إعادة تحقيق كتاب

«أحسن الهديّة بشرح الرّسالة المحمّدية» لكاتب جلبي

محمد خيري آجات

موظّف أبحاث، قسم اللّغة العربيّة وبلاغتها

جامعة إسطنبول، تركيا

البريد الإلكتروني: mhayriacat@hotmail.com

معرف (أوركيد):  0000-0002-7997-3395

 

بحث أصيل

الاستلام: 4-9-2021

القبول: 26-10-2021

النشر: 31-10-2021

 

الملخص:

تناولنا في هذه الدّراسة إعادة تحقيق كتاب «أحسن الهديّة» للكاتب جلبي (ت. 1067هـ/1657م)، واتّفق أن وقفنا على هذا الكتاب الّذي حُقِّقَ فيما مضي ونُشِرَ في مقالة علميّة، فوجدنا فيه كلمات محرّفة تفسد العبارة وتغيّر المعنى، وللتّأكّد من هذا الأمر طلبنا من المكتبة النّسخة الّتي اتّخذها المحقّق أصلًا أثناء التّحقيق وقابلناها بالنّشر الأوّل، فوجدنا أنّ النّص المحقَّق يحتوي على 98 كلمة تعرّضت للتّحريف والتّبديل من مجموع ما يقارب 3607 كلمة من هذه المخطوطة، إضافة إلى الأخطاء الواقعة في وضع بعض الأرقام الدّالّة على نهاية لوحات المخطوطة وبداية أخرى ممّا أثبته المحقّق في الحواشي، فقمنا بإعادة تحقيق الكتاب محاولين إنشاء نصّ صحيح سليم خال من الأخطاء خدمة للباحثين والقرّاء.

الكلمات المفتاحيّة:

كاتب جلبي، أحسن الهديّة، الشّرح، المخطوط، التّحقيق.

 

 


للاستشهاد/ :Atif İçin / For Citation آجات، محمد خيري. (2021). إعادة تحقيق كتاب «أحسن الهديّة بشرح الرّسالة المحمّدية» لكاتب جلبي. ضاد مجلة لسانيات العربية وآدابها. مج2، ع4، 467- 518 https://www.daadjournal.com/ /

Re-examination of Katip Çelebî's “Ahsan al hadiyyah bi Sharh Ar-Rislalah al- Mohammadiyyah

 

Mehmet Hayri ACAT

Research assistant, Arabic language and rhetoric

İstanbul University, Turkey

E-mail:  mhayriacat@hotmail.com

 Orcid ID: 0000-0002-7997-3395

 

 

Published: 31.10.2021

Accepted: 26.10.2021

Received: 04.09.2021

Research Article

 

Abstract:

In this study, the work of Kâtip Çelebî (d. 1067/1657) named “Ahsenu'l-Hediyye”, which was previously verified by another researcher, was re-examined. When this editorial is examined, it has been found that there are incorrect words that will change the meaning. In order to confirm this, the manuscript copy that was taken as a basis in the study of the work was requested from the Library and compared with the first publication. It has been determined that 98 of the 3607 words in the manuscript were falsified and the authenticated text was created. These distortions, which correspond to a high rate of 3.5%, are undoubtedly not at an acceptable level. In this article, the work has been re-examined; A more robust text was created and presented to the use of researchers. 

Keywords:

Katip Celebi, Ahsen al Hadiyyah, Commentary, Manuscript, Critical
     Edition

 

Kâtip Çelebî'nin “Ahsenu'l-Hediyye bi Şerhi'r-Risâleti'l-Muhammediyye” adlı eserinin yeniden tahkiki

 

Arş. Gör.  Mehmet Hayri ACAT

İstanbul Üniversitesi, Türkiye

E-Posta: mhayriacat@hotmail.com

Orcid ID: 0000-0002-7997-3395

 

 

yayın: 31.10.2021

Kabul: 26.10.2021

Geliş: 04.09. 2021

Araştirma Makalesi

 

 

 

Özet:

Bu çalışmada daha önce başka bir araştırmacının tahkik ettiği Kâtip Çelebî'nin (öl. 1067/1657) “Ahsenu'l-Hediyye” isimli eseri yeniden tahkik edilmiştir. Söz konusu tahkikli neşir incelendiğinde metnin manasını değiştirecek türden hatalı kelimelerin yer aldığına rastlanılmıştır. Bunu teyit etmek için eserin tahkikte esas alınan yazma nüshanın bir kopyası Kütüphaneden talep edilerek ilk neşirle karşılaştırılmıştır. Yazma nüshadaki yaklaşık 3607 kelimenin 98’i tahrif edilerek tahkikli metnin oluşturulduğu tespit edilmiştir. %3,5 gibi yüksek bir orana tekabül eden bu tahrifler, hiç kuşkusuz kabul edilebilir seviyede değildir. Bu makalede eser yeniden tahkik edilmiş; daha sağlam bir metin oluşturularak araştırmacıların istifadesine sunulmuştur.

Anahtar Kelimeler:

 Kâtip Çelebî, Ahsenu'l-Hediyye, Şerh, Yazma eser, Tahkik.

تقديم:

كان العالم الفلكي والرّياضي واللّغوي علاء الدّين علي بن محمّد القوشجي السّمرقندي (ت. 879هـ/1474م) قد ألّف في علم الحساب رسالة نافعة باسم السّلطان العثماني في ذلك العصر السّلطان محمّد الفاتح (ت. 886هـ/1481م)، وسمّاها بـ«الرّسالة المحمّديّة» ولمّا قدم القوشجي إلى قسطنطينيّة أهداها للسّلطان محمّد الفاتح، ثمّ جاء العالم العثماني والمؤرّخ التّركي مصطفى بن عبد اللّه الملقب بـ: كاتب جلبي القسطنطيني المشهور باسم حاجي خليفة (ت 1067 هـ/1657م)، فوضع شرحا على تلك الرّسالة سمّاه بـ«أحسن الهديّة بشرح الرّسالة المحمّديّة»، وقام بتحقيقه قبل سنوات الأستاذ الفاضل إحسان فضلي أوغلي، ولا شكّ أنّ هذا الكتاب ممّا جادت به قريحة كاتب جلبي ومرّت عليها مئات السّنين وهو ينتظر من يعمل فيه أنامل التّدقيق، وكأنّه ينادي بأعلى صوته من يلبسني كسوة التحّقيق؟ وكان كاتب جلبي قد عمله عمل من طبّ لمن حبّ، وصنّفه لمن توقّد ذهنه وشبّ، حيث كان الحامل له على تأليفه من أحبّ تلاميذه إليه، وأعزّ طلّابه عليه، وكان قد بدأ به آملًا في إتمامه، وشرع في تأليفه راغبا في إكماله، فلم يزل يشرح ما غمض من الرّسالة المحمّديّة، ويفسّر ما استشكل من ألفاظها الخفيّة، حتّى فوجئ بخبر وفاته وهو من أحبّ طلّابه، وتزعزع بموته وهو في عنفوان شبابه، فضاقت عليه الأرض بما رحبت، وشقّ عليه إتمام الكتاب وثقل، فأصبح لا يرغب في إتمامه ولا يسعى في إكماله، فلم يخطر تتمميه بباله، وبقي الكتاب ناقصا على حاله، فلمّا مضى عليه مقدار طويل من الزّمان، وآن أوان من  يأخذ بيده ويخلّصه من يد النّسيان، جاء الأستاذ الدّكتور إحسان فضلي أوغلي فقام بتحقيقه ونشره في مقالة علميّة، وهو بهذا العمل يستحقّ كلّ فضل وتقدير، ونرجو من اللّه أن يثيبه عليه الخير الكثير، ولكنّنا للأسف لاحظنا أخطاء كثيرة في ضبط بعض الكلمات في النّص المحقَّق فور ما اطّلعنا عليه، فلم نلبث أن راجعنا مكتبة حاجي سليم آغا بإسطنبول حيث كانت هذه المكتبة تحتفظ بتلك النّسخة الخطّية التّي اعتمد عليها الأستاذ المحقِّق أثناء التّحقيق حتّى نتأكّد من هذه الأخطاء هل هي من عمله أم هي من عمل النّسّاخ؟، فلمّا تمكنّا من تحصيل تلك النّسخة وقابلناها بالنّص المحقَّق تبيّن لنا أنّ الأخطاء المذكورة هي قطعا من عمل الأستاذ المحقِّق ورأينا أنّ النّسخة الخطية خالية عن جميع تلك الأخطاء وتبيّن لنا أنّها هي النّسخة الّتي بخطّ المؤلّف، إضافةً إلى ذلك فإنّ الأستاذ المحقّق قد أخطأ في وضع بعض الأرقام الدالّة على نهاية لوحة وبداية ما يليها، كما أخطأ أيضا في بعض مواضع ممّا أفرده لدراسة تقييم محتوى الكتاب، فكلّ هذه الأمور تدلّ دلالة واضحة على أنّ الأستاذ المحقّق بعد فراغه من عمليّة التحقيق فاته مقابلة النّص بالنّسخة الّتي اعتمد عليها، وإنّنا على يقين بأنّ أستاذنا الكريم لو أمكنه مقابلة النّص بالمخطوطة بعد الفراغ من التحقيق لم يقع في النّص جميع تلك الأخطاء أو على الأقل أكثرها، ولسلم من التّنقيد، فهذه الأخطاء بلا شكّ قد أبعد الكتاب عن صورته الأصليّة التّي أرادها مؤلّفها وحال دون تقديم نصّ صحيح سليم عن الأخطاء والتّحريفات للقرّاء والباحثين، ومن البيّن أنّ التّحقيق أمر صعب يستدعي وقتا طويلا وصبرا عظيما كما يقتضي جهدا كبيرا وبحثا حثيثا، فينبغي لمن تصدّى للتّحقيق أن يحاول إخراج نصّ الكتاب كما أراده مؤلّفه، ويقابل النّص المحقَّق بالنّسخة الخطّيّة التّي اعتمد عليها بعد الفراغ من عمليّة التّحقيق حتّى يتأكّد من وقوع خطأ أو أخطاء في النّص، إضافةً إلى القيام بأمور أخرى مبيّنة في الكتب الّتي تكفّلت لقواعد التّحقيق، كما يلزم المحقِّقَ أن يتتبّع أقوال العلماء التّي وردت في نصّ الكتاب ممّا ذكره المؤلّف ويراجع كتبهم ثمّ يثبت مواضع ذكرها في الحواشي، إلى جانب إثبات تراجم لمن ورد ذكره في الكتاب حتّى يستفيد منه الباحثون بأبلغ وجه، فكلّ هذه الأمور قد حملتنا على تحرير النّص من جديد وإعادة تحقيق هذا الكتاب الّذي هو بخطّ مؤلّفه، مع الالتزام بقواعد التّحقيق والإشارة إلى المواضع الّتي أخطأ فيها الأستاذ المحقّق، فقد تناولنا في دراستنا هذه تلك الأخطاء مع التّنبيه على مواضع الكلمات المحرّفة في النّص بذكر أرقام الصّفحات والأسطر ووضعها داخل جدول من خلال مقابلة النّص بالنّسخة الخطيّة، وبذلك استهدفنا أن نسهم في فهم الكتاب فهما صحيحا واستفادة الباحثين والقرّاء من الكتاب كما ينبغي، كما استهدفنا أن تكون هذه الدّراسة نموذجا مفيدا للدّراسات الّتي ستتم فيما بعد.

 

أولا: الدّراسة:     

1. مسوّغات إعادة تحقيق الكتاب:

1، 1. الخطأ في تحرير النّص:

ذكرنا فيما تقدّم أنّ كتاب «أحسن الهدية بشرح الرسالة المحمدية» قد حُقِّقَ من قبلُ ونُشِرَ في مقالةٍ علميّةٍ وأنّ الأستاذ المحقِّق حرّف كثيرًا من الكلمات عند تحرير النّص، فمنها ما غُيّرت تمامًا ومنها ما بُدّلت إحدى حروفها بحرف آخر ومنها ما وقع فيها تقديم وتأخير، وقد وضعنا تلك الكلمات في جدول وأثبتنا بجنب كلّ منها ما هو الصّواب مع بيان أرقام الصّفحات والأسطر ممّا في النّص المحقّق، وهو كما يلي:

الخطأ

الصواب

السّطر

الصّفحة

جليل

الجليل

2

119

لمّا

ولمّا

1

120

وأرقّها

وأدقّها

1

120

وأتمّها

وأهمّها

2

120

يعتقد

ويعتضد

4

120

أطباق

إطباق

5

120

لأشحاذه

لإشحاذه

5

120

براهين

بِواهي

5

120

﴿وكفى بينا حاسبين﴾

﴿وكفى بنا حاسبين﴾

7

120

رضيا

رَصِينًا

9

120

أغناء

إغناء

10

120

لم يثقب

لم تثقب

11

120

في الحافقين

في الخافقين

12

120

مسئولة

مسئوله

13

120

ثمّ أنّ

ثمّ إنّ

14

120

ببال

ببالي

14

120

العلماء

علماء

15

120

وليكن

وليكون

16

120

من أسماء الحسنى

من أسمائه الحسنى

19

120

تكون حينئذ

حينئذ تكون

21

120

ويقال

يقال

26

120

ومركّبة

مركّبة

28

120

بين هذا العلم

بين أهل هذا العلم

4

121

ثابتين

ثابتتين

10

121

اوحدود

أو حدود

15

121

ممّا له

فما له

15

121

أن الاستعارة

إذ الاستعارة

21

121

في ذكر

وفي ذكر

21

121

من أيام

من أمام

24

121

مدعوّ أو رسولا

مدعوًّا ورسولا

25

121

وأدنها حقيقة

وأدناها حقيقة

30

121

وأدنها صورة

وأدونها صورة

31

121

ألأرضين

الأرضين

32

121

الجغرافيّة

العُرفيّة

1

122

بالعناية

بالعنايات

2

122

ملجأ

وملجأ

4

122

اكمال

الجِمال

5

122

هو المهد

المهد

6

122

يتهيّأ

يهيّأ

6

122

يعني سلطان

يعني أنّه سلطان

9

122

سرير خلافة

سرير الخلافة

9

122

قال الفاضل

وقال الفاضل

11

122

معرب «سرايرده»

معرّب «سراپرده»

11-12

122

تعقبه

وتعقّبه

12

122

شيخ زاده

بشيخ زاده

14

122

المطبع

المطيع

15

122

بالقمعة

بالمقمعة

16

122

أو كالحجرة

أو كالمحجن

16

122

على سبيل

هذا على سبيل

19

122

خلق سحبان لديه

خلق مَنْ سحبان لديه

23

122

وسبحان

وسَحْبَانُ

25

122

ولأضير

ولا ضير

32

122

والضّير: الفرد

والضّير: الضّرر

32

122

وإياديه

وأياديه

1

123

نعمته

نعمه

2

123

ولأشرف

ولا سَرَفَ

2

123

سخيّ

لسخيٍّ

2

123

لا خيرَ في الشّرف

لا خيرَ في السَّرَفِ

2

123

بحر ينطش

بحر نيطش

6

123

السّلطان

سلطان

6

123

في يوم الخميس

يوم الخميس

7

123

ربيع الأولى

ربيع الأوّل

7-8

123

وسلطنته

وسلطانه

9

123

خصنا عزيزا

حِصنا حريزا

9-10

123

ترتيبه

تربيته

15

123

الخصال الكونيّة

الخصال الكريمة

15

123

من الخصائص

والخصائص

15-16

123

القسطنطينيّة

قسطنطينة

16

123

وأتاه

وآتاه

16

123

(ظَاهِرَةِ الْإِشْرَاقِ) أي عامّةِ النّفعِ باقيةِ الآثارِ. (وَالطُّلُوعِ) كالشّمس...

(ظَاهِرَةِ الْإِشْرَاقِ وَالطُّلُوعِ) أي عامّةِ النّفعِ باقيةِ الآثارِ، كالشّمس...

17-18

123

ظاهرة الأعراق والفروع

طاهرة الأعراق والفروع

18-19

123

السنة الفضلاء

ألسنة الفضلاء

19

123

بطرق عطائه منطوقة

بطَوْقِ عطائه متطوّقة

20

123

وقوله «بعثني»

قوله «بعثني»

21

123

ونجله السّيعد

ونجله السّعيد

26

123

خوجه زاده

خواجه زاده

27

123

العاجلة

العجالة

30

123

من شيئ

من شيء

30

123

أي المرجوّا

أي المرجوّ

31

123

اشتهار

اشتهاره

31

123

مفتاخ الحساب

مفتاح الحساب

3

124

قدّم من بلاده

قَدِمَ من بلاده

4

124

وتحريره

وتبحّره

4

124

ونصرني في دولته السّلطان 

ونصرني دولة السّلطان

6

124

إن أصنع

أن أصنع

7

124

والرّضاء

والرّضا

8

124

والنّهي

والنُّهَى

9

124

والعقل

العقل

9

124

إمّا بأحوال

إمّا علمٌ بأحوال

13

124

وهذه الثّلاثة

وهذه الأقسام الثّلاثة

18

124

إخوان الصّفاء

إخوان الصّفا

21

124

على الوجه ينطبق

على وجه ينطبق

21-22

124

إذ لا بيحث

إذ لا يبحث

24

124

على أعمّ

على أعمّه

25

124

على تقسيم

على تقسيمهم

25

124

والأولى إمّا أن يتعلّق

والأوّل إمّا أن يتعلّق

30

124

بحساب الخطأين

بحساب الخطّائين

32

124

قواعد الشتّى

قواعد شتّى

33

124

 

1، 2. الخطأ في بعض المواضع في تقييم محتوى الكتاب:

فكما أخطأ الأستاذ المحقّق في ضبط الكثير من الكلمات فقد أخطأ في بعض مواضع ممّا أفرده لتقييم محتوى الكتاب، فذكر أنّ أسباب قدوم القوشجي إلى قسطنطينية غير واضحة قائلا: «ورد في بعض المصادر أنّ السّلطان حسن الطّويل أرسله بطريق الرّسالة إلى السّلطان محمّد الفاتح، فسأله السّلطان محمّد أن يسكن في بلاده فوعده بالإتيان بعد أداء الرّسالة، فلمّا أدّى الرّسالة أوفى بوعده وأتى قسطنطينية، بينما ورد في مصادر أخرى أنّ السّلطان محمّد الفاتح دعا القوشجي سرًّا إلى قسطنطينية بواسطة قاضي العسكر فناري زاده علي جلبي الّذي كان يدرس في سمرقند». ثمّ قال: «إنّ كاتب جلبي([1]) استخدم كلمة «أو» للدّلالة على الأمرين جميعًا مشيرًا إلى أنّه ورد كذلك في كتب التّاريخ» فقال: 

“Ali Kuşçu'nun İstanbul'a gelişinin nedeni/nedenleri açık değildir. Bazı kaynaklara göre Uzun Hasan'ın elçisi olarak İstanbul'a gelen Kuşçu, kalması için Sultan'dan teklif alınca, görevini tamamladıktan sonra dönme sözü vermiş; daha sonra da sözünü tutarak İstanbul'a gelmiştir. Bazı kaynaklara göre ise Fatih Sultan Mehmed, çok daha önce, Semerkant'ta iken öğrenciliğini yapan kazasker Fenarîzade Ali Çelebi aracılığıyla Ali Kuşçu'yu gizlice İstanbul'a davet etmiştir. Çelebi de Şerh'inde 'veya' bağlacıyla her iki duruma işaret eden ifadeler kullanıyor ve “tarih kitaplar”ında böyle denildiğine işaret ediyor”. ([2])

 

فقد أسند الأستاذ المحقّق إلى كاتب جلبي قولًا وهو بريء عنه، فإنّه لم يستخدم كلمة «أو»، بل استخدم الواو العاطفة ليُبَيِّنَ أنّ القوشجي أتى قسطنطينيّة مرّتين: مرّةً رسولًا للسّلطان حسن الطّويل وهو قدومه الأوّل، ومرّةً بدعوةٍ من السّلطان محمّد الفاتح وهو قدومه الأخير، حيث قال كاتب جلبي عند شرح قول القوشجي في المتن: (وَبَعْدُ: فَلَمَّا قَادَنِي السَّعَادَةُ إِلَى تَقْبِيلِ وَصِيدِ حَضْرَةِ السُّلْطَانِ الْأَعْظَمِ): «وفيه إيماءٌ إلى كونه مَدْعُوًّا، ورَسُولًا للسّلطان حسن الطّويل...». ([3]) فهو لم يستخدم كلمة «أو» كما زعمه الأستاذ المحقّق، بل استخدم الواو العاطفة كما هو في كذلك المخطوط، وقد غيّر الأستاذ المحقّق في النّص الّذي قام بتحقيقه فكتبه هكذا: «وفيه إيماء إلى كونه مدعوٌّ أو رسولًا» فأفسد العبارة وغيّر المعنى وبَدَّلَ الواوَ العاطفةَ بـ«أو»، فيكون قد عَطَفَ منصوبًا على مرفوعٍ.

والأدهى من ذلك أنّ الأستاذ المحقّق يمضي ويعلّل هذا القول بأنّ كاتب جلبي فسّر قول علي القوشجي: «بَعَثَنِي» في قوله: «بَعَثَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ اِلْتِفَاتِ خَاطِرِهِ الْفَيَّاضِ إِلَى عِلْمِ الْحِسَابِ إِلَى أَنْ أَلَّفْتُ مُخْتَصَرًا فِي هَذَا العِلْمِ».([4])  بقوله: «أي: دَعَانِي»، حيث قال:

Nitekim Çelebi, Şerh'inde "ba'seni" fiiline "ey dea'ni" şeklinde karşılık verir”.([5])

فَكأنّ الأستاذ المحقِّق فَهِمَ من تفسير كاتب جلبي قولَ القوشجي في المتن: «بعثني» بقوله: «أي: دعاني» أنّ السّلطان محمّد الفاتح دعاه إلى دار السّلطنة قسطنطينيّة، أمّا قدومه إلى قسطنطينية بدعوة من السّلطان محمّد الفاتح فلا إشكال فيه لأنّه ورد كذلك في بعض المصادر كما سبق، لكنّه يستحيل أن نستنبط دعوة السّلطان إيّاه إلى قسطنطينيّة ممّا فسّر به كاتب جلبي كما زعمه أستاذنا المحقّق، لأنّ «بعثني» في قول القوشجي وكذا «دعاني» فيما فسّر به كاتب جلبي بمعنى «سَاقَنِي» و«حَمَلَنِي»، وإلّا فلا يمكن تفسير «البعث» بـ«الدّعوة».

وأخطأ أيضا في ترجمة ما تحته خطّ من قول كاتب جلبي: «ولا يخفى أنّ العلومَ الرّياضّيةَ بِأَسْرِهَا مُلْتَفَتٌ إليها ومرغوبٌ فيها عند فضلاء الملوك...».([6]) فتَرْجَمَهُ المحقّق باللّغة التّركيّة هكذا:

 “Çünkü tüm matematik (riyâzî) ilimler ona bağlıdır”.([7])

ولا يخفى أنّ هذه التّرجمة فاسدة عند من له معرفة تامّة باللّغتين العربيّة والتّركيّة، بل يريد كاتب جلبي بهذا القول أن يبيّن أنّ كافّة العلوم الرّياضيّة معتبرةٌ ومقبولةٌ لدى ذوي الفضل من الملوك والسّلاطين.

وأخطأ كذلك في ترجمة ما تحته خطّ من قول كاتب جلبي:

"والمصنّفُ -رحمه اللّه- لخّص هذا التّأليفَ من كتاب مفتاح الحساب عُجَالَةً وأهداه إلى السّلطان المذكور لمّا قَدِمَ من بلاده؛ فكأنّه استصغره بالنّسبة إلى قوّة طبعِه وتبحّره في الرّياضيّات ولذلك قال: (وَفِي نِيَّتِي إِنْ كَانَ فِي الْأَمَلِ فُسْحَةٌ، وَفِي الْأَجَلِ مُهْلَةٌ، وَنَصَرَنِي دَوْلَةُ السُّلْطَانِ نَصْرًا عَزِيزًا، وَوَجَدْتُ فِي ظِلِّهِ الظَّلِيلِ كَنَفًا حَرِيزًا) «الْكَنَفُ»: -مُحَرَّكَةً- الحِرز والسِّتر (أَنْ أَصْنَعَ بَعْدَ ذَلِكَ كُتُبًا مَبْسُوطَةً...)".

فزعم الأستاذ المحقّق أنّ القوشجي لخّص كتابه في الطّريق عند قدومه إلى قسطنطينيّة وأنّ هذا الأمر يدلّ على قوّة طبعه في العلوم الرياضيّة، فترجمه قائلا:

“Çelebi, yukarıda da işaret edildiği üzere, Kuşçu'nun eserini yolda Cemşîd Kâşî'nin Miftah el-hisab'ında özetlediğini (telhîs) ve Sultan'a hediye ettiğini, bunun da müellifin doğasının matematik bilimlerdeki gücünü gösterdiğini...” .([8])

ولا يخفى أنّه لا يرضى بهذه التّرجمة من له معرفة باللّغتين، فمراد كاتب جلبي بهذا القول أن يبيّن أنّ كتاب «الرّسالة المحمّدية» ما هو إلّا تلخيص كتاب مفتاح الحساب الّذي ألّفه غياث الدّين جمشيد الكاشي وأنّ المصنّف كتبه عُجَالَةً أي بشكل سريع من غير مراجعة للكتب وقضاءِ وقتٍ طويلِ على تأليفه، وأنّه حينما قَدِمَ من بلاده ووصل قسطنطينية أتحفه للسّلطان محمّد الفاتح، كما أراد أن يبيّن أنّ المصنّف استصغر حجمَ كتابه بالنّسبة إلى كمال قوّة طبعه وكونه متبحّرًا في العلوم الرّياضيّة ولذلك وعد بتأليف كُتُبٍ مبسوطةٍ في الرّياضيات لو طالت به الحياة وأعانه السّلطان وأدخله تحت حمايته.

وربّما خلط الأستاذ المحقق «الرسّالة المحمديّة» برسالة أخرى للقوشجي وهي الّتي ألّفها في الهيئة وسمّاها بـ«الرّسالة الفتحيّة» فإنّ القوشجي ألّفها أيضا باسم السّلطان محمّد الفاتح وهو في الطّريق حينما ذهب مع السّلطان محمّد الفاتح إلى محاربة السّلطان الحسن الطّويل. ([9])

 

1، 3. الخطأ في وضع بعض أرقام لوحات المخطوطة:

أثبت الأستاذ المحقّق في الحواشي أرقامًا دالّةً على نهاية لوحة وبداية أخرى من المخطوطة، فقد أصاب في وضع بعض الأرقام في مواضعها من المخطوطة وهي: 81ب، 82أ، 82ب، 83أ، 83ب، 84أ، 84ب، 85أ، 85ب، 86أ، بينما أخطأ في وضع بعض الأرقام وهي: 86ب، 87أ، 87ب، 88أ، 88ب فوضعها في غير مواضعها. والسّبب في ذلك أنّه فَاتَهُ أن يضع رقم 86ب عند بداية قول كاتب جلبي في الشّرح: «وحسن تربيته» فوضعه في بداية اللّوحة التّالية عند قوله: «على دين ملوكهم» واستمرّ هكذا إلى آخر النّص فوضع «ب» موضع «أ»، و «أ» موضع «ب».

وجميع تلك الأخطاء الّتي وقع فيها الأستاذ المحقّق تدلّ دلالة واضحة على أنّه لم يجد فرصة لمقابلة النّص بالمخطوطة بعد فراغه من عمليّة التّحقيق أو أنّه تسارع في نشر الكتاب من دون مراجعة، وبذلك أصبح النّص المحقّق بعيدا عن صورته الأصليّة مشحونا بالأخطاء والتّحريفات.

إضافة إلى هذه الأخطاء فقد أهمل الأستاذ المحقّق تتبّع أقوال العلماء الّتي وردت في نصّ الكتاب ممّا ذكره المؤلّف فلم يثبت في الحواشي مواضع ذكرها، كما لم يثبت فيها تراجم لمن ورد ذكره في الكتاب حتّى يستفيد منه الباحثون بأبلغ وجه.

2. ترجمة المؤلّف:

2، 1. اسمه ونشأته ورحلاته:

اسمه الحقيقي مصطفى واسم والده عبد اللّه كان يُعرف باسم «كاتب جلبي» بين العلماء وباسم «حاجي خليفة» بين أعضاء الدّيوان الهمايونيّ، ولد في إسطنبول في شهر ذي القعدة عام 1017 هـ، وتستند المعلومات الأصليّة عن حياته إلى سيرته الذّاتية الّتي أوردها في كتابيه: «سلّم الوصول إلى طبقات الفحول»([10]) و«ميزان الحق في اختيار الأحق»([11]) كما تستند إلى الملاحظات القصيرة الّتي سردها في مصنّفاته الأخرى، نشأ والده في مدرسة القصر الّتي كان يتمّ فيها تربية الأطفال الأذكياء والمتفاخرين من العائلات المسيحية بطريقة خاصة وكانت هذه المدرسة تسمّى بـ«أندرون» ثمّ تدرّب على مهمّة تتعلّق بالقوّات المسلّحة، وأبدى اهتمامًا كبيرًا بالعلوم بسبب مشاركته مجالس علماء وشيوخ تلك الفترة. تلقّى كاتب جلبي أوّل تعاليمه الدّينيّة من عيسى خليفة القرمي عندما بلغ عمره خمس سنوات، وحفظ لديه نصفًا من القرآن الكريم. ثمّ تعلّم القواعد اللّغويّة من خواجه إلياس، كما تعلّم الكتابة والخطّ من الخطّاط بوكري أحمد جلبي([12]) وعندما بلغ الرابعة عشرة من عمره عيّن له والده 14 درهمًا من راتبه شهريّا ودخل مكتب المحاسبة الأناضولي الّذي هو أحد عناصر الدّيوان الهمايوني فتعلّم قواعد الحساب والأرقام والسّياقة. وفي العام التّالي شارك مع والده الجيش الّذي ذهب إلى أرضروم لقمع تمرّد ابازه باشا، كما شارك في محاربة بغداد عام 1035 هـ. وقد شهد كاتب جلبي في كلتا الحملتين كافّة مراحل الحرب ومتاعبها. كما تأثّر بالمجاعة والاضطرابات الّتي عانت منها أثناء عودة الجيش الّذي لم يتمكّن من استيلاء بغداد واضطرّ إلى رفع الحصار عنها. وفقد والده عندما وصل الجيش العثمانيّ إلى الموصل في ذي القعدة عام 1035 هـ كما فقد عمّه في نصيبين بعد شهر. ومكث مدّة في ديار بكر. وعيّن هناك في بعض الوظائف من قبل محمّد خليفة أحد أصدقاء والده. وشارك في محاصرة أرضروم عام 1037 هـ فواجه العديد من الصّعوبات. ([13])  وعندما عاد إلى إسطنبول شارك دروس قاضي زاده محمّد أفندي وتأثّر به، وفي عام 1039 هـ شارك في حملات همدان وبغداد تحت حاشية خسرو باشا. ([14]) وذكر في كتابه «جهانمّا» و«الفذلكة» ما شاهده هناك من قلعة غولانبر وحسن آباد وهمدان وبوسوتن الّتي زاروها أو احتلّوها خلال هذه الحملة. كما وصف حرب بغداد ومراحلها بشكل واضح. ([15]) وفي العودة إلى إسطنبول عاد إلى دروس قاضي زاده فقرأ عليه التّفسير وكتاب «إحياء العلوم» و«شرح المواقف» و«الدّرر» و«الطّريقة المحمّديّة».([16]) وفي عام 1043 هـ شارك الجيش العثمانيّ في الحملة الشّرقيّة بقيادة محمّد باشا ثمّ أدّى فريضة الحجّ عندما انسحب الجيش إلى حلب وفي عودته من الحج التحق بالجيش في ديار بكر، ووجد هناك فرصة المناظرة العلميّة مع علمائها. ([17]) وشارك مع السّلطان مراد الرّابع في حملة روان عام 1045 هـ . ووصف ما شاهده في ذلك الحرب بشكل واسع في كتابه «الفذلكة»، ثمّ عكف على البحث العلميّ واصفا حاله بـ«العودة من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر»، وصرف ما تبقّى له من تركة أبيه في شراء الكتب، وقد بدأ بكتابة أسماء الكتب عندما كان بحلب، وكان له شغف بقراءة كتب التّاريخ والتّراجم والطّبقات، وحينما توفّي بعض أقاربه من ذوي الثّروة عام 1047 صرف أكثر ما أخذه من ميراثه في شراء الكتب أيضا، وصرف باقيه في ترميم بيته. ولم يشارك في حرب بغداد مع السّلطان مراد الرّابع لعكوفه على العلم والتّدريس، وداوم على دروس العالم الفاضل مصطفى أفندي الأعرج فاهتمّ به أستاذه أكثر ممّا يهتمّ بسائر تلاميذه، فقرأ عليه «الأندلسيّة» في العروض، وطرفا من «هداية الحكمة»، و«شرح الملخص» في الهيئة، و«أشكال التّأسيس»، وكذلك واظب على دروس واعظ جامع آيا صوفيا عبد اللّه أفندي الكردي وعلى دروس واعظ جامع السّليمانية كجي محمّد أفندي، وفي عام 1052 هـ قرأ على الواعظ ولي أفندي كتاب «نخبة الفكر» لابن حجر العسقلاني وكتاب الألفية في الحديث، فأكمل قراءة علوم أصول الحديث لديه في سنتين. وقرأ «تلخيص المفتاح» و«الشّمسيّة» في المنطق على الملا وليّ الدّين أفندي مفتي أرمنك، واشتغل بالعلم وقراءة الكتب ما يقارب عشر سنوات، وأحيانا كان يطالع كتابا حتى يطلع الفجر، وكان إلى جانب هذا يشتغل بالتّدريس كما اشتغل بعمل خريطة بمناسبة حرب كريت عام 1055 هـ. وترك الخدمة المدنيّة لما وقع بينه وبين بعض ذوي المناصب مشاجرة حول مشكلة الموظّفين، وداوم على تدريس الطّلبة بما فيهم ولده، ثمّ لمّا مرض اشتغل بقراءة كتب الطبّ من ناحية والبحث في كتب الأسماء والخواص من جهة، حيث كان على ثقة بأنّ الدّعاء من صميم القلب له نافع ومستجاب. ([18]) وترجم بعض الكتب من اللّاتينيّة إلى التّركيّة بواسطة محمّد إخلاصي الّذي كان فرنسي ّالأصل ثمّ أسلم. ([19])

 

2، 2. شيوخه:

تلقّى كاتب جلبي أصناف العلوم على عدد من علماء عصره وفضلاء وقته وقد ذكرناهم فيما سبق وهم كالتّالي:

1- قاضي زاده أفندي البالي (ت. 1045 هـ) 

2- كجي محمّد أفندي (ت. 1054 هـ)

3- نفس زاده مصطفى أفندي (ت. 1062 هـ)

4- عيسى خليفة القريمي (ت. 1063 هـ)

5- مصطفى أفندي الأعرج (ت. 1063 هـ)

6- عبد اللّه أفندي الكردي (ت. 1064 هـ)

7- زكريا علي إبراهيم أفندي (ت.  هـ)

8- خواجه إلياس (ت.  هـ)

9- بوكري أحمد جلبي (ت.  هـ)

10- ولي أفندي (ت.  هـ)

11- ولي الدّين أفندي مفتي أرمنك (ت.  هـ)

 

2، 3. مصنّفاته:

صنّف كاتب جلبي كتبا عديدة في أصناف العلوم منها ما هو باللّغة العربيّة ومنها باللّغة التّركيّة نذكرها حسب التّرتيب الأبجدي، وهي كالتّالي:

1- «أحسن الهديّة بشرح الرّسالة المحمديّة»:([20])  وهو هذا الكتاب الّذي نقوم بإعادة تحقيقه، وسيأتي البحث عنه مفصّلا فيما يأتي.

2- «إرشاد الحيارى إلى تاريخ اليونان والرّوم والنصارى»:([21])  ألّفه حول تاريخ الدّول الّتي تقع بجوار الدّول الإسلاميّة، وكذلك حول تاريخ سلاطينها وبيان كيفية الحكم في تلك الدّول. جمعه من المصنّفات الأجنبية الّتي عزم على ترجمتها، حتّى يعرّف المسلمين بتلك الدّول أحوالِها وأوضاعِها. وهو باللّغة التّركيّة، منه نسخة خطيّة بمكتبة حسين قوجا باش ضمن مجموع برقم: 177/3 ما بين اللّوحات 164ظ-196و.

3- «الإلهام المُقَدَّس في فيض الأقدس»:([22])  وهي رسالة ألّفها حاجي خليفة أثناء انشغاله بعلم الهيئة، في ثلاث مسائل فقهيّة طلب من علماء زمانه أن يجيبوا عن تلك الأسئلة. أحدها: في تعيين أوقات الصّلاة والصّوم في البلاد الّتي تقع في الشّمال، وثانيها: ما يدلّ على أنّه يمكن طلوع الشّمس وغروبها في نقطة من العالم، وثالثها: حول مسألة القبلة. لها نسخ عديدة في مكتبات تركيا. منها على سبيل المثال: نسخة مكتبة السّليمانية قسم رئيس الكتّاب ضمن مجموع برقم: 1183 ما بين اللّوحات 255-263.

4- «تاريخ قسطنطينية وقياصره» (رونق السلطنة): ([23])  ترجمة لكتاب كبير ألّفه عدّة مؤلّفين أجانب، توجد نسخة خطيّة من هذا الكتاب بمكتبة عزّت قويون أوغلي بقونية.  

5- «تحفة الأخيار في الحكم والأمثال والأشعار»:([24])  وهو كتاب مرتّب حسب التّرتيب الأبجدي، جمعه كاتب جلبي من عدّة كتب، باللّغات الثّلاث: العربيّة والتركيّة والفارسيّة في فنّ الفلسفة والأدب، منه نسخة في مكتبة السّليمانية قسم أسعد أفندي برقم: 2539، وهي قريب عهد بالمؤلّف حيث نسخت بعد وفاته بحوالي 22 سنة.

6- «تحفة الكبار في أسفار البحار»:([25]) ذكر كاتب جلبي في هذا الكتاب ما حدث من وقائع منذ بداية العهد العثمانيّ الأوّل وحتّى سنة 1067 هـ طبع الكتاب لأوّل مرّة سنة 1141 هـ بمطبعة إبراهيم متفرّقة، ثمّ حقّقه الأستاذ إدريس بستان ونشره سنة 2008م.

7- «ترجمة تاريخ فرنكى »:([26]) وهو ترجمة باللّغة التركيّة لكتاب يوهان كاريون، ترجمه كاتب جلبي مع الشّيخ محمّد إخلاصي سنة 1065 هـ. لها نسخة خطيّة وحيّدة تحتفظ بها مكتبة عزّت قويون أوغلي بقونية. نشره الأستاذ الدّكتور إبراهيم صولاق سنة 2010م.

8- «تقويم التّواريخ»:([27]) وهو في التّاريخ الإسلاميّ يتضمّن أحداث كتب التّاريخ المختلفة منذ آدم أبي البشر وحتّى سنة 1058هـ ولمّا فرغ من كتابته أرسله إلى الصّدر الأعظم قوجا محمّد باشا فاستطاع كاتب جلبي بواسطة هذا الكتاب أن يترقّى إلى درجة «الخليفة الثّاني». قام بطبعه إبراهيم متفرّقة سنة 1146 هـ.

9- «جامع المتون من جلّ الفنون»:([28]) هذا الكتاب يضمّ عدّة متون وشروح في مواضيع شتّى قرأها المصنّف أو أقرأها لطلّابه. له نسخة خطية وحيدة بمكتبة طوب قابي قسم أمانت خزينه سي برقم: 1763.

10- «جهانما»:([29]) وهو كتاب في علم الجغرافيا. طبع في مطبعة إبراهيم متفرّقة سنة 1145 هـ.

11- «درر منتثرة وغرر منتشرة»:([30]) وهو عبارة عن مجموع جمعه المؤلّف أثناء قراءته لكتب التّراجم والطّبقات تمهيدًا لإعداد كتابه «سلّم الوصول». منه نسخة بخطّه في مكتبة السّليمانية قسم نور عثمانية برقم: 4949.

12- «دستور العمل في إصلاح الخلل»:([31]) هذه الرّسالة عبارة عن تقرير كتبه سنة 1063 هـ وقدّمه إلى الدّيوان الهمايونيّ، يتضمّن البحث عن أسباب العجز في ميزانيّة الدّولة وإيجاد حلّ لها كتب عام 1063 هـ. تمّ طبعه في إسطنبول سنة 1280 هـ مع رسالة «قوانين آل عثمان».

13- «رجم الرّجيم بالسّين والجيم»:([32]) وهي رسالة تتضمّن مسائل فقهيّة غريبة وفتاوى مشكلة عجيبة جمعها من خطوط مشايخ الإسلام. لم نعثر على أيّة نسخة منها في فهارس مكتبات المخطوطات.

14- «سلّم الوصول إلى طبقات الفحول»:([33]) وهو كتاب ألّفه كاتب جلبي في الطّبقات وأعدّه حسب التّرتيب الأبجدي، وينقسم إلى قسمين رئيسيّين. القسم الأوّل: يتضمّن الأشخاص الّذين اشتهروا بأسمائهم الخاصّة، والقسم الثّاني: يتضمّن الأشخاص المعروفين بنسبهم وكناهم وألقابهم، اعتمد المؤلّف في تأليفه على «لبّ اللّباب في تحرير الأنساب» للسّيوطي (ت. 911 هـ/1515م)، تمّ العثور على نسختين من هذا الكتاب إحداهما المسوّدة التّي بخطّ المؤلّف وهي تامّة سوى المقّدمة، وتوجد هذه النّسخة في مكتبة السّليمانية قسم شهيد علي باشا برقم: 1887. والأخرى هي النّسخة الموجودة بالقاهرة وهي لا تحتوي إلى على المقدّمة وجزء من الكتاب. وتوجد هذه النّسخة في دار الكتب المصريّة في قسم مصطفى فاضل باشا برقم: 52. تمّ طبع الكتاب سنة 2010م بتحقيق محمود عبد القادر الأرناؤوط.

15- «شرح تفسير البيضاوي»:([34]) ذكره محقّق «سلّم الوصول» نقلًا عن الأستاذ أورهان شائق كوكياي، ولم يرد ذكر هذا الكتاب في قائمة مؤلّفاته عند من تكفّل لترجمة كاتب جلبي، وعندي أنّه ليس للكاتب جلبي شرح على تفسير البيضاوي، بل كلّ ما ذكره في «ميزان الحق» هو أنّه بدأ بكتابة تفسير القاضي مع حاشية شيخ زاده عليه سنة 1052 هـ بحيث كان يكتب كلّ يوم صحيفة. وهذا لا يدلّ على أنّه ألّف شرحا على تفسير القاضي، واللّه أعلم بحقيقة الحال. ([35])

16- «فذلكة أقوال الأخيار في علم التاريخ والأخبار»:([36]) وهو أوّل ما صنّفه كاتب جلبي باللّغة العربيّة، يحتوي على مقدّمة وأصول ثلاثة وخاتمة، فرغ منه سنة 1052 هـ، وله نسخة خطيّة وحيدة بخطّ المؤلّف تحتفظ بها مكتبة عاطف أفندي برقم: 1914، وتتكوّن من 306 لوحات. قام بتحقيق قسم «تاريخ ملوك آل عثمان» من هذا الكتاب سيّد محمّد السيّد.

17- «فذلكه»:([37]) كتبه ذيلًا للكتاب السّابق ذكر فيه الأحداث الواقعة ما بين الأعوام 1000-1065 هـ.

18- «قانون نامه»:([38]) جمع فيه كاتب جلبي بعض قواعد العرض. ذكره في «ميزان الحق». ولم نعثر لهذا الكتاب على نسخة.

19- «كشف الظّنون عن أسامي الكتب والفنون»:([39]) إنّ هذا الكتاب هو العمل الببليوغرافيّ العظيم للكاتب جلبي الّذي أعدّه في عشرين عامًا. وهو باللّغة العربيّة، قام بتحقيقه مقابلة على نسخة المؤلّف كلّ من شرف الدّين يالتقايا ورفعت بيلكه الكليسي سنة 1941-1943م، وكتب عليه إسماعيل باشا البغدادي ذيلًا مسمّى بـ«إيضاح المكنون».

20- «لوامع النور في ظلمات أطلس مينور»:([40]) هذا الكتاب ترجمة لكتاب «أطلس مينور» الذي وضعه جيرهارد ميركاتور في الجغرافيا وقد ساعده على ترجمة الكتاب الشّيخ محمّد إخلاصي الّذي كان من أصل فرنسيّ ثمّ أسلم. ولهذا الكتاب نسخ عديدة في مكتبات تركيا، وذكر إسماعيل باشا البغدادي أنّ النّسخة الّتي بخطّ المؤلف من هذه الكتاب بحوزته، ولعلّها هي تلك النّسخة الّتي تحتفظ بها الآن مكتبة نور عثمانيه برقم: 2998.

21- «ميزان الحق في اختيار الأحق»:([41]) هذا الكتاب هو آخر ما ألّفه كاتب جلبي، فقد فرغ منه 1067 وهي السّنة الّتي توفّي فيها، يحتوي الكتاب على مسائل مختلفة، وله عدة طبعات.

 

2، 4. وفاته:

 توفّي كاتب جلبي في 27 ذي الحجّة عام 1067 هـ صباح يوم السّبت ودفن بالمقبرة المجاورة لجامع زيرك بمنطقة «وفا» بالقسطنطينية. ([42])

3. التّعريف بكتاب «أحسن الهديّة بشرح الرّسالة المحمّديّة» للكاتب جلبي:

بدأ كاتب جلبي بوضعه على «الرّسالة المحمديّة»  سنة 1057 هـ لمّا طلب منه تلميذه محمّد بن أحمد الآقحصاري الرّومي أن يضع شرحا على هذه الرّسالة، وهو شرح ممزوج بالمتن بلغ فيه إلى قول القوشجي: «الْحِسَابُ: هُوَ الْعِلْمُ بِقَوَانِينِ اسْتِخْرَاجِ مَجْهُولَاتٍ عَدَدِيَّةٍ» ولمّا توفيّ التّلميذ المذكور سنة 1058 هـ أعرض عن الشّرح فلم يكمله، ولم نقف على شرح آخر لـ«الرّسالة المحمديّة» سوى شرح كاتب جلبي،  وذكر كاتب جلبي في هامش 82و من هذا الشّرح أنّه رأى في «فتح الفتحيّة» لتلميذ المصنّف أنّه وعد بشرح هذه الرّسالة كما ذكر أنّه سمع أنّ الفاضل ميرم جلبي سبط القوشجي وعد بوضع شرح عليها، وذكر أنّه لم يقف على شرحهما ثمّ قال: «وأظنّ أنّه وعد بلا وفاء».

 

3، 1. توثيق اسم الكتاب وسبب تأليفه ونسبته إلى المؤلّف:

وضع كاتب جلبي عنوانا مميّزا لكتابه هذا فذكر في مقدّمته أنّه سمّاه: «أحسن الهديّة بشرح الرّسالة المحمّديّة».([43])  كما تطرّق إلى ذكر مَنْ حمله على وضع الشّرح مع عدم التّصريح باسمه قائلا: «وقد حملني بعضُ القوابلِ شَرَحَ اللّهُ بالَهم، وكثّر في الخافقَينِ أمثالَهم، على مذاكرة تلك الرّسالة، فأجبت إلى مَسْئُولِهِ مع كثرة الإشتغالِ، وقِلّة صَفاء البالِ، مُسْتَمِدًّا من عناية الفيّاضِ المتعالِ، ثمّ إنّ ذلك الأمرَ دعاني إلى تعليقِ ما يَخْطُرُ ببالي الفاترِ، ويَنْسَاقُ إليه ذهني القاصرُ».([44]) وصرّح أيضا في كتابه المسمّى بـ«سلّم الوصول إلى طبقات الفحول» بذكر اسم الكتاب كما صرّح بذكر اسم مَنْ كان سببًا في وضع الشّرح وحاملًا له على تأليفه، فذكر في ترجمة أحمد الرّومي الآقحصاري أنّه ألّف شرحا لـ«الرسالة المحمّديّة» وسمّاه: «أحسن الهديّة» وأنّ الحامل له على ذلك هو ابن صاحب التّرجمة تلميذه محمود الآقحصاري، ونصّ كلامه كالآتي:

"...أخبرني بذلك ولده النّجيب الألمعي مولانا محمود وهو شابّ فاضل، وكان بيني وبينه ألفةٌ ومجالسةٌ علميّةٌ، قرأ عليّ «الرّسالة المحمديّة» في الحساب وحملني على تسويد «شرح المحمديّة» المسمّى بـ«أحسن الهديّة» ولمّا وصل الدّرس إلى بحث «الجبر والمقابلة» انتقل إلى رحمة اللّه وذلك في خلال سنة ثمان وخمسين وألف".([45])

كذلك صرّح كاتب جلبي أيضا بذكر اسم الكتاب وسبب تأليفه وبيّن عدمَ إتمام ما تبقّى من الشّرح في أواخر كتابه الّذي ألّفه باللّغة التّركية المسمّى «ميزان الحق في اختيار الأحق» فذكر فيه ما تَرْجَمْتُهُ باللّغة العربيّة:

كان مولانا محمّد بن أحمد الآقحصاري الرّومي من قوابل العصر، وكان يقيم قريبا من داري في حدود سنة 1057 هـ وداوم عندي على قراءة الرّياضيّات، فقرأ عليّ في الهندسة «شرح أسكال التّأسيس» وفي الحساب «الرسالة المحمديّة» لعلي القوشجي، وقرأ عليّ من كتاب «الزّيج» قواعد دستور استخراج التّقويم، وكانت مشكلات الفنون لديه سهلا بديهيا، وكنت كتبت شرحًا ممزوجًا آنذاك بالتماس الطّالب المذكور عندما وصل في القراءة إلى أواسط «الرسالة المحمّدية»، وشاهدت فيه وفي ولدي ذكاء مفرطا ربّما يكون سببا لهلاكهما، وكان كما ذكرت فقد توفّي كلاهما وبقي الشّرح المذكور بحاله فلم يتوجّه ذهني لتبييضه، وبعد وفاة الطالب المذكور طلب منّي عدد من الطلّاب قراءةَ «الرسالة المحمدية» وإتمامَ ما تبقّى من الشّرح الّذي وضعته عليها لكننّي لم أجد في نفسي شوقا ورغبة في إتمامها لعدم استعدادهم مثل ما كان للطّالب المذكور.

 وممّا يدلّ أيضا على نسبة هذا الكتاب للكاتب جلبي ما دوّنه هو بهامش لوحة 82 ومن المخطوطة عند التّعليق على قوله في الشّرح: «ثمّ إنّ ذلك الأمرَ دعاني إلى تعليقِ ما يَخْطُرُ ببالي الفاترِ» فقال في الهامش: «ومن الباعث على ذلك أنّي اشتهرتُ عند العلماء بلقب (كاتب)...» فهذا نصّ صريح على أنّ هذا الكتاب من وضعه وتأليفه، وبذلك فلم يبق شكّ في تحديد اسم الكتاب ونسبته إلى كاتب جلبي كما لم يبق شكّ في سبب وضع هذا الشّرح وتألفيه. 

3، 2. زمن تأليف الكتاب:

انطلاقا ممّا نقلناه من عبارة كاتب جلبي في كتابه «ميزان الحق في اختيار الأحق» نستطيع أن نقول إنّه بدأ بوضع هذا الشّرح في سنة 1057 هـ لمّا طلب منه تلميذه محمّد بن أحمد الآقحصاري أن يضع شرحا على «الرسالة المحمّدية»، فأجابه أستاذه وبدأ بوضع الشّرح ثمّ لم يزل يستمرّ في تأليف الشّرح من ناحية والمداومة على قراءة «الرسالة المحمدية» من ناحية أخرى حتّى إذا وصل الدّرس من الرّسالة المذكورة إلى مباحث «الجبر والمقابلة» توفّي تلميذه المذكور سنة 1058 هـ  كما ذكره فيما نقلنا عنه من كتاب «سلّم الوصول» فأعرض عن الشّرح ولم يكمله وبقي بحاله وتسويده. وبذلك يمكننا أن نقول إنّ تاريخ بداية وضع الشّرح في سنة 1057هـ وتاريخ إعراضه عن إكمال ما تبقّى منه في سنة 1058هـ.

3، 3. موضوع الكتاب وأهميته:

كما هو معلوم فإنّ هذا الكتاب شرح لـ«الرّسالة المحمديّة» ولا شكّ أنّ موضوع الشّرح تابع لموضوع المتن، فكتاب «الرّسالة المحمديّة» موضوعه علم الحساب فموضوع الشّرح إذًا أيضا هو علم الحساب. لكننا لا نرى في الشرح التّعرض لمسائل علم الحساب ومباحثه وأقسامه لأنّ كاتب جلبي أعرض عن إتمام الشّرح بعد وفاة ولده ووفاة تلميذه محمود بن أحمد الآقحصاري الّذي كان سببا لوضع الشّرح، فالقسم المشروح من «الرّسالة المحمّديّة» في هذا الكتاب هو المقدمّة فقط لا جميعها.

أمّا عن أهميّته فلا شكّ أنّ له مكانة متميّزة وموقف خاص، حيث لا يوجد شرح لـ«الرّسالة المحمديّة» سوى هذا الكتاب كما ذكره كاتب جلبي نفسه فيما دوّنه بهامش الكتاب، فذكر أنّ تلميذ القوشجي سنان الدّين يوسف وعد بشرح «الرسالة المحمّديّة» في كتابه المسمّى بـ«فتح الفتحية» كما ذكر أنّه سمع أنّ ميرم جلبي أيضا وعد بوضع شرح  عليها، فذكر كاتب جلبي أنّه لم يعثر على شرحهما ثمّ قال: وأظنّ أنّه وعد بلا وفاء، ومما يزيد الكتاب أهمية: أنّه بخطّ المؤلّف وأنّ له نسخة وحيدة لا ثاني له على حدّ علمنا كما أنّه لم يحقّق من قبل تحقيقًا وافيًا ولم يُعْتَنَ بشأنه اعتناءً شافيًا، وهذا ما حَمَلَنا على تحقيق الكتاب ثانيًا، ولا شكّ أنّ كاتب جلبي لو كان أتمّ الكتاب لكان له أهميّة زائدة لكنّ وفاة ولده وتلميذه المذكور حال دون إتمام الكتاب فبقي ناقصًا غيرَ مكتملٍ وليس علينا إلّا تقييم ما تبقّى منه.

3، 4. أسلوب الشّارح ومنهجه:

كما أنّ لكلّ أحد أسلوبًا معيّنًا يبرزه في تصانيفه، ومنهجًا محدّدًا يَسير عليه في تآليفه، كذلك للكاتب جلبي أسلوبُه ومنهجُه في هذا الكتاب، فقد أشار إلى منهجه في خطبة كتابه هذا قائلا: «... ثمّ إنّ ذلك الأمرَ دعاني إلى تعليقِ ما يَخْطُرُ ببالي الفاترِ، ويَنْسَاقُ إليه ذهني القاصرُ، إعانةً لضعفاء الطّلّابِ، وهديّةً إلى علماء معشر الكتّابِ، وليكون لي تذكرةً وذُخْرًا ليوم الحساب».

إضافة إلى ما ذكره في خطبة الكتاب يمكننا أنّ نحدّد ما سار عليه كاتب جلبي خلال وضع هذا الشّرح في النّقاط التّالية:

·       بدأ بالحمد والصّلاة على النّبيّ والآل والأصحاب مراعيا للسّجع ومستخدما للمصطلحات الحسابيّة إشارة إلى «براعة الاستهلال».

·       تعرّض لأهميّة علم الحساب فذكر أنّه من أشرف العلوم بعد الكتاب والسنّة، وعلّل ذلك بأنّ المشتغِل بعلم الفرائض يحتاج إليه وأنّ المُعْتَنِيَ بعلم الفقه فيما يتعلّق بالوصايا والإقرار يعتمد عليه،  كما ذكر أنّ الكاتب والمنجّم يضطرّان إليه وأنّ الحكماء أجمعوا على تقديمه في التّعليم، واستدلّ على شرف علم الحساب ببعض آيات من القرآن أوردها في نصّ الكتاب وفيما دوّنه بهامشه، وصرّح بأنّ كافّة العلوم الرّياضيّة رغب فيها والتفت إليها الملوك والسّلاطين وخاصّة السّلطان محمد الفاتح وولده السّلطان بايزيد خان حيث كان يطالعان التّآليف المعمولة في الرّياضيّات كما كانا يقرآنها عند علماء زمانهما.

·       ذكر أنّ «الرّسالة المحمديّة» ملخّص ما ذكره عماد الدّين بن الخوّام في كتابه: «الفوائد البهائيّة» وغياث الدّين جمشيد في كتابه: «مفتاح الحساب» ثمّ ذكر أنّه لم يوضع على هذه الرسالة شرح قائلا: «لكنّها درّة لم تثقب، ومهرة لم تركب».

·       يتعرّض لشرح بعض مصطلحات علم الحساب والهندسة والهيئة مثل «الأحد» «العدد» «والدّائرة» و«الفلك» و«القطر» و«الأرض» و«النّاحية» و«الأضلاع» و«الشّكل» و«القاعدة» و«العمود» و«السّاق» و«الزاوية» وغيرها.

·       يشير إلى مراتب الخلافة الأربعة، وهي «مرتبة النّبوّة» و«مرتبة الولاية» و«مرتبة الحكمة» و«مرتبة السّلطنة».

·       يتناول أقسام الأصول الحكمة النّظريّة فيقسّمها إلى ثلاثة أقسام، أوّلها: «العلم بأحوال ما لا يفتقر في الوجود الخارجيّ والتّعقّل إلى المادّة» ويسمّيه بـ«العلم الأعلى» و«الإلهيّ» و«الفلسفة» و«العلم الكليّ» و«علم ما بعد الطّبيعة». وثانيها: «العلم بأحوال ما يفتقر إليها في الوجود الخارجيّ دون التّعقّل»، ويسمّيه بـ«العلم الأوسط» و«الرياضي» و«التّعليميّ». وثالثها: «العلم بأحوال ما يفتقر إليها في الوجود الخارجيّ والتّعقّل»، ويسمّيه بـ«العلم الأدنى» و«الطّبيعيّ».

·       يتعرّض لأقسام العلم الرّياضيّ الأربعة وهي «الهندسة» و«الهيئة» و«الحساب» و«الموسيقى»، كما يحاول ترتيب العلوم الرياضية حسب الأقدميّة فذكر أنّ أقدمها «علم العدد» ثمّ «الهندسة» ثمّ «الهيئة» ثمّ «التّأليف».

·       يشرح الألفاظ الواردة في المتن مستعينا بالمعاجم اللّغويّة كـ«الأحد» و«الصّمد» و«الشّريك» و«القود» و«السوق» و«الوصيد» و«الخلافة» و«الظّفر» و«الملجأ» و«الأساطين» و«المهاد» و«الاعتساف» و«الولاية» و«اللّواء» و«السرادق» و«القمع» وغيرها.

·        إذا لم يرتض رأيًا يذكره بصيغة التّمريض مثل ما ذكره في تفسير لفظ «الصَّمَدُ» فقال هو: «السيّد الّذي يُصْمَدُ إليه في الأمور، أي يُقْصَدُ». ثمّ تعقّبه قائلا: «وقيل: الدّائمُ الباقي».

·       إذا كان هناك لفظٌ يحتمل وجهين أو أكثر يبيّنه قائلًا: «والمراد ههنا....»، «وهو المعنى المرادُ ههنا..»، «والمراد من ....»، «وهو المراد...»، «المراد بـ....»، وذلك عند تفسير لفظ «الواحد» و«الخلافة» و«الماء والطّين»، و«الفنّ»، و«الافتقار إلى المادّة وعدمه».

3، 5. مصادر الكتاب:

استفاد كاتب جلبي في وضع شرحه من بعض المصادر فذكرها بأسمائها أو أسماء مؤلّفيها، نذكرها حسب التّرتيب الأبجدي، وهي كالتّالي:

1- «أدب الكاتب» لأبي محمّد عبد اللّه بن عبد المجيد بن مسلم بن قتيبة الدّينوري (ت. 276هـ/889م). استفاد من هذا الكتاب في شرح كلمة «الجبين» وذكر الفرق بينها وبين «الجبهة»، فلم يصرّح بذكر اسم الكتاب بل نقله عن ابن قتيبة، وبعد البحث تبيّن لي أنّه راجع هذا الكتاب. ([46])

2- «تاج اللّغة وصحاح العربيّة» لأبي نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري الفارابي (ت. 393هـ/1003م). ذكره باسمه عند تفسير كلمة «السّرادق».([47])

3- «تهذيب اللّغة» لأبي منصور محمّد بن أحمد بن الأزهري الهروي (ت. 370هـ/981م). ذكره باسم مؤلّفه حينما ذكر أنّ كلمة «سرادق» عربيّة وليست معرّبة. ([48])

4- «حاشية شرح المطالع» للعلّامة علي بن محمّد بن علي الشّريف الحسني الجرجاني (ت. 816هـ/1413م). ذكره مصرّحا به وباسم مؤلِّفه في بيان أنّ كلمة «السّرادق» معرّب «سراپرده».([49])

5- «رسالة في تحقيق تعريب الكلمة الأعجميّة» لشمس الدّين أحمد بن سليمان بن كمال باشا (ت. 940 هـ/1534م). ذكره مصرّحا بذكر المؤلِّف من غير ذكره لاسم الكتاب، وبعد البحث تبيّن أنّ ابن كمال رحمه اللّه ذكره في الرّسالة المذكورة. ([50])

6- «القاموس المحيط والقابوس الوسيط» لمجد الدّين أبي طاهر محمّد بن يعقوب بن محمّد بن إبراهيم الشّيرازي الفيروزآبادي (816هـ/1413م). ذكره عند تفسير لفظ «الصّمد» بـ«القصد» و«الضّرب».([51])

هذا، وقد صرّح كاتب جلبي بالنّقل عن المولى الفاضل محيي الدّين محمّد بن مصلح الدّين مصطفى القوجوي الشّهير بـ«شيخ زاده» (ت.951هـ/1544م). عند ما ذكر أنّ كلمة «السّرادق» عربيّة،([52]) لكنّه لم يصرّح بذكر اسم كتابه، وبحثت عمّا ذكره في حاشيته على تفسير القاضي عسى أن أجده فيها في تفسير سورة الكهف لكنّني لم أجد فيها ما يدلّ على كونها عربيّة، فلعلّه ذكره في تأليف آخر له غير هذه الحاشية.

 3، 6. نسخ الكتاب:

لم نجد لكتاب «أحسن الهديّة بشرح الرّسالة المحمّدية» سوى نسخة خطيّة وحيدة بخطّ مؤلّفها تحتفظ بها مكتبة حاجي سليم آغا قسم كمانكش دخل مجموع برقم: 362/4 ما بين اللّوحات 81/ب-88/ب، أوّلها: «الحمد للّه الّذي تفرّد بأحديّته، وتوحّد بصمديّته...»، وآخرها: «الحساب: هو العلم بقوانين استخراج مجهولات عدديّة». مكتوب بخطّ واضح مقروء في كل لوحة 19 سطرا، إلّا اللّوحة الأولى ففيها 15 سطرا، واللّوحة الأخيرة ففيها 11 سطرا، وعلى قسم المتن خطّ بالمداد الأحمر تمييزا للمتن عن الشّرح، ويوجد تعليقات بهامش اللّوحة 82/أ  وتحت اللّوحة 86/ب في أواخرها عبارة «منه» ممّا يدل على أنّها من زوائد المؤلّف، كما يوجد تصحيحات واستدراكات داخل النّص أو بهامش اللّوحات مختتمة بكلمة «صح»، وفي اللّوحة الأولى والأخيرة ختم وقف مكتوب فيه: «وقف هذا الكتاب السّيد عبد القادر الشّهير بـ«أميرخواجه» الأسكداري بجامع والدة سلطان العتيق في الأسكدار، صانه اللّه تعالى عن الأكدار سنة 1135».

3، 7. عملنا في التّحقيق:

·  راعينا في تحقيق النصّ الأسس الّتي بيّنها مركز الدّراسات الإسلاميّة (İSAM).

·  قمنا بمقابلة النصّ الّذي حقّقه فيما مضى الأستاذ إحسان فضلي أوغلي بالنّسخة الخطّية التّي اعتمد عليها هو في التّحقيق، ولم نشر في الحواشي إلى الفروق بل اكتفينا بوضعها في جدول مع ذكر أرقام الصّفحات والأسطر ووضع ما هو الصّواب فيها في قسم الدّراسة.

·  تطرّقنا في قسم الدّراسة إلى مسوّغات إعادة تحقيق الكتاب وذكر حياة كاتب جلبي ومصنّفاته وما إليها، كما تعرّضنا للتّعريف بالكتاب وسبب تألفيه وموضوعه وأهميّته وغير ذلك، ولم نتطرّق إلى ذكر حياة القوشجي واسمه ونسبه وتآليفه لأنّ الغرض الأهمّ في هذه الدّراسة هو بيان سبب إعادة تحقيق الكتاب مع التّنبيه على الأخطاء الواقعة في التّحقيق الأوّل الّذي قام به الأستاذ إحسان فضلي أوغلي من هذا الكتاب. وذكر شيء من جوانب حياة كاتب جلبي والتّعريف بالكتاب.

·  اعتمدنا في التّحقيق على النّسخة الّتي هي بخطّ المؤلّف وهي النّسخة الوحيدة التّي تحتفظ بها مكتبة حاجي سليم آغا في قسم كمانكش ضمن مجموع برقم: 4/362.

·  أثبتنا في الحواشي بعض التّعليقات تسهيلا للقّراء والباحثين.

 

 

 

 

 

 

 

كشّاف الرّموز والاختصارت في المتن والحواشي

 ﴿...﴾    : الآيات القرآنيّة.

 [...]      : الزّيادات على نسخة الأصل.

/[   ]      : للإشارة إلى نهاية لوحة وبداية أخرى،

/           : في الحواشي للفصل بين رقم الجزء ورقم الصّفحة.

ت         : تُوُفِّيَ/ المتوفّى.

هـ          : الهجريّة.

م           : الميلاديّة.

ص        : الصّفحة/الصّحيفة.

ظ          : ظهر الورقة.

و           : وجه الورقة.

- ...، صح هامش.          : في الحواشي للإشارة إلى كلمة أو عبارة سقطت عن النّص وصحّحت بالهامش.

 

 

 

 

 

 

صورة اللّوحة الأولى من نسخة كمانكش في مكتبة حاجي سليم آغا الرقم: 362/4 (81ظ)

 

 

 

 

 

 

 

صورة اللّوحة الأخيرة من نسخة كمانكش في مكتبة حاجي سليم آغا الرقم: 362/4 (88ظ)

 

 

 

 

 

 

ثانيا: التّحقيق:

[أحسن الهديّة بشرح الرّسالة المحمّديّة]

[مقدّمة الشّارح]

/[81ظ] الحمد للّه الّذي تَفَرَّدَ بأَحَديّتِه، وتَوَحَّدَ بصمديّتِه؛ والصّلاة والسّلام على محمّدٍ سَيِّدِ الأنبياء وشفيعِ أُمَّتِهِ، وعلى آله وصَحْبِه وأئمّةِ شرعِه وملّتِه، صلاةً دائمةً من الْجليلِ الوهّاب، إلى يوم الحساب.

وبعد:

لمّا كان «علمُ الحساب» بعدَ السّنّة والكتاب من أشرف العلوم شأنًا، وأَدَقِّهَا مباحثًا وبيانًا، وأَوْثَقِهَا دلائلًا وبرهانًا، وأَهَمِّهَا تحصيلًا وإذعانًا، إذ يَضْطَرُّ الفارضُ إليه، ويَعْتَمِدُ الفقيهُ عليه، سيّما في الوصايا والإقرار، الّتي دَوَّنَ في حسابها بعضُ الكِبَارِ؛ وَيَعْتَضِدُ الكاتب به وهو من آلاتِه، ولا يَتُمُّ أمرُ الْمُنَجِّمِ بدونه في أغلب حالاتِه، هذا مع إطباق الحكماء على تقديمه في التّعليم لإشحاذه قُوَى الأفكارِ، فلا يقنع بعده بِوَاهِي التّعليلِ النّاشئِ من قصور الأنظار، وقد تمدّح به الرّحمن عزّ وجلّ فقال /[82و] في كتابه المبين، :﴿وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾[الأنبياء، 21/47]، ([53]) وكانت «الرّسالةُ المحمّديّة» للفاضل المحقّق، والعلّامة المدقّق، المولى علي بن محمّد القوشي([54]) مَتْنًا مَتِينًا، ومَدخلًا رَصِينًا، صغيرَ الحَجمِ عظيمَ الفَحوى، قليلَ اللّفظِ كثيرَ المعنى؛ جَمَعَ فيها ما فَرَّقَهُ صاحب الفوائد والمفتاحِ،([55]) وجَعَلَهَا مُغْنِيًا إِغناءَ ضوءِ الشّمس عن المصباحِ؛ لكنّها دُرَّةٌ لم تُثْقَبْ، ومُهْرَةٌ لم تُرْكَبْ،([56]) وقد حملني بعضُ القوابلِ([57]) شَرَحَ اللّهُ بالَهم، وكثّر في الخافقَينِ أمثالَهم، على مذاكرة تلك الرّسالة، فأجبت إلى مَسْئُولِهِ مع كثرة الإشتغالِ، وقِلّة صَفاء البالِ، مُسْتَمِدًّا من عناية الفيّاضِ المتعالِ، ثمّ إنّ ذلك الأمرَ دعاني إلى تعليقِ ما يَخْطُرُ ببالي الفاترِ، ([58])ويَنْسَاقُ إليه ذهني القاصرُ، إعانةً لضعفاء الطّلّابِ، وهديّةً إلى علماء معشر الكتّابِ، وليكون لي تذكرةً وذُخْرًا ليوم الحساب؛ وسمّيتُه: «أحسن الهديّة بشرح الرّسالة المحمّديّة»، والتّوفيق من المولى القدير، نعم المولى ونعم النّصير.

 [مقدّمة المصنّف]

قال المصنّف: /[82ظ] (الْحَمْدُ لِلَّٰهِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ) مفتتحًا بحمد اللّه تعالى، وناعتًا لاسم الذّات بالاسمين الجليلين من أسمائه الحسنى تَيَمُّنًا وتَبَرُّكًا. و«الْأَحَدُ»: اسمٌ لكلِّ فردٍ لا يشاركه شيءٌ في ذاتِه، وهمزتُه أصليّةٌ؛ وقد يكون اسمًا للعدد المخصوص بمعنى «الواحد»، وهمزتُه حينئذ تكون منقلبةً عن الواو، وجمعُه: «آحاد». و«الواحد»: اسمٌ لكلِّ فردٍ يشاركه شيءٌ في صفاته. والمراد ههنا هو المعنى الأوّل مع الرّمز إلى المعنى الثّاني لبراعة الاستهلال. و«الصَّمَدُ»: السيّد الّذي يُصْمَدُ إليه في الأمور، أي يُقْصَدُ. وقيل: الدّائمُ الباقي.([59]) وفي القاموس: «الصَّمْدُ»: القصد، والضّرب ([60]) ففي المادّة إيماءٌ إلى «الضّرب» المصطلح([61]) (الْمُنَزَّهِ عَنِ الشَّرِيكِ وَالْعَدَدِ) يقال: نَزَّهَ اللّهَ عن السّوء: أي بَعَّدَهُ عنه وقَدَّسَهُ. و«الشَّرِيكُ»: مَنْ له شركةٌ في الأمر، وهي أن يوجد شيءٌ لإثنين فصاعدًا، عينًا كان ذلك الشّيءُ أو معنًى. و«الْعَدَدُ» يفسّر ههنا بأنّه آحادٌ مركّبةٌ؛ ومعنى كونِه منزّهًا عن العدد: /[83و] أنّه تعالى واحدٌ حقيقيٌّ لا تَعَدُّدَ فيه، لا في ذاتِه ولا في صفاتِه وأفعالِه. ومعنى سَلْبِ التّعدّدِ عن ذاته: أنّه ليس بمنقسمٍ إلى أجزاءٍ خارجيّةٍ ولا عقليّةٍ؛ ومعنى سَلْبِهِ عن صفاتِه: أنّه ليس له نظيرٌ ولا شبيهٌ يماثله في شيءٍ من صفاته؛ ومعنى سَلْبِهِ عن أفعاله: أنّه ليس له شريكٌ في أفعاله، لِلُزُومِ الإمكان في الجميع. والمصنّف أشار بـ«الأحد» و«العدد» إلى معاني قصدِها بتأليفه، ليكون أَوَّلَ ما يَقْرَعُ الأسماعَ ألفاظٌ متداولةٌ بين أهل هذا العلم([62]) (وَالصَّلاةُ عَلَى رَسُولِهِ، مَرْكَزِ دَائِرَةِ الرِّسَالَةِ، وَقُطْبِ فَلَكِ النُّبُوَّةِ) «الدَّائِرَةُ»: شكلٌ يحيط به خطٌّ في داخله نقطةٌ يَتَسَاوَى جميعُ الخطوطِ المستقيمةِ الخارجةِ منها إليه، وذلك الخطُّ مُحِيطُها، وتلك النّقطةُ مركزُها. و«الْفَلَكُ»: جُرْمٌ كُرِيٌّ يحيط به سطحانِ مُتوازِيانِ مركزُهما واحدٌ، وكلُّ واحدٍ من الخطوط الخارجة من المركز إلى المحيط قُطْرٌ له؛ فإن كان ذلك القُطْرُ هو الّذي يتحرّك عليه الفَلَكُ فذلك القُطْرُ مِحْوَرٌ له، وطَرَفَاهُ /[83ظ] قُطْبَاهُ؛ فقُطْبُ الفَلَكِ عبارةٌ عن نقطتين ثابتتين متقابلتين على سطحه الْمُحَدَّبِ. والمصنّف أشار بهذه العبارةِ إلى أنّه عليه السّلام أوّلُ الأنبياء خَلْقًا، وأنّه أفضلُ الرُّسُلِ مطلقًا، وإلى تَعَيُّنِهِ بمقام «لِي مَعَ اللَّهِ»،([63]) وَتَفَرُّدِهِ بالخاتَميّة ونحوِها ممّا يقتضيه سرُّ الوحدة الذّاتيّة، والخلافة الإلهيّة، وبما ذكرنا يظهر معنى القطبيّة أيضًا (وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَضْلَاعِ زَاوِيَةِ الْمُرُوَّةِ، وَأَعْمِدَةِ قَاعِدَةِ الْفُتُوَّةِ) «الْأَضْلَاعُ»: هي الخطوط المُحيطة بالشّكل، و«الشّكل»: هو الهيئة الحاصلة من إحاطة حدٍّ أو حدودٍ فما له أضلاعٌ ثلاثةٌ مثلًا هو الشّكلُ المُثَلَّثُ؛ وكلُّ ضِلْعٍ منها يسمّى بالنسبة إلى الآخَرَيْنِ: «قاعدةً»، وهما بالنّسبة إليها: «سَاقَيْنِ»، و«العَمُودُ»: خطٌّ مستقيمٌ قام على خطٍّ مستقيمٍ، و«الزّاوِيَةُ»: هي مُنْحَدَبُ السّطح عند تلاقي الخطّينِ. و«المُرُوَّةُ»: قوّةٌ للنَّفْسِ مبدأً لصدور أفعالٍ جميلةٍ عنها المستتبعة للمدح شرعًا وعقلًا وعرفًا. و«الفُتُوَّةُ» لغةً: السّخاءُ والكَرَمُ، وفي عرف /[84و] أهل الحقيقة: أن يُؤْثِرَ الخَلْقَ على نفسه بالدّنيا والآخرة. ([64]) ولا يخفى أنّ هذه الأوصاف فيهم بكمالها، إذ الاستعارة([65]) تفيد المبالغة، وفي ذكر «الضّلع» و«الزّاوية» و«العمود» و«القاعدة» إشارة إلى اصطلاح أصول الحساب وهي «الهندسة»([66])  (وَبَعْدُ: فَلَمَّا قَادَنِي السَّعَادَةُ إِلَى تَقْبِيلِ وَصِيدِ حَضْرَةِ السُّلْطَانِ الْأَعْظَمِ) «الْقَوْدُ»: نقيض «السَّوْقِ»، فهو من أَمَامٍ وذاك من خَلْفٍ، أي دَلَّنِي إليه؛ و«الْوَصِيدُ»: العَتَبَةُ، وفيه إيماءٌ إلى كونِه مَدْعُوًّا، ورسولًا من السّلطان حسن الطّويل([67]) كما ثبت في التّواريخ (خَلَيِفَةِ اللَّهِ فِي الْعَالَمِ) «الْخِلَافَةُ»: النِّيابةُ عن الغير لغَيبتِه أو عجزِه أو موتِه أو تشريف المستخلَف،([68]) وهو المعنى المراد ههنا، استخلف اللّه تعالى بعضَ خلقِه في أرضه تشريفًا لهم ورحمةً لعباده؛ وجَعَلَ تلك الخلافةَ الإلهيّةَ على مراتبَ: مرتبةَ النُّبُوَّةِ، ومرتبةَ الوِلاية، ومرتبة الحكمة، ومرتبة السّلطنة؛ وجَعَلَ المرتبةَ الأخيرةَ أَزْيَنَها صورةً، وذلك لمصلحة التَّمَدُّنِ /[84ظ] والاجتماعِ، وأَدْنَاهَا حقيقةً؛ والأُولى أَشْرَفَهَا حقيقةً وصورةً، والثّانيةَ والثّالثةَ أشرفَها حقيقةً وأَدْوَنُهَا صورةً (مَالِكِ رِقَابِ أَعَاظِمِ السَّلَاطِينِ شَرْقًا وَغَرْبًا) يعنى أنّهم منقادون إليه، مُذعِنون لطاعته (نَاشِرِ الْعَدْلِ فِي أَقْطَارِ الْأَرَضِينَ بُعْدًا وَقُرْبًا) «الْأَرَضِينَ»: -بفتح الرّاء المهملة- جمعٌ باعتبار الأقاليم العُرْفِيَّةِ،([69])  يقال: أرضُ  مصر، وأرضُ عراق، و«الْأَقْطَارُ»: النّواحي (الْمُؤَيَّدِ بِالْعِنَايَاتِ الرَّحْمَانِيَّةِ) أي المنصورِ بعناية اللّه (الْمُظَفَّرِ بِالْأَلْطَافِ الرَّبَّانِيَّةِ) «الظَّفَرُ»: الغلبةُ على الأعداء والوصولُ إلى المطلوب (صَلَاحِ الْعَالَمِ، وَمَلْجَأِ أَسَاطِينِ بَنِي آدَمَ) «المَلْجَأُ»: المَلاذُ؛ و«الْأَسَاطِينُ»: جمع أُسْطُوَانٍ، وهو من الْجِمَالِ الطّويلُ العنقِ أو المُرتفِعُ، مُعَرَّبُ «استون» كالسّارية؛ ويُطْلَقُ على كِبار النّاس مجازًا (بَاسِطِ مِهَادِ الْعَدْلِ وَالْإِنْصَافِ) «المَهْدُ» و«المِهَادُ»: موضع يُهَيَّأُ للصّبيّ، استعِير لـ«قواعد العدل» (هَادِمِ أَسَاسِ الْجَوْرِ وَالْاِعْتِسَافِ) «العَسْفُ» و«الاعْتِسَافُ»: المَيْلُ والعدولُ عن الطّريق (وَالِي لِوَاءِ الْوِلَايَةِ فِي الْآفَاقِ) /[85و] «الْوِلَايَةُ»: الإمارةُ والسّلطانُ؛ و«اللِّوَاءُ»: -بالمد- العَلَمُ؛ يعني: أنّه سلطانُ رايةِ الإمارة (مَالِكِ سَرِيرِ الْخِلَافَةِ بِالْإِرْثِ وَالْاِسْتِحْقَاقِ، الْمُجْتَهِدِ فِي إِعْلَاءِ سُرَادِقِ الْأَمْنِ وَالْأَمَانِ» «السُّرَادِقُ»: واحد «السُّرَادِقَاتِ» الّتي تُمَدُّ فوق صحن الدّار، كذا في الصّحاح. ([70]) وقال الفاضل الشّريف([71]) في حاشية شرح المطالع: إنّه مُعَرَّبُ «سراپرده».([72]) وتَعَقَّبَهُ الفاضل ابن كمال باشا([73]) وقال: «هو وَهَمٌ، بل هو مُعَرَّبٌ من «سَرَاطَاقْ»، وأصله: «طَاقِ سَرَاي»، قدّم المضاف إليه كما هو قانون تلك اللّغة. انتهى.([74])  لكن الفاضل الشّهير بـ«شيخ زاده»([75]) ذهب إلى أنّه عربيّ.([76]) كما قاله الأزهريّ.([77]) (الْمُتَمَثِّلِ) أي المطيعِ (لِنَصِّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾([78]) [النّحل، 16/90]، قَامِعِ الْعُدَاةِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ) «الْقَمْعُ»: الضّرب بالمِقْمَعَةِ، وهي كـ«مِكْنَسَةٍ» العمود من حديدٍ أو كـ«الْمِحْجَنِ» [يُضْرَبُ به رأسُ الفيلِ]، ([79]) وخشبةٌ يُضرَب بها الإنسانُ على رأسه. و«الْعُدَاةُ»: جمع «العَادِي» وهو العَدُوُّ (قَهْرَمَانِ الْمَاءِ وَالطِّينِ) «قهرمان»: لفظٌ فارسيٌّ معناه: «كارفرماى»؛ والمراد من «الماء» و«الطين»: هو البَرّ والبحر (أَعْدَلِ الْمُلُوكِ وَالسَّلَاطِينِ، أَعْلَمِ الْحُكَمَاءِ الْمُحَقِّقِينَ) هذا على سبيل المبالغة في المدح وكذا ما بعده (أَيْنَ أَنُو شِرْوَانَ مِنْ عَدْلِهِ؟) يعني أنّه أَعْدَلُ منه /[85ظ] مع أنّه أَعْدَلُ ملوك الفرس([80]) (وَمَنْ إِسْكَنْدَرُ فِي عِلْمِهِ؟) وهو أَعْلَمُ منه مع أنّ الإسكندر اليونانيَّ أَعْلَمُ ملوك الرّوم (إِنْ نَطَقَ قِيلَ: سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ مَنْ سَحْبَانُ لَدَيْهِ بَاقِلٌ) أي يقال: سُبحان الّذي خَلَقَ ذاتًا شريفًا بليغًا ينتهِي بلاغتُه إلى حدٍّ يكون الّذي يُضْرَبُ به المَثَلُ في البلاغة عنده الّذي يُضْرَبُ به الْمَثَلُ في الْعِيِّ؛ و«سَحْبَانُ»: رجلٌ بليغٌ من الأياد([81]) يُضرب به الْمَثَلُ في البلاغة؛ و«بَاقِلٌ»: رجلٌ من الأزد اشترى ظبيًا بأحد عشر درهمًا فسئل عن شراه([82])  ففَتَحَ كفّيهِ وأخرج لسانَه يشير إلى ثمنه، فانفلت فضُرِبَ به الْمَثَلُ في الْعِيِّ([83]) (وَإِنْ حَقَّقَ يَكْتُبُ آيَةَ ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾([84]) نُورُ اللَّهِ يَسْطَعُ) أي يرتفع (مِنْ جَبِينِهِ) «الْجَبِينَانِ»: حرفان مكتنفا الجبهة من جانبيها فيما بين الحاجبين مُصعدًا إلى قُصاص الشَّعر. قال ابن قتيبة: ([85]) كثيرٌ من النّاس لا يُفَرِّقُونَ بين «الجبهة» و«الجبين»؛ ولابدّ من الفرق، فـ«الجبهة»: موضع السّجود، و«الجبينان»: يكتنفانها من الجانبين. ([86]) (وَرِزْقُ النَّاسِ يَفِيضُ مِنْ يَمِينِهِ، نَوَاصِيهِ مَعْقُودَةٌ لِتَكْمِيلِ النُّفُوسِ وَلَا ضَيْرَ) «النَّاصِيَةُ»: قُصاص الشَّعر؛ و«الضَّيْرُ»: الضّرر، يعني أنّ جُهده مبذولٌ لتكميل النّفوس البشريّة /[86و] المستعدّة لتحصيل الكمال (وَأَيَادِيهِ) أي نِعَمُه. (مَبْسُوطَةٌ كُلَّ الْبَسْطِ وَلَا سَرَفَ فِي الْخَيْرِ) قيل لسخيٍّ: ([87]) «لَا خَيْرَ فِي السَّرَفِ»، فأجاب بعكسه([88]) (الْمَنْصُورُ مِنَ السَّمَاءِ، الْمُظَفَّرُ عَلَى الْأَعْدَاءِ، مُحْرِزُ مَمَالِكِ الدُّنْيَا) أي مالكُها (مُظْهِرُ كَلِمَةِ اللّٰهِ الْعُلْيَا، سُلْطَانُ الْبَرَّيْنِ) وهما بَرُّ روم إيلي وأناطولي (خَاقَانُ الْبَحْرَيْنِ) وهما بحر نيطش وبحر الرّوم؛ و«الْخَاقَانُ»: لقب مَلِكِ التُّرك (سُلْطَان مُحَمَّدْ خَان) عليه الرّحمة والغفران، الّذي توفّي يوم الخميس الرّابعَ من شهر ربيع الأوّل سنة ستٍّ وثمانين وثمانمائةٍ عن ثلاثٍ وخمسين سنةً (أَسْعَدَهُ اللّٰهُ فِي الدَّارَيْنِ، وَخَلَّدَ خِلَافَتَهُ وَسُلْطَانَهُ، وَأَيَّدَ بِالنَّصْرِ جُنُودَهُ وَأَعْوَانَهُ، وَجَعَلَ لَهُ مِنْ وِقَايَتِهِ حِصْنًا حَرِيزًا) أي حصينًا (وَنَصَرَهُ مِنْ عِنْدِهِ نَصْرًا عَزِيزًا، قَدْ اتَّصَفَ مِنَ الْأَخْلَاقِ بِأَزْكَاهَا) أي بصَفْوَتِها وأحسنِها  (وَأَرْضَاهَا، وَمِنَ الْهِمَمِ بِأَعْلَاهَا وَأَسْنَاهَا) أي أَرْفَعِها (عَتَبَتُهُ الْعَلِيَّةُ مَحَطٌّ لِرِحَالِ الْأَفَاضِلِ) «الْحَطُّ»:  الوضعُ، يعني أنّها موضع نزولِهم حيث رَحَلُوا إليه من الآفاق، لإقباله عليهم، والتفاتِه إليهم (وَسُدَّتُهُ السَّنِيَّةُ مَجْمَعٌ لِآمَالِ الْأَمَاجِدِ وَالْأَمَاثِلِ) «الْعَتَبَةُ»: و«السُّدَّةُ»: بمعنًى؛ وقد اجتمع لديه ما لم يجتمع عند أحدٍ من الملوك لرغبته /[86ظ] وحسن تربيته (فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَهُ عَلَى السَّلَاطِينِ تَفْضِيلًا) بهذه الخصالِ الكريمة، والخصائص العظيمة، كفتح قسطنطينية ونحوِه (وَآتَاهُ مِنَ الْفَضَائِلِ مَا كَانَ جُمْلَةً وَتْفْصِيلًا، وَشَرَّفَهُ بِأُكْرُومَةٍ) بضمّ الهمزة فِعْلُ الكَرَمِ (ظَاهِرَةِ الْإِشْرَاقِ وَالطُّلُوعِ) ([89]) أي عامّةِ النّفعِ باقيةِ الآثارِ كالشّمس في رابعة النّهار([90]) (وَخَصَّهُ بِأَرُومَةٍ طَاهِرَةِ الْأَعْرَاقِ وَالْفُرُوعِ) «الأَرُومَةُ»: -بفتح الهمزة وضمّها- الأصل (وَجَعَلَ أَلْسِنَةَ الْفُضَلَاءِ بِنَشْرِ ثَنَائِهِ مُنْطَلِقَةً، وَرِقَابَ الْعُلَمَاءِ بِطَوْقِ عَطَائِهِ مُتَطَوِّقَةً) لكثرة إلطافه إليهم، ووَفْرَةِ إنعامه عليهم؛ ولا شكّ أنّ «الإنسان عبيد الإحسان»،([91])  وإن أعتقه النّسيان، قوله: (بَعَثَنِي) جواب «لَمَّا»، أي دعاني (مَا رَأَيْتُ مِنْ اِلْتِفَاتِ خَاطِرِهِ الْفَيَّاضِ إِلَى عِلْمِ الْحِسَابِ) وقوله: (إِلَى أَنْ أَلَّفْتُ، مُخْتَصَرًا فِي هَذَا العِلْمِ) ([92])متعلّقٌ([93]) بقوله: «بَعَثَنِي». ولا يخفى أنّ العلومَ الرّياضّيةَ بِأَسْرِهَا مُلْتَفَتٌ إليها ومرغوبٌ فيها عند فضلاء الملوك، سيّما عند هذا السّلطان العظيم الشّأن، ونَجْلِهِ السّعيد السّلطان بايزيد خان، فإنّهما كانا يطالعان كُتُبَها ويقرآن على أفاضل عصرهما كالمولى خواجه زاده،([94]) و ميرم جلبي،([95]) وكذلك سائر العلماء  حسبما يقال: «النَّاسُ /[87و]  عَلَى دِينِ مُلُوكِهِمْ»؛ ثم أخذ النّاس يَزْهَدُونَ فيه لعدم رَغبة سلطانهم، وقلّةِ المَيل إلى جانب عِرفانهم ظنًّا منهم أنّه مُعَاوِقٌ للشّرعيّات ومستغنًى عنه في الدِّيانات؛ فهيهاتَ هيهات (عُجَالَة الْوَقْتِ) «الْعجَالَةُ»: -بضمّ العين وكسرها- ما تَعَجَّلْتَهُ من شيءٍ. (وَسَمَّيْتُهُ بِـ«الرِّسَالَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ» تَيَمُّنًا بِاسْمِهِ الشَّرِيفِ، وَتَبَرُّكًا بِرَسْمِهِ الْمُنِيفِ، رَجَاءَ أَنْ يَشْتَهِرَ فِي الْبُلْدَانِ وَالْأَمْصَارِ) أي المَرْجُوُّ في تسمية المؤلَّف بذلك الاسم اشتهارُه، أو التّسميةُ به للرّجاء المذكور (اشْتِهَارَ الشَّمْسِ فِي رَابِعَةِ النَّهَارِ) أي وسطِه  (وَيَبْقَى) ذلك التّأليفُ (بَقَاءَ الدُّهُورِ وَالْأَعْوَامِ، وَلَا يَفْنَى بِمُرُورِ الشُّهُورِ وَالْأَيَّامِ) والمصنّفُ -رحمه اللّه- لخّص هذا التّأليفَ من كتاب مفتاح الحساب عُجَالَةً([96]) وأهداه إلى السّلطان المذكور لمّا قَدِمَ من بلاده؛ فكأنّه استصغره([97]) بالنّسبة إلى قوّة طبعِه وتبحّره في الرّياضيّات؛ ولذلك قال: (وَفِي نِيَّتِي إِنْ كَانَ فِي الْأَمَلِ فُسْحَةٌ، وَفِي الْأَجَلِ مُهْلَةٌ، وَنَصَرَنِي دَوْلَةُ السُّلْطَانِ نَصْرًا عَزِيزًا، وَوَجَدْتُ فِي ظِلِّهِ الظَّلِيلِ كَنَفًا حَرِيزًا) «الْكَنَفُ»: -مُحَرَّكَةً- الحِرز والسِّتر (أَنْ أَصْنَعَ بَعْدَ ذَلِكَ كُتُبًا مَبْسُوطَةً، وَأَرْجُو مِنَ اللَّهِ أَنْ يَقَعَ مِنْ حَضْرَتِهِ /[87ظ] مَقَامَ الْقَبُولِ وَالرِّضَا، وَلِمِثْلِ هَذَا فَلْيَجْتَهِدْ أَرْبَابُ الْبَصَائِرِ وَالنُّهَى) وهو بضم النّون العقل.

قوله: (هَذَا): فصلُ خطابٍ، أي خُذْ هذا (وَالْكِتَابُ مُؤَسَّسٌ) أي مرتّبٌ. (عَلَى فَنَّيْنِ) الفنّ: الضّرب من الشّيء، ويقال لـ«لعلم»: فَنٌّ، ويُطْلَقُ على نوعٍ منه، وهو المراد ههنا (الْفَنُّ الأَوَّلُ فِـي عِلْم الْحِسَابِ) وهو قِسْمٌ من العلم الأوسط الّذي هو قسمٌ من الحكمة النّظريّة، لأنّها إمّا علمٌ بأحوال ما لا يَفْتَقِرُ في الوجود الخارجيِّ والتّعقّلِ إلى المادّة كـ«الإله»، وهو العِلم الأعلى، ويسمّى: بـ«الإلهيّ»، و«الفلسفة»، و«العلم الكلّيّ»، و«ما بعد الطّبيعة». وإمّا علمٌ بأحوال ما يَفْتَقِرُ إليها في الوجود الخارجيِّ دون التّعقّلِ كـ«الْكُرَةِ»، وهو العلم الأوسط، ويسمّى: بـ«الرّياضيّ» لارتياض الذّهن به، وبـ«التّعليميّ» لأنّهم كانوا يقدِّمونه في التّعليم. وإمّا علمٌ بأحوال ما يَفْتَقِرُ إليها في الوجود الخارجيِّ والتّعقّلِ كـ«الإنسان»، وهو العلم الأَدنى، ويسمّى: بـ«الطّبيعيّ». وهذه الأقسام الثّلاثة أصولُ الحكمةِ النّظريّةِ؛ ولكلٍّ منها فروعٌ. ثمّ إنّ العلم الرّياضيَّ أربعةُ أقسامٍ: «الهندسة»، و«الهيئة»، و«الحساب»، و«الموسيقى». وأَقْدَمُ الرّياضيّاتِ «علمُ /[88و] العدد»، لأنّه أَقْرَبُها تَنَاوُلًا، ثمّ «الهندسة»، ثمّ «الهيئة»، ثمّ «التّأليف» كما في إخوان الصّفا. والمراد بالافتقار إلى المادة وعدمه: أنّ البحث إن كان على وجهٍ ينطبق على المجرّد فقط أو على المادّيّ والمجرّد فهو من «الإلهيّ»، كالبحث عن «الوجود» و«العلّة» و«الوحدة» و«الكثرة». وإن كان على وجهٍ لا ينطبق إلا على المادّيّ، فإن لم يفتقر إليها تَعَقُّلًا فهو من «الرّياضيّ»، و«العدد» من هذا القبيل، إذ لا يُبْحَثُ عن أحواله إلّا على وجٍه ينطبق على المادّيّات، لعدم تعلّق غرضٍ على أعمِّه؛ فلا يرد على تقسيمهم: أنّ «العدد» مما لا يَفْتَقِرُ إلى المادّيّ أصلًا لوجوده في المجردّات كـ«العقول العشرة» فينبغي أن يكون من «الإلهيّ». والفنّ الثّاني في «علم المساحة»، وهو أخصُّ من مطلق «الحساب»، لأنّه يُبْحَثُ فيه عن قوانين استعلام مقادير الجسم التّعليميّ من حيث العدد كما سيأتي (وَهُوَ) أي الفنّ الأوّل (مُشْتَمِلٌ عَلَى مُقَدِّمَةٍ وَخَمْسِ مَقَالَاتٍ) لأنّ المذكور في الكتاب إمّا أن يكون /[88ظ] من المقاصد أو لا؛ الثّاني «المقدّمة»؛ والأوّل إمّا أن يتعلّق بحساب أهل الهند، فهي «المقالة الأُولى»؛ أو يتعلّق بحساب أهل النّجوم، فهي «المقالة الثّانية»؛ أو يتعلّق بحساب الجبر والمقابلة فـ«المقالة الثّالثة»؛ أو يتعلّق بحساب الخطّائين فـ«المقالة الرّابعة»؛ أو قواعد شتّى فـ«المقالة الخامسة» (الْمُقَدِّمَةُ فِي التَّعْرِيفَاتِ) أي الأقوالِ الدّالةِ على ماهية ما يذكر في المسائل، كقوله: (الْحِسَابُ: هُوَ الْعِلْمُ بِقَوَانِينِ اسْتِخْرَاجِ مَجْهُولَاتٍ عَدَدِيَّةٍ).

 

 

 

 

 

 

 

 

Kaynakça / References

Aclûnî, İsmail. “Keşfu’l-Hafâ”, tahkik: Abdulhamid Hindâvî, el-Mektebetu’l-Asriyye, yy, 2000.

Bağdâdî, İsmail paşa. “Hediyyetu’l-Arifîn”, Dâru İhyâi’t-Turâsi’l-Arabî, Beyrut-1951.

Bursalı Mehmed Tahir efendî, “Osmanlı Müellifleri”, Matba-i Amire, İstanbul- 1915.

Cengiz Aydın, “Ali Kuşçu”, Türkiye Diyanet Vakfı İslâm Ansiklopedisi. 2/408-410. İstanbul: TDV Yayınları, 1989.

Cevherî, İsmail. “Tâcu’l-Luga vi sihâhu’l-Arabiyye”, tahkik: Ahmed abdulgafur Ata, Dâru’l-İlim, 4. Baskı, Beyrut, 1987.

Cürcânî, Seyyid Şerîf. “et-T’rîfât”, tahkik: komisyon, Dârul’-kutubi’l-ilmiyye, Beyrut-1983.

Cürcânî, Seyyid Şerîf. “Hâşiyealâ şerhi’l-Metâli”, Matba-i Amire, İstanbul- 1277.

Ebû Hilâl, el-Askerî. “Cemheretu’l-Emsâl”, Dâru’l-Fikir, Beyrut, ty.

Ebu’lbekâ, Eyyûb. “el-Külliyyât”, Tahkik: Adnan Derviş-Muhammed el-Mısrî, Müessesetu’r-Risâle, Beyrut. ty.

Ednevî, Ahmed b. Muhammed. “Tabâkâtu’l-Müfessirîn”, tahkik: Süleyman b. Salih el-Hazzî, Mektebetu’l-Ulûm ve’l-Hikem, Suudi Arabistan,1997.

Erdoğan Baş, “Şeyhzâde”, Türkiye Diyanet Vakfı İslâm Ansiklopedisi. 39/97-98. İstanbul: TDV Yayınları, 2010, 

Faruk Sümer, “Uzun Hasan”, Türkiye Diyanet Vakfı İslâm Ansiklopedisi. 42/261-264. İstanbul: TDV Yayınları, 2012.

Fatih Ulugöl, “Arap Dili Gramerinde ŞibhCümle ve Taalluk”, Bilimname Dergisi 37/1 (Nisan 2019), 477-508.

Firûzâbâdî, Mecduddin. “el-Kâmûsu’l-Muhît”, tahkik: Mektebu tahkiki’t-Turâs, Müessesetu’r-Risâle, 8. baskı, Beyrut-2005.

Gazzî, Necmuddin. “el-Kevâkibu’s-Sâire”, tahkik: Halil el-Mansûr, Dârul’-kutubi’l-ilmiyye, Beyrut-1997.

Gazzî, Takiyyüddîn. “et-Tabkâtu’s-Seniyye terâcimi’l-Hanefiyye”, tahkik: Muahmmed Abdulfettah el-Huluv, Dâru’r-Rifâî, yy. ty.

Hamevî, Yakût. “Mu’cemu’l-Udebâ”, tahkik: İhsân Abbâs, Dâru’l-Garbi’l-İslâmî, Beyrut-1993.

Hüseyin Yazıcı, “İbn Kuteybe”, Türkiye Diyanet Vakfı İslâm Ansiklopedisi. 20/150-152. İstanbul: TDV Yayınları, 1999.

İbn Hacer, Ahmed b. Ali. “ed-Dureru’l-Kâmine ayâNİ’L-Mieti’s-Sâmine”,  tahkik: Muhammed Abdulmuîd Dân, Meclisu Dâireti’l-Meârifi’l-Osmaniyye, 2. baskı.  hindistan, 1972.

İbn Hallikân, ebu’l-Abbâs. “Vefeyâtu’l-Ayân”, tahkik: İhsân Abbâs, Daru Sâdır, Beyrut-1994.

İbn Kuteybe, ebû Muhammed. “Edebu’l-Kâtib”. tahkik: Muhammed muhyiddîn Abdulhamîd, el-Mektebetu’t-Ticariyye, 4. Baskı, Mısır-1963.

İbn Tağriberdî, ebu’lmehâsin. “en-nucûmu’z-zâhire mulûki mısır ve’l-Kâhire”, Vizâretu’s-Sekâfeti ve’l-İrşadi’l’-Kavmî, Dâru’l-kutub, Mısır, ty.

İbnu’l-Fuvvatî, Kemaluddîn. “Mecma’u’l-Adâb Mu’cemi’l-Alkâb”, tahkik: Muhammed el-Kâzım, Vizâretu’s-Sekâfeti ve’l-İrşadi’l-İslamî, İran-1416.

İbnu’s-Semîn, Şihabuddin. “Umdetu’l-HuffÂz tefsiri eşrefi’l-Alfâz”, tahkik: Muhammed Bâsil Uyunu’s-Sûd, Dârul’-kutubi’l-ilmiyye, Beyrut-1996.

İhsan Fazlıoğlu, “Ali Kuşçu’nun el-Risâlet el-Muhammediyye fi el-hisâb adlı eserine Kâtip Çelebî'nin yazdığı şerh: Ahsen el-hediyye bi-şerh el-Muhammediyye”. Türk Dilleri Araştırmaları Dergisi, 17 (2007), 113-125.

İhsan Fazlıoğlu,Mîrim Çelebi”, Türkiye Diyanet Vakfı İslâm Ansiklopedisi. 30/160-161. İstanbul: TDV Yayınları, 2005.

İsmail Durmuş- Mustafa Öz,Sahbân el-Vâilî”, Türkiye Diyanet Vakfı İslâm Ansiklopedisi. 35/511-512. İstanbul: TDV Yayınları, 2008. 

Kâtib Çelebi, Muastafa. “Keşfu’z-zunûn”, Mektebetu’l-Musennâ, Bağdat, ty.

Kâtib Çelebi, Muastafa. “Mîzânu’l-hak ihtiyâri’l-ehak”, matbaatu ebdu’d-diyâ, Kostantiniyye, 1306.

Kâtib Çelebi, Muastafa. “Sullemu’l-Vusûl İlâ tbakâti’l-Fuhûl”, tahkik: Mahmûd Abdulkadir, Mektebetu İrsîkâ, İstanbul, ty.

Kehhâle, Ömer Rızâ. “Mu’cemu’l-Müellifîn”, Mektebetü’l-Müsennâ, Beyrut, ty.

Kemalpaşazâde, Şemsuddîn. “Risâletahkîki’l-Kelimeti’l-Acemiyye”, tahkik: Muhammed suvaî, el-Cafân ve’l-Câbî li’t-Tibâeti ve’n-Neşri, Kıbrıs-1991.

Kuşeyrî, Abdulkerim. “Letâfu’l-İşârât”, tahkik: İbrahim el-Besyûnî, el-Hey’etu’l-Mısriyyetu’l-Amme li’l-Kuttâb, 3. Baskı, Mısır, ty.

Leknevî, ebu’lHasenât. “el-Fevâdu’l-Behiiyye terâcimi’l-Hanefiyye”, matbaatu Dâris-Seade, Mısır, ty.

Meydânî, ebu’l-Fadl. “Mecmau’l-Emsâl”, tahkik: Muhammed Muhyiddin Abdulhamid, Dâru’l-Ma’rife, Beyrut, ty.

Müstekimzâde, Süleyman. “Tuhfe-i hattâtîn”, Türk tarih ecümeni neşriyatı, sayı: 12, İstanbul-1928.

Orhan Şaik Gökyay,Kâtib Çelebi”, Türkiye Diyanet Vakfı İslâm Ansiklopedisi. 25/36-40. Ankara: TDV Yayınları, 2002.

Sadreddin Gümüş,Cürcânî, Seyyid Şerîf”, Türkiye Diyanet Vakfı İslâm Ansiklopedisi. 8/134-136. İstanbul: TDV Yayınları, 1993.

Safedî, Salahuddin. “el-Vâfî bi’l-Vefeyât”, tahkik: Ahmed el-Arnavut-Türki Mustafa, ”, Dâru İhyâi’t-Turâs, Beyrut-2000.

Saffet Köse, “Hocazâde Muslihuddin Efendi”, Türkiye Diyanet Vakfı İslâm Ansiklopedisi. 18/207-209. İstanbul: TDV Yayınları, 1998.

Seâlibî, Abdulmelik. “et-Temsîl ve’lMuhadara”, tahkik: Muahmmed Abdulfettah el-Huluv, ed-Dâru’l-Arabiyye li’l-Kuttab, 2. baskı, yy, 1981.

Seâlibî, Abdulmelik. “Hassu’l-Has”, tahkik: Hasan el-Emin, Dâru Mektebeti’l-Hayat, Beyrut, ty.

Suyûtî, Celâluddîn. “Buğyetu’l-Vuât”, tahkik: Muhammed ebu’l-Fadl İbrahim, el-Mektebetu’l-Asriyye, Lübnan, ty.

Şerafettin Turan,Kemalpaşazâde”, Türkiye Diyanet Vakfı İslâm Ansiklopedisi. 25/245-247. Ankara: TDV Yayınları, 2002. 

Şevkânî, Muhammed b. Ali. “el-Bedru’t-Tâli bi mahâsini men ba’de’l-Karni’s-Sabi”, Dâru’l-Ma’rife, Beyrut, ty.

Tüsterî, ebû Muhammed. “Tefsîru’t-Tüsterî”, tahkik: Muhammed Bâsil Uyunu’s-Sûd, Dâru’l-Kutubi’l-İlmiyye, Beyrut-1423.

Yakup Kızılkaya, “Arif Mustafa el-Kütâhî’nin Risâle Aksami’l-İsti’âre Adlı Eserinin Değerlendirilmesi ve Tahkiki”, Pamukkale Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi 7/1 (Haziran 2020), 631-649.

Ziriklî, Hayruddîn. “el-‘Alâm”. Darul’ilim li’l-Melâyîn, 15. baskı. Yy. 2002.



([1])  لترجمته انظر: Orhan Şaik Gökyay, “Kâtib Çelebi”, TDV İslâm Ansiklopedisi, (Erişim 15.03.2021)

 ([2])  İhsan Fazlıoğlu, “Ali Kuşçu'nun el-Risâlet el-Muhammediyye fî el-hisâb adlı eserine Kâtip Çelebî'nin yazdığı şerh: Ahsen el-Hediyye bi-şerh el-Muhammediyye” , 116..

([3]) أحسن الهديّة: 84و.

([4])  أحسن الهديّة: 76ظ.

([5]) İhsan Fazlıoğlu, “Ali Kuşçu'nun el-Risâlet el-Muhammediyye fî el-hisâb adlı eserine Kâtip Çelebî'nin yazdığı şerh: Ahsen el-Hediyye bi-şerh el-Muhammediyye” , 116..

([6])  أحسن الهديّة: 76ظ.

([7]) İhsan Fazlıoğlu, “Ali Kuşçu'nun el-Risâlet el-Muhammediyye fî el-hisâb adlı eserine Kâtip Çelebî'nin yazdığı şerh: Ahsen el-Hediyye bi-şerh el-Muhammediyye” , 118.

([8]) İhsan Fazlıoğlu, “Ali Kuşçu'nun el-Risâlet el-Muhammediyye fî el-hisâb adlı eserine Kâtip Çelebî'nin yazdığı şerh: Ahsen el-Hediyye bi-şerh el-Muhammediyye” , 118.

([9])  الشّقائق النّعمانيّة في علماء الدّولة العثمانيّة: ص 98.

([10])  سلّم الوصول: 3/447.

([11])  ميزان الحق: ص 129 وما بعدها.

([12])  تحفة خطاطين لمستقيم زاده: ص 98.

([13])  سلّم الوصول: 3/448.

([14])  ميزان الحق: ص 130-131.

([15])  Orhan Şaik Gökyay, “Kâtib Çelebi”, TDV İslâm Ansiklopedisi, (Erişim 15.03.2021)

([16])  ميزان الحق: ص 131.

([17])  أحسن الهديّة: 76ظ.

([18])  كشف الظّنون: 1/725؛ 2/1137.

([19])  ميزان الحق: ص 133-145.

([20])  سلّم الوصول: 1/273.

([21])  سلّم الوصول: 1/22.

([22])  هديّة العارفين: 2/440.

([23])  هديّة العارفين: 2/440؛ عثمانلي مؤلّفلري: 3/130.

([24])  هديّة العارفين: 2/440؛ عثمانلي مؤلّفلري: 3/129؛ الأعلام للزّركلي: 7/237؛ معجم المؤلّفين: 12/263.

([25])  هديّة العارفين: 2/440؛ عثمانلي مؤلّفلري: 3/127؛ الأعلام للزّركلي: 7/237؛ معجم المؤلّفين: 12/263.

([26])  عثمانلي مؤلّفلري: 3/130.

([27])  هديّة العارفين: 2/440؛ عثمانلي مؤلّفلري:  3/126؛ الأعلام للزّركلي: 7/237.

([28])  هديّة العارفين: 2/440؛ عثمانلي مؤلّفلري: 3/129.

([29])  كشف الظّنون: 1/273؛ هديّة العارفين: 2/440؛ عثمانلي مؤلّفلري: 3/127.

([30])  سلّم الوصول: ص 24.

([31])  عثمانلي مؤلّفلري: 3/129.

([32])  هديّة العارفين: 2/440؛ عثمانلي مؤلّفلري: 3/129.

([33])  هديّة العارفين: 2/440؛ عثمانلي مؤلّفلري: 3/128؛ الأعلام للزّركلي: 7/237؛ معجم المؤلّفين: 12/263.

([34])  سلّم الوصول: ص 26.

([35])  ميزان الحق: ص 136-137.

([36])  هديّة العارفين: 2/440؛ عثمانلي مؤلّفلري: 3/129.

([37])  هديّة العارفين: 2/440؛ عثمانلي مؤلّفلري للبورسوي، 3/130.

([38])  ميزان الحق: ص 136-137؛ هديّة العارفين: 2/440.

([39])  هديّة العارفين: 2/441؛ عثمانلي مؤلّفلري: 3/125؛ الأعلام للزّركلي: 7/236؛ معجم المؤلّفين: 12/263.

([40])  هديّة العارفين: 2/441؛ عثمانلي مؤلّفلري: 3/130؛ الأعلام للزّركلي: 7/237؛ معجم المؤلّفين: 12/263.

([41])  هديّة العارفين: 2/441؛ عثمانلي مؤلّفلري: 3/125؛ الأعلام للزّركلي: 7/236؛ معجم المؤلّفين: 12/263.

([42])  العارفين للبغدادي، 2/440؛ عثمانلي مؤلّفلري للبورسوي، 3/124؛ معجم المؤلّفين لكحّالة، 12/263.

([43])  أحسن الهديّة: 82و.

([44])  أحسن الهديّة: 82و.

([45])  سلّم الوصول: 1/273 (رقم التّرجمة: 772).

([46])  أحسن الهديّة: 85ظ.

([47])  سلّم الوصول: 1/273.

([48])  أحسن الهديّة: 85ظ.

([49])  أحسن الهديّة: 85ظ.

([50])  أحسن الهديّة: 85ظ.

([51])  أحسن الهديّة: 82ظ.

([52])  أحسن الهديّة: 85ظ.

([53])  سورة الأنبياء: 47، وكتب بالهامش: وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [سورة آل عمران: 199]، وقال: ﴿وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾ [سورة الأنعام: 62]، وجاء في تفسير قوله تعالى حكايةً عن يوسف: ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [سورة يوسف: 55]، أي: كاتبٌ حافظٌ. «منه»

([54])  لترجمته انظر: Cengiz Aydın, “Ali Kuşçu”, TDV İslâm Ansiklopedisi, (Erişim 15.03.2021).

([55])  كتب بالهامش: هما الفاضل عماد الدّين بن الخوّام صاحب «الفوائد البهائيّة»، والعلّامة غياث الدّين جمشيد. «منه»

      فأمّا ابن الخوّام: فهو عماد الدّين عبد اللّه بن محّمد بن عبد الرّزّاق الحربوي العراقي ابن الخواّم: طبيب عراقيّ، عالم بالحساب، له اشتغال بالفلسفة، وله تصانيف في الحساب والطبّ، منها: «الفوائد البهائية في القواعد الحسابية»، ولّي ببغداد رئاسة الطّب، ومات بها سنة 724 هـ. انظر: مجمع الآداب: 2/88؛ الدّرر الكامنة: 3/76؛ الأعلام للزّركلي: 4/126؛ معجم المؤلّفين: 6/126.

([56])  كتب بالهامش: رأيت في «فتح الفتحيّة» لتلميذ المصنّف أنّه وعد بشرح هذه الرّسالة، وسمعت أنّ المولى ميرم جلبي قد وعد به أيضا، ولم أقف على شرحهما، وأظنّ أنّه وعدٌ بلا وفاءٍ. «منه»

([57])  أي بعض من له قابليّة تامّة واستعداد كامل في أخذ العلوم، والمراد به هنا تلميذه المولى محمّد بن أحمد الآقحصاري الرّومي المتوفّى سنة 1058هـ. انظر: سلّم الوصول: 1/273؛ ميزان الحق: ص 139-140.

([58])  كتب بالهامش: ومن الباعث على ذلك أنّي اشتهرتُ عند العلماء بلقب «الكاتب»، والكتّاب في الدّيوان قسمان: كاتب حساب، وكاتب إنشاء، فالأثر يدلّ على المؤثّر. «منه»

([59])  عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ: 2/353.

([60])  القاموس المحيط للفيروز آبادي: «صمد»

([61])  يريد أنّ المصنّف أومأ بذكر لفظ «الصّمد» الّذي يأتي بمعنى «الضّرب» أيضا إلى «الضّرب» الّذي هو من مصطلحات علم الحساب، وهو تضعيف أحد العددين بالعدد الآخر. انظر: التّعريفات للسيّد الشريف الجرجاني: ص 137.

([62])  وهذا من المحسّنات البديعيّة في البلاغة يسمّى: «براعة الاستهلال».

([63])  إشارة إلى المقام الّذي ورد في الحديث الّذي أورده التّستري في تفسيره برواية:  «إِنَّ لِي مَعَ اللَّهِ وَقْتًا لَا يَسَعُنِي غَيْرُهُ»، وأورده أيضا القشيريّ في تفسيره بلفظ: «لي وَقْتٌ لَا يسعني غَيْرُ رَبِّى»، وأورده العجلوني بلفظ: «لِي مَعَ اللَّهِ وَقْتٌ لَا يَسَعُنِي فِيهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ» ثمّ قال: تذكره الصّوفية كثيرًا، وهو في رسالة القشيري بلفظ: "لِي وَقْتٌ لَا يَسَعُنِي فِيهِ غَيْرُ رَبِّ"، ويقرب منه ما رواه التّرمذي في «شمائله» وابن راهويه في «مسنده» عن علي في حديث: «كان إذا أتى منزله جَزَّأَ دخوله ثلاثة أجزاٍء جزءًا للّه وجزءًا لأهله وجزءًا لنفسه، ثمّ جزّأ جزأه بينه وبين النّاس»، كذا في «اللآلئ»، وزاد فيها. ورواه الخطيب بسند قال فيه الحافظ الدّمياطيّ: إنّه على رسم الصّحيح، وقال القاري بعد إيراده الحديث: قلت: ويؤخذ منه أنّه أراد بـ«الملك المقرّب»: جبريل، وبـ«النّبيّ المرسل»: أخاه الخليل. انتهى، فليتأمل. انظر: تفسير التّستري: ص 198؛ لطائف الإشارات للقشيري: 1/158؛ كشف الخفاء للعجلوني: 2/204.

([64])  التّعريفات للسيّد الشّريف الجرجاني: ص 165.

([65])  ولمزيد من التّفصيل حول الاستعارة وأقسامها انظر:

      Yakup Kızılkaya, “Arif Mustafa el-Kütâhî’nin Risâle fî Aksami’l-İsti’âre Adlı Eserinin Değerlendirilmesi ve Tahkiki”, Pamukkale Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi 7/1 (2020), 631-649.

([66])  ففيها «براعة الاستهلال».

([67])  حسن بن علي بك بن قرايلك، المعروف بـ«الطّويل»، ملك العراقين. كان حازمًا، كثير الحيل والخداع. إقامته في آمد. انتزع ملك العراقيّين من أخيه (جهانكير) بحيل غريبة. وقتل عمّه الشّيخ حسن بن قرايلك، وانقرضت دولة بني أيوب في حصن كيفا على يده. وملك تبريز. وتحرش بآل عثمان ملوك التّرك، فهزموه. وكان الأشرف قايتباي يخشى سطوته، وجرت بينهما أمور كثيرة. مات سنة 883 هـ. انظر: النّجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: 16/108، 542؛ الأعلام للزّركلي: 2/204؛

([68])  الكليّات لأبي البقاء الكفوي، ص 427.

([69])  الأقاليم العرفيّة: أي: المعروفة، وذكر الكاتب جلبي هذه عبارة «الأقاليم العرفيّة» في سلّم الوصول: 4/465، 5/133؛ وكشف الظّنون: 1/468.

([70])  -كذا في الصّحاح، صح هامش. | الصّحاح للجوهري: (سردق).

([71])  علي بن محمّد بن علي، المعروف بالشّريف الجرجاني: فيلسوف من كبار العلماء بالعربيّة. ولد في تاكو (قرب استرا باد) ودرس في شيراز. ولمّا دخلها تيمور سنة 789هـ فرَّ الجرجاني إلى سمرقند. ثمّ عاد إلى شيراز بعد موت تيمور، فأقام إلى أن توفّي سنة 816 هـ. له نحو خمسين مصنّفا، منها: «التّعريفات» و«الحواشي على المطوّل» و«حاشية على الكشّاف» و«المصباح في شرح المفتاح» وغيرها. انظر: سلّم الوصول: 2/388؛ البدر الطّالع: 1/488؛ الأعلام للزّركلي: 5/7.

      Sadreddin Gümüş, “Cürcânî, Seyyid Şerîf”, TDV İslâm Ansiklopedisi, (Erişim 12.03.2021)

([72])  حاشية على شرح مطالع الأنوار للسيّد الشّريف الجرجاني: ص 6.

([73]) شمس الدّين أحمد بن سليمان بن كمال باشا: قاض من العلماء بالحديث ورجاله. تركي الأصل، مستعرب. قلّما يوجد فن من الفنون وليس لابن كمال باشا مصنَّف فيه. تعلّم في أدرنه، وولّي قضاءها ثم الإفتاء بالآستانة إلى أن توفّي سنة 940 هـ. له تصانيف كثيرة، منها «طبقات الفقهاء» و«طبقات المجتهدين» و«مجموعة رسائل» تشتمل على 36 رسالة، ورسالة في «الكلمات المعرّبة» و«تغيير المفتاح» وغيرها. انظر: الشّقائق النّعمانيّة: ص 226؛ الطبقات السنية في تراجم الحنفية: 1/355؛ الكواكب السّائرة: 2/108؛ سلّم الوصول: 1/149؛ الأعلام للزّركلي: 1/133؛ معجم المؤلّفين: 1/238.

      Şerafettin Turan, “Kemalpaşazâde”, TDV İslâm Ansiklopedisi, (Erişim 12.03.2021)

([74])  رسالة في تحقيق تعريب الكلمة الأعجميّة لابن كمال: ص 89-90. ونصّ كلامه: ومنها «السّرادق» فإنّه معرّب «سراطاق»، والجوهريّ حيث ما زاد على أن قال: «السّرادق» واحد «السّرادقات» الّتي تمدّ فوق صحن الدّار كأنّه غافل عن كونه معرّبًا. وصاحب القاموس ذكر «البيت» موضع «الدّار» في تفسير «السّرادق» ولم يُحسِن، لأنّ «الصّحن» و«الحرم» الّذي بمعنى «سراي» في الفارسيّة ينسبان إلى «الدّار» لا إلى «البيت»، والفاضل الشّريف وَهِمَ فيه، حيث وهم أنّه معرّب «سراپرده» على ما صرّح به في الحواشي الّتي علّقها على شرح المطالع، ولا يحفى ما فيه من البعد لفظا ومعنى، وأصل «سراطاق»: «طاق سرا» قدّم المضاف إليه كما هو قانون تلك اللّغة.

([75])  محيي الدّين محمّد بن مصطفى القوجوي: مفسّر، من فقهاء الحنفية. كان مدرّسا في إستانبول. توفّي سنة 951 هـ. له مصنّفات منها: «حاشية على أنوار التنزيل للبيضاوي» و «شرح الوقاية» في الفقه، و«شرح الفرائض السراجية» و «شرح مفتاح العلوم» و«شرح القصيدة البردة» و«حاشية على مشارق الأنوار للصاغاني». انظر: الشّقائق النّعمانيّة: 3/270؛ طبقات المفسّرين: ص 382؛ البدر الطّالع، 2/269؛ الأعلام للزّركلي: 7/99.

       Erdoğan Baş, “Şeyhzâde”, TDV İslâm Ansiklopedisi, (Erişim 12.03.2021)

([76])  لم أقف على ما قاله الفاضل شيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي، فلعلّه ذكره في كتاب آخر له.

([77])  تهذيب اللّغة للأزهري: 9/293. | أبو منصور محمّد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة بن نوح الأزهري الهروي (ت. 370 هـ)، من أئمّة اللّغة والأدب، فقيه شافعيّ، شَافَهَ الأعرابَ وقصد القبائل وتوسّع في أخبارهم، أخذ عن الرّبيع بن سليمان ونفطويه وابن السّرّاج والهروي، رحل إلى بغداد وأدرك بها ابن دريد لكنّه لم يرو عنه، أَسَرَتْهُ القرامطة وبقي فيهم دهرا طويلا، من مصنّفاته: «تهذيب اللّغة» و«غريب الألفاظ الّتي استعملها الفقهاء» و«شرح شعر أبي تمّام». انظر: معجم الأدباء: 5/2321؛ وفيات الأعيان: 4/334؛ بغية الوعاة: 1/19؛ الأعلام للزّركلي، 5/311.

([78])  سورة النّحل: 90.

([79])  ما بين المعقوفتين هو المثبت في القاموس المحيط للفيروزآبادي: «قمع».

([80])  الضّمير الأوّل يعود على السّلطان، والأخيران راجعان إلى أنو شروان.

([81])  لعلّ الشّارح خلطه بقسّ بن ساعدة الإيادي وهو أيضا يضرب به المثل في البلاغة وفصاحة الكلام، أمّا سحبان فهو من وائل. انظر: الصّحاح للجوهري، (سحب). | سحبان بن زفر بن إياس الوائلي، من باهلة، خطيب يضرب به المثل في البيان يقال: «أخطب من سحبان» و«أفصح من سحبان) . اشتهر في الجاهليّة وعاش زمنا في الإسلام. وكان إذا خطب يسيل عرقا، ولا يعيد كلمة، ولا يتوقف ولا يقعد حتى يفرغ. أسلم في زمن النّبيّ ولم يجتمع به، وأقام في دمشق أيام معاوية. وله شعر قليل وأخبار. مات سنة 54 هـ. انظر: الأعلام للزّركلي: 3/79.

      İsmail Durmuş, Mustafa Öz, “Sahbân el-Vâilî”, TDV İslâm Ansiklopedisi, (Erişim 12.03.2021)

([82])  في القاموس المحيط للفيروزآبادي: (بقل) بلفظ: «عن شرائه» بدل «شراه». ولعلّه الصّواب.

([83])  سلّم الوصول: 1/364؛ الأعلام للزّركلي: 2/42.

([84])  سورة الإسراء: 81.

([85])  أبو محمّد عبد اللّٰه بن مسلم بن قتيبة الدّينوريّ، من أئمّة الأدب ومن المصنّفين المكثرين. ولد ببغداد وسكن الكوفة ثمّ ولّي قضاء دينور مدّة فنسب إليها. من كتبه «تأويل مختلف الحديث» و«أدب الكاتب» و«كتاب المعاني» و«عيون الأخبار» و«الشّعر والشّعراء» و«مشكل القرآن» و«المشتبه من الحديث والقرآن» و«تفسير غريب القرآن» وغيرها وهو كثير. توفّي ببغداد سنة 276 هـ.  انظر: الوافي بالوفيات: 17/326؛ الأعلام للزّركلي: 4/137؛ معجم المؤلّفين: 6/150.

      Hüseyin Yazıcı, “İbn Kuteybe”, TDV İslâm Ansiklopedisi, (Erişim 12.03.2021)

([86])  أدب الكاتب: ص 31، ولفظه: «الجَبْهة» و«الجَبِين» لا يكاد النّاس يفرّقون بينهما؛ فـ«الجبهة»: مَسْجَدُ الرّجل الّذي يصيبه نَدَبُ السّجود، و«الجبينان»: يكتنفانها، من كل جانبٍ جبينٌ.

([87])  هو أبو محمّد الحسن بن سهل السّرخسي وزير المأمون ووالدُ زوجته بوران، توفّي سنة 236 هـ.

([88])  أي فأجاب ذلك الرّجل السّخيّ بعكس ما قيل له، حيث قال: «لَا سَرَفَ فِي الْخَيْرِ». انظر: خاصّ الخاص: ص 8؛ التّمثيل والمحاضرة: ص 135.

([89])  - والطّلوع، صح هامش.

([90])  - كالشّمس في رابعة النّهار، صح هامش.

([91])  هذا مثل من أمثال العرب وفي كتب الأمثال بلفظ: «النّاس عبيد الإحسان»، انظر: جمهرة الأمثال: 2/303؛ مجمع الأمثال: 2/358.

([92])  - في هذا العلم، صح هامش.

([93])  لمزيد من التفصيل حول التّعلّق انظر:

      Fatih Ulugöl, “Arap Dili Gramerinde Şibh-İ Cümle ve Taalluk”, Bilimname Dergisi 37/1 (2019), 477-508.

([94])  مصلح الدّين مصطفى بن يوسف بن صالح البروسوي المعروف بالمولى خواجه زاده: قاض، من علماء الدّولة العثمانيّة. مولده ووفاته في بروسة وإليها نسبته. تعلم وعلّم فيها، واتصل بالسّلطان محمّد خان فجعله معلمًّا له، فأقرأه متن عز الدين الزّنجاني في علم الصّرف ثمّ عيّن قاضيا للعسكر في أدرنة فقاضيُا بها ثمّ في القسطنطينية. ولمّا مات السّلطان محمّد ولّاه السّلطان بايزيد الفتوى في بروسة فاستمرّ الى أن توفّي سنة 893 هـ. له «كتاب التهافت» في المحاكمة بين «تهافت الفلاسفة» للغزالي و«تهافت التّهافت» لأبي الوليد ابن رشد، صنّفه بأمر السّلطان محمّد الفاتح العثماني، و«حاشية على شرح المواقف» ألفها بأمر السّلطان بايزيد، ولم يتمها، وحواش وشروح في الحكمة وغيرها. انظر: الشّقائق النّعمانيّة: ص 76؛ الكواكب السّائرة: 1/71؛ الفوائد البهيّة: ص 214؛ الأعلام للزّركلي: 7/247؛

      Saffet Köse, “Hocazâde Muslihuddin Efendi”, TDV İslâm Ansiklopedisi, (Erişim 12.03.2021)

([95])  كتب بالهامش: فإنّه صنّف «شرح الزّيج» حين قرأ السّلطان بايزيد عنه. «منه». | محمود بن محمد، ابن قاضي زاده ويقال له «ميرم جلبي» فلكي رومي حنفي كان قاضيا بعسكر (أنا طولي) وقرأ عليه بايزيد خان العلوم الرياضية. ودرّس في عدة بلدان توفّي سنة 931 هـ. وله مصنّفات منها «شرح الرّسالة الفتحيّة» لعلي القوشجي، و«رسالة في سمت القبلة» و«أحكام الطالع في الضّمائر والخبايا». انظر: الشّقائق النّعمانيّة: ص 198؛ سلّم الوصول: 3/317؛ ص 189؛ الأعلام للزّركلي: 7/187؛

      İhsan Fazlıoğlu, “Mîrim Çelebi”, TDV İslâm Ansiklopedisi, (Erişim 12.03.2021)

([96])  أي: على وجه العجلة والسّرعة.

([97])  الضّمير الأوّل راجع إلى المصنِّف، والثّاني راجع إلى التّأليف.