الاستخدام في الفكر البلاغي وأثره في تكثير
المعاني في تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور
د. عبد الرحمان ايت مالك
أكاديمية مراكش آسفي، المغرب
البريد الإلكتروني: aitmalek123@gmail.com
معرف (أوركيد): 0009-0000-1956-7494
بحث أصيل |
الاستلام: 25-2-2025 |
القبول: 20-4-2025 |
النشر: 30-4-2025 |
الملخص:
يسعى
هذا المقال إلى بيان أثر علم البديع في تَشكُّل المعنى وتكثيره من خلال دراسة
مفهوم الاستخدام في التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور، وأثر استخدامه في القرآن
لتكثير المعنى وتكثيفه، وقد شاع أن البديع ومكوناته لا تتجاوز وظيفة تحسين الكلام
وزخرفة القول، وهذا ما سنحاول دحضه من خلال الكشف عن أثر الاستخدام في تكثير
المعنى القرآني.
ونهدف
إلى بيان عدم اقتصار الاستخدام على الضمير الذي يعود على اللفظ المشترك بمعنى غير
الذي أريد به في ظاهر لفظه؛ إذ الاستخدام عند ابن عاشور يتجاوز هذا المعنى إلى
استعمال اللفظ المشترك في معنييه في سياق واحد لوجود قرائن تدل على هذا الاستعمال،
فيكون الاستخدام وسيلة من وسائل تكثير المعنى والإيجاز.
الكلمات المفتاحية:
الاستخدام، البديع، تكثير المعنى، البلاغة، الضمير.
للاستشهاد/ :Atif İçin / For Citation ايت مالك، عبد الرحمن. (2025). الاستخدام
في الفكر البلاغي وأثره في تكثير المعاني في تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن
عاشور. ضاد مجلة لسانيات العربية وآدابها. مج6، ع11، 89- 105 https://www.daadjournal.com/ /
Istikhdam in Arabic Rhetorical Theory and
Its Impact on Semantic Multiplicity in Ibn ʿĀshūr’s
al-Taḥrīr wa al-Tanwīr
Ait Malek Abderrahmane
Marrakesh
Safi Academy Morocco
E-mail:
aitmalek123@gmail.com
Orcid ID: 0009-0000-1965-7494
Published: 30.04.2025 |
Accepted: 20.04.2025 |
Received: 25.02.2025 |
Research Article |
Abstract:
This article
investigates the rhetorical function of istikhdam
(semantic redirection or usage) in the Qur'anic exegesis al-Taḥrīr wa al-Tanwīr by Ṭāhir
ibn ʿĀshūr, highlighting its role in
generating and intensifying meaning. Contrary to the common view that ʿilm al-badīʿ
(the science of rhetorical embellishment) serves merely aesthetic purposes,
this study argues that istikhdam operates as a
sophisticated semantic strategy that expands Qur'anic meaning and contributes
to its stylistic economy. Rather than being limited to the referential shift of
a pronoun to a different meaning than its antecedent, Ibn ʿĀshūr
conceptualizes istikhdam more broadly—as the
deliberate use of a polysemous word in both of its meanings within a single
context, guided by linguistic and contextual cues. Thus, istikhdam
becomes a mechanism for semantic enrichment and rhetorical conciseness,
challenging reductive interpretations of rhetorical devices in classical Arabic
discourse.
Keywords:
Istikhdam, ʿIlm al-Badīʿ, Semantic Amplification, Rhetoric, Pronoun.
تقديم:
ارتبط الفكر البلاغي في نشأته بالنص
القرآني من خلال البحث عن أوجه الإعجاز، فأفضى الحوار الكلامي بين الفرق والمذاهب
إلى تأسيس علم البلاغة. ولم يقف هذا الارتباط بين الفكر البلاغي والنص القرآني عند
عتبة النشأة والتأسيس؛ بل تجاوزها إلى استثمار آليات بلاغية في التحليل والفهم
والتأويل.
وإذا كانت البلاغة في شقها المتعلق
بالبيان تعنى بالتصوير وإيصال المعنى بطرق مختلفة، وفي شقها المتعلق بالمعاني تهتم
بمطابقة المقال لمقتضى الحال؛ فإن الشق المتعلق بالبديع ترسخ في الذاكرة ارتباطه
بالتحسين والتزيين الذي لا يفضي إلى إيصال المعنى، والتأثير في الإبلاغ، كما الشأن
في البيان والمعاني؛ ولذا رامت هذه الورقة بيان أثر علم البديع في الكشف عن المعنى
القرآني داحضة الفكرة التي تنبني على الربط بين البديع ومجرد التحسين والجمال،
وذلك من خلال الوقوف على مفهوم الاستخدام في الفكر البلاغي وربطه بتفسير التحرير
والتنوير للوقوف عند أثر هذه الأداة البلاغية في التفسير وتكثير المعاني القرآنية،
فهذه الورقة إذن تحاول أن تجيب عن الإشكال الذي يمكن أن نصوغه
على الشكل الآتي:
-
ما مفهوم الاستخدام في الفكر البلاغي؟
-
وما دوره في الكشف عن معاني آي القرآن وتكثيرها وتوسيع دلالتها في تفسير الطاهر بن عاشور؟
وسنجيب عن هذا الإشكال معتمدين على
الوصف والتحليل مقسمين مباحثه إلى قسمين؛ مبحث عُني بمفهوم الاستخدام في الفكر
البلاغي، ومبحث اهتم بأثر الاستخدام في تكثير المعنى القرآني في تفسير التحرير
والتنوير.
1- مفهوم الاستخدام في الفكر البلاغي:
من أنواع المحسنات البديعية الاستخدام، وعلم البديع -في نظر
بلاغة المتأخرين - يعد "ذيلا من ذيول البلاغة وذنَبا من أذنابها وعرَضا من
أعراضها، لا يقصد لذاته، ولا يؤم لنفسه، ولا يعود على الأسلوب بالتحسين الذاتي؛ بل
هو التابع الزنيم، واللاحق الذليل الذي لا يلقى من الإكبار والإجلال ما يلقاه
الذاتي الأصيل"([1]).
والحق أن هذه الأدوات البلاغية المدرجة
ضمن علم البدع تساعد على الإفهام وتبليغ المراد، وسنحاول أن نقف عند مفهوم
الاستخدام في الفكر البلاغي مبرزين أهميته في البيان والإبلاغ، وليس أداة تراد
للتزيين والتحسين ولا فائدة مرجوة منه غير إضفاء الجمال والتحسين العرضي. وقبل
التدليل بنماذج من القرآن على وظيفة الاستخدام البلاغية نقف بداية عند مفهومه
وتصور البلاغيين له.
إن الناظر في كتب البلاغة يدرك أن أنظار
البلاغيين تختلف في تحديد مفهوم الاستخدام وترجع تلك الأنظار إلى طريقتين؛ طريقة
تجعل الاستخدام مرتبطا بالضمير، وطريقة لا تشترط في حده وتعريفه قيد الضمير،
فالطريقة الأولى مقيدة، والطريقة الثانية مطلقة وعامة؛ ولذا سنقسم هذا المبحث إلى
مطلبين؛ اهتم أولهما بمفهوم الاستخدام مقيدا بالضمير، وعني الثاني بمفهوم
الاستخدام في غير الضمير.
1-1-
الاستخدام المقيد بالضمير:
يرى أغلب البلاغيين ممن تأثروا بشروح
التلخيص خاصة أن الاستخدام هو "أن يراد بلفظ له معنيان أحدُهما، ثم بضميره
معناه الآخرُ، أو يراد بأحد ضميريه أحدُهما، وبالآخر الآخرُ"([2]).
فالاستخدام يتعلق بلفظ له معنيان أريد
به أحدهما، وعاد عليه ضمير باعتبار المعنى الثاني، فيكون اللفظ في هذا السياق
مستعملا في معنيين من ذلك قول الله تعالى: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه﴾ سورة
البقرة:1/ 184، فـ(الشهر) في الآية له معنيان؛ أولهما الهلال، وهو الذي دل عليه
فعل (شهد) لأن الذي يُرى الهلالُ، والمعنى الثاني تسعة وعشرون يوما أو ثلاثون، وهو
الذي يصام، ودل عليه الضمير في (فليصمه)، وقد مثل معظم البلاغيين بهذه الآية على
الاستخدام؛ غير أن الطاهر بن عاشور يرفض وجود الاستخدام في هذه الآية تحديدا؛ لأن
(شهد) في الآية بمعنى حضر، وليست بمعنى المشاهدة، فليس المراد بالشهر عنده الهلال
بل معناه هو تسعة وعشرون يوما أو ثلاثون؛ إذ "لا يقال شهد بمعنى رأى وإنما
يقال شاهد"([3]).
وما يُهمنا بيان ماهية الاستخدام،
والتمثيلُ بالآية للبيان والإيضاح، وإن كان رأي ابن عاشور في الآية أقرب إلى
الصواب؛ لأن قرينة فعل (شهد) دلت على أن المعنى ليس الهلال؛ إذ الشهر في الآية له
معنى واحد وعاد عليه الضمير بالمعنى نفسه.
ومن الأمثلة الموضحة لمفهوم الاستخدام
عند من حصره في الضمير قول معاوية بن مالك معود الحكماء:([4])
(الوافر)
إذا
نزل السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا
غضابا
فلفظ السماء أريد به المطر النازل من
السماء، وعاد عليه ضمير (رعيناه) بمعنى النبات؛ فـ(السماء) في الشاهد الشعري له
معنيان (المطر – النبات)، والمعنيان مرادان، وهنا يظهر تكثير المعنى وتكثيفه.
وحصرُ الاستخدام في حال الضمير هو مذهبُ جل من ألف في البلاغة في العصر الحديث([5])،
غير أن هناك تصورا آخر لمفهوم الاستخدام في الفكر البلاغي، وهو ما سنتناوله فيما يلي.
1-2-
الاستخدام غير المقيد بالضمير:
رأى أسامة بن منقذ أن الاستخدام هو "أن
يكون للكلمة معنيان فتحتاج إليهما فتذكرها وحدها تخدم للمعنيين"([6])،
فالاستخدام إذن من المشترك؛ غير أن أهميته تكمن في إيراد معنيين يشترك فيهما اللفظ
المستعمل للدلالة على التكثيف وتكثير المعنى بأوجز لفظ
وعبارة، فلا يشترط بهذا الاعتبار أن يعود الضمير على معنى، ويدل اللفظ على معنى
آخر كما تقدم في التصور السابق؛ بل يكفي أن تكون هناك قرينة دالة على إيراد
المعنيين. ومن الأمثلة التي قدمها أسامة بن منقذ قوله تعالى: ﴿يا أيها
الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا
عابري سبيل﴾ سورة النساء:4/43، فـ"الصلاة ههنا تحتمل أن تكون فعل
الصلاة أو موضع الصلاة، فاستخدم الصلاة بلفظ واحد لأنه قال سبحانه: (إلا عابري
سبيل)، فدل على أنه أراد موضع الصلاة، وقال تعالى: (حتى تعلموا ما تقولون) فدل على
أنه فعل الصلاة"([7]).
فـ(الصلاة) في الآية أريد بها معنيان؛
أولهما فعل الصلاة والقرينة الدالة على هذا المعنى (حتى تعلموا ما تقولون)،
وثانيهما موضع الصلاة، ودل عليه قرينة (إلا عابري سبيل) لأن العبور مرتبط بالمكان
لا بفعل الصلاة، فاتضح أن لفظ الصلاة في الآية فيه استخدام بغير الضمير، وممن تبنى
هذا المفهوم ولم يشترط الضمير في الاستخدام عبد العظيم ابن أبي الإصبع؛ إذ
الاستخدام عنده "أن يأتي المتكلم بلفظة لها معنيان، ثم يأتي بلفظتين تتوسط
تلك اللفظة بينهما، ويستخدم كل لفظة منهما لمعنى من معنى تلك اللفظة المتقدمة"([8]).
فهذا التصور مبني على أن شرط الاستخدام
دلالة اللفظ الواحد على معنيين، ووجود لفظين آخرين في سياق الكلام؛ أحدهما قرينة
المعنى الأول؛ وثانيهما قرينة المعنى الثاني، وليس شرطا أن تكون هذه القرينة
ضميرا؛ إذ يكفي وجود قرائن تدل على إيراد المعنيين؛ كي يصلح اللفظ للاستخدام في
معنيين، تحقيقا لتكثير المعاني والإيجاز.
وإذا كان الاستخدام يرد في البلاغة
لمعنيين وفق تصورين مختلفين؛ فإن هذه المقالة ستحاول الكشف عن تصور الطاهر بن
عاشور لمفهوم الاستخدام البلاغي، وتبيان أثره في تفسيره، من خلال ربطه بالدلالة
وتكثير معاني الآي، وهذا موضوع المبحث الثاني من هذا
المقال.
2- دور
الاستخدام في تكثير الدلالة القرآنية في تفسير التحرير والتنوير:
بالعودة إلى تفسير التحرير والتنوير نجد
تحديد مفهوم الاستخدام، ومناقشة بعض آراء البلاغيين في هذه الأداة، وإن كان الكتاب
كتاب تفسير، فهو من مظان المصادر التي يستعين بها من رام تحديد بعض المفاهيم
البلاغية، كما أن ابن عاشور وظف هذا المفهوم للإبانة عن مراد الله تعالى وتوسيع
الدلالة القرآنية.
إن الطاهر بن عاشور لم يشترط في
الاستخدام قيد الضمير، كما هو شأن أغلب شراح تلخيص المفتاح ومن سار على منوالهم؛
إذ ربطه بالضمير وواو العطف، وكل ما احتمل جريان اللفظ فيه على معنيين في سياق
واحد، ويظهر ذلك من خلال رده على من خصه بوجود الضمير. قال في التحرير والتنوير:
"ليس الاستخدام منحصرا في استعمال الضمير في غير معنى معاده، على ما حققه
أستاذنا العلامة سالم أبو حاجب"([9]).
فالمحقق في نظر الطاهر بن عاشور عدم قصر
الاستخدام على قيد الضمير؛ إذ الاستخدام توظيف اللفظ لمعنيين مختلفين مع وجود
قرينة، سواء كانت هذه القرينة الضمير أو غيره من القرائن الدالة. وإذا كان هذا
تصور صاحب التحرير والتنوير؛ فإن هذا المبحث سيُتناول في مطلبين؛ عُني أولهما
بالاستخدام في الضمير وأثره في الدلالة القرآنية في تفسير التحرير والتنوير؛ واهتم
ثانيهما بالاستخدام في غير الضمير وأثره في تفسير التحرير والتنوير.
2-1-
الاستخدام بالضمير وأثره في تكثير
المعنى في تفسير التحرير والتنوير:
إن من أوجه توسيع الدلالة في القرآن
الكريم الإيجاز والاختصار والتكثيف؛ فالمعاني "قد تكثر... بإنزال لفظ
الآية على وجهين أو أكثر تكثيرا للمعاني مع إيجاز اللفظ وهذا من وجوه الإعجاز"([10])،
فالاستخدام في القرآن الكريم مظهر من مظاهر الإعجاز؛ لأنه سبيل تكثير المعنى
بإيجاز اللفظ. وقد بين الطاهر بن عاشور دلالة هذه الأداة البلاغية على الإعجاز
والإيجاز من خلال الوقوف عند نماذج قرآنية نذكر منها في هذا المطلب ما تحقق فيه
الاستخدام بالضمير؛ منها قوله تعالى: ﴿قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل
الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل
عما تعملون﴾ سورة آل عمران: 3/99.
فأهل الكتاب يصدون عن سبيل الله، ويبغون
سبيلا غيرها، والآية استخدم فيها السبيل بمعنيين؛ سبيل الله الذي يصد عنه أهل
الكتاب ويعرضون عنه، والسبيل المعوج التي يبغون، وهذا المعنى دل عليه الضمير في
(يبغون) فمعنى الآية عند الطاهر بن عاشور: "تصدون عن السبيل المستقيم وتريدون
السبيل المعوج ففي ضمير (تبغونها) استخدام لأن سبيل
الله المصدودَ عنها هي الإسلام، والسبيل التي يريدونها
هي ما هم عليه من الدين بعد نسخه وتحريفه"([11]).
فـ(السبيل) في الآية لفظ أريد به معنى
سبيل الله المستقيم، وعاد عليه الضمير بمعنى السبيل المعوج التي يريدها أهل
الكتاب، وهذا هو الاستخدام البلاغي الذي يفضي إلى تكثير المعنى وتوسيع الدلالة،
فالآية تتضمن الإيجاز والاختصار مع تكثير الدلالة.
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وما تفعلوا
من خير فلن تُكفروه﴾ سورة آل عمران:3/115، الأصل في الكفر في الصناعة
النحوية أن "يتعدى إلى واحد، ويكون مفعولهما النعمة، وقد يجعل مفعولهما المنعِم
على التوسع في حذف حرف الجر، لأن الأصل (شكرت له) و(كفرت له) وقد عُدي (تكفرون)
هنا إلى مفعولين: أحدهما نائب الفاعل؛ لأن الفعل ضمن معنى الحرمان"([12]).
ففعل (يكفر) في الآية متعد إلى مفعولين
بالتضمين، والمفعول الأول هو ضمير المخاطبين (أنتم) والمفعول به الثاني الهاء
المتصلة بالفعل، وهي عائدة على (خير) لكن الدلالة تقتضي أن يدل (خير) في الآية على
معنيين أحدهما الإحسان والعمل الصالح، وثانيهما الجزاء، وقد استعمل في الآية
بمعنيين؛ إذ عاد عليه الضمير بالمعنى الثاني قال الطاهر بن عاشور: "والضمير
المنصوب عائد إلى (خير) بتأويل (خير) بجزاء فعل الخير على طريقة الاستخدام"([13]).
فالآية وظفت لفظ الخير للدلالة على
معنيين أريد باللفظ أحدهما وبضميره الآخر على طريقة الاستخدام والإيجاز وتكثير
المعنى، فقرائن الكلام دلت على هذا المعنى، ومعلوم "أن الاعتماد في مراجع
الضمير على قرائن الكلام على عادة العرب في الإيجاز والاعتماد على فطنة
السامع"([14]).
كما أن هذه النماذج القرآنية دلت على أن
الاستخدام أداة من أدوات تكثير المعنى وإفهام المخاطب بالقرائن والضمائم، وليس
مقتصرا على تحسين الكلام وتزيينه.
ومن نماذج الاستخدام بالضمير في تفسير
التحرير والتنوير قوله تعالى: ﴿ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد
رأيتموه وأنتم تنظرون﴾ سورة آل عمران:3/143. فـ(الموت) في الآية يحتمل أن
"تكون موت الشهادة في سبيل الله وكأنه تعريض بهم بأنهم ليسوا بمقام من يتمنى
الشهادة؛ إذ قد جبنوا وقت الحاجة، وخفوا إلى الغنيمة، فالكلام ملام محض على هذا،
وليس تمني الشهادة بملوم عليه، ولكن اللوم على تمني ما لا يستطيع ... وعلى هذا
الاحتمال فالضمير راجع إلى الموت، بمعنى أسبابه، تنزيلا لرؤية أسبابه منزلة رؤيته،
وهو كالاستخدام، وعندي أنه أقرب من الاستخدام؛ لأنه عاد إلى أسباب الموت باعتبار
تنزيلها منزلة الموت"([15]).
فالآية القرآنية حسب هذا الاحتمال تعاتب
المسلمين الذين كانوا يتمنون الشهادة في غزوة أحد، وأثناء المعركة أسرعوا إلى
الغنائم وتركوا موت الشهادة، وإن كانوا يرون أسبابه، فالموت لفظ استعمل لمعنيين في
هذا السياق؛ معنى الشهادة وهو الذي كان يتمناه المسلمون المخاطبون، ومعنى أسبابه
ومقدماته، وهو الذي رآه المخاطبون وعاد عليه ضمير الرؤية، فتحقق بهذا المعنى ملامة
هؤلاء وعتباهم؛ لأنهم تمنوا أمرا، وحين رأوا أسبابه انصرفوا إلى غيره؛ ففي الآية
إيجاز بالاستخدام وتكثير المعنى والتعبير باللفظ الواحد عن معنيين مختلفين.
ومن نماذج تكثير الدلالة القرآنية
بالاستخدام البلاغي قوله تعالى: ﴿والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصدِّيقون
والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم﴾ سورة الحديد: 57/18، فالآية تتحدث عن
المؤمنين المصدقين والشهداء وأجرهم عند الله تعالى، والمراد بالشهداء الذين قتلوا
في سبيل الله أو الذين عُدوا "شهداء على الأمم يوم الجزاء"([16]).
هؤلاء الشهداء لهم أجرهم عند ربهم؛ غير
أن هناك إبهاما محصله إضافة الأجر إليهم، و"مقتضى الإضافة أن تفيد تعريف
المضاف بنسبته إلى المضاف إليه، وكان الأجر والنور غير معلومين للسامع"([17])، وغاية
هذا الإبهام الكناية "عن التنويه بذلك الأجر وذلك النور، أي أجر ونور لا
يوصفان إلا أجرهم ونورهم"([18]).
فالشهداء بهذا الاعتبار هم من أمة محمد
صلى الله عليه وسلم وُعِدوا بأجر يليق بهم، لا يُعرف ذلكم الأجرُ إلا بهم؛ غير أن
الآية تحتمل معنى آخر على جهة الاستخدام، يتمثل في كون الشهداء في الآية مرادا به
معنيين؛ شهداء الأمة المحمدية وشهداء الأمم السابقة، فيكون اللفظ دالا على المعنى
الأول، والضمير الذي عاد إليه (أجرهم - نورهم) عاد إليه باعتبار المعنى الثاني؛ إذ
"يجوز أن يكون ضميرا أجرهم ونورهم عائدين إلى لفظ (الشهداء).. لكن بمعنى آخر
غير المعنى الذي حمل عليه آنفا؛ بل بمعنى الصديقين والشهداء ممن كانوا قبلهم من
الأمم.. ومعنى الصديقين والشهداء حينئذ مغاير للمعنى السابق بالعموم والخصوص على
طريقة الاستخدام في الضمير"([19]).
فكأن المعنى والشهداء من هذه الأمة لهم
أجر شهداء من كان قبلهم من الأمم؛ غير أن أداة الاستخدام البلاغية أغنت عن التكرار
واكتفت بإيراد لفظ الشهداء دالا على معنيين أريد به في البدء شهداء هذه الأمة،
وعاد عليه الضمير بمعنى شهداء الأمم السابقة، فيكون أجر هؤلاء كأجر أولئك.
ومن نماذج الاستخدام في تفسير التحرير
والتنوير الدال على توسيع الدلالة وتكثير المعنى القرآني قوله تعالى: ﴿وأما
من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية﴾ سورة القارعة:101/
7-8-9-10 تتحدث الآية عن مآل من خفت موازينه، ومعلوم أن معادهم عذاب جهنم؛ غير أن
التعبير القرآني صَوَّر هذا المآل تصويرا بليغا أفاد التهويل والتخويف، ويتمثل ذلك
في التعبير بـ(الأم) و(الهاوية)، وهذا التركيب منفتح على المعاني الآتية:
أولا: الأم في الآية على حقيقتها
والهاوية بمعنى الهالكة، فكأن أمَّ من خفت موازينه هالكة، وفي الكلام على هذا
الاعتبار "تمثيل لحال من خفت موازينه يومئذ بحال الهالك في الدنيا لأن العرب
يُكَنّون عن حال المرء بحال أمه في الخير والشر لشدة محبتها ابنها، فهي أشد سرورا
بسروره، وأشد حزنا بما يحزنه"([20]).
ثانيا: الأم في الآية جهنم، فاللفظ
مستعار "لمقره ومآله؛ لأنه يأوي إليه كما يأوي الطفل إلى أمه"([21]).
ثالثا: الأم أعلى الدماغ؛ لأنه أم
الرأس، فهو على حذف مضاف، والمعنى أن من خفت موازينه فكأنه "سقط على أم رأسه
أي هلك"([22]).
فإذا كانت الأم بمعناها الحقيقي؛ فإن
الضمير في (وما أدراك ما هيه) عائد إلى الهاوية بمعنى جهنم، فتكون (هاوية) في
الآية دالة على معنيين؛ معنى الهلاك باعتبار الأم الحقيقية، ومعنى جهنم باعتبار
مرجع الضمير؛ لأن عبارة (وما أدراك ماهيه) دالة على
المحل لا على الموصوف بالهلاك والسقوط، قال الطاهر بن عاشور مبرزا مرجع الضمير في
هذه الآية: "فعلى الوجه الأول يكون في الضمير استخدام؛ إذ معاد الضمير وصف
هالكة، والمراد منه اسم جهنم"([23]).
فالضمير في (هي) عائد على (هالكة) بمعنى
جهنم، وإن كان المراد منها أولا وصف الأم بالسقوط والهلاك؛ إذ هلاك الأم تعبير عن
هلاك الابن الذي خفَّت موازينه. فالاستخدام إذن وسيلة بلاغية ساعدت الطاهر بن عاشور
على البيان وتوسيع الدلالة القرآنية على معان محتملة، وتكثير المعاني القرآنية بأوجز لفظ وعبارة.
ومن الآيات القرآنية التي يُتوسل في
فهمها بالاستخدام البلاغي قوله تعالى: ﴿وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة
وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين
آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض
والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم
جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر﴾ سورة المدثر:74/31.
وردت هذه الآية في سياق وعيد المكذبين،
ووصف أحوال جهنم وخزنتها. وقد اختلف في معاني الآية من جهة توظيف الضمير الذي يشكل
مرجعه، وهو قوله تعالى:﴿وما هي إلا ذكرى
للبشر﴾، "ويحتمل أن يرجع إلى سقر، وإنما تكون ذكرى باعتبار الوعيد بها
وذكر أهوالها"([24]).
فـ(سقر) تقدم ذكرها في بداية السورة،
وعاد عليها الضمير؛ لأن المسلم لزمه استحضار الوعيد وأهوال جهنم فيساعده ذلك على
تذكر الآخرة، فبهذا الاعتبار يصح كون سقر ذكرى للبشر، "وجوز الزجاج أن يكون
الضمير راجعا إلى نار الدنيا، أي أنها تذكر الناس بنار الآخرة.. وفيه محسن
الاستخدام"([25]).
فالنار المذكورة في بداية الآية نار
الآخرة؛ لأنها مرتبطة بخزنة جهنم الموكولين بالعذاب؛ غير أن الضمير في (وما هي إلا
ذكرى) عاد على النار باعتبار دلالتها على نار الدنيا، فنار الدنيا بهذا الاعتبار
تذكر الناس بنار جهنم، وهكذا تكون الآية موظفة لمحسن الاستخدام؛ إذ النار في الآية
أريد بها معنيان دلت في البدء على نار جهنم وعاد عليها الضمير بمعنى نار الدنيا،
فتحقق تكثير المعنى والإيجاز والإعجاز.
والخلاصة أن هذه النماذج ركزت على
الاستخدام بالضمير، وكشفت عن علاقة هذه الأداة البلاغية بتكثير المعنى وتكثيفه، من
خلال استعمال اللفظ الواحد في معنيين مختلفين، أريد باللفظ أحدهما وعاد عليه
الضمير باعتبار المعنى الثاني تحقيقا للإيجاز والاختصار، غير أن الاستخدام في فكر
الطاهر بن عاشور لا يقتصر على الاستخدام بالضمير، بل يتجاوزه إلى المواطن التي دلت
فيها قرائن سياقية على الاعتبار بالمعنيين في اللفظ المشترك، وهذا موضوع المطلب
الثاني من هذا المبحث.
2-2-
الاستخدام بغير الضمير ودوره في تكثير
المعنى في تفسير التحرير والتنوير:
تقدم بيان الاختلاف الحاصل في الفكر
البلاغي في مفهوم الاستخدام، والنماذج المتقدمة تعود إلى ربط الاستخدام بالضمير؛
غير أن التوجه الذي تبناه الطاهر بن عاشور توجُّه يعمم الاستخدام في كل لفظ مشترك
بين معنيين واستخدم في كليهما في السياق نفسه؛ إذ لا إشكال عنده "في استعمال
المشترك في معنييه"([26]).
ومن النماذج القرآنية التي وظف فيها
الاستخدام بغير الضمير قوله تعالى ﴿وجاء ربك والملك صفا صفا﴾ سورة الفجر:89/24، قال الطاهر بن عاشور "ليس
الاستخدام منحصرا في استعمال الضمير في غير معنى معاده، على ما حققه أستاذنا
العلامة سالم أبو حاجب، وجعله وجها في واو العطف من قوله تعالى: وجاء ربك والملك؛
لأن العطف بمعنى إعادة العامل فكأنه قال: وجاء الملك، وهو مجيء مغاير لمعنى مجيء
الله تعالى"([27]).
ففعل (جاء) في الآية متسلط على المعطوف
والمعطوف عليه، فكأن واو العطف نابت عن فعل (جاء) فالأصل جاء ربك وجاء الملك فحذف
المجيء وعوض بالعاطف، غير أن العطف يدل على أن مجيء الله مغاير لمجيء الملائكة،
فتبين أن في الفعل استخداما؛ أي استعمل للدلالة على معنيين مختلفين؛ مجيء الله
ومجيء ملائكته.
ومن نماذج الاستخدام بغير الضمير قوله
تعالى: ﴿وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم وفي موسى إذ أرسلناه
إلى فرعون بسلطان مبين﴾ سورة الذاريات:51/37-38، والترك حقيقته: مفارقة شخص شيئا حصل معه
في مكان ففارق ذلك المكان وأبقى منه ما كان معه... ويطلق على التسبب في إيجاد حالة
تطول"([28]).
فالترك في قوله تعالى (تركنا فيها) دل
على المعنى الأول لأن القرية بعد هلاك قوم لوط بقيت خرابا لتكون آية للخائفين، غير
أن الواو في قوله تعالى (وفي موسى) دلت على العطف فيكون التقدير وتركنا في قصة
موسى، والملاحظ أن المراد بالترك الثاني المقدر هو "جعل الدلالة باقية فكأنها
متروكة في الموضع لا تنقل منه"([29]).
وإذا كان الترك المقدر مخالفا للترك
المذكور فـ"في الواو استخدام مثل استخدام الضمير"([30])، فتبين
أن (تركنا) في الآية استعملت للدلالة على معنيين، وكل منهما مراد، دل على أحدهما
لفظ الترك حقيقة، ودل على الثاني واو العطف؛ إذ في العطف تكرار العامل وإعادته.
ومن نماذج الاستخدام بغير الضمير في
التحرير والتنوير قوله تعالى: ﴿ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن
في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس﴾
سورة الحج:22/18؛ إذ الآية تتحدث عن سجود الموجودات لله تعالى، وسجودها مغاير
لسجود المؤمنين وكثير من الناس؛ إذ "السجود له معنى حقيقي، وهو وضع الجبهة
على الأرض، ومعنى مجازي، وهو التعظيم، وقد استعمل فعل يسجد هنا في معنييه
المذكورين لا محالة"([31]).
فإسناد السجود لمن في السماوات ومن في
الارض والشجر والدواب إسناد مجازي أفاد معنى التعظيم، وإسناده لكثير من الناس على
الحقيقة أريد به وضع الجبهة على الأرض فـ"السجود المثبت لكثير من الناس هو
السجود الحقيقي، ولولا إرادة ذلك لما احترس بإثباته لكثير من الناس لا لجميعهم"([32]).
ففي السجود استخدام وقرينته العطف؛ إذ
العطف على نية تكرار العامل، ومعنى العامل يرتبط بتسلطه على المعمول، فتسلط السجود
على الشجر والدواب ليس مثل تسلطه على كثير من الناس، فالسجود في الآية استخدم
للدلالة على معنيين بدلالة قرينة العطف الذي يقتضي المغايرة، الأمر الذي ساعد على
تكثير المعنى واستعمال اللفظ المشترك في معنييه.
يتضح من خلال هذه النماذج القرآنية التي
وظفت أداة الاستخدام البلاغية للتعبير عن المراد أن الألفاظ فيها حملت على أكثر من
وجه دلالي فساعد هذا الحمل والإيراد على تعدد المعنى وتكثيره، وهو ما يدحض فكر من
زعم أن المحسنات البديعية لا تتجاوز كونها زخرف القول وأصباغا تزين الكلام
وتجمِّله، ولا مدخل فيها للبلاغة؛ إذ البديع -حسب زعمهم- يعد ذيل علم البلاغة
وذنَبه.
فالاستخدام إيجاز، والإيجاز يسهم في
تكثير المعاني وتوسيع الدلالة. قال الطاهر بن عاشور: "وقد تكثر المعاني بإنزال
لفظ الآية على وجهين أو أكثر تكثيرا للمعاني مع إيجاز اللفظ وهذا من وجوه الإعجاز"([33]).
والاستخدام وسيلة من وسائل حمل اللفظ المشترك على معنييه مع وجود قرينة، وثمة فرق
بين القرينة في باب المجاز والقرينة في باب عموم المشترك؛ فـ"قرينة المجاز
مانعة من إرادة المعنى الحقيقي، وقرينة المشترك مُعينة للمعاني المرادة كلا أو
بعضا"([34]).
خاتمة:
بعد
الوقوف عند مفهوم الاستخدام والنماذج التي استعان بها الطاهر بن عاشور لتكثير
المعنى القرآني، وحمل اللفظ المشترك على معنييه نخلص إلى النتائج والخلاصات التي
نجملها في الآتي:
الاستخدام
في الفكر البلاغي الذي اعتمد عليه الطاهر بن عاشور لا يقصر الاستخدام على محل ورود
الضمير؛ بل يربط بين الاستخدام ووجود قرينة دالة على استعمال اللفظ في معنييه
بقرينة.
الاستخدام
وسيلة بلاغية لا ترتبط بالتحسين والتزيين؛ بل لها ارتباط بالإفهام وإيصال المعنى
بلفظ موجز مختصر يكتنز معنيين مختلفين في سياق واحد.
الاستخدام
وسيلة من وسائل تماسك النص واتساقه؛ إذ تعمل القرائن فيه على ربط السابق باللاحق،
كما أنه الوسيلة اللغوية التي تساعد على تجنب التكرار، وتجاوز الإطناب في الكلام.
أداة
الاستخدام من الأدوات المساعدة على التأويل وحمل اللفظ القرآني على محتملاته
المرادة للشارع، كما أنه الوسيلة التي تظهر بها المعاني المرادة، فيعمل بها
المفسر، ويضعها في الاعتبار، والمعاني الفاسدة غير المرادة فتهمل وتزال.
فالخير
قد يراد به المعنى المتبادر إلى الذهن ويراد به الجزاء، وقد ورد لفظ واحد في
القرآن كما تقدم دالا على معنيين في سياق واحد، كما أن النار يراد بها نار الدنيا
وقد يراد بها نار الآخرة، وورد هذا اللفظ في بعض الآي
-كما تقدم- مرادا به المعنيين معا حملا للفظ على معنيين لوجود قرينة دالة على
الجمع بين المعنيين، وفي ذلك تكثير للمعنى، وتوسيع للدلالة. ومثل هذه الأداة
المساعدة على هذا الحمل والبيان حري بها أن تكون من لُبّ الفكر البلاغي الذي
يستعين به المفسر عوض أن تدرج في هوامش البلاغة وذيلها وتوابعها.
المصادر
والمراجع
البديع في نقد
الشعر، أسامة بن
منقذ، تح: أحمد أحمد بدوي – حامد عبد المجيد، الجمهورية
العربية المتحدة - وزارة الثقافة والإرشاد القومي.
بغية الإيضاح
لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة، عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب، ط:17، 2005.
البلاغة
العربية، عبد الرحمان
بن حسن حبنكة الميداني، دار القلم، دمشق، الدار
الشامية، بيروت، ط: 1، 1996.
تحرير التحبير
في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن، تح: حنفي محمد شرف، الجمهورية
العربية المتحدة - المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي.
تحرير المعنى
السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، الطاهر بن عاشور، الدار التونسية،
تونس، 1984.
جواهر البلاغة
في المعاني والبيان والبديع، أحمد الهاشمي، تدقيق، يوسف الصميلي،
المكتبة العصرية، بيروت، د ت.
الصبغ البديعي
في اللغة العربية، أحمد
إبراهيم موسى، دار الكتب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، 1969.
معاني القرآن
وإعرابه، الزجاج،
تح: عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب، بيروت، ط: 1، 1988.
المفضليات، المفضل الضبي، تح: أحمد محمد شاكر،
وعبد السلام محمد هارون، دار المعارف، القاهرة، ط:6، د ت.