نقد "النقد المنهجي عند العرب"

دراسة وصفية تحليلية في الفكر النقدي لمحمد مندور

بلال دالي

طالب باحث، جامعة محمد الأول، المغرب

البريد الإلكتروني: Bilalisdalis98@gmail.com

معرف (أوركيد): 0009-0000-7095-5484

 

 

بحث أصيل

الاستلام: 15-2-2025

القبول: 15-4-2025

النشر: 30-4-2025

 

الملخص:

  يستعرض هذا المقال كتاب "النقد المنهجي عند العرب" لمحمد مندور، مركزًا على منهج التأريخ في النقد العربي والقضايا التي أثارها، وتكمن أهمية البحث في تناوله مؤلَّفا سبّاقا إلى تناول مسألة التأريخ للنقد العربي ووعيه بأهمية المنهج النقدي. كما يتطرق البحث إلى تحيزات المناهج الغربية، وإلى محاولات التوفيق بينها وبين معطيات الثقافة العربية، مبرزا موقف مندور من هذه الإشكالية، ويستخلص منه القضايا الرئيسة التي أثارها تأريخه للنقد. وقد اعتمدنا في مقالنا هذا على وصف وتحليل مواد المتن المدروس محاولين الإجابة عن سؤالين اثنين: ما منهج التأريخ للنقد العربي القديم عند محمد مندور؟ وما أهم القضايا التي يثيرها هذا التأريخ؟

الكلمات المفتاحية:

النقد، المنهج، التأريخ، مندور، تحيز.

 


للاستشهاد/ :Atif İçin / For Citation دالي، بلال. (2025). نقد "النقد المنهجي عند العرب" دراسة وصفية تحليلية في الفكر النقدي لمحمد مندور. ضاد مجلة لسانيات العربية وآدابها. مج6، ع11، 39- 59 https://www.daadjournal.com/ /

    

A Critique of Methodological Criticism among the Arabs:
A Descriptive-Analytical Study of Muhammad Mandur's Critical Thought

 

Bilal Dali

Research Student, Mohammed First University, Morocco

E-mail: Bilalisdalis98@gmail.com

 Orcid ID: 0009-0000-7095-5484

 

Published: 30.04.2025

Accepted: 15.04.2025

Received: 15.02.2025

Research Article

 

Abstract:

 

This study examines Mohammed Mandour’s book Methodological Criticism among the Arabs, with particular attention to his historiographical approach to Arabic literary criticism. The research highlights the significance of this early contribution to the historiography of Arabic criticism and its awareness of methodological concerns. It also explores Mandour’s engagement with Western critical frameworks and his efforts to reconcile them with the specificities of Arab culture. Using a descriptive-analytical method, the paper identifies the major issues raised by Mandour’s approach and seeks to answer two key questions: What characterizes his historical perspective on ancient Arabic criticism? And what critical problems does this perspective reveal?

Keywords:

Criticism, Methodology, Historiography, Mandour, Bias


 

تقديم:

يتناول هذا البحث كتاب "النقد المنهجي عند العرب" لمحمد مندور متنا للدراسة من خلال شقين اثنين هما: منهج التأريخ للنقد العربي عند مندور، والقضايا النقدية التي يثيرها هذا التأريخ، ونظرا للأهمية التي يمتاز بها بين باقي المتون التي تعرضت للتراث النقدي بالدراسة يأتي اختيارنا لهذا المؤلَّف دون غيره؛ ونمثل لهذه الأهمية بما يلي:

1.  أسبقيته في التطرق إلى موضوع النقد المنهجي في المصنفات النقدية العربية، علاوة على أنه أول كتاب يصدره صاحبه الذي ترك بصمة لا يمكن إغفالها أو تجاوزها في النقد العربي المعاصر.

2.  وعيه بأهمية المنهج النقدي، تنظيرا وتطبيقا، وهو ما يفسره اعتماده للمنهج التاريخي كما نظر له جوستاف لانسوف، موليا بالغ القيمة للذوق الأدبي.

3.  كثرة الدراسات حوله، وقد حاولنا الاستفادة بجزء منها في إنجاز هذا البحث:

-  محمد مندور وتنظير النقد العربي، محمد برادة، دار الآداب، بيروت، ط1، 1979م.

-  تطور النظرية النقدية عند محمد مندور، فاروق العمراني، الدار العربية للكتاب، تونس، ط1، 1988م.

-  سمات المنهج النقدي عند محمد مندور، عبد الرحمان أبو عوف، أدب ونقد، القاهرة، عدد 63، 1990م.

ولمّا كان النظر إلى "النقد المنهجي عند العربي" من زاوية المنهج، ارتأينا أن نستهل هذا البحث بمدخل نتعرض من خلاله لإشكالية المنهج في النقد العربي المعاصر، مبرزين تحيزاته وقد حصرناها في ثلاثة توجهات رئيسة؛ توجه انحاز كليا إلى المناهج الغربية سميناه «التوجه المحاكي»، وتوجه توفيقي حاول الجمع بين المناهج سميناه «التوجه التوفيقي»، وتوجه انحاز إلى معطيات الثقافة العربية لتأصيل منهج عربي سميناه «التوجه التأصيلي»، لنحدد بعدها، في المبحث الأول، موقع محمد مندور ضمن هذه الإشكالية، ومدى انحيازه للمناهج الغربية ودواعي هذا التحيز.

ثم إننا من خلال دراسة المنهج النقدي عند مندور نستطيع أن نستشف مجموعة من القضايا التي أثارها تأريخه للنقد، ومثلنا لأبرز هذه القضايا في المبحث الثاني.

وقد استعملنا في بحثنا منهجا يعتمد على إجراءين اثنين: الوصف والتحليل؛ فقمنا بعرض مواد هذا البحث ثم تحليلها في ضوء الإشكاليات الكبرى التي حاولنا الإجابة عنها.

1-   إشكالية المنهج في النقد العربي المعاصر:

قبل خوض غمار نقد كتاب محمد مندور موضوع هذا البحث [النقد المنهجي عند العرب]، ارتأينا أن نستهله بمدخل نتحدث فيه عن إشكالية نجدها متأصلة في النقد العربي المعاصر، تعددت حولها التوجهات والتصورات، ونشأت عنها خلافات وسجالات، ألا وهي إشكالية المنهج؛ فتناول التراث العربي وتخصيصه بالدراسة يجعل منه عنصرا ثابتا في العملية النقدية، في حين أن المتغير في هذه العملية هو المنهج، ومن ثمة تكون نقطة الانطلاق واحدة [التراث]، ويكون المسار واحدا [الدراسة]، وتختلف الوسيلة التي سنركبها للمسير [المنهج]. والحالة هذه، لسنا نسائل التراث، ولا أحقية دراسته من عدمها، لأن هذا من البدهيات، وإنما نسائل المنهج الأصلح والأنسب لهذه الدراسة. ويمكننا أن نقسم هذه التوجهات إلى ثلاثة أقسام كبرى: التوجه المحاكي، والتوجه التوفيقي، والتوجه التأصيلي.

1.1         أصول الإشكالية:

لا يمكننا فهم واقع الثقافة العربية دون فهم واقع الحياة العربية، وهو واقع «مأزوم»([1])، ولا يمكن للواقع المأزوم إلا أن ينتج ثقافة مأزومة، ومجروحة. من ثمة، ترخي الثقافة المأزومة بظلالها على طرائق التفكير العربي، وإنتاجه الأدبي، إبداعا ونقدا؛ ولنفهم أصول إشكالية المنهج في النقد العربي المعاصر، كان لا بد من حفر أركيولوجي قصير لتقصي أسباب هذه الأزمة.

يرجع عبد العزيز حمودة، «ثقافة الشرخ»([2])، إلى احتقار العربي لمنجزات العقل العربي، وسط انبهاره بمنجز العقل الغربي. إذ وصل هذا الانبهار إلى ذروته، وأحدثت النخبة العربية قطيعة معرفية مع التراث وتنكرت له إحقاقا للحداثة.  كما فعل ميخائيل نعيمة، والعقاد، والمازني، تمثيلا لا حصرا.

2.1         التوجه المحاكي([3]):

بعد أن بينا أهم أسباب تأزم الثقافة العربية وتعرضها للشرخ، لا بد من استعراض تجليات هذه الإشكالية في النقد العربي المعاصر وجذورها الأولى، ولو أنها أقدم من ذلك بكثير([4])، حيث يعد ديوان العقاد والمازني (1920-1921) «بداية أول قطيعة حادة مع التراث بوجه عام، ومن ثم، بداية تعويل الناقد العربي (الحديث) على أصول نقدية، ليست من صنعه، ولا من تراثه، بل من صنع الغرب (المتقدم) الذي أصبح اللحاق به منذ ذلك الوقت حلا لأزمة التخلف.»([5]) وعلى الرغم من كون "الديوان" أول عمل رافض لأي نموذج عربي، قديما وحديثا، وقاد الناقدين في هذا انبهارهما بالغرب ونظرتهما الدونية إلى أتباع القديم إلى الحد الذي جعل صاحب المرايا المقعرة يقلل من قيمته العلمية، إذ هو [كتاب الديوان]  «تسفيه وتسطيح لا يرقى إلى مستوى النقد، بل يمكن اعتباره قذفا في حق شوقي وشكري وآخرين»([6])، وهو بهذا الموقف من الكتاب يؤسس لكون غربال ميخائيل نعيمة المؤلف الأكثر قيمة وجدية، والأجدر بوصفه المحاولة الأولى في هذا الصدد، لأن نعيمة انطلق من «نقطة ارتكاز أساسية وهي موت الثقافة العربية (في جانبها الإبداعي على الأقل) لأكثر من خمسمائة عام»([7])، فأقر بسبات العقل العربي لخمسة قرون دون أن يضيف جديدا واحدا  إلى خزانة الفكر العمومية، ومن هنا، نستطيع أن نقول باطمئنان، ودون أن نفضل أحدا عن الآخر، إن «حماس العقاد والمازني هنا للآداب الغربية لا يمكن أن يوصف بأنه أقل من حماس نعيمة!»([8]).

وإذا كان النقاد الثلاثة يشتركون في محاكاتهم للنموذج الغربي مع تقليلهم من شأن التراث، وأحدثوا قطيعة معه، فإن طه حسين نحا منحى مغايرا بقراءة جديدة للتراث أساسها رفض الاعتراف بإغلاق باب الاجتهاد، وسنَّ مبدأَ «الشك الديكارتي»([9])؛ ومن ثمة، وضع الشعر الجاهلي موضع شك وتمحيص، ولكنه لم يرفضه أو يحتقره، إلا أنه انطلق من تصورات مسبقة عن الشعر الجاهلي لم تتماشَ ومنهجه، ف«أنكر الشعر الجاهلي، وشكك في وجود الشعراء الجاهليين»([10])، هذا، دون ذكر أنه لفّق بين منهج ديكارت الذي أساء فهمه واستعماله أصلا، وبين المنهج التاريخي المختلفان اختلافا جذريا في الأسس والمرجعيات. فمنهج ديكارت، الذي يعتبر الشك مجرد خطوة من خطواته، لا يؤمن إلا بسلطة العقل ويتجرد من الحواس، أما المنهج التاريخي، شأنه شأن أغلب المناهج الحديثة، لا يسلم إلا بالحس مصدرا للمعرفة.

يتضح، من خلال استعراض ممارسة أصحاب هذا التوجه، وعيهم المبكر بإشكالية المنهج، ونزوعهم إلى توظيف مناهج غربية في تعاملهم مع نصوص من التراث العربي موقنين أنها المناهج الأصلح والأنسب، لا لدراسة الموروث النقدي فحسب، وإنما للحاق بالغرب المتقدم. إلا أنهم، ورغم وعيهم بإشكالية المنهج، «فإنه بقي وعيا متعثرا»([11]) كونهم نزعوا إلى الاتباع والمحاكاة، وإعادة إنتاج ما هو موجود قبلا.

3.1         التوجه التوفيقي([12]):

يميز محمد الدغمومي بين أربعة أشكال لهذا التوجه، فبالنسبة إليه:

«1- هناك نزعة توفيق بين منهجين؛

2- ونزعة توفيق بين أكثر من منهجين بدعوى التكاملية؛

3- وهناك نزعة توفيقية استبدالية تغير المنهج بحسب متطلبات النص؛

4- وهناك نزعة تلفيقية عامة تنوع مصطلحها ولا تخضع لتصور مبدئي.»([13])

ويعتقد النقاد الذين يتبنون هذا التوجه أن النص، بما هو تركيبة معقدة من عناصر عدة، لا يمكن تحليلها وفك تشفيرها إلا بالنزعة إلى التوفيق بين المناهج لمحدودية المنهج الواحد وعجزه عن مطاوعة النص. ويذهب كثير من الباحثين إلى التمييز بين توجهين آخرين كبيرين داخل هذا التوجه نفسه [التوفيقي]، فيميزون بين توفيقية مقبولة، وتوفيقية مرفوضة؛ فرفضوا([14]) التوفيق أو التركيب بين المناهج بدعوى التكامل، واعتبروه خطرا على النقد العربي، ومعمقا لأزمته، ومسببا قلقا منهجيا. حيث إنها «تلفيقية تؤدي إلى الفوضى وتضارب المفاهيم»([15]).

أما التوفيقية المقبولة([16])، «فتستوجب "صنع" منهج بديل تختفي معه المناهج الأخرى»([17])، أي أن يعمد الناقد إلى تحويل عناصر مناهج ما إلى عناصر بديلة تنصهر فيما بينها لتعطي منهجا جديدا يبتغي من خلاله الشمولية والجدة. وهو المنحى نفسه الذي نحاه كمال أبو ديب محاولا الإتيان بمنهج جديد لدراسة بنية القصيدة العربية مستفيدا من عدة مناهج أخرى مثل التحليل البنيوي للأسطورة كما طوره كلود ليفي ستراوس (الأنتربولوجيا البنيوية)، والتحليل التشكيلي للحكاية كما طوره فلاديمير بروب (المورفولوجيا)، وغيرها، يقول: «تهدف الدراسة الحاضرة إلى اقتراح الخطوط العامة لمنهج نقدي جديد هو، من حيث الطاقات الكامنة فيه، أغنى مردودا وأعمق قدرة على إضاءة بنية القصيدة من المناهج السابقة.»([18])

4.1 التوجه التأصيلي([19]):

إذا كانت التوفيقية في النقد العربي المعاصر قد قوبل بعضها بالرفض، وعد بعضها الآخر مقبولا نسبيا، فإن بعضا من النقاد المعاصرين انصرف إلى تأسيس نظرية نقدية عربية بديلة، ولعل أبرز هؤلاء النقاد عبد العزيز حمودة؛ فقد حاول في المرايا المحدبة نقد التعظيم الذي طال البنيوية والتفكيكية، ورأى أننا وقفنا أكثر من اللازم أمام المرايا المحدبة، التي «تقوم بتكبير كل ما يوجد أمامها وتزييفه [المناهج الغربية] حسب زاوية انعكاسه فوق سطح المرآة»([20])، ثم حاول في المرايا المقعرة تأسيس نظرية نقدية عربية منطلقا من رفضه لاحتقار العقل العربي الذي حقق النهضة العربية الإسلامية في العصور الوسطى، وهو العقل نفسه الذي بنى عليه الغرب نهضتهم، ورفضه أيضا للقطيعة مع التراث، ولكنه في الوقت نفسه يحذر من تقديس هذا التراث للحد الذي يعمينا عن الاجتهاد: «إن رفض  القطيعة مع الماضي لا يعني تقديس ذلك الماضي والوقوف عند إنجازات الأقدمين في انبهار خاطئ مماثل لانبهار الفريق الآخر بإنجازات العقل الغربي»([21]).

بالرغم من جدة وتفرد مشروع عبد العزيز حمودة، فإنه تعرض لانتقاد كبير من عيد بلبع الذي حاول في كتابه "خداع المرايا" الرد على مشروع حمودة وإبطاله من خلال ثلاث زوايا:

1-  إعادة تعريف مفهوم القطيعة المعرفية.

2-  تركيز حمودة على السلبيات فحسب.

3-  خلل منطلقاته.([22])

نلاحظ، من خلال استعراض جزء من الآراء حول إشكالية المنهج في النقد العربي المعاصر، أن النقاد المعاصرين كانوا واعين بهذه الإشكالية، وحاولوا، كل على حسب فهمه ودوافعه ومنطلقاته، أن يقدموا جوابا عنها مشتركين جميعا في غاية واحدة وهي تحديث وتجديد النقد العربي.

2-   المنهج النقدي عند محمد مندور:

في ضوء ما تم عرضه، يحق لنا أن نتساءل: ما موقع محمد مندور من إشكالية المنهج في النقد الأدبي المعاصر؟ وهو تساؤل مشروع، بل إننا نضيف: ما مميزات المنهج عند مندور بصفة عامة، وفي "النقد المنهجي عند العرب" خاصة؟ وأعرف مندور منهجا واحدا وبقي وفيا له، أم أنه غير من اختياراته المنهجية مع الوقت؟ وما العناصر المتحكمة في اختياراته المنهجية؟

يجمع أغلب النقاد على أن المنهج النقدي عند مندور مرّ من ثلاث مراحل([23])؛ المرحلة الجمالية، والمرحلة الوصفية التحليلية، ومرحلة النقد الإيديولوجي([24])، وسنخص الحديث عن المرحلة الأولى فحسب، لأنها المرحلة التي أصدر فيها كتابه "النقد المنهجي عند العرب".

 

2-1         المرحلة الجمالية:

توجه محمد مندور إلى الجامعة ليتخرج وكيلا للنيابة بكلية الحقوق، إلا أنه التقى هناك بطه حسين الذي اقترح عليه التسجيل في كلية الآداب، ولفت انتباهه، لأول مرة، إلى «أهمية المناهج الغربية  في دراسة الأدب وتذوقه، وبخاصة المنهج الفرنسي.»([25]) ثم بعد تخرجه، توسط له لإرساله في البعثة الدراسية إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه في الآداب.

وبعد عودته من فرنسا سنة 1939، كان مندور قد قضى تسع سنوات كاملة يكون نفسه تكوينا موسوعيا بجامعة السوربون؛ فحصل على «إجازة في الأدب واللغتين اللاتينية واليونانية، وحصل على شهادة للعلوم القانونية والاقتصادية.»([26])، وهي الشهادات الأربع المطلوبة للحصول على درجة "الليسانس"([27])، وإلى جانب حصوله على "الليسانس"، قام بإجراء بحوث حول الشعر العربي في معمل الصوتيات بباريس. 

ورغم أنه لم يكمل أطروحته لنيل الدكتوراه بسبب اكفهرار الأوضاع السياسية بفرنسا، إلا أنه عاد محملا بثقافة موسوعية وتأثر واضح بمنهج الدراسة بجامعة السوربون القائم على تفسير النصوص، ومندور نفسه يعترف بهذا، إذ يقول:

«وإن كان تأثري الأكبر في الحقيقة هو بأساتذة السوربون، وبالنقاد الغربيين وبخاصة الفرنسيين منهم، وكذلك بعلماء الجمال والنفس الفرنسيين [...] ثم كبير الأساتذة في فرنسا جوستاف لانسون [...] وتأثرت بمؤلفاته وبخاصة كتابه الدسم العميق عن تاريخ الآداب الفرنسية ومقالة عن منهج البحث في الأدب.»([28])

يبدو من الواضح أثر الثقافة الغربية وجوستاف لانسون على تفكير محمد مندور، فهل نجد هذا الأثر في كتابه "النقد المنهجي عند العرب"؟

2-2         النقد المنهجي عند العرب، وسؤال المنهج:

يمهد محمد مندور لكتابه "النقد المنهجي عند العرب" بمقدمة حول منهج البحث، ويصرح بانحيازه للمنهج التاريخي على حساب المنهج التقريري الذي يقوم على أسس من علم النفس والاجتماع ونظرية التطور، إلخ، وهو الأمر نفسه الذي ذهب يؤكده في كتابه "في الميزان الجديد" من خلال رده على خلف الله الذي وظف المنهج النفسي لدراسة خطب الحجّاج، ويخلص في النهاية إلى أن الحجّاج يعاني من ازدواج في الشخصية (شخصية قوية الإيمان وشخصية قاسية صلبة)، الأمر الذي لم يتقبله مندور، فالحجّاج عنده «أقوى شخصية من الازدواج. الحجّاج نفس مؤمنة تتعصب لما تؤمن به، والتعصب قسوة.»([29])

كما رفض مندور أن ينظر إلى النقد الأدبي في جملته، لما عرفه منهج هذا النقد من تأثر بالفلسفة اليونانية مما جعله ينتقل من نقد ذوقي جزئي غير معلل إلى نقد ذوقي معلل محتاط في إطلاق الأحكام، فيقول:

«من الخطأ أن ننظر إلى النقد في جملته، ونصرف النظر عن مراحله التاريخية، ونرى فيه علما كامل التكوين [...] لأن في ذلك ما يخلق مشاكل باطلة [...] ومن الثابت أننا لا نستطيع فهم شيء فهما صحيحا بالنظر فيه عند آخر مراحله.»([30])

من ثمة، كان لزاما عليه أن يقرأ هذا النقد قراءة تاريخية ليفهم أسباب تطوره؛ وما يثبت هذه النزعة التاريخية دراسته، تمثيلا لا حصرا، للبديع عند ابن المعتز الذي ساهم، حسب مندور دائما، في نشأة النقد المنهجي.([31])

والمتفحص لكتاب مندور، لن يستطيع إغفال الإجراءات التي عرف بها المنهج التاريخي عموما، والمنهج التاريخي كما عرّفه لانسون خاصة؛ ونورد منها أمثلة أبرزها:

-  الدراسات الأدبية والدراسات التاريخية: يميز مندور بين النقد بما هو «فن دراسة النصوص والتمييز بين الأساليب المختلفة»([32]) وبين التاريخ الأدبي الذي يجمع الخصائص الفنية المشتركة التي قام بدراستها النقد؛ فيدرس النقد «رثاء المهلهل لأخيه كليب والخنساء لصخر  [...] كل منهم منفردا. ثم يأتي تاريخ الأدب فيؤرخ للمراثي عند العرب فيكون عمله تأريخا لفن أدبي.»([33])

-  أهمية الذوق في النقد الأدبي: يتحدث لانسون عن الذوق قائلا: «لن نعرف قط نبيذا بتحليله كيماويا أو بتقرير الخبراء دون أن نذوقه بأنفسنا، وكذلك الأمر في الأدب فلا يمكن أن يحل شيء محل (التذوق)»([34])، ومندور بنوع من التقليد يقول مدافعا عن مركزية الذوق في العملية النقدية: «لا نستطيع أن ندرك طعم شراب أو طعام ما لم نتذوقه بأنفسنا [...] وكذلك الأمر في الأدب، فذوقنا الخاص أساس كل فهم له.»([35]) والذوق كما عرفه لانسون مشروط بأربعة شروط: تمييزه، وتقديره، ومراجعته، وحده. ويرجعها إلى مرجع واحد هو عدم الخلط بين المعرفة والإحساس.

يوظف مندور هذه الشروط في النقد العربي عند الجاهليين والأمويين، ويخلص إلى غياب مرجعها [الخلط بين المعرفة والإحساس]، حيث يحصرها في عيبين: عدم وجود منهج نظرا لطبيعة الحياة البدوية المسيطرة على العرب، بالإضافة إلى عدم التعليل المفصل الذي يحتاج إلى مبادئ عامة لم تتوفر عند العرب آن ذاك. كما اشترط أن يكون ذوق الناقد مشروطا بالدربة والممارسة كي لا يقع ضحية للتعصب والانحياز لشاعر على حساب آخر، ف«الذوق الذي يعتد به هو ذوق ذوي البصر بالشعر»([36])  لأنهم الأقدر على تعليل أحكامهم، وبالتعليل يتصبح الذوق وسيلة مشروعة للمعرفة، ونموذج هذا ما نجده عند الآمدي الذي كان يعلل كل حكم يصدره، وهو ما يستعمله مندور لنفي تهمة التعصب عنه؛ فالآمدي «لم يتعصب للبحتري كما لم يتعصب ضد أبي تمام.»([37])

-  تحقيق النصوص وصحة نسبتها: إذ لجأ إلى هذا الإجراء، أقصد النظر في نسبة النص هل هو صحيح أم منتحل، غير ما مرة، سواء حينما تعلق الأمر بابن سلام، أو الآمدي، ونسوق الأمثلة التالية لتبيان ذلك:

«يقول عن حسان بن ثابت [يقصد ابن سلام]: وقد حمل عليه ما لا يحمل على أحد لما تعاضهت قريش واستتبت، وضعوا عليه أشعارا كثيرة لا تليق به.»([38])

«فالمؤلف [يقصد الآمدي] يرجع إلى النسخ القديمة ويحقق الأبيات. وإلى هذا يشير غير مرة في كتابه فيقول (ص 89): "حتى رجعت إلى النسخة العتيقة" [...] وهكذا نراه يرجع إلى النسخ الأخرى لتحقيق النص قبل الحكم عليه.»([39])

-  روح العلم: نبّه لانسون على ضرورة الأخذ بروح العلم وتجنب تطبيق العلوم الطبيعية على دراسة الأدب منتقدا هيبوليت تين وبرونتيير، ولم يكن مندور ليستثني هذا الإجراء من دراسته، وأقر لابن سلام تبنيه لروح العلم وهو يفسر الظواهر الأدبية «كقوله في صدد الحديث عن شعراء القرى تعليلا لقلة الشعر في الطائف ومكة وعمان وكثرته بالمدينة.»([40]) ويقول عن الآمدي: «والآمدي يملك كذلك روح النقد العلمي [...] وهو في ذلك تلميذ لابن سلام.»([41])

-  دراسة المنهج والأخطاء: حاول مندور دراسة مناهج النقاد في مفاضلاتهم بين الشعراء، وتنبه إلى أخطائهم التي هي جزء من طبيعة الإنسان؛ إذ خصص أبوابا مستقلة لدراسة منهج الموازنة والوساطة، ناهيك عن جرد الأخطاء التي وجداها في متنهم المنقود.  ونمثل لهذا الإجراء بالأمثلة التالية:

«والناظر لدراسته للأخطاء والعيوب وبخاصة عند أبي تمام يجد أن منهج الناقد هو رغبة في الإنصاف وحرص على التحقيق وإحاطة بما كتب في الموضوع ومناقشة لآراء السابقين فهو يقول (ص 55) [يقصد الآمدي]: الذي وجدتهم ينعونه عليه هو كثرة غلطه وإحالته وأغاليطه في المعاني والألفاظ.»([42])

«الواقع أن الذي يراجع كتابه [يقصد الموازنة] يجد أنه قد استخدم المعارف المختلفة التي انتهى إليها عصره خير استخدام، كل منها في بابه ولنأخذ لذلك مثلا دراسته لأخطاء أبي تمام وعيوبه، فنرى أنه يقسمها إلى ثلاثة أقسام: 1- أخطاؤه في الألفاظ والمعاني. 2- ما في بديعه من إسراف وقبح. 3- ما كثر في شعره من الزحاف واضطراب في الوزن.»([43])

يبدو بجلاء تمثّل محمد مندور للمنهج التاريخي كما أقرّه جوستاف لانسون، وقد حاولنا تبيان ذلك من خلال عديد من الإجراءات الحاضرة بقوة في هذا الكتاب، ولإن دلّ هذا على شيء فإنه يدل على تحيز مندور؛ ومن نتائج هذا التحيز إلى منهج لانسون «نظرته إلى التراث النقدي العربي نظرة تجزيئية انتقائية ضيقة، جعلته يختار منه ما يناسب مقاييسه الغربية؛ فأعلى من شأن الذوق على حساب (علمية) النقد، ورفض (الاتجاه العلمي) في النقد العربي القديم.»([44])

إن كل الخلاصات التي توصل إليها مندور نابعة من استعماله منهج لانسون «المفتقر للتاريخ»([45])، حيث إن له فهما خاصا للمنهج التاريخي، فعلى امتداد «صفحات الكتاب لا نعثر على أي تحليل للوضع التاريخي أو الاجتماعي الذي أنجب هؤلاء النقاد ووجه كتاباتهم.»([46])

3-    القضايا التي يثيرها التأريخ للنقد المنهجي:

يعرف محمد مندور النقد المنهجي بكونه «ذلك النقد الذي يقوم على منهج تدعمه أسس نظرية أو تطبيقية عامة ويتناول بالدرس مدارس أدبية أو شعراء أو خصومات يفصل القول فيها ويبسط عناصرها ويبصر بمواضع الجمال والقبح فيها»([47])، وللبحث عن معالم نقد منهجي يتسم بالشروط التي وضعها اتخذ من "الموازنة" و"الوساطة" مركزا لبحثه.

وقد تنبه مندور إلى مجموعة من القضايا التي يثيرها التأريخ لهذا النقد، من بينها قضية نشأة النقد المنهجي وإرهاصاته الأولى، إضافة إلى تاريخ علوم اللغة ونشأتها التي أثرت في ظهور النقد المنهجي، ولا ننسى أهم قضية تعرض لها في فصل خاص سماه "تحول النقد إلى بلاغة".

3-1  نشأة النقد المنهجي وإرهاصاته الأولى:

توقف مندور عند كل من ابن سلام الجمحي وابن قتيبة فاحصا نقدهما الذي يبدو في عموميته نقدا منهجيا، إلا أنه نقد غير تام مفتقر للتفصيل وللتعليل وغياب الذوق الأدبي والحكم المستقل؛ فبالنسبة إلى ابن سلام، لاحظ مندور أنه «فطن إلى مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوافر في الناقد وفي النقد»([48])، ومن بينها: تقسيم الشعراء زمانيا ومكانيا، والدربة والممارسة، وتحقيق النصوص، وأسس المفاضلة. أما ابن قتيبة، ورغم تمثله للروح العلمية، إلا أنه «لم ينقد النصوص نقدا موضوعيا تحليليا [...] وإنما أورد في كتابه [يقصد الشعر والشعراء] أخبارا وقصصا عن الشعراء المختلفين، ثم بعضا من أشعارهم دون مناقشة ولا حكم.»([49]) كما عاب عنه منهج العقلي ونزعته التقريرية.

وبهذا يكون مندور قد بين الإرهاصات الأولى التي سبقت نشأة النقد المنهجي عند كل من ابن سلام وابن قتيبة، اللذين وإن لم يمثلا النقد المنهجي إلا أن نقدهما حمل في طياته إشارات منهجية.

3-2     علم البديع ودوره في نشأة النقد المنهجي:

يرى مندور أن دراسة ابن المعتز للبديع حدث عظيم الأهمية في تاريخ النقد العربي وذلك لسببين:

1-  «تحديده لخصائص مذهب البديع.            2- تأثيره في النقاد اللاحقين له. «([50])

وابن المعتز أول من تناول البديع وقسمه (الاستعارة، والتجنيس، والطباق، ورد أعجاز الكلام على ما تقدمها، والمذهب الكلامي)، ووضع مصطلحاته، وبين خصائصه، ومن ثمة أصبحت مبادئ المذهب واضحة، مما مكن الخصومة بين الشعراء. وبهذا يكون «قد ساعد على خلق النقد المنهجي بتحديده لخصائص مذهب البديع، ووضعه اصطلاحات لتلك الخصائص، وعنه أخذ من جاء بعده»([51]).

3-3     الموازنة بين الشعراء والسرقات:

لا يعالج محمد مندور هتين القضيتين في ذاتهما، وإنما «بالنحو الذي عولجت به عند العرب»([52])، أب أنه يتتبع هذه الآراء النقدية ويبحث فيها عن ملامح النقد المنهجي؛ فيخلص إلى أن الموازنة بين شاعر وشاعر هي عند الآمدي، دون غيره، موازنة منهجية لأنه «لم يقصرها على أبي تمام والبحتري، بل أحاط بكل معنى عرض له عند الشعراء المختلفين [...] ولأنه لا يقف فيها عند مجرد المفاضلة بين الشاعرين، بل يتعداها إلى أيضاح خصائص كل منهما وما انفرد به دون صاحبه أو دون غيره من الشعراء.»([53])

أما السرقات، فهي لم تدرس دراسة منهجية إلا عندما ظهر أبو تمام، نظرا «لقيام خصومة عنيفة حول هذا الشاعر [...] ولأنه عندما قال أصحاب أبي تمام إن شاعرهم قد اخترع مذهبا جديدا وأصبح إماما فيه، لم يجد خصوم هذا المذهب سبيلا إلى رد ذلك الادعاء خيرا من يبحثوا للشاعر عن سرقاته.»([54]) كذلك هو الحال عندما ظهر المتنبي ونشـأت حوله خصومة جديدة فبحث خصومه عن سرقاته.

3-4     تحول النقد إلى بلاغة:

لم يغفل مندور التطرق إلى قضية هامة يثيرها التأريخ للنقد العربي، وهي علاقة النقد بالبلاغة؛ فطغيان روح العلم عند أبي هلال العسكري جعلت النقد عنده يتحول إلى بلاغة، واصفا هذا التحول ب«الكارثة».([55])

ويعيب محمد مندور عن العسكري منهجه التقريري الذي يعتمد على التقاسيم والتعاريف، وهذا ما جعله يصل بالبديع إلى خمسة وثلاثين وجها، حتى أخذ الأدباء والشعراء يستخدمون تلك الأوجه ليحلوا بها أسلوبهم، فتحول النقد من دراسة وتحليل العمل الأدبي إلى سنّه أساليب يتبعها الشعراء مما حول النقد إلى بلاغة.

خاتمة:

نجمل فيما يلي أهم النتائج التي توصلت الدراسة إليها على النحو التالي:

1-  تخبط النقد العربي المعاصر في إشكالية المنهج، بين من يعده مجرد أدوات إجرائية في يد الناقد، ومن ينظر إلى المنهج بعين القصور وينزع إلى التوفيق بين المناهج، ومن يرى بضرورة تأصيل منهج عربي في النقد.

2-  تحيز محمد مندور لمنهج جوستاف لانسون في تأريخه للنقد المنهجي، محاولا استثمار إجراءات هذا المنهج في المصنفات النقدية لاستخلاص مكامن النقد المنهجي عند العرب ليخلص إلى أن مؤلف الآمدي (الموازنة) هو المؤلف النقدي الوحيد، والوساطة بدرجة أقل، حيث نلمس نقدا منهجيا.

3-  يثير التأريخ للنقد المنهجي عند مندور مجموعة من القضايا التي لم يدرسها في ذاتيتها وإنما في علاقتها بنشأة النقد المنهجي.

4-  نسجل على مندور توظيفه نظرية التطور رغم تنبيهه على عدم توظيف العلوم الطبيعية في النقد، إذ إنه يقر ببداية نشوء نقد منهجي عند ابن سلام، ليرتقي هذا النقد مع الآمدي، ثم أخذ في الاندثار مع كتاب "الصناعتين" للعسكري.

رغم تعرضنا لمسألة التأريخ للنقد من زاوية محمد مندور وكتابه "النقد المنهجي عند العرب"، لا يمكننا أن نصدر حكما عاما بخصوص هذه المسألة في النقد العربي المعاصر عامة، ومن ثمة إسقاط النتائج المتوصل إليها في هذا البحث، لأن الاقتصار على ناقد واحد يضعف من موضوعية البحث، وننبه الباحثين على ضرورة الاطلاع على باقي المصنفات لتوسيع آفاق البحث والدراسة.

 

المصادر والمراجع

أسئلة النقد، حوارات مع النقاد العرب، جهاد فاضل، الدار العربية للكتاب.

إشكالية التحيز في النقد العربي المعاصر، علي صديقي، كنوز المعرفة، الأردن، ط1، 2016م.

التراث والحداثة، دراسات ومناقشات، محمد عابد الجابري، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط1، 1991 م.

تطور النظرية النقدية عند محمد مندور، فاروق العمراني، الدار العربية للكتاب، تونس، ط1، 1988 م.

الثورة والأدب، لويس عوض، دار الكاتب العربي، القاهرة، 1967 م.

خداع المرايا، عيد بلبع، إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 2001 م.

الرؤى المقنعة، نحو منهج بنيوي في دراسة الشعر الجاهلي، كمال أبو ديب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1986 م.

سمات المنهج النقدي عند محمد مندور، عبد الرحمان أبو عوف، أدب ونقد، القاهرة، عدد 63، 1990 م.

شعرنا القديم والنقد الجديد، وهب أحمد رومية، عالم المعرفة، الكويت، عدد 207.

عشرة أدباء يتحدثون، فؤاد دوارة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط3، 1996 م.

في الشعر الجاهلي، طه حسين، دار الكتب المصرية، القاهرة، ط1، 1926 م.

في الميزان الجديد، محمد مندور، دار النهضة للطباعة والنشر، القاهرة، 1973 م.

قراءة التراث النقدي، جابر عصفور، منشورات عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، مصر، ط1، 1994 م.

محمد مندور وتنظير النقد العربي، محمد برادة، دار الآداب، بيروت، ط1، 1979 م.

مذهبي في النقد، محمد مندور، المجلة، القاهرة، عدد 103، 1965 م.

المرايا المحدبة، من البنيوية إلى التفكيك، عبد العزيز حمودة، عالم المعرفة، الكويت، عدد 232، 1998 م.

المرايا المقعرة، نحو نظرية نقدية عربية، عبد العزيز حمودة، عالم المعرفة، الكويت، عدد 272، 2001 م.

المنهج في مشروع محمد مفتاح النقدي، ظواهره وقضاياه، سعيد عبيد، بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة غير منشور، جامعة محمد الأول، وجدة، 2003-2004م.

نحو منهج بلاغي لنقد الشعر، عبد الغني حسني، الندوة الدولية: النص بين الدراسة والتدريس، المدرسة العليا للتربية والتكوين، جامعة ابن طفيل، القنيطرة، فبراير 2022 م.

النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة، مترجم عن الأستاذين لانسون وماييه، محمد مندور، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 1996 م.

نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر، محمد الدغمومي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة: رسائل وأطروحات رقم 44، ط1، 1999 م.



([1]) شعرنا القديم والنقد الجديد: 13.

([2])  ينظر: المرايا المقعرة: 17 وما بعدها.

([3]) هو التوجه الذي عُرف أصحابه بالنزوع إلى المناهج الغربية ومحاولة محاكاتها لكونيتها، ووظفوها في دراسة التراث العربي مغفلين، عن قصد أو دون قصد، مرجعياتها وأصولها الفلسفية والاجتماعية والثقافية، ووصفوها بأنها أدوات إجرائية محضة. (راجع مقدمة إشكالية التحيز في النقد العربي المعاصر).

([4])  الموقف من الفلسفة والمنطق الأريسطيين في التراث العربي، وتباين توجهات النقاد.

([5])  قراءة التراث النقدي: 173.

([6])  المرايا المقعرة: 32.

([7])  المرايا المقعرة: 32.

([8])  المرايا المقعرة: 34.

([9])  في الشعر الجاهلي: 11. يقول: «أريد أن أصطنع في الأدب هذا المنهج الفلسفي الذي استحدثه (ديكارت) للبحث عن حقائق الأشياء في أوائل العصر الحديث». نقلا عن: إشكالية التحيز في النقد العربي المعاصر: 180.

([10])  إشكالية التحيز في النقد العربي المعاصر: 192.

([11])  نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر: 142.

([12]) هو التوجه الذي يوفق أصحابه بين منهجين نقديين أو أكثر، ويمكن أن نقسمه إلى أنواع: توفيق إيجابي بين مناهج تتقبل المزج، وتوفيق سلبي بين مناهج لا تتقبل المزج، إلخ. ولا يسعنا المقام هنا للتفصيل فيها والتمثيل لكل واحد منها.

([13])  نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر: 146.

([14])  يرفض عدد من النقاد التوجه التركيبي/التلفيقي/ التكاملي، منهم: سعيد علوش، ورشيد بنحدو، وجابر عصفور. لمزيد من التفصيل، انظر: إشكالية التحيز في النقد العربي المعاصر: 292-293-294.

([15])  حوار منشور في: أسئلة النقد، حوارات مع النقاد العرب: 70.

([16])  اقتصرنا على استعراض نموذج كمال أبو ديب، تمثيلا لا حصرا، ويمكن الإشارة إلى نماذج أخرى مثل: محمد عابر الجابري الذي مزج بين المنهج البنيوي والتاريخي والإيديولوجي (راجع: نقد العقل العربي في مشروع الجابري)، ومحمد مفتاح الذي جمع بين اللسانيات والسيميائيات وما تفرع عنهما (راجع: المنهج في مشروع محمد مفتاح النقدي، ظواهره وقضاياه)، وعبد الغني حسني الذي دعا إلى منهج بلاغي لنقد الشعر ينطلق من اجتهادات بلاغية قديمة وحديثة، وينفتح على مناهج ونظريات أخرى في تحليل هذا الخطاب ( راجع: نحو منهج بلاغي لنقد الشعر).

([17])  نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر: 147.

([18])  الرؤى المقنعة: 46.

([19])  هو التوجه الذي سعى أصحابه إلى تجاوز تحيزات المناهج الغربية، من خلال تأصيل معطيات الثقافة الغربية وربطها بالتراث العربي، أي تبيئة المفهوم في الحقل المنقول إليه وتخليصه من المرجعيات الثقافية التي نشأت فيها. (راجع: إشكالية التحيز في النقد العربي المعاصر: 337-338-339).

([20])  المرايا المحدبة: 6.

([21])  المرايا المقعرة: 174.

([22])  لمزيد من التفصيل، راجع: (خداع المرايا: 14-15).

([23])  لمزيد من التفصيل حول تطور النظرية النقدية عند مندور، راجع:

-   مذهبي في النقد، محمد مندور.

-   محمد مندور وتنظير النقد العربي، محمد برادة.

-   تطور النظرية النقدية عند محمد مندور، فاروق العمراني.

-   سمات المنهج النقدي عند محمد مندور، عبد الرحمان أبو عوف.

([24])  عشرة أدباء يتحدثون: 260-261-262. يقول: «لقد مررت بثلاث مراحل: الأولى تتمثل في المنهج الجمالي في النقد، [...]، والمرحلة الثانية التي مررت بها كناقد هي منهج النقد الوصفي التحليلي، [...]، وتأتي بعد ذلك المرحلة الثالثة، وهي مرحلة النقد الأيديولوجي».

([25])  تطور النظرية النقدية عند محمد مندور: 26.

([26])  محمد مندور وتنظير النقد العربي: 39.

([27])  راجع: الثورة والأدب: 15-16.

([28])  عشرة أدباء يتحدثون: 265.

([29])  في الميزان الجديد: 182.

([30])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 11.

([31])  سنفصل في هذا الأمر أكثر في المبحث الذي خصصناه للقضايا التي أثارها محمد مندور خلال تأريخه للنقد المنهجي.

([32])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 14.

([33])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 14.

([34])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 402.

([35])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة، ص : 16.

([36])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 102.

([37])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 102.

([38])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 19.

([39])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 104.

([40])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 20.

([41])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 104.

([42])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 115.

([43])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 124.

([44])  إشكالية التحيز في النقد العربي المعاصر: 202.

([45])  محمد مندور وتنظير النقد العرب: 221.

([46])  محمد مندور وتنظير النقد العرب: 220.

([47])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 5.

([48])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 18.

([49])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 31.

([50])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 60.

([51])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 61.

([52])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 342.

([53])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 344.

([54])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 357.

([55])  النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة: 319.