye, Beyrut,1998.
Şerḥu’t-Taṣrîḥ ʿale’t-Tavżîḥ, Ebü’l-Velîd Zeynüddîn Hâlid b. Abdillâh b. Ebî Bekr el-Vakkād el-Ezherî, Dârü’l-Kütübi’l-İlmiyye, Beyrut, 2000.
Şerḥu’t-Teshîl, İbn Mâlik et-Tâî, Ebû Abdillâh Cemâlüddîn Muhammed b. Abdillâh b. Mâlik et-Tâî el-Endelüsî el-Ceyyânî, Thk. Abdurrahman es-Seyyid, Dâru Hecr, Kahire, 1990.
Şerhü’l-Imami’l-Fardî ala Elfiyyeti İbni Malik, Şemsüddîn Muhammed el-Fardî el-Hanbelî, Thk. Muhammed Mustafa el-Hatîb, Dârü’l-Kütübi’l-İlmiyye, Beyrut, 2018.
Taḥrîrü’l-maʿne’s-sedîd ve tenvîrü’l-ʿaḳli’l-cedîd min tefsîri’l-kitâbi’l-mecîd, Muhammed et-Tâhir b. Muhammed b. Muhammed et-Tâhir et-Tûnisî, ed-Dâru’t-Tûnisiyye li’n-Neşr, Tunus, 1984.
Teaddüdü’l-Ma’nâ fi en-Nassı’l-Kurâni Dirâsetün Dilêliyyetün fi Mefêtîhi’l-Gayb Lil-İmâm er-Râzî, İhab Said ALNAGMY, mektebetü Zehra eş-Şark, Kahira, 2016.
Tevcihü’l-Lüma’, Ahmed b. İbnü’l-Hüseyin İbnü’l-Habbâz, Thk. Fāyiz Zekî, Dāru’s-Selām, Kahire, 2007.
Ṭılbetü’ṭ-ṭalebe, Ebû Hafs Necmüddîn Ömer b. Muhammed b. Ahmed en-Nesefî es-SemerkandîMektebetü’l-müsennâ, , Bağdat, 1311.
et-Tebyîn ʿan meẕâhibi’n-naḥviyyîne’l-Baṣriyyîn ve’l-Kûfiyyîn, Ebü’l-Bekā Muhibbüddîn Abdullāh b. el-Hüseyn b. Abdillâh el-Ukberî el-Ezecî el-Bağdâdî, Thk. Abdurrahman b. Süleyman el-Useymîn, Dâru’l-garbi’l-İslamî, Beyrut, 1986.
et-Tefsîrü’l-basîṭ, Ebü’l-Hasen Alî b. Ahmed b. Muhammed el-Vâhidî en-Nîsâbûrî, Thk. on beş doktora öğrencisi, Câmiatü’l-İmâm Muhammed b. Suûd el-İslâmiyye, Riyad,1430.
et-Tefsîrü’l-ḳayyim li’l-İmâm İbni’l-Ḳayyim, İbn Kayyim el-Cevziyye, Ebû Abdillâh Şemsüddîn Muhammed b. Ebî Bekr b. Eyyûb ez-Züraî ed-Dımaşkī el-Hanbelî, Thk. Mektebu’d-Dirâsât ve’l-Buhûsu’l-Arabiyye ve’l-İslamiyye Şeyh İbrâhîm Ramazan, Dâru ve mektebetuʼl-hilâl, Beyrut, 1410.
et-Tefsîrü’l-kebîr Mefâtîḥu’l-ġayb, Ebû Abdillâh Fahrüddîn Muhammed b. Ömer b. Hüseyn er-Râzî et-TaberistânîDâr ihyâi’t-türâsi’l-Arabî, , Beyrut, 1420.
et-Teẕyîl ve’t-tekmîl fî şerḥi’t-Teshîl, Ebû Hayyân el-Endelüsî, Thk. Hasan Hindavî, Dâru’l-Kalem Beyrut, Dımaşk, 2013.
et-Tibyân fî iʿrâbi’l-Ḳurʾân, Ebü’l-Bekā Muhibbüddîn Abdullāh b. el-Hüseyn b. Abdillâh el-Ukberî el-Ezecî el-Bağdâdî, Thk. Alî Muhammed el-Bicâvî, Îsâ el-Bâbî el-Halebî, Kahire, ts.