اللغة الأم وتخطيط السياسة اللّغوية

د. محمد الفاروق عاجب

مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة، الأغواط، الجزائر

البريد الإلكتروني: m.adjeb@crsic.dz

معرف (أوركيد): 0000-0002-3581-1650

 

بحث أصيل

الاستلام: 1-9-2023

 القبول: 10-10-202.3

 النشر: 31-10-2023

 

 

الملخص:

تعد اللّغة وسيلة الوجود والتعبير والتواصل، ورمز للهوية الفردية والاجتماعية والثقافية، ومدونة لحفظ الحضارة وإيصال المعرفة، وقاعدة أساسية يتأسس عليها بناء المجتمع في وحدته وتنميته ونهضته وريادته، وفي موضوع البحث نتناول بالدراسة والتحليل الإجابة عن مشكلة البحث وهي: كيف يمكن للغة الأم أن تصبح أداة لها فاعليتها في تخطيط السياسة اللغوية؟ وتهدف هذه الدراسة إلى تبيان ماهية اللغة الأم، ودورها في الوحدة والنهضة والتنمية والريادة، وإبراز أهداف تعليمها، بالإضافة إلى التعريف بالمفهوم النظري والإجرائي لتخطيط السياسة اللغوية للغة الأم، وقد اعتمدنا على المنهجيين الاستقرائي والتحليلي وذلك من أجل الإلمام بجوانب الدراسة ومركباتها، والعمل على تحليلها بطريقة منسقة وممنهجة، وتوصلنا إلى أنّ مشروع الوحدة والنهضة والتنمية والريادة وصناعة مستقبل الأجيال يرتكز بالأساس على فهم اللغة الأم وفقه قوانينها، ومعرفة خصائصه، والتمكن منها، وحسن التخطيط لتوظيفها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية الفاعلة في المنظومة المؤسسية للأمة والمجتمع.

الكلمات المفتاحية:

اللّغة الأم، الحضارة، التخطيط اللغوي، السياسة اللّغوية، التهيئة اللسانية.

      

للاستشهاد/ :Atif İçin / For Citation محمد الفاروق، عاجب (2023). اللّغة الأم وتخطيط السياسة اللّغوية. ضاد مجلة لسانيات العربية وآدابها. مج4، ع8، 445- 465 https://www.daadjournal.com/ /

 

 

Mother Tongue and Language Policy Planning

Dr. Mohammed El-Farouk ADJEB

Center for Research in Islamic Sciences and Civilization, Laghouat, Algeria

Research Professor "A"

Email: m.adjeb@crsic.dz

Orcid ID: 0000-0002-3581-1650

 

Published: 31.10.2023

Accepted: 10.10.2023

Received: 01.09.2023

Research Article

 

 

Abstract:

Language is regarded as a medium of existence, expression, and communication. It symbolizes individual, social, and cultural identity, serving as a code to preserve civilization and convey knowledge. It forms the fundamental basis upon which society is built, fostering unity, development, rebirth, and leadership. Can it effectively contribute to the formulation of language policy? This study aims to elucidate the essence of the mother tongue and its pivotal role in unification, rejuvenation, development, and leadership. It also seeks to underscore the objectives of its education while defining the theoretical and procedural aspects of mother tongue language policy planning. In a coordinated and systematic manner, our conclusion rests on the premise that the project of unity, rejuvenation, development, leadership, and the construction of future generations fundamentally relies on a comprehensive understanding of the mother tongue. This encompasses an understanding of its laws, an awareness of its characteristics, proficiency in its use, and careful planning for its application in the active social and economic spheres of the nation's institutional framework and society.

Keywords:

mother tongue, civilization, language planning, language policy, language preparation.

 

تقديم:

مع نهاية الحرب العالمية الثانية نشأ مفهوم اللغة الأم حيث بدأت الدول المستعمرة تنال استقلالها في الوقت الذي تنادي الأقليات الأوروبية بتعلّم لغاتها الأم، وحصل الحديث عند ذلك عن الهوية والوحدة الوطنية والشخصية والتنمية الشاملة ونظام الحكم، وقد شعرت الدول الحديثة الاستقلال بتعزيز اللغة الأم بعد أن تضاءل دورها أو كاد يتلاشى أيام حكم الاستعمار، وذلك من خلال اِعتمادها لغة رسمية للوطن ولغة تعلم وتعليم، وحدث في بعضها صراعات حول ترسيم اللغة الأم في منظومة التربية والتعليم وما خرجت من ذلك الصراع إلا بعد تبني لغة أجنبية أو الإبقاء على لغة المستعمر، وعدتها رسمية، فكانت بعد مدة زمانية لغة الأم لأجيال لاحقة، ومع ذلك فإنه لم يكتب النجاح التام لكل الأمم التي تبنت اللغة الأجنبية، بل أصبح لها ذلك انتحارا فلم تحصد من وراء ذلك إلا الحروب الأهلية.

إشكالية البحث:

إنّ اِزدياد التفكير والسعي في الحفاظ على اللغة الأم مع نهاية الحرب العالمية الثانية، ولّد دول المستقلة الحديث عن الهوية والوحدة الوطنية والتنمية الشاملة؛ ممّا أدى إلى نشوب معارك حضارية تدور على واجهات متعددة من أجل السيطرة على مراكز النفوذ اللُّغوي. ومن هنا تتجلى لنا إشكالية البحث التالية هي: كيف يمكن للغة الأم أن تصبح أداة لها فاعليتها في تخطيط السياسة اللغوية؟

أسئلة البحث:

ما مفهوم اللغة الأم؟ وهل هناك تجارب ناجحة في تعزيز وتطوير وترقية اللغة الأم؟ وما المفهوم النظري والإجرائي لتخطيط السياسة اللغوية للغة الأم؟

 

أهمية البحث:

تتجلى أهمية البحث في استنهاض الهمم، وحث الأفراد والمؤسسات على فهم ماهية اللغة الأم وفقه قوانينها، ومعرفة خصائصها، والتمكن منها، وحسن التخطيط لتوظيفها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية الفاعلة في الأمة والمجتمع، لما لها من دور محوري في وحدة للأمة والمجتمع ونهضته وتنميته وريادته.

أهداف البحث:

-      يهدف البحث إلى: تبيان ماهية اللغة الأم.

-       إبراز دور اللغة الأم في الوحدة والنهضة والتنمية والريادة.

-       التعريف بالمفهوم النظري والإجرائي لتخطيط السياسة اللغوية للغة الأم.

الدراسات السابقة:

هناك دراسات علمية عديدة تناولت قضايا اللغة الأم وتخطيط السياسة اللغوية، لكن لم أقف –حسب اطلاعي- على دراسة متخصصة تمكننا من فهم ماهية اللغة الأم وتخطيط السياسة اللغوية في إطار المنظومة المؤسسية للأمة والمجتمع، خصوصا أنه لم يحصل اتفاق نهائي حول مصطلح اللغة الأم وكل تعريف كان مصاحبا وجهة نظر إيديولوجية، ولذلك تشعب ونال أبحاثا كبيرة؛ خاصة عند الباحثين الغربيين، حيث أجروا دراسات مهمة بغية تحديدها بعدما أخذت تسميات: اللغة الأم، لغة المنشأ، اللغة الوطنية، اللغة الرسمية، اللغة القومية، اللغة الجهوية.

منهج البحث:

اعتمدنا في موضوع البحث والدراسة على المنهجيين الاستقرائي والتحليلي، وذلك من أجل الإلمام بجوانب الدراسة ومركباتها، والعمل على تحليلها بطريقة منسقة وممنهجة.

1-   اللغة الأم:

1-1-  مفهوم مصطلح اللغة الأم:

تقول الأستاذة (Louise Dabéne) هي تلك اللغة التي يتلقاها في المحيط المدرسي مهما تكن الوضعية الشرعية لتلك اللغة، والتي يعيش فيها المتعلم"([1])، فنرى الباحثة تؤكد شرطا أساسيا وهو أن تتلقى اللغة في الوسط المدرسي، ولا يكفي أن تكون شفاهية "تكون اللغة الأم تارة لهجة عربية وتارة عربية، وتارة لهجة بربرية، وهي في الحالتين معا لغة شفاهية، وقد كان الانتقال إلى الكتابة يتم باللغة الكلاسيكية")[2](. وما يقصد هنا باللغة الكلاسيكية هي اللغة الرسمية التي تعبر عبرها كل الأداءات اللغوية الأخرى.

إنّ اللغة الأم متعددة العناصر ومتشعبة الفروع، ولكنها تعني تلك اللغة التي تستعمل بشكل طبيعي من قبل جماعة لغوية، ويمكن أن تهذب في المدرسة، وهي لغة البلد والانتماء والهوية التي تمكننا من التحصين والمنعة من الاندماج والتلاشي في الثقافة الأجنبية، تحمل الجوهر اللغوي، والمفاهيم الإيديولوجية، باعتبارها اللغة الأصل قبل أن يختلط بها غيرها، وليست تلك اللغة التي يتعلمها المهاجر بعدما اكتسب لغته الأولى، وقد تكون في البلد أكثر من لغة أم، اللغة الأم هي المصدر، مثل الكتاب الأول الذي خططه صاحبه، وقد تكون ظاهرة أو مخفية، والمخفية يجب أن يظهر أثرها في التدريس، ويمكن تبسيط مستويات اللغة الأم التي تتحدد في اتجاهين هما:

الاتجاه الأول: اللغة العامة التي يتعلمها الفرد في البيت بهدف التواصل العادي وهي مكتسبة.

الاتجاه الثاني: اللغة العلمية والتكنولوجية ويتم تعلمها بشكل اختياري ووفق قرارات فردية وحكومية، وتعد زيادة في رأس المال البشري للفرد والمجتمع([3]).

وهكذا نجد تعريفات اللغة الأم متعددة وأحيانا متضاربة، ولكل تعريف نظرة خصوصية ونلاحظ أنّ كل التعريفات تؤكد الآتي:

- أن تكون لغة طبيعية ناطقة.

-  أن تتداول في الوسط العائلي أو المحيط أو المدرسة.

-  أن ينص دستور البلد على ترسيمها أو وطننتها.

-  أن يكون لها نظام خطي.

-  أن تدرس في المدرسة.

1-2- دور اللغة الأم في الوحدة والنهضة والتنمية والريادة:

عززت كلّ الشعوب مكانة لغتها الرسمية، وأنزلتها الدرجة العليا بين اللغات الوطنية واللغات الأجنبية؛ فنجد الفيتنام وفنلندة وهنغاريا ومالطا واليونان... عززت لغاتها الوطنية، وجعلت التعليم بها في جميع مراحله([4])، وفي كوريا الآن يجري التعليم بالكورية، وفيها تضخ أكثر من (100) قناة باللغة الكورية الفصيحة، ويجمعها قانون المحافظة على اللغة الكورية والعمل على ترقيتها، وكوريا الآن حققت رتبة السابعة والعشرين (27) في سلم التنمية البشرية، بالمقارنة مع (127) التي لم تبلغها كل الدول العربية، ولم يكن مبلغها ذلك باللغة الأجنبية بتاتا، وباكستان التي تستعمل اللغة الأوردية، وهي دولة صناعية نووية يحسب لها ألف حساب في النادي النووي، فهي متقدمة بلغتها لا باللغة الإنجليزية؛ لغة المستعمر القديم، وعند الألمان أنّ أفظع جريمة هو أن يتخلى الألماني عن لغته، ومعامل اللغة الألمانية أعلى من معامل كل المواد، والمتعلم الطالب الذي لم ينجح في مادة اللغة الألمانية يعيد السنة، كما لا تمنح الشهادة العلمية لضعيف في اللغة الألمانية، ولقد فعل الإندونيسيون فعلا ناجحا عندما استبعدوا لغة المستعمر (الهولندية) من التداول، وعادوا إلى لغة تجمعهم وهي (البهاسا) لغة أهل البلد، ونجحوا أيما نجاح في التنمية البشرية وبلغتهم الرسمية، وهي الآن من نمور آسيا العملاقة، وفي فرنسا؛ فإنّ الفرنسيين يعتبرون لغتهم الإسمنت الذي يجمعهم ويوحّد شتاتهم؛ ووضعوا للفرنسية الجامعة فقط -دون غيرها من اللهجات المحلية ولا من اللغات العالمية- قوانين صارمة جدا لدرجة أنهم فرضوا العقوبات على كل من تسوّل له نفسه المساس بها، بل هناك عقوبة تؤدي إلى السجن، وهذا نتيجة شغفهم الكبير بحب الفرنسية، وفي إسبانيا نجد اللغة القشتالية هي اللغة الرسمية التي يستعملها جميع أبناء الشعب الاسباني دون غيرها من اللغات الأخرى، وفي اليابان هذا البلد الذي يئن بكل جروحه، إلاّ نها لم تقبل المساس بما له علاقة باللغة فقبلت كل شروط الاستسلام من مثل "... تغيير الدستور، وحل الجيش ونزع السلاح... إلخ ما عدا شرط واحد لم تقبل به وهو التخلي عن لغتها القومية في التعليم، فكانت اللغة اليابانية منطلق نهضتها العلمية والصناعية"([5]).

وفي تركيا نجد الأتراك يعتزون بلغتهم أيما اعتزاز، ولا يهتمون باللغات الأجنبية، فمن الصعوبة أن تجد مترجمأ يتقن اللغات حتى في الأماكن السياحية التي يفترض وجودهم فيها بالقوة، ويتركون السائح يتعلم لغتهم، وهذا ما يتجسد في جاليتهم التي تقرب إلى ثلاثة (3) ملايين تركي، فهم لا يتقنون الألمانية بقوة، ويدرسون لغتهم في المهجر، بل يدفعون أموالا كبيرة إلى مدرسي اللغة التركية، وهمّهم في كل ذلك مسألة سيادة اللغة التركية بين أولادهم وهم في المهجر، وهي وسيلتهم للاندماج في المجتمع التركي في لاحق من حياتهم، بل هي بلدهم (تركيا) وبيتهم في المهجر، وهم بذلك يجسدون مقولة فوسلر (Vossler) القائلة:"من حرم وطنه على الأرض فله في لغته القومية وطن روحي يؤويه"، و"إن كبار العلماء الغربيين والذين يتقنون اللغات الأجنبية لا يكتبون بها بل يكتبون بلغاتهم الأم؛ حيث يضيفون العلوم إلى لغاتهم عن طريق الترجمة من تلك اللغات التي يتقنونها، فهم لا يريدون الانتقال إلى تلك اللغات، بل ينقلون العلم إلى لغاتهم وهذه سنتهم منذ أن فهموا دور اللغة القومية في التنمية البشرية"([6]).

وفي سويسرا هذا البلد الذي ينص دستورها على وجود أربع لغات وطنية هي: الإيطالية، الفرنسية، الألمانية الرومانشية (Romanche) بينما اللغات الرسمية الثلاث هي: الإيطالية، الفرنسية والألمانية، أما الرومانشية فباعتبارها لغة وطنية، وذلك منذ عام 1938، فإن لها قانونية حق التواجد في الجهة التي يتحدث فيها بها، وهي بذلك تحظى بالدعم المالي الجهوي، لكنها غير معترف بها كلغة رسمية، وبالتالي لا مكان لها في الهيئات الكونفدرالية؛ لذلك فهي في تراجع مستمر أمام زحف اللغة الألمانية، ومهما يكن من أمر يبقى الشكل الأمثل هو أن تكون اللغة الوطنية هي ذاتها الرسمية، لأنها بذلك تكون الوسيلة الأولى للتفكير والتعبير والمخاطبة، في كل مناحي الحياة، كما أنها تعمل على دعم الوحدة الوطنية وتوحيد التواصل والتفكير بين أبناء الشعب الواحد ومثال سويسرا أكبر دليل على أن تعدد اللغات يؤدي إلى الضعف، فهي كما سلف ذكره، ثلاثية اللغة، بها امتزاج أجناس، كل واحد متعصب في الحفاظ على قوميته ولغته، لذلك لم تستطع سويسرا على صغرها أن تكون لها شخصية مستقلة في ثقافتها بل حتى في كيانها السياسي والاقتصادي، لذلك فهي تعيش على امتزاج ثقافي بين اللغات الثلاث، وعلى تنوع في الانتماء بين الدول الأربعة المجاورة (فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، النمسا) على اقتصاد مصطنع باستثمار أموال الآخرين وعلى حياد سلبي في السياسة([7]).

وأما طائفة البلدان التي قوتها الوحدة اللغوية فنجد الولايات المتحدة الأمريكية، فالأعراق فيها كثيرة جدا، وهذا معناه كثرة اللغات، ولكن لم يكن ذلك مدعاة للصراع والتمزق، بل ترك الجميع هذه الأفكار جانبا، وتبنوا اللغة الإنجليزية، ثم انصرفوا إلى تطوير بلدهم، فأسّسوا هذه القوة الاقتصادية والعسكرية التي يحسب لها العالم بأسره ألف حساب، وهذا الأمر أدركته بعض العقول المفكرة - في أوروبا، وفي هذا يقول كلود هجاج (Claude Hagege) "الكثير من العقول المفكرة في أوروبا ينتابها الحنين إلى لغة مشتركة، تكون أوروبية قادرة على إرضاء الجميع رغم الحواجز التي ترفعها اللغة" بمعنى أنّ استعمال اللغة يتجاوز الحدود الوطنية لأنها ستكون لغة مشتركة لكل الأوروبيين([8])، والأمل الذي يعيش عليه هؤلاء هو أن يروا أوربا واقفة كتلة واحدة في وجه أمريكا، والخطوة الأولى لتحقيق هذا الغرض هو توحيد اللغة.

1-3- تعليم اللّغة الأم:

تؤكد الأبحاث العلمية بأنّ المتعلم أكثر استيعابا بلغته من أي لغة أخرى، وأنّ الفهم كل الفهم يستحسن أن يتم بلغته، لا بلغة أجنبية، كما أنّ اِمتلاك لغة أساسية يعني اِمتلاك رأس المال الذي من ورائه المنطلق، ولكن يمكن أن يتم كذلك بلغات أخرى إذا تم تعلمها بصورة متقنة، ومع ذلك فإن تعلم اللغة الأم كاف لبلوغ أهداف النفاذ إلى المعلومات بلغة أخرى، باعتبار اللغات يحكمها منطق واحد، وهناك رأي عند اللسانيين التطبيقيين يقول بأن تعلم لغة ثانية لا يختلف جذريا عن تعلم لغة أولى، لأنه يكون قد استضمر نسقا أوليا، وبه يمكن تعلم اللغة الثانية، ولكي يفلح بصورة جيدة لابد من التأكيد على الانغماس اللغوي في البيت أو الروض أو المدرسة، فالوسط أساسه الشركاء في الاتصال، ولذا يؤكد علماء النفس ضرورة تعليم اللغة الأم أولا وإدراك بنيتها النسقية التي يحسن استثمارها للتحكم في المنطق اللغوي، ثم يأتي تعلم اللغات الأجنبية، وهكذا تعمل كل الأمم على تعلم اللغة الأم سواء كانت رسمية أم غير رسمية لأنها تحمل سجلا محفوظا في الذاكرة، وهذا السجل يحتوي الألفاظ المتفق عليها في المحيط والعبارات المتداولة والتراكيب المقننة التي يتحكم فيها كل فرد من أفراد الجماعة الناطقة بذات اللغة "هذا السجل المحفوظ تراث مكتسب بعد الولادة مأخوذ بواسطة الشخص الحاضن للطفل والملازم له طيلة الأعوام الثلاثة الأولى من عمره، سواء كان الحاضن أما أو شخصا آخر من نفس الجماعة التي ولد فيها الطفل أو من أية جماعة بشرية أخرى"([9])، وهكذا ما كان يجب أن يضيع هذا المخزون، بل تعمل المدرسة على شحذه بآليات التعليم التي بواسطتها يكتسب المتعلم ملفوظات جديدة، كما يعمل على تحديد العلاقة بين تطور الفكر والتطور اللغوي، فالمدرسة تعطي أكبر الحظوظ الذهنية والمادية والاتصالية لإنجاح اكتساب اللغة الأم، باعتماد العوامل التي تساعد على نشرها، وهي:

-  العوامل الدينية.

-  العوامل الحضارية.

-  العوامل الإلزامية.

-  كثرة المتحدثين بها([10]).

إن تعلم اللغة الأم لازمة وضرورة اجتماعية، وهي عنصر من عناصره، وأداة فعالة من أدوات تطوره ورقيه، فتحصل عن طريقها دينامية التحصيل اللغوي والتي حددها الأستاذ عباس الصوري فيما يلي:

-  مبدأ التوسع.

-  مبدأ التقليص.

-  مبدأ التداخل.

-  مبدأ التهجين([11]).

ومن هنا فإنه لا يمكن أن نعد بأنّ اللغة الوطنية لا تتطور، ولا يجني المتعلم منها فائدة، علما أن الاكتساب اللغوي يرتبط بالتطور الذهني للطفل، والذهن يتطور باللغة الأم أكثر من غيرها من اللغات، وهي التي تزوده بالمفاتيح الأولى التي تمكنه الاستجابة لكل المتغيرات ولكل جديد، وهكذا يقع على اللغة الأم أساس تحصيل العلم إلى جانب تحصين الهوية والانتماء.

تتم عملية تعلم اللغة من الوسط وبطريقة آلية؛ حيث يأخذ المتعلم الألفاظ والبنى اللغوية البسيطة بعفوية قبل أن يضبط المفاهيم أو التصورات الدقيقة، مما جعل البعض يعيد النظر في مصطلح اللغة الأم بمعنى اللغة التي يسمعها عن أمه، ويطلق عليها معجم علوم التربية ومصطلحات الديداكتيك اسم: لغة المنشأ - لغة الأمومة، ويحددها كما يلي: "النظام اللغوي الذي يكتسبه الطفل في مجموعته اللغوية ويستبطن قواعده ويوظفه لإنتاج جمل بفضل قدراته اللغوية، فالطفل من خلال تفاعله مع جماعته اللغوية، يبني نظاما مجردا (نحو) يمكنه من معالجة الملفوظات وإنتاجها... ويفيد هذا المعطى على مستوى ديداكتيكي، إنّ تعليم اللغة الأم يستند إلى قدرات المتعلم المكتسبة لكي يجعله يكتشف معطيات جديدة مما يعني أن بناء ديداكتيك اللغة الأم قائم على معطيات لسانية وسيكولوجية... ومرتكز على المقومات التالية:

- ربط استعمال الأشكال اللغوية بالنوايا التواصلية بدل الاقتصار على جمل مجزأة تردد آليا.

-  ملاحظة الكيفية التي يتواصل بها الطفل مع محيطها"([12]).

وهكذا فإن الطفل عصامي في اكتسابه الأول للغة؛ لأنّ له من الطاقة ودقة الملاحظة وحب المحاكاة ما يغنيه عن التلقين بواسطة أمه أو معلم مباشر، فيتفق علماء النفس على أن الطفل ما إن يدخل عامه الثالث إلا ويكون قد اطلع على خصائص اللغة الأولى وبنياتها الأساسية ومخارج حروفها دون تلقين خارجي وبذلك المخزون يتواصل لقضاء حاجاته الآنية البسيطة، ثم ينحو ذلك الرصيد من بيئته الكبرى، وهو ما يوظف في البيت والشارع والمدرسة.

2- تخطيط السياسة اللغوية:

2-1-       التخطيط اللغوي:

إنّ أقل الناس اِهتماما بالدراسات اللسانية الاجتماعية يدرك لا محالة أنّ التخطيط اللغوي (Planification linguistique) أو السياسة اللغوية (Politique linguistique) أو التهيئة اللغوية (Aménagement linguistique) هي في كل الأحوال أنشطة مؤسسية موجهة وممنهجة من أجل إعادة تنظيم عناصر النسق اللساني في المجتمع اللغوي المعين، وفي فترة زمنية محددة لتحقيق أهداف شاملة مهيأة سلفا وفق خطة ذات معالم واضحة([13]).

وظهر مصطلح التخطيط اللساني (اللغوي) (Planification linguistique) أول ما ظهر على يد ((Einer Haugen([14]) عام 1959 في مقال له حول التقييس اللغوي في النرويج([15]) (التخطيط للغة قياسية في النرويج الحديث)، أصل المصطلح (التخطيط اللغوي) في اللغة الإنجليزية:(Language planning) ثم ترجم إلى اللغة الفرنسية بمكافئ:Planification Linguistique)) كان يقصد به آنذاك: طريقة التدخل في تنظيم البنية اللسانية (Structure linguistique) وتقييسها (Standardisation).

وتوسع المفهوم في نهاية الستينيات وأخذ منحى آخر ليشمل كل تدخل ممنهج يسمح بإيجاد حلول ناجعة للمشاكل الناتجة عن الوضع السوسيو لساني (Socio-linguistique) لمجتمع لغوي معين، تحدد هذا المفهوم الجديد الموسع على يد كل من: Junudd, Fishman, Rebin, Das Gupta)) وهي المجموعة نفسها من الباحثين التي استخدمت مصطلح: السياسة اللغوية Politique linguistique)).

وظل المصطلحان، التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية، سائدین وشائعين بين أهل الاختصاص، لكن في السبعينات ظهر مصطلح آخر في كندا في إقليم الكيبك (Quebec) هو مصطلح: التهيئة اللسانية (Amenagement linguistique)، كان الانصراف إلى هذا المصطلح الجديد بإيحاء منJean Claude Corbeil) )([16]( أثناء مشاركته في صياغة ميثاق اللغة الفرنسية في إقليم الكيبك سنة 1977([17]) وترتبط هذه المصطلحات كلها بالتنمية الشاملة بكل مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع المتعدد الثقافات واللغات على وجه الخصوص، من أجل إيجاد الوسائط الفاعلة لنقل المعرفة وتحويل المعلومات، والحرص الشديد على تحديث هذه الوسائط باستمرار، وتحيينها، وتفعيلها لتعزيز النظام التواصلي بين أفراد المجتمع([18]).

2-2-      السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي:

إنّ السياسات اللغوية أضحت مرتكزا أساسا في الأنظمة الدولية، فكل دول العالم تتبنى سياسات لغوية حسب الخصوصيات المحلية للوضع السوسيو لساني للمجتمعات، قد تكون هذه السياسات معلنة أو غير معلنة، كما نجد ذلك في أمريكا، فهي لا تعلن عن سياستها اللغوية القائمة أساسا على تفضيل لغة الأغلبية فهي لغة الدولة المحلية الرسمية التي تستخدم في المؤسسات الرسمية والإدارات العمومية.

وهناك عاملان للسياسة اللغوية إزاء الوضع الاجتماعي المتعدد اللغات والثقافات:

العامل الأول: عامل المكان: تقوم السياسة اللغوية على علاقة اللغة بالمكان وتوزيعها حسب الأقاليم التي تكوّن جغرافية الدولة، فلكل إقليم لغته وثقافته، وتعتمد السياسة اللغوية في هذه الحالة على نتائج دراسات علم الاجتماع اللساني Sociolinguistique)) واللسانيات الجغرافية، نجد هذه السياسة اللغوية معتمدة في سويسرا وكندا وبلجيكا.

العامل الثاني: عامل الحرية الفردية: تعتمد السياسة اللغوية على مبدأ الحريات الفردية، حيث تقر الدولة بتعدد اللغات الرسمية التي تستخدم بالتساوي في مؤسسات الدولة، وللمواطن الحق في استخدام اللغة التي تناسبه، فالاستعمال اللغوي في هذه الحالة هو اختيار حر من عدة أنساق لغوية متاحة يلجأ إليه المتكلم([19]).

ويتبدى التخطيط اللغوي في مظاهر وإجراءات متعددة منها:

-     التنقية اللغوية: تصفية النظام اللغوي من العناصر اللغوية الدخيلة، ونجد هذا الإجراء في التجربة التركية عندما أقدم مصطفى كمال أتاتورك )1881-1938(، عام (1927) في إطار سياسة التتريك([20]) على تغيير نظام الكتابة في اللغة التركية، والانتقال من الكتابة العربية إلى الكتابة اللاتينية، وتصفية الرصيد المعجمي التركي من المداخل اللغوية العربية والفارسية، فالتخطيط ههنا إجراء لساني بقرار سياسي.

-      ترقية اللغة أو الإصلاح اللغوي: ومن أمثلة هذا الإجراء ترقية لغة بذاتها من بين مئات اللهجات أو اللغات المستعملة في مجتمع معين، كما حدث ذلك في تنزانيا بترقية اللغة السواحلية لتصبح لغة وطنية، والحالة نفسها تلاحظ في ترقية اللغة الماليزية لتحل محل لغة المستعمر في أرخبيل أندونيسيا، وهي اللغة التي تم اختيارها من بين (200) لهجة مستعملة في جزر أندونيسيا.

-      إحياء اللغات الميتة: أحسن مثال على هذا الإجراء هو إحياء اللغة العبرية التي كانت لغة مهجورة في إطار مشروع حضاري، لساني بقرار سياسي معزز بتخطيط مؤسسي تقوده الأكاديمية العبرية، يهدف إلى تقييس اللغة العبرية وتحديثها.

-      إحلال اللغات الوطنية محل اللغات الأجنبية في التعليم: وهو الإجراء الغالب خاصة لدى الدول التي تحررت من الهيمنة الأجنبية، منها تجربة الجزائر في التعريب.

-      تحديث المفردات: اعتُمد هذا الإجراء في سويسرا في إطار تنمية اللغة بإشراف مؤسسة أكاديمية في (مركز المصطلحات التقنية)، يهدف هذا الإجراء إلى تكوين رصيد أو ذخيرة لغوية وتحديثها باستمرار ونشرها وتعميم استعمالها.

-      الدفاع عن منزلة لغة ما: ويتم هذا الإجراء في إطار المنافسة بين اللغات، إن لم نقل الصراع، وهو الوضع الحالي الذي تعيشه اللغات العالمية السائدة بفعل القوة الاقتصادية كالإنجليزية والفرنسية وغيرها من اللغات الأوروبية أو بعدد الناطقين بها كالإسبانية والبرتغالية والصينية والعربية([21]).

2-3-      السياسة اللغوية والتهيئة اللسانية:

السياسة اللغوية ((Politique linguistique أو التهيئة اللغوية (Aménagement linguistique) هي كل سياسة تعتمدها الدولة الوطنية، أو أي منظمة إقليمية، أو دولية بشأن لغة معينة، أو مجموعة من اللغات المستعملة الخاضعة لسياستها من أجل تغيير وضع لغوي نحو الأفضل، أو من أجل تحقيق أهداف سياسية معينة، تقوم السياسة اللغوية على الإجراءات الآتية:

- القيام بدراسات تشخيصية ماسحة للوضع اللغوي في المجتمع المعين.

-  وضع تصورات ومبادئ التهيئة اللغوية بناء على معطيات الدراسة التشخيصية.

-  اتخاذ القرار (المؤسسات التشريعية والتنفيذية للدولة، أو المنظمة الإقليمية أو الدولية).

-  تنفيذ خطة التهيئة اللغوية باعتماد الوسائل المتاحة والمعدة سلفا.

-  التقويم المستمر للإنجازات المحققة([22]).

السياسة اللغوية حينئذ هي مجموعة من القرارات تتخذ على مستوى سلطة محلية، أو منظمة إقليمية أو دولية، بناء على وضع لغوي معين من أجل الحفاظ عليه، أو تغييره ليتماشى مع المشروع النهضوي للمجتمع.

ونشير هنا إلى أنّ مصطلح السياسة اللغوية، والتخطيط اللغوي قد يتداخلان أحيانا لدى بعض الباحثين في ميدان الدراسات الاجتماعية اللسانية، إلى درجة توهّم بأنهما مترادفان، ولذلك انبرى بعضهم يبحث عن الفرق بين المصطلحين ويؤسس للحد بينهما، يقول لويس كالفي([23]) في هذا السياق: " نحن نعتبر السياسة هي مجمل الخيارات الواعية المتخذة في مجال العلاقات بين اللغة والحياة الاجتماعية، وبالتحديد بين اللغة والحياة في الوطن"([24]).

أما التخطيط فهو الجانب العملي التنفيذي للسياسة اللغوية، وقد أومأ إلى ذلك لويس كالفي:" التخطيط اللغوي هو البحث عن الوسائل الضرورية لتطبيق سياسة لغوية، وعن وضع هذه الوسائل موضع التنفيذ([25]) بحكم أنّ التخطيط في دلالته الاصطلاحية العامة هو ركن من أركان المؤسسة وصناعة الأفكار فيها، فهو يحدد الأهداف، ويضع السياسات، وطرق العمل، وإجراءات التنفيذ، والتنبؤ الجيد لتقليل الأخطاء، وتحديد الزمن والميزانية"([26]) فإذا هو إجراء مؤسسي ناتج عن وجود مشكلة لسانية مرتبطة بالوضع السوسيولساني أو الثقافي في المجتمع المعين.

وتأسيسا على هذا التصور فإنّ أيّ سياسة لغوية لا يمكن لها أن تحقق أهدافها إلا عن طريق التخطيط الاستراتيجي، والمقصود به توفير الوسائل الكفيلة بتطبيق هذه السياسة أو تلك وتنفيذها، لذلك يمثل التخطيط اللغوي إجابة منظمة ومنهجية تستند في آن واحد إلى تصور سياسي وإلى إطار نظري علمي([27]).

وفي كل الأحوال فإنّ السياسة اللغوية بوصفها تصورا شموليا لوضع لغوي معين والتخطيط اللغوي بوصفه إجراء تنفيذيا للتصور السياسي في الواقع اللغوي الفعلي، يعكسان في أصفى صورة لهما تدخل الإنسان في توجيه الأنظمة اللغوية وإدارتها، وفق خطة مؤسسة ذات معالم واضحة، وهذا التدخل كان مألوفا منذ القدم، ونشير هنا إلى العمل الذي قام به شارل كوينت ( Charles Quint1500-1558) الذي قرر في سنة 1550 أن يجعل اللغة الإسبانية تحل محل لغة الهنود الأمريكيين بتصور سلسلة من المراحل المتميزة لهذا النوع من التدخل([28]).

المراحل كما تصورها مشروع شارل كوينت:

-  مرحلة التفكير في المشكلة اللغوية وتحليل الوضع: كان هذا الأمر محددا بمسألة دينية: هل يمكن تدريس تعاليم الدين المسيحي بلغة الأيمارا([29]) أو بلغة الكيشوا؟([30]).

-  مرحلة اتخاذ القرار في هذا المثال: استخدام اللغة الإسبانية لتمسيح الهنود.

-  مرحلة التطبيق، أو وضع القرارات موضع التنفيذ التي يفترض أنها اقتضت تعليم اللغة الإسبانية قبل تعليم الدين المسيحي بهذه اللغة.

يتبدى لنا حينئذ أن قرار شارل كوينت يشكل خيارا في السياسة اللغوية وأما احتمال وضعه موضع التنفيذ على الساحة الأمريكية الجنوبية فيشكل تخطيطا لغويا.

خاتمة:

نخلص في موضوع البحث والدراسة "اللغة الأم وتخطيط السياسة اللغوية" إلى مجموعة من النتائج نجملها فيما يلي:

-     إنّ الأمر الذي لا يمارى فيه ولا يرد هو أنّ المقومات اللغوية في كيان الأمة تعد رافدا لأيّ حركة نهضوية في المجتمع، مهما كانت التركيبة البشرية لهذا المجتمع، ولا يمكن لأيّ مجتمع أن يحقق أهدافه الإستراتيجية على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي بمعزل عن لغته الأم؛ لأنّ نهضة الأمم عبر تاريخ الإنسانية الطويل رافقتها نهضة لغوية.

-      يمكن للغة الأم أن تكون لغة عالمة ذات بعد عالمي، وأن تسهم في التنمية، وأن تضطلع بدورها تضطلع بدورها الحضاري والاقتصادي في الآن نفسه، وإنّ المشكلة لا تمكن فيها بقدر ما تكمن في أبنائها ومدى اعتزازهم وإيمانهم بها واستعدادهم للارتقاء بها في جميع المجالات التنموية.

-      إنّ المتغيرات السريعة التي يشهدها العالم على المستوى اللغوي والإعلامي والثقافي بشكل عام تستدعي إيجاد نظام مؤسسي فعال يمكن له أن ينهض باللغة الأم للأمة والمجتمع وينتقل بها من المحلية إلى العالمية وذلك بتشخيص الواقع اللغوي الراهن بموضوعية كاملة بما يتناسب وهوية المجتمع واِستثمار إنجازات المؤسسات اللغوية الرائدة في مجال الخطط الاستراتيجية والتهيئة اللغوية العالمية.

 


 

المصادر والمراجع

أثر اللغة العلمية والتكنولوجية في النمو الاقتصادي العربي، محمد مراياتي، مجلة أسئلة اللغة، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، الرباط، المغرب، 2022 م.

الإدارة من وجهة نظر المنظمة، محي الدين الأزهري، دار الفكر العربي، القاهرة، 1979م.

ترقية اللغة العربية بين التخطيط الإستراتيجي والاستثمار المؤسسي، أحمد حساني، منشورات المؤتمر الدولي الثالث للغة العربية بعنوان: الاستثمار في اللغة العربية ومستقبلها الوطني والعربي والدولي، دبي 7-10 ماي 2014 م.

حرب اللغات والسياسات اللغوية، لويس جان كالفي، ترجمة: حسن حمزة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2008 م.

السن المناسب لتعليم اللغات الأجنبية، إبراهيم عبد العزيز أبو حميد، مجلة الدراسات اللغوية، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، السعودية، المجلد 2، العدد 3.

في التربية اللغوية وأنماط التواصل، أحمد الوالي العلمي، مطبعة فضالة، ط1، المغرب، 2001 م.

في بيداغوجية اللغة العربية، عباس الصوري، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، 1998 م.

اللغة العربية وتحديات العصر، محمود أحمد السيد، وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق، سوريا، 2008 م.

اللغة والسلطة والمجتمع في المغرب الكبير، جولبير غرانغيوم، ترجمة: محمد أسليم، دار الفاربي للنشر، مكناس، المغرب، 1995م.

مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة، الحلقة الثالثة: السياسة اللغوية القومية/ اللغة العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 2010 م.

معجم علوم التربية مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك، عبد العزيز الفاربي وآخرون، سلسلة علوم التربية، دار الخطابي للنشر، الرباط، المغرب، العدد 9/10 م.

من اللغة إلى الفكر، عبد الكريم غلاب، مطبعة النجاح الجديدة، ط1، المغرب، 1993.

يزع بالحاكم ما لا يزع بالعالم، بلعيد صالح، دار هومة، الجزائر، 2010 م.

Aménagement/ Politique linguistique, Jean Michel Eloy, Mots, V 52, No 52, 1997.

L'aménagement linguistique au Québec: enjeux et devenir, LOUBIER, Christiane, coll "Langues et sociétés", Montréal, Office de langue française, 1994.

La planification d'une langue standard en Norvège modern/ Planning for a Standard Language in Modern Norway, Einer Haugen, Anthropological Linguistics, 1/3.

Planification et politique linguistique dans certains pays sélectionnés d'Afrique de l'ouest, Rakissouiligri Mathieu, UNISCO, Addis Abeba, 2002.

Repères sociolinguistiques pour 1enseignement des langues, Louise Dabène, Hachette livre, Paris, 1994.

Terminologie et aménagement des langues Langages, Louis Jean Rousseau, V 39, No 157, 2005


.



([1]) Repères sociolinguistiques pour 1enseignement des langues, p45.

([2]) اللغة والسلطة والمجتمع في المغرب الكبير: 78.

([3]) أثر اللغة العلمية والتكنولوجية في النمو الاقتصادي العربي: 19.

([4]) ينظر: يزع بالحاكم مالا يزع بالعالم: 24-27.

([5]) اللغة العربية وتحديات العصر: 169-170.

([6]) ينظر: يزع بالحاكم مالا يزع بالعالم: 27.

([7]) من اللغة إلى الفكر: 23.

([8]) ينظر: يزع بالحاكم ما لا يزع بالعالم: 27.

([9]) في التربية اللغوية وأنماط التواصل: 6.

([10]) السن المناسب لتعليم اللغات الأجنبية، مج 2، ع 3: 209.

([11]) في بيداغوجية اللغة العربية: 18-19.

([12]) معجم علوم التربية مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك، ع 9/10.

([13]) Planification et politique linguistique dans certains pays sélectionnés d'Afrique de l'ouest, p4.

وينظر: ترقية اللغة العربية بين التخطيط الإستراتيجي والاستثمار المؤسسي: 5.

([14]) Einer Haugen 1906-1994 باحث لساني اجتماعي من أصول ترويجية، أستاذ في جامعة Harvard الأمريكية، مهتم بالوضع السوسيو لساني النرويجي، ينسب إليه وضع مصطلح التخطيط اللغوي ابتداء من عام 1959 في دراسة له موسومة بـ:

 ([15])La planification d'une langue standard en Norvège modern /Planning for a Standard Language in Modern Norway, 1/3, 8-21.

([16]) Jean Claude Corbeil ولد سنة 1932 في (Montréal) في كندا، أستاذ وباحث لساني في منطقة Quebec الكيبك (كندا).

([17])  Voir: L'aménagement linguistique au Québec: enjeux et devenir, p27.

([18]) Voir: Terminologie et aménagement des langues Langages, p2.

([19]) Voir: L'aménagement linguistique au Québec: enjeux et devenir, p28.

([20]) تغييرات أتاتورك في المجتمع التركی (Atatürk Devrimleri) كانت سلسلة من عدة تغييرات في المجالات السياسية، القانونية الثقافية، الاجتماعية والاقتصادية شهدها المجتمع التركي خلال فترة حكم مصطفى كمال أتاتورك ما بين 1923 وحتى وفاته عام 1938م، في 1 نوفمبر 1928 قدمت الأبجدية التركية الجديدة من قبل لجنة اللغة بمبادرة من أتاتورك، لتحل محل المستخدمة سابقا (الكتابة العربية والفارسية)، وكان اعتماد الأبجدية اللاتينية وتنقية الكلمات المستعارة الأجنبية جزءا من برنامج التحديث الذي قام به مصطفی کمال.

([21]) ينظر: ترقية اللغة العربية بين التخطيط الإستراتيجي والاستثمار المؤسسي: 8.

([22]) Voir: Aménagement/ Politique linguistique, p8.

([23]) لويس جون كالفي (Louis Jean Calvet) من مواليد 1942 بمدينة بنزرت (تونس)، مهتم بالدراسات الاجتماعية. اللسانية، من أهم مؤلفاته: حرب اللغات والسياسات اللغوية:

La guerre des langues etles politiques linguistiques (2005).

 ([24]) حرب اللغات والسياسات اللغوية: 221.

([25]) حرب اللغات والسياسات اللغوية: 221.

([26]) ينظر: الإدارة من وجهة نظر المنظمة: 171

([27]) ينظر: مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة، ح 3: السياسة اللغوية القومية/ اللغة العربية: 25.

([28]) حرب اللغات والسياسات اللغوية: 221.

([29]) لغة أيمارا (Aymara) هي لغة تنتمي إلى مجموعة اللغات الأيمارية، وهي من لغات الأمريكيين الأصليين التي ما زال يتحدثها أكثر من مليون نسمة تعد الأيمارا لغة رسمية في كل من بيرو وبوليفيا إلى جانب كل من الإسبانية والكيشوا، كما يتحدثها - بدرجة أقل - بعض سكان تشيلي وشمال غرب الأرجنتين.

([30]) كيشوا (Qhichwa) هي عائلة لغوية نشأت في وسط جبال الأنديز التي تمتد عبر الجزء الغربي من أمريكا الجنوبية.