الألفاظ الدالة على الكيانات الجامدة في لغة الصحابة دراسة دلالية

 

د. أحمد محمود زكريا توفيق

جامعة حران، تركيا

البريد الإلكتروني: Dr.ah.zak@gmail.com

معرف (أوركيد): 0000-0001-5900-2949

 

بحث أصيل

الاستلام: 15-2-2024

القبول: 15-4-2024

النشر: 30-4-2024

 

 

الملخص:

تتناول هذه المقالة الألفاظ الدالة على الكيانات الجامدة في لغة الصحابة، رضوان الله عليهم، بالدرس الدلالي، تم استلال هذا البحث من رسالة الدكتوراه الخاصة بالباحث، "لغة الصحابة: معجم ودراسة دلالية"، يقوم البحث على مشكلة أساسية تتعلق بفهم كيفية تأثير البيئة الطبيعية على تطور اللغة وتشكيل مفاهيمها لدى الصحابة. يهدف البحث إلى تحليل الألفاظ المرتبطة بالسماء، والأرض، والمواد الطبيعية، والكيانات المصنعة، لتقديم رؤى حول تفاعل هذه الألفاظ مع البيئة المحيطة وكيفية انعكاسها في التصورات الثقافية،  استند الباحث في دراسته إلى نظرية الحقول الدلالية حيث قام بتصنيف هذه الألفاظ إلى مجموعات ذات معنى مشترك، وتشكل حقلًا دلاليًا واحدًا، ثم شرع في تحليلها دلاليا مستعينا بالنظرية السياقية، حيث يركز البحث على فهم المعاني التي تحملها هذه الألفاظ وكيفية تغير دلالتها بناءً على السياق الذي وردت فيه، كما تطرق البحث الدلالي إلى كيفية ارتباط بعض الكلمات عبر سمات دلالية معينة تميزها عن غيرها، يبدأ البحث بمقدمة، ثم يعرض تصنيف الألفاظ والتحليل الدلالي، وينتهي بخاتمة تلخص النتائج.

الكلمات المفتاحية:

اللغة العربية وآدابها، علم اللغة، الحقول الدلالية، لغة الصحابة، الكيانات الجامدة.

 


للاستشهاد/ :Atif İçin / For Citation توفيق، أحمد محمود زكريا. (2024). الألفاظ الدالة على الكيانات الجامدة في لغة الصحابة دراسة دلالية. ضاد مجلة لسانيات العربية وآدابها. مج5، ع9، 85- 117 https://www.daadjournal.com/ /

     * هذا البحث جزء من رسالة دكتوراه بعنوان: "لغة الصحابة رضي الله عنهم، معجم ودراسة صرفية دلالية" نوقشت في جامعة المنصورة، سنة 2013م.

 

Words Indicating Inanimate Entities in the Language of the Companions: A Semantic Study

AHMED MAHMOUD ZAKARIA TAWFIK

Assistant Professor, Harran University, Turkey

E-mail:  Dr.ah.zak@gmail.com

 Orcid ID: 0000-0001-5900-2949

 

Published: 30.04.2024

Accepted: 15.04.0000

Received: 15.02.2024

Research Article

 

Abstract:

This article examines the words denoting inanimate entities in the language of the Companions, may Allah be pleased with them, through semantic analysis. This research is derived from the author's doctoral thesis, "The Language of the Companions: A Lexicon and Semantic Study." The study addresses a fundamental issue related to understanding how the natural environment influenced the development of language and the formation of concepts among the Companions. The aim of the research is to analyze terms related to the sky, earth, natural materials, and manufactured entities to provide insights into how these words interact with their surrounding environment and how they reflect cultural perceptions. The researcher based the study on semantic field theory, classifying these words into groups with a shared meaning that forms a single semantic field. The study then proceeds with a semantic analysis using contextual theory, focusing on understanding the meanings carried by these words and how their connotations change based on the context in which they appear. The semantic analysis also explores how some words are connected through specific semantic features that distinguish them from others. The research begins with an introduction, then presents the classification of terms and semantic analysis, and concludes with a summary of the findings.

Keywords:

Arabic Language and Literature, Linguistics, Semantic Fields, Language of the Companions, Inanimate Entities.

 


 

تقديم:

 في سياق البحث العلمي المستمر والمتطور، تبرز أهمية تحليل وتقديم النتائج البحثية بشكل يمكن من خلاله توسيع نطاق المعرفة وإثراء النقاش الأكاديمي، تأتي هذه المقالة كجزء مستل من رسالة الدكتوراه الخاصة بالباحث والمعنونة بـ[لغة الصحابة: معجم ودراسة صرفية دلالية]، حيث تركز على التحليل الدلالي لـ [الألفاظ الدالة على الكيانات الجامدة] التي تشكل جزءًا أساسيًا من الدراسة الأصلية، ونأمل من خلال هذا الاستلال، في تعزيز الفهم الأعمق لموضوع الدراسة، وتوفير منظور جديد يمكن أن يسهم في تطوير الأبحاث المستقبلية.

تعد دراسة دلالات الألفاظ في لغة الصحابة من الدراسات اللغوية ذات الأهمية الكبرى، إذ تعكس هذه الألفاظ روح العصر وفهم الصحابة لمعاني الأشياء من حولهم، تسلط هذه المقالة الضوء على الألفاظ الدالة على الكيانات الجامدة في لغة الصحابة، حيث سعى الباحث إلى تصنيف هذه الألفاظ وفق نظرية الحقول الدلالية ومن ثم تحليلها باستخدام نظرية السياق، تستند هذه الدراسة إلى البحث في التحولات الدلالية التي تطرأ على الألفاظ بناءً على السياق، وذلك لفهم كيفية إدراك الصحابة للعالم من حولهم.

أهداف البحث:

1.    تصنيف الألفاظ الدالة على الكيانات الجامدة في لغة الصحابة وفق نظرية الحقول الدلالية.

2.    تحليل هذه الألفاظ باستخدام نظرية السمات التكوينية المميزة لكل كلمة.

3.    بيان دلالات هذه الألفاظ ضمن السياقات المختلفة التي وردت فيها.

دوافع البحث وأهميته: دراسة لغة الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ممثلة في خطبهم التي وردت في "جمهرة خطب العرب"، إذ يساهم البحث في إثراء الدراسات اللغوية والدلالية المتعلقة بلغة الصحابة، وفي الوقت نفسه يقدم نموذجًا لفهم كيفية تطور الدلالات اللغوية وتأثرها بالسياقات الاجتماعية والثقافية.

إشكالية البحث: تكمن الإشكالية في كيفية تصنيف وتحليل الألفاظ الدالة على الكيانات الجامدة في لغة الصحابة، وفي تحديد المعاني التي تحملها هذه الألفاظ بناءً على السياقات التي وردت فيها.

فرضيات البحث:

هناك ارتباط وثيق بين الألفاظ الدالة على الكيانات الجامدة والسياقات التي ترد فيها في لغة الصحابة.

يمكن استخدام نظرية الحقول الدلالية ونظرية السمات التكوينية لفهم التحولات الدلالية لهذه الألفاظ.

أسئلة البحث:

·    كيف يمكن تصنيف الألفاظ الدالة على الكيانات الجامدة في لغة الصحابة؟

·    ما هي السمات التكوينية المميزة لكل لفظ وما دلالتها؟

·    كيف تؤثر السياقات المختلفة في دلالات هذه الألفاظ؟

المنهج العلمي المستخدم: تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، قدم البحث تصنيفًا دقيقًا للكلمات ضمن مجموعات دلالية مختلفة، مما أتاح فحص العلاقات بين هذه الألفاظ وكيفية تطورها في سياق البيئة الثقافية والطبيعية، ومن ثم تحليلها باستخدام النظرية السياقية مع الإشارة إلى بعض الملامح التكوينية والسمات الدلالية المميزة، وقد اعتمد الباحث على دراسة النصوص اللغوية المنسوبة للصحابة والمجموعة في كتاب "جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة".

خطة البحث:

وتتألف خطة البحث من مقدمة، وثلاثة مطالب: الأول: الكيانات الجامدة الطبيعية، والثاني الكيانات الجامدة المصنعة، والثالث الكيانات الجامدة المبنية. ثم يعقب ذلك الخاتمة التي تلخص نتائج البحث.

 

1 الكيانات الجامدة الطبيعة:

1.1 الكيانات الجغرافية: (السماء_ الأرض)

1.1.1 السماء:

اهتم العرب منذ القدم بالسماء ونجومها وكواكبها؛ إذ حملتهم الأحوال الَّتِي عاشوها فِي جزيرتهم عَلَى مراقبتها فِي مساراتها والاستفادة منها فِي أسفارهم البرية والبحرية.

وقد ذكر ذلك القرآن الكريم، وعدّ اهتداءهم بها فِي هذا المجال من نعمه تعالى عليهم فقال: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ" [الأنعام: ٩٧]، فضلاً عن استفادتهم من منازل القمر فِي حساب الأيام والشهور والسنين.

وقد ذكر ذلك القرآن الكريم أيضًا فِي سورة يونس، فقال تعالى: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ" [يونس:٥].

وإنما سميت السماء بهذا الاسم لأنها مأخوذة من السموّ؛ وهو العلوّ والارتفاع([1])، وأصل السماء فِي اللغة: كلُّ ما علاك فأظلك([2])، والسماء الَّتِي تظلُّ الأرض أنثى عند العرب؛ لأنها جمع سَماءة([3])، وقد استعملها القرآن مؤنثة فقال سبحانه: "وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا" [الشمس:٥].

وفي "لغة الصحابة" وردت ألفاظ ( السماء_ السموات) بدلالتها العامة الَّتِي يقصد بها ما يقابل الأرض وهو ما يشاهد فوق الأرض كقبة زرقاء([4])، فِي سياقين مختلفين: الأول فِي تناص مع آية قرآنية "وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ" [الحج: 31] للتعبير عن الهلاك: "وَاللهِ لأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفَنِي الطَّيْرُ"([5])، يأتي استخدام "السماء" بنفس روح التشبيه في الآية القرآنية، يعني أن السقوط من السماء يُقارن بالهلاك الكبير، مشيرًا إلى أن الهلاك أو العذاب الذي يواجهه المتحدث في هذا السياق يمكن أن يكون خطيرًا ومفاجئًا.

والثاني أيضًا فِي تناص آخر مع آية قرآنية كريمة للثناء عَلَى الله عز وجل وبيان عظمته فِي خلقه: "وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ"([6])، يُبرز هذا الاستخدام قدرة الله اللامحدودة على تسخير الكون لمصلحة الإنسان.

1.1.2 الأرض:

أسماء عامة: ( أرض، مكان، موطن، محل، دنيا)

ورد لفظ "الأرض" بدلالته العامة الَّتِي يقصد بها اليابسة، وكل ما يَسْفُلُ وَيُقَابِلُ السَّمَاءَ([7])، فِي سياقات متعددة منها فِي سياق الحديث عن غاية خلق الإنسان: "فَأَنْتُمْ مُسْتَخْلَفُونَ فِي الأَرْضِ"([8])، تحمل "الأرض" هنا دلالة تذكيرية بأصل الإنسان (خلق الإنسان من طين الأرض)، وكذلك بالعودة إليها بعد الموت (الدلالة على العودة إلى الأرض في القبر)، وهذا يربط بين بداية الإنسان ونهايته، مما يعمق الشعور بالمسؤولية تجاه الحياة الدنيا.

كما ورد أيضًا للدلالة عَلَى الديار والبلاد فِي سياق بيان إحصاء غنائم الحرب:

 فَإِذَا دَخَلْتَ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ/ وَامْسَحْ أَرْضَ كُلِّ مَنْ تُجْلِي مِنْهُمْ/ ثُمُّ نُعْطِيهِمْ أَرْضًا كَأَرْضِهِمْ([9])

في هذه السياقات، تحمل كلمة "الأرض" دلالات متعددة تعكس أبعادًا جغرافية، اقتصادية، وسياسية متعلقة بالحرب ونتائجها.

وورد لفظ "مكان" للدلالة عَلَى موضع معين ينزل به العدو: وَجَّهَ إِلَيْهِمْ هِرَقْلُ جُنْدًا مِنْ مَكَانِهِ ذَلِكَ([10])، فاللفظ يشير إلى الموقع الجغرافي المحدد الذي استقر فيه هرقل بعد هروبه من القوات الإسلامية، وهي قرية في أقصى الشام، مما يعني أنه لم يعد قريبًا من خطوط المواجهة المباشرة، ومع ذلك فهو قادر على إدارة المعركة عن بعد، مما يدل على الاستقرار النسبي والتحكم الاستراتيجي في إدارة الحرب حتى بعد التراجع، كذلك جاء لفظ "موطن" بصيغة الجمع ليحمل دلالتين: دلالة المكان، ودلالة الموقف، وقد احتمل المعنيين: وَأَيْنَ الَّذِينَ كَانَ لهم ذِكْرُ القِتَالِ وَالغَلَبَةِ فِي مَوَاطِنِ الْحرُوْبِ؟([11]) في هذا السياق، لفظ"مواطن" يجسد أكثر من مجرد الأماكن الجغرافية حيث حدث القتال، فهي تحمل دلالات إضافية تتعلق بالتواجد المستمر في تلك الأماكن، النسبة إلى الأحداث المهمة، الذكر والشهرة، وأيضًا التغير الذي طرأ على الوضع الحالي، وهكذا تتداخل هذه الدلالات لتقدم صورة متكاملة عن العلاقة بين الأشخاص، الأماكن، والأحداث التي شكلت تاريخهم العسكري والشخصي.

وجاء لفظ "الدنيا" ليدل عَلَى الحياة الحاضرة الَّتِي لا يعيشها الإنسان إلا عَلَى هذه الأرض أو عَلَى جزء منها فِي سياق الذَّمِّ لَهَا: الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا/ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا/ أَيْنَ أَبْنَاءُ الدُّنْيَا/ غَمِّضْ عَنِ الدُّنْيَا عَيْنَكَ([12])، في جميع هذه السياقات، يُستخدم لفظ "الدنيا" للإشارة إلى الحياة المادية والملذات التي تُعتبر زائلة وغير دائمة، كل استخدام يعكس فكرة الذم والتحذير من الانغماس في هذه الحياة المادية والتأكيد على أن الاهتمام بالمظاهر والمال والراحة يمكن أن يكون مضللاً ويشغل عن القيم والأمور الروحية الأكثر أهمية.

أما لفظ "محل" فورد بدلالة زمنية ومكانية فِي آن: وَلا تَحْرِمْهُمْ عَطَايَاهُمْ عِنْدَ مَحَلِّهَا([13])، وهذه الدلالات المتكاملة تُبرز أهمية مراعاة كل من الزمان والمكان في تقديم العطايا لضمان العدل والإنصاف.

مناطق خاصة: (جزيرة، بادية، الغياض، جنة، الريف)

جاء لفظ "جزيرة" بدلالته العامة عَلَى السهولة والانخفاض، بالإضافة إلى ملمح خاص به، وهو انحسار الماء عنه وإحاطته بها: أَلا يُتْرَكَ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ([14])، في هذا السياق، "الجزيرة" تشير إلى "جزيرة العرب"، وهو المصطلح الذي يُستخدم للإشارة إلى شبه الجزيرة العربية، وهي المنطقة الجغرافية التي تقع بين البحر الأحمر والخليج العربي، "الجزيرة" هنا تعني الأرض التي يشملها هذا الجزء الجغرافي، وبالتالي فهي تُعبر عن وحدة جغرافية مُعينة، هذا الاستخدام يعكس أهمية الوحدة الدينية والثقافية في جزيرة العرب ويُبرز التزام الحفاظ على التوحيد في هذه المنطقة الحيوية.

أما لفظ "بادية" فقد ورد بدلالته عَلَى المناطق الصحراوية الخالية، البعيدة من الحضارة والعمران، فِي سياق وصية الخليفة بقاطنيها: وَأُوصِيكَ بِأَهْلِ الْبَادِيَةِ خَيْرًا ([15])، في هذه الوصية، "البادية" تحمل دلالات تتجاوز المعنى الجغرافي لتشمل أسلوب الحياة والقيم الثقافية لأهل البادية، حيث يوصي الخليفة بالعناية والاحترام لأفراد هذا المجتمع، مما يعكس اهتمامًا بتقدير أسلوب حياتهم وقيمهم، ويؤكد أهمية العدالة والتقدير لكافة فئات المجتمع، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في ظروف مختلفة عن الحضر.

في المقابل، نجد لفظ "الغياض" فِي صيغة الجمع؛ ليدل عَلَى مناطق الغطاء النباتي، فِي سياق التحذير من اتخاذها موطنا لمعسكر الجيش: وَلا تُنْزِلُوهُمُ الْغِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُمْ([16]).

وكذلك لفظ "الجنة" للدلالة عَلَى الدار الَّتِي وعدها الله للمؤمنين فِي الآخرة: إِنَّ اللهَ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ/ فَمَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَليَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ/ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ([17])، وورد لفظ "الريف" للدلالة عَلَى موضع محدد هو مَا قَارَبَ الْمَاءَ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ وَغَيْرِهَ: فِيمَا صَارَ لِجِيرَانِهِمْ بِالرِّيفِ([18]).

الطرق: (طريق، سبيل، صراط)

جاءت هذه الألفاظ بملمح دلالي عام هو المكان المعبد الذي يسير فيه الإنسان وتطرقه الأقدام، فِي سياقات متعددة ومختلفة، فجاءت بعضها فِي سياق تصوير حال الضياع والتيه: لَوْ أَنَّ جَمَلاً هَلَكَ ضَيَاعًا بِشَطِّ الْفُرَاتِ/ يَا هَادِيَ الطَّرِيقِ جُرْتَ([19])، أما لفظ "سبيل" فجاء فِي تعبير اصطلاحي مضافًا إلى لفظ الجلالة للدلالة عَلَى كُلِّ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ، وَاسْتِعْمَالُهُ فِي الْجِهَادِ أَكْثَرُ: وَلا يُصِيبُكَ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ/ إِنَّكَ فِي سَبِيلٍ مِنْ سُبُلِ اللهِ([20])، كذلك لفظ "صراط" جاء بمعنى مجازي للدلالة عَلَى المنهاج الواضح: وَاهْدِهِ إِلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ([21]).

الآثار فِي الأرض:

جاء لفظ " الأثر" بصيغة الأفراد للدلالة عَلَى المعنى العام له، ويقصد به مَا بَقِيَ مِنْ رَسْمِ الشَّيْءِ: يَعْفُو لَهَا الأَثَرُ([22])، تشير لفظة "الأثر" إلى التأثير الذي يتركه الحق أو الخير، والذي قد يخف أو يتلاشى بمرور الزمن، وجاء أيضًا بصيغة الجمع مضافة إلى الدنيا للدلالة عَلَى معنى مجازي فِي سياق الحديث عن سوء العاقبة: وَعَايَنْتُ سُوءَ آثَارِهَا عَلَى أَهْلِهَا([23])، في سياق العبارة تشير لفظة "الأثر" إلى النتائج السلبية والتأثيرات التي تترتب على أفعال أو أحداث معينة.

1.2 النباتات والأشجار (زرع، نخل، شجرة، السعدان، عود، خشب)

إن للعرب بيئتهم النباتية والزراعية الخاصة الَّتِي تشمل نباتات وأشجارا وثمارا معينة تناسب هذه البيئة الَّتِي تعد فِي مجملها صحراوية قليلة المياه والأمطار.

جاء اللفظ "زرع" بدلالته العامة ويقصد بها كُلُّ مَا يُزْرَع، فِي سياق تصوير حال الجدب والقحط الَّتِي يعيشها الناس: وأَهْلُ بَلَدٍ لا زَرْعَ فِيهِ وَلا ضَرْعَ([24])، ويجمع لفظي "نخل" و"شجرة" معنى دلاليٌّ عام، وهو كل ما له ساق مما ينبت وينمو؛ واختص "النخل" بأنه شجر التمر، وهو كثير فِي بلاد العرب، وورد اللفظان فِي سياق الحديث عن آداب القتال: وَلا تَقْطَعُوا شَجَرَةً مُثْمِرَةً/ وَلا تَقْعَرُوا نَخْلاً وَلا تَحْرِقُوهُ([25])، كلاهما يمثلان العطاء والاستمرارية، ولا ريب أن النهي عن قطعها يعكس القيم الأخلاقية التي تحث على الرحمة والحفاظ على الحياة حتى في ظروف الحرب، أما لفظ "السعدان" فهو من فصيلة النباتات، وهو نَبْتٌ فِي سهول الأرض من أطيب مراعي الإبل مادام رَطْبًا... وَلَهُ شَوْكٌ، كَأَنَّهُ فَلْكَةٌ يَسْتَلْقِي فَيُنْظَرُ إِلَى شَوْكِهِ كَالِحًا إِذَا يَبِسَ([26]). وورد فِي تعبير اصطلاحي "حَسَكِ السَّعْدَان" للدلالة عَلَى العناء والمشقة: كَمَا يَأْلَمُ أَحَدُكُمُ النَّوْمَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ([27]). "النوم على حسك السعدان" يستخدم هنا كاستعارة لتصوير شدة الألم والمعاناة التي قد يتعرض لها الإنسان، فكما أن النوم على هذا النبات الشوكي يكون مؤلمًا للغاية بسبب أشواكه، فإن المقصود هنا هو تصوير مشاعر التعب الشديد أو الضيق أو الصعوبة التي يمكن أن يمر بها الشخص، سواء كان ذلك جسديًا أو نفسيًا.

ونلاحظ مجيء لفظ "عود" للدلالة عَلَى معنى عام هو الجزء من الشجر والنبات، واختص بمعنى كل خشبة أو غصن دقيقة كانت أو غليظة رطبة كانت أو يابسة([28])، لكنه ورد حاملاً معنى مجازيًّا هو الركن من أركان الإسلام والواجب من واجبات الإيمان: وَلا اخْضَرَّ لِلإِيْمَانِ عُودٌ([29])، أما لفظ "خشب" فيشير إلى مواد تستخرج من النبات، وتستعمل فِي صناعة الأثاث، وكذلك الأصنام الَّتِي تعبد من دون الله: وَإِنَّمَا هِيَ مِنْ حَجَرٍ مَنْحُوتٍ، وَخَشَبٍ مَنْجُورٍ([30])، في هذا السياق، تُستخدم كلمة "خشب" للإشارة إلى الأصنام التي تُعبد من دون الله لتمييزها كمجرد مواد مادية بسيطة وغير ذات قيمة، وهذا الاستخدام يعزز الفكرة أن الأصنام هي مجرد مصنوعات يدوية ولا تحمل أي قيمة أو قدرة إلهية، ويعكس التهكم والرفض لعبادتها.

1.3 مواد طبيعية:

التصق العربي ببيئته والطبيعة فيها وتمثل بها فِي شعره وخطبه، بل نقل صورها المختلفة فِي بنائه الأدبي، وهذا الحقل الدلالي هو جزء من هذه البيئة الطبيعية الَّتِي تمثل الكيانات الجامدة الطبيعية، ومنها المواد الطبيعية، ويتضمن هذا المجال مجموعة من الألفاظ يمكن تقسيمها إلى مجموعات دلالية كالتالي:

1.3.1 الرمال والحجارة: (تراب، حجر)

جاء لفظا "تراب، وحجر" فِي لغة الصحابة، وهما وإن كانا من عناصر البيئة الطبيعية، إلا أنهما يتمايزان فِي الصفات والخصائص، فنجد أن لفظ "تراب" يقصد به ما نعم من أديم الأرض([31])، وقد جاء فِي سياقين متقاربين: الأول فِي سياق الحث عَلَى التواضع والتذكير بالعناصر الَّتِي خلق منها الإنسان: وَمَا فَخْرُ مَنْ خُلِقَ مِنَ التُّرَابِ([32])، والثاني كناية عن الموت والفناء: صَارُوا تُرَابًا([33])، أما لفظ "حجر" فجاء بدلالته عَلَى كُسَارَةُ الصُّخُورِ، أَوِ الصُّخُورُ الصُّلْبَةُ الْمُكَوَّنَةُ مِنْ تَجَمُّعِ الْكُسَارَةِ وَالْفُتَاتِ وَتَصَلُّبِهِمَا([34])، فِي سياق ذم الأوثان، وبيان هيئتها، وأنها لا تنفع ولا تضر: وَإِنَّمَا هِيَ مِنْ حَجَرٍ مَنْحُوتٍ، وَخَشَبٍ مَنْجُورٍ([35]).

1.3.2 النار والنور: (نار، نور، ظلمة)

تشير هذه المجموعة الدلالية إلى النار وما يتصل بها أو ما نتج عنها وجودا وعدما. فلفظ "النار" عنصر طبيعي فعال، يمثله النور والحرارة المحرقة، وتطلق عَلَى اللهب الذي يبدو للحاسة، كما تطلق عَلَى الحرارة المحرقة([36])، وقد جاءت بصيغة الإفراد فِي سياق الحديث عن الدار الَّتِي أعدها الله للكافرين والعصاة: وَنَارٌ يَوْمَ الْحِسَابِ/ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ/ وَذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ([37])، كما جاءت بصيغة الجمع فِي سياق الحديث عن الفتنة، وقُصِد به شَرُّهَا وَهَيْجُهَا: أَطْفَأَ اللهُ بِهِ نِيرَانَهَا([38]).

أما لفظ "النور" فورد بدلالة مجازية غير دلالته الحقيقة الَّتِي تعني الضوء وسطوعه، فِي سياق بيان فضل القرآن الكريم؛ وقُصِد به هدايته للناس: فَهُوَ لَنَا نُورٌ/ وَهَذَا كِتَابُ اللهِ فِيْكُمْ لا تَفْنَى عَجَائِبُهُ، وَلا يُطْفَأُ نُورُهُ([39]). وفي غياب "النار"، وما نتج عنها من "نور" يجيء لفظ "الظلمة" بدلالته الحقيقة الَّتِي تعني ذهاب النور، بالإضافة إلى معان مجازية أخرى كالوحشة تارة، والضلال تارة أخرى: وَالنَّاسُ حِيْنَئِذٍ عَلَى شَرِّ حَالٍ فِي ظُلُمَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ/ وَاسْتَبْصِرُوا فِيهِ لِيَوْمِ الظُّلْمَةِ/ وَهُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْقُبُورِ([40]). هنا تعكس كلمة "ظلمات" جوانب متعددة تشمل الظلام المادي الذي يميز القبور، الحالة الروحية والنفسية من الحزن أو الندم، الغموض والعقاب المحتمل، والانقطاع عن النور الإلهي، وهذا الاستخدام يعزز الفكرة أن القبور ليست فقط مكانًا ماديًا مظلمًا، بل قد تكون أيضًا رمزًا لحالة روحية ونفسية تبرز العواقب التي يواجهها الأفراد بعد الموت بناءً على أفعالهم في الدنيا.

1.3.3 المياه: ( بحر، نازح، حوض، الفرات، الحوأب)

ورد لفظ "بحر" بدلالته العامة الَّتِي يقصد بها "الْمَاءُ الْكَثِيرُ، مِلْحًا كَانَ أَوْ عَذْبًا، وَهُوَ خِلافُ الْبَرِّ، سُمِّي بِذَلِكَ لِعُمْقِهِ وَاتِّسَاعِهِ، قَدْ غَلَبَ عَلَى الْمِلْحِ حَتَّى قَلَّ فِي الْعَذْبِ"([41])، كما أنه يمتاز بالحركة والجريان. وذلك فِي سياق بيان النعم الَّتِي سخرها الله للإنسان: وَحَمَلَكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ([42]).

واشترك لفظا "حوض، نازح" فِي الدلالة عَلَى منابع المياه فِي الأرض الَّتِي يُسْتَقى منها، وتمايز الأول بملمح البناء لجمع وفير الماء، وقد ورد مضافًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فِي سياق بيان حاله مع أمته يوم القيامة: وَأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ([43])، أما الثاني: فجاء فِي سياق الذم والهجاء، صفة لبئر قليلة الماء: أَحَبُّ مَوَارِدِهِمْ إِلَيْهِمُ النَّازِحُ([44]).

وجاء لفظا (الحوأب، الفرات) ليشير إلى أسماء أنهار ومياه بعينها فـ"الحوأب" مَوْضِعٌ أَوْ مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ الْعَرَبِ عَلَى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ([45])، ورد ذكره فِي الإشارة إلى خروج السيدة عائشة رضي الله عنها فِي فتنة مقتل الصحابي الجليل عثمان بن عفان: وَإِنَّهَا الَّتِي تَنْبَحُهَا كِلابُ الْحَوْأَبِ([46])، النص يعكس تحذيرًا نبويًا مسبقًا من مغبة المشاركة في الفتنة، ويُرمز إلى الموقع كعلامة تحذيرية تذكِّر بالخطر والمآسي التي يمكن أن تترتب على المضي قدمًا في هذا الطريق.

أما "الفرات" فجاء بدلالته عَلَى نهر بأرض العراق بجانب دجلة: لَوْ أَنَّ جَمَلاً هَلَكَ ضَيَاعًا بِشَطِّ الْفُرَاتِ([47])، هنا تُبرز دلالة المسؤولية حتى وإن كان المكان بعيدًا، وهو ما يُعزز من مفهوم المسؤولية الشاملة والعدالة التي لا تقتصر على المناطق القريبة فقط.

2 الكيانات المصنعة أو الصناعية:

2.1 أسماء الأجناس: (متاع، شيء)

جاء اللفظ "متاع" بصيغة الجمع فِي لغة الصحابة بدلالته العامة الَّتِي يقصد بها كُلُّ مَا يُنْتَفَعُ بِهِ وَيُرْغَبُ فِي اقْتِنَائِهِ([48])،كَالطَّعَامِ، وَأَثَاثِ الْبَيْتِ، وَالسِّلْعَةِ، وَالأَدَاةِ، وَالْمَالِ: وَيَرُمُّونَ أَسْلِحَتَهُمْ وَأَمْتِعَتَهُمْ ([49])، دلالة "المتاع" في هذا السياق تعكس أهمية الاستعداد الكامل، سواء من حيث التجهيزات القتالية أو الاحتياجات اليومية الأساسية التي تمكنهم من الاستمرار في المعركة أو الرحلة، كما ورد لفظ "شيء" مخصصًا بدلالته عَلَى الطعام: فَإِذَا أَكَلْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ([50])، يشير لفظ "شيء" إلى أي جزء أو كمية من الطعام تُؤكل بشكل متدرج وعلى مراحل، الدلالة الأساسية هنا هي التدرج في الأكل، والاستمرارية في تناول الطعام عبر فترات زمنية مختلفة، مما يعكس إما التأني في الأكل أو الحاجة إلى تقسيم الطعام على مراحل لأسباب قد تكون اقتصادية أو اجتماعية.

2.2 المركبات وما يتعلق بها: (راحلتك، رحلك)

ورد اللفظ "راحلة" لتشير إلى البَّعِيرِ الصَّالِحِ لِلأَسْفَارِ وَالأَحْمَالِ: فَلا يَلُومَنَّ رَجُلٌ إِلا مُنَاخَ رَاحِلَتِهِ([51]). لفظ "رحل" يحمل دلالة على الاعتماد الكامل على هذا البعير في السفر، مما يجعل من اختياره وتحضيره مسؤولية شخصية للفرد، وجاء لفظ "رحلك" بصيغتي الإفراد والجمع ليدل عَلَى مَركَبٌ لِلْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ، بِجَمِيعِ رَبَضِهِ وَحَقَبِهِ وَحِلْسِهِ وَجَمَيعِ أَغْرُضِهِ([52]): وَاخْرُجْ إِلَى رَحْلِكَ/ وَإِذَا وَصَلْتُمْ إِلَى رِحَالِ الْقَوْمِ([53])، "رحال" هنا، بصيغة الجمع، تشير إلى أماكن إقامة القوم أو تجهيزاتهم الخاصة للسفر، فاللفظ يشير إلى الوصول إلى نقطة تجمع أو معسكر جماعي، مما يعكس أن الرحال ليست مجرد أدوات فردية، بل هي جزء من منظومة أكبر.

2.3 أدوات وآلات: (كتاب، سوط، وتد، مفتاح، عصا، هراوة، جريدة، ميزان، رحى)

تشير هذه الألفاظ إلى ما استعمله العربي فِي عصر الصحابة من أدوات وآلات متنوعة ولأغراض مختلفة؛ فلفظ "كتاب": صحف مؤلفة مجموعة([54])، وهي الرسالة، وقد جاء للدلالة عَلَى القرآن الكريم: وَهَذَا كِتَابُ اللهِ لا تَفْنَى عَجَائِبُهُ./ وَأَشْهَدُ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا نَزَلَ([55])، كلمة "كتاب" تشير إلى نص مكتوب، موثق ومحكم، ولما كان اللفظ يشير إلى القرآن، فإنه يعزز من مصداقية النص ويدل على أنه محفوظ بعناية إلهية، أما لفظ "سوط": مَا يُضْرَبُ بِهِ مِنْ جِلْدٍ أَوْ نَحْوِهِ, سَوَاءٌ أَكَانَ مُضَفَّرًا أَمْ لَمْ يَكُنْ([56]): وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلِمَةٍ ضَرْبَةِ سَوْطٍ فَمَا دُونَهَا([57])، استخدام لفظ "سَوْط" في هذا السياق يبرز دلالات عدة تتعلق بالعدالة، الظلم، وحق الفرد في المطالبة بحقه حتى في أبسط الأمور، فاللفظ هنا يرمز لأداة العقاب ولكنه يحمل أيضًا دلالات أعمق ترتبط بالمحاسبة والمسؤولية في مواجهة أي نوع من الظلم، مهما كان صغيرًا أو يبدو غير مؤذٍ. ولفظ "وتد": مَا رُزَّ فِي الأَرْضِ أَوِ الْحَائِطِ مِنْ خَشَبٍ([58])، وقصد به أَصْلُ الْفِتْنَةِ: وَنَزَعَ بِهِ أَوْتَادَهَا([59])، استخدام لفظ "أوتاد" في هذه العبارة يشير إلى الأسس أو العناصر الرئيسية التي تقوم عليها الفتنة وتمنحها استقرارًا وثباتًا، "نزع الأوتاد" يمثل عملية إزالة تلك الأسس والجذور، مما يؤدي إلى انهيار الفتنة وزوال تأثيرها، والوتد هنا يرمز إلى العناصر الأكثر أهمية في بقاء الفتنة، ونزعها يعني القضاء على الفتنة من جذورها، وهناك لفظ "مفتاح": آلَةُ الْفَتْحِ: وَيَسَّرَ لِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحًا([60])، وفي هذا السياق تأتي كلمة "مفتاح" بدلالتها المجازية، لترمز إلى الحل أو الوسيلة التي تفتح الطريق أمام الإنسان للوصول إلى ما يسعى إليه، سواء كان ذلك في الأمور المادية أو المعنوية، كما تعكس تعكس فكرة أن لكل عقبة أو مشكلة حلًا (مفتاحًا) يتناسب معها، مما يشير إلى وجود حكمة إلهية في تيسير الأمور وجعل كل شيء قابلًا للتعامل معه إذا ما وُجد المفتاح المناسب.

أما لفظ "عصا": مَا يُتَّخَذُ مِنْ خَشَبٍ وَغَيرِهِ لِلتَّوَكُّؤِ أَوِ الضَّرْبِ([61]): فَلْيَعْمِدْ إِلَى الطَّوِيلِ الْعَظِيمِ فَلْيَضْرِبْهُ بِعَصًا([62])، فهو في هذا السياق يأتي كأداة للاختبار والتجربة، تُستخدم لتقييم القوة والصلابة، وتؤكد على ضرورة التحري والتأكد قبل الإقدام على شراء البعير، لضمان الحصول على بعير قوي وقادر على التحمل.

وقد استعمل لفظ "هراوة" بمعنى الْعَصَا، وقيل: الْعَصَا الضَّخْمَةُ([63]). وكذلك لفظ "جريدة" بمعنى سَعَفَةٌ طَوِيلَةٌ تُقَشَّرُ مِنْ خُوصِهَا([64]): وَإِن كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ الْمَرْأَةَ بِالْهِرَاوَةِ وَالْجَرِيدَةِ فيعير بها وعقبه من بعده([65])، "الهراوة" تشير هنا إلى أداة تستخدم في العقاب أو التأديب، كما تشير إلى القوة والعنف الجسدي المستخدم ضد المرأة، مما يعكس مظهرًا من مظاهر القسوة والعنف الذي كان يمارَس في ذلك الزمان، أما "الجريدة" وهي غصن من النخل، فعادة ما تكون أقل صلابة من الهراوة، ولكنها أيضًا تستخدم للضرب، وفي هذا السياق، تعني أداة أقل حدة ولكنها لا تزال وسيلة للعقاب أو التأديب، مما يدل على مستوى من العنف البدني، وإن كان أقل شدة من الهراوة، وإن استخدام هذين اللفظين (الهراوة والجريدة) في هذا السياق يعكس مظاهر العنف الجسدي الذي كان يمارَس ضد النساء، حتى في حالات الشتم والسب، ومع ذلك، يُظهر النص الذي ورد به السياق أيضًا نوعًا من النقد لهذا السلوك من خلال الإشارة إلى العار الذي يلحق بالرجل وعقبه من بعده إذا ما استعمل هذه الأساليب، مما يُبرز وجود رفض اجتماعي أو أخلاقي لهذه الأفعال، رغم كونها كانت تحدث. وأتى لفظ "مِيزَانٍ" دَالاً الآلَةُ الَّتِي تُوزَنُ بِهَا الأَشْيَاءُ([66])، فِي سياق التذكير بموقف الحساب يوم القيامة: وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لا يُوضَعُ فِيهِ إِلا الْحَقُّ أَنْ يَكُونَ ثَقِيلاً([67])، الميزان في هذا السياق هو رمز للعدل الإلهي يوم القيامة، حيث تُوزن الأعمال بالحق والعدل، مما يجعل هذا الميزان ثقيلًا ودقيقًا في تقديره، ليؤكد على عظمة العدالة الإلهية وأهمية الحق في الحساب.

ويأتي لفظ "رَحَى" دَالاً الأَدَاةُ الَّتِي يُطْحَنُ بِهَا، وَهِيَ حَجَرَانِ مُسْتَدِيرَانِ يُوضَعُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ، وَيُدَارُ الأَعْلَى عَلَى قُطْبٍ([68])، وقصد به، فِي تعبير اصطلاحي "رَحَى الْحَرْبُ"، حَوْمَتُهَا: وَوَاللهِ إِنَّ رَحَى الْفِتْنَةِ لَدَائِرَةٌ([69])، استخدام لفظ "رَحَى" في هذه العبارة يشير إلى القوة المدمرة للفتنة التي تعمل على "طحن" المجتمع أو الأفراد المشاركين فيها، الرحى تدور بلا توقف، مما يعكس استمرار الفتنة واتساع نطاق تأثيرها، هذا اللفظ يجسد فكرة الفتنة كقوة لا ترحم، تعمل على تفكيك كل ما تواجهه، وتعبر عن الفوضى وعدم الاستقرار الذي يرافقها، مما يجعل السيطرة عليها أو إيقافها أمرًا بالغ الصعوبة.

2.4 معدات الحرب والقتال: (كراع، سلاح، رمح، أسنة، ظبا، سيف، غمد، درع)

ورد لفظا "كُرَاعِ، سلاح" بدلالات عامة فِي سياق بيان حال الاستعداد للقتال، فالأول: اسْمٌ يَجْمَعُ الْخَيْلَ وَالسِّلاحَ([70])، وَهُوَ مَجَازٌ: إِلَى عَدُوٍّ مُقِيمٍ حَامِي الأَنْفُسِ وَالْكُرَاعِ([71])، هنا، يشير إلى استعداد العدو وتحصينهم لقواتهم ولحيواناتهم المستخدمة في القتال، مما يجعلهم خصمًا صعبًا وقويًا، والثاني: اسْمٌ جَامِعٌ لآلَةِ الْحَرْبِ([72]): وَيَرُمُّونَ أَسْلِحَتَهُمْ وَأَمْتِعَتَهُمْ([73])، "الأسلحة" تُشير إلى الأدوات والمعدات القتالية التي يحملها الجنود، وفي هذا السياق، تعني أن المقاتلين يحتاجون إلى فترة راحة يمكنهم خلالها استعادة قوتهم وتنظيم أسلحتهم وأمتعتهم استعدادًا للمعركة القادمة، ما يؤكد على أهمية تجهيز الأسلحة والحفاظ عليها لضمان فعاليتها في القتال، كما ورد لفظ "رمح" بصيغة الجمع للدلالة عَلَى كل قَنَاةٌ فِي رَأْسِهَا سِنَانٌ يُطْعَنُ بِهِ([74]): وَالْتَوُوا فِي أَطْرَافِ الرِّمَاحِ([75])، استخدام "الرماح" في هذا السياق يُبرز أهمية تحسين وتكتيك استخدام الأسلحة لزيادة فعاليتها في المعركة، وورد من أجزائه "سنان": نَصْلُ الرُّمْحِ: فَإِنَّهُ أَمْوَرُ لِلأَسِنَّةِ([76])، في هذا السياق، "الأسنة" تعني نقاط الرماح الحادة، والتي تعزز فعاليتها في القتال، مما يجعلها أكثر قدرة على اختراق الدفاعات وتفوق الأسلحة الأخرى، كذلك لفظ"الظُّبَا" لكنه لا يختص بالرمح فقط؛ فهو حَدُّ السَّيْفِ وَالسِّنَانِ وَالنَّصْلِ وَالْخَنْجَرِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ([77]): وَنَافِحُوا بِالظُّبَا([78]).

وجاء لفظ "سيف" فِي السياق السابق ذاته، بدلالته العامة ويقصد به سلاح من الفولاذ ونحوه، ذو نصل حاد طويل([79])، وله مقبض يمسك به المقاتل عند القتال: وصِلُوا السّيوفَ بالخُطَا([80])، وتعني التنسيق بين استخدام الأسلحة والتقدم في المعركة، أما لفظ "غمد" فجاء بصيغة الجمع ليعبر عن جَفْنُ السَّيْفِ وَغِلافُهُ([81]): وَقَلْقِلُوا السُّيُوفَ فِي أَغْمَادِهَا([82])، يُشير لفظ "السيوف" إلى الأسلحة القتالية المستخدمة في المعارك، في حين أن "الأغماد" هي أغطية السيوف التي تحفظها، ويمكن  أن يكون دلالة على الاستعداد أو إظهار القوة،  وأيضا نلاحظ مجيء لفظ "دِرْعُ" بدلالته الَّتِي تشير إلى قَمِيصٌ مِنْ حَلَقَاتِ الْحَدِيدِ مُتَشَابِكَة، يُلْبَسُ وِقَايَةً مِنَ السِّلاحِ([83])، وقُصِدَ به الْجِهَادُ: وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى وَدِرْعُ اللهِ الْحَصِينَةُ([84]).

2.5 الثياب والملابس: (لباس، ثوب، قميص، شملة)، (حرير، ديباج)

تشترك ألفاظ المجموعة الأولى فِي ملامح دلالية عامة هي: النسيج والخياطة وستر البدن، مع تمييز كل لفظ بملمح يميزه؛ فلفظ "لِبَاسُ" جاء بدلالة عامة عَلَى كل مَا يُلْبَسُ. وقصد به معنى مجازيًا هو خَيْرُ مَا يَتَحَلَّى بِهِ الإِنْسَانُ مِنْ صِفَاتٍ: وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى([85])، أما لفظ "ثَوْبَ" فهو  مَا يَلْبَسُهُ النَّاسُ مِنْ كَتَّانٍ وَحَرِيرٍ وَخَزٍّ وَصُوفٍ وَقُطْنٍ وَفَرْوٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ([86])، وقصد به المعيشة: أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ الذُّلِّ([87])، ويجيء لفظ "قَمِيص" للدلالة عَلَى ثَوبٌ مَخِيطٌ بِكُمَّيْنِ غَيْرُ مُفرجٍ يُلْبَسُ تَحْتَ الثِّيَابِ وَلا يَكُونُ إِلا مِن قُطْنٍ أَوْ كِتَّانٍ... وقصد به الْخِلافَةُ، وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ الاسْتِعَارَاتِ([88]): فَلا أَنْزَعُ قَمِيصًا قَمَّصَنِيه اللهُ تَعَالَى([89]). أما لفظ "شَمْلَةَ" فهو مِئْزَرٌ مِنْ صُوفٍ أَوْ شَعَرٍ يُؤْتَزَرُ بِهِ: أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ الذُّلِّ وَشَمْلَةَ الْبَلاءِ([90]).

ويأتي لفظ "حرير" دَالاً عَلَى غير المخيط من نسيج وقماش، وهو ضَرْبٌ مِنْ ثِيَابِ الإِبْرَيْسَمِ، أما "ديبَاجِ" فهو ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ سَدَاهُ وَلُحْمَتُهُ حَرِيرٌ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ([91])، وقد ورد فِي سياق بيان حال الثراء والرفاهية: وَاللهِ لَتَتَّخِذُنَّ نَضَائِدَ الدِّيبَاجِ وَسُتُورَ الْحَرِيرِ([92]).

2.6 منتجات مصنوعة من القماش (علم، لواء)

يشترك اللفظان فِي ملمحين عامين هما: الصناعة من القماش، وأنها تحمل، ولكل لفظ ما يميزه؛ فيأتي لفظ "العلم" بدلالته عَلَى الرَّايَةِ الَّتِي يَجْتَمِعُ إِلَيْهَا الْجُنْدُ([93])، والعلامة المنصوبة لكي يراها الجيش وهي أكبر من اللواء. وقصد به فِي سياق المدح سَادة القوم وأشرافهم: فَهُمْ أَعْلامُ الْعَرَبِ وَرُؤَسَاؤُهُمْ([94])، أما لفظ "اللِّوَاءُ" فهُوَ دُونَ الرَّايَةِ، وهو شقة ثوب تلوى وتشد إلى عود الرمح، وهي دون الأعلام، وقِيلَ سُمِّيَ اللِّوَاءُ؛ لأَنَّهُ يُلْوَى لِكِبَرِهِ فَلا يُنْشَرُ إِلا عِنْدَ الْحَاجَة([95]) والأصح أنه سمي لواء؛ لأنه يلوى إلى الرمح([96])، وجاء فِي سياق الاستعداد للمعركة: فَإِنِّي مُؤَمِّرٌ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءَ وَعَاقِدٌ لَهُمْ أَلْوِيَةً([97]).

2.7 الزينة والحلي (حجل، قلب، رعث، قلادة)

وقد جاءت ألفاظ هذه المجموعة فِي سياق تصوير الاعتداء عَلَى المرأة وسلبها ما تملك من حلي، بدلالتها العامة، فورد لفظ "حجل" يقصد به الخلخال([98]) وهو حلية من فضة كسوار كبير تلبسها نساء العرب فِي أرجلهن. وجاء لفظ "قُلْبَ" بمعنى السِّوَارِ يلبس فِي اليد يَكُونُ نَظْمًا وَاحِدًا، وشبه بِقُلْبِ النخلة فِي بياضها، أما لفظ "رعث" فهو مَا عُلِّقَ بِالأُذُنِ مِنْ قُرْطٍ وَنَحْوِهِ. ولفظ "قلادة" جاء بصيغة الجمع دَالاً عَلَى مَا يُجْعَلُ فِي الْعُنُقِ مِنْ حَلْيٍ وَنَحْوِهِ: فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلْبَهَا وَقَلائِدَهَا وَرَعْثَهَا([99]).

2.8 الأثاث والمتاع: (متاع، نضيدة)

يعد لفظ "متاع" اسم جنس عام لهذا المجال، ويقصد به كُلُّ مَا يُنْتَفَعُ بِهِ وَيُرْغَبُ فِي اقْتِنَائِهِ([100])،،كَالطَّعَامِ، وَأَثَاثِ الْبَيْتِ، وَالسِّلْعَةِ، وَالأَدَاةِ، وَالْمَالِ، وقد ورد فِي سياق الاستعداد للقتال: وَيَرُمُّونَ أَسْلِحَتَهُمْ وَأَمْتِعَتَهُمْ([101])، أما لفظ "نضيدة" فجاء بصيغة الجمع دَالاً عَلَى الْوِسَادَةُ، وَمَا حُشِيَ مِنَ الْمَتَاعِ([102])، فِي سياق بيان حال الرفاهية والثراء: وَاللهِ لَتَتَّخِذُنَّ نَضَائِدَ الدِّيبَاجِ وَسُتُورَ الْحَرِيرِ([103]).

2.9 عملات وأموال: (مال، درهم، إراث، ثمن، جزية)

تشير ألفاظ هذه المجموعة إلى المال والعملات المتداولة واختلاف تسميته باختلاف استعمالاته وأوجه تحصيله وإنفاقه، ويعد لفظ "مال" اسم جنس عام لهذا المجال، وقد أتى دَالاً عَلَى كل ما يملكه الفرد أو الجماعة من متاع وتجارة وعقار ونقود وحيوان، فِي سياقات مختلفة؛ فتارة حين الحديث عن أحكام المال وأوجه إنفاقه: وَلا تَجْعَلِ الْمَالَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْهُمْ/ أَنْ تَأْخُذَ مِنْ حَوَاشي أَمْوَالِ أَغْنِيَائِهِمْ([104])، وتارة فِي سياق بيان حال الرفاهية ورغد العيش: فَضَلَ فَضْلٌ مِنْ مَال/ مَعَ رَفَاغَةِ الْعَيْشِ وَاسْتِفَاضَةِ الْمَالِ([105]).

أما لفظ "درهم" فقِطْعَةٌ مِنْ فِضَّةٍ مَضْرُوْبَةٌ لِلْمُعَامَلَةِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ([106])، وجاء فِي سياق الذم: فَهُوَ كَالدِّرْهَمِ الْقَسِيِّ([107])، في هذا السياق، يُستخدم الدرهم للإشارة إلى المال أو القيمة المادية، ويُوصف بأنه "قسي" لتشبيه الشخص بمال يبدو ذو قيمة لكنه في الحقيقة لا يحمل قيمة حقيقية، يُستخدم الدرهم هنا لتوضيح التناقض بين المظهر الخارجي للشخص وقيمته الحقيقية، ويختص لفظ "الْمِيرَاث" فِي صيغة الجمع، بالدلالة عَلَى مَا ورث، أي ما صار إلى الوارث من مال وغيره بعد هلاك صاحبه: وَمُولِي أَهْلِهِ مَوَارِيثَ الأُمَمِ([108])، "مواريث" في هذا السياق تعني التراث أو الإرث الذي تتركه الأمم السابقة للأمة الحالية، ولفظ "الثَّمَنُ" قصد به الْعِوَضُ: وَلَبِئْسَ الثَّمَنُ أَنْ يَكُونَ حَظّ امْرِئٍ مُوَالاةَ عَدُوِّ اللهِ([109])، في هذا السياق، الثمن لا يقتصر على القيمة المادية بل يتجاوز ذلك ليشير إلى الجزاء الأخلاقي أو العوض الذي يُفَضِّل الشخص الحصول عليه مقارنة بالقيم والمبادئ الصحيحة، يُستخدم هنا "الثمن" لتقييم أفعال الأفراد بناءً على مواقفهم ومبادئهم، واختص لفظ "الْجِزْيَةَ" بالدلالة عَلَى مَا يُؤْخَذُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ: أَوْ يُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ([110])، في هذا السياق، يُستخدم لفظ "الجزية" للدلالة على الضريبة المالية التي يُطلب من غير المسلمين دفعها في ظل حكم إسلامي، وهي تعكس الالتزام بالقوانين والأنظمة الإسلامية

2.10 أدوات خاصة بالربط: (حبل، عقال، النظام)

وجاء لفظ "حبل" دَالاً عَلَى الرِّبَاطُ، فِي سياق الحديث عن حلول الفتن: وَاضْطَرَبَ حَبْلُهَا([111]). واختص لفظ "عقال" بالْحَبْلُ الَّذِي يُعْقَلُ بِهِ الْبَعِيرُ. فِي سياق الدلالة عَلَى الدقيق من الأشياء: لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً لَجَاهَدْتُهُمْ عَلَيْهِ([112]). أما لفظ "النظام" فقد اختص بمَا نَظَمْتَ فِيهِ الشَّيْءَ مِنْ خَيْطٍ وَغَيْرِهِ([113]): وَمَكَانُكَ مِنْهُمْ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ الْخَرَزِ يَجْمَعُهُ وَيُمْسِكُهُ([114]).

3 كيانات مبنية (إنشاءات)

3.1 أسماء أجناس عامة:  (بنيان)

جاءت ألفاظ هذه المجموعة بدلالاتها العامة فِي سياقات مختلفة، فلفظ "الْبُنْيَانِ" هو كل مَا بُنِيَ. وورد فِي سياق الحث عَلَى الاتحاد والترابط: فَسَوُّوا صُفُوفَكُمْ كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ([115]).

3.2 أبنية للسكنى: ( دار، منزل، بيت، مسكن، حصن، معقل، رواق، حجال)

تشير ألفاظ هذه المجموعة إلى أشكال السكن والبناء؛ فـ"المنزل": اسم ما يشتمل عَلَى بيت وصحن مستقيم ومطبخ يسكنه الرجل بعياله([116]): وَدَخَلْتُ مَنْزِلِي([117]). يُبرز "منزل" في هذا السياق باعتباره ملاذًا من الصراعات والفتن.و"البيت" اسم لمسقف واحد له دهليز أو دونه... وكل ما كَانَ من مدر فهو بيت([118])، وسمي بيت؛ لأنه يبات فيه([119]): فَالْزَمْ بَيْتَكَ وَمَسْجِدَكَ([120]). الاعتزال هنا يشمل الابتعاد عن الحياة العامة والانسحاب إلى المكان الشخصي لتجنب الصراعات، وفي الوقت نفسه الالتزام بالعبادة في المسجد، مما يُشير إلى التوازن بين الحياة الشخصية والروحانية، و"الدار" اسم لما اشتمل عَلَى بيوت ومنازل وصحن وغير مسقف([121])، وهو يتناول العرصة والبناء جميعًا غير أن العرصة والبناء تبع، وهو منزل حل به ساكنوه، وقد يقصد به البلد بإطلاق الجزء عَلَى الكل: إِنَّ الْحِجَازَ لَيْسَ لَكُمْ بِدَارٍ إِلا عَلَى النُّجْعَةِ([122]). "الدار" هنا تُعبر عن مفهوم الإقامة الدائمة، و"النُّجْعَة" تشير إلى الإقامة المؤقتة، مما يبرز الفرق بين الإقامة الدائمة والإقامة المؤقتة. والمسكن: هو منزل ومكان السكنى والإقامة. فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُم خَاوِيَةً([123]). و"الحصن" وَهُوَ كُلُّ مَكَان مَحْمِيٍّ مُحْرَزٍ لَا يُتَوَصَّلُ إلَى مَا فِي جَوْفِهِ([124]): وَقَدِ اعْتَصَمُوا بِحُصُونِهِمْ([125]). أما لفظ "معقل" فهو الْمَلْجَأُ وَالْحِصْنُ: فَلَيْسَ لَهُمْ مَعْقِلٌ يَلْجَؤُونَ إِلَيْهِ([126]). و"الرواق" بيت كالفسطاط يحمل على عمود واحد في وسطه([127]): وَعَلَيْكُمْ بِهَذَا السَّوَادِ الأَعْظَمِ والرِّوَاقِ الْمُطَنَّبِ([128]). و"الحجال" سَاتِرٌ كَالْقُبَّةِ يُزَيَّنُ بِالثِّيَابِ وَالسُّتُورِ يُضْرَبُ لِلْعَرُوسِ فِي جَوْفِ الْبَيْتِ([129]): وَيَا عُقُولَ رَبَّاتِ الْحِجَالِ([130])، عندما يُقال "عقول ربات الحجال" في سياق الذم، يُمكن أن يُفهم من ذلك توجيه النقد إلى العقول المحدودة أو التصورات التقليدية المرتبطة بالنساء اللواتي يُحتجزن خلف الستائر، أي أنهن محدودات التفكير وفقًا للتصورات الثقافية السائدة؛ ذلك أن الابتعاد عن العالم الخارجي والاختلاط بالمجتمع وعدم المشاركة في الأمور العامة، مما قد يؤدي إلى ضعف القدرة على التفكير واتخاذ القرارات الفعالة.

ونلاحظ أن الالفاظ (دار، منزل، بيت، مسكن) تشترك فِي الدلالة العامة عَلَى إقامة الإنسان فِي المكان مع غيره لمدة طويلة، ويمكن أن تتميز هذه الألفاظ بالرجوع إلى أصل اشتقاقها وسبب تسميتها بملامح خاصة؛ فلفظ "مسكن" تميز بملمح السكون بعد الحركة، و"منزل" بملمح النزول بالمكان، و"دار" بملمح العودة إلى مكان الإقامة مشتق من قولك دار حول المكان يدور، ولفظ "بيت" بملمح قضاء الليل فِي المكان.

ويشترك لفظا "رواق ، حجال" فِي الدلالة عَلَى ما يأوي إليه الإنسان، ويقيم فيه لمدة قصيرة، مع تميز كل لفظ بملمح يميزه، كما اختص لفظ "حصن" بالدلالة عَلَى ما شيده الإنسان من أبنية كبيرة مرتفعة من الحجر بغرض الحماية والحصانة.

3.3 أبنية لغير السكنى: (البيت الحرام، الكعبة، المسجد، الصوامع)

تشترك ألفاظ هذه المجموعة فِي دلالتها الدينية، وفي كونها أماكن يقصدها الإنسان للعبادة مع اختلاف المعتقد الديني، فيتميز كل لفظ بملمح خاص فـ"البيت الحرام": الكعبة المشرفة، والبيت علم اتفاقي لهذا المكان الشريف([131])، وقيل إن البيت الحرام لقب الكعبة، لما يمنع فيه من ارتكاب الحرام([132]). و"الكعبة" بيت الله فِي الأرض، قيل سميت به لنتوئها، وقيل لتربيعها([133]): فَوَرَبِّ الْكَعْبَةِ لأَحْمِلَنَّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ([134]). "الكعبة" تُشير إلى أقدس الأماكن في الإسلام، بالتالي، "الكعبة" في هذا السياق تؤكد على الصدق والجدية في التنفيذ، وتعزز من أهمية الالتزام بالوعود من خلال استخدام رمز ديني ذو دلالة كبيرة في الإسلام. والمسجد كُلُّ مَوْضِعٍ يُتَعَبَّدُ فِيْهِ([135]): فَالْزَمُوا الْمَسَاجِدَ([136]). في هذا السياق، "المساجد" لا تقتصر على المباني الفعلية، بل تُشير أيضًا إلى أي مكان يُتَعَبَّد فيه، قد يكون ذلك تعبيرًا عن أهمية العبادة في أي مكان، والتركيز على الالتزام بالعبادة سواء في المساجد الفعلية أو في الأماكن الأخرى التي يُؤَدَّى فيها الطاعات والعبادات. أما "الصَّوْمَعُ" بَيْتُ الْعِبَادَةِ عِنْدَ النَّصَارَى، وَ_ مُتَعَبَّدُ النَّاسِكِ([137]): وَسَتَمُرُّونَ بِقَوْمٍ فِي الصَّوَامِعِ([138]). "الصَّوْمَعَة" في هذا السياق تعكس أماكن العبادة الخاصة بالنصارى التي تعبر عن الزهد والعبادة الخاصة بالدين المسيحي، وتوضح تنوع الممارسات الدينية بين الأديان.

3.4 أجزاء الأبنية وملحقاتها:

3.4.1 أجزاء البناء الداخلية: (باب، عمود، منبر، عقر، كسر، حائط)

تشترك ألفاظ هذه المجموعة فِي الدلالة عَلَى ملامح دلالية عامة هي أنها أجزاء رئيسية من الأبنية يعتمد عليها. وقد تميز كل لفظ بملمح خاص به، فـ"الباب" ما يُسَدُّ به المدخل للخصوصية: وَلا تُغْلِقْ بَابَكَ دُونَهُمْ([139]). "الباب" كرمز للمدخل أو الفرصة، يعبر عن فتح المجال للتواصل أو عدم عزل الذات، فالسياق يُشجع على إبقاء الاتصال مفتوحًا بدلاً من الانغلاق. و"العمود" وقصد به الأساس والركيزة: مَا قَامَ لِلدِّينِ عَمُودٌ([140]). يُستخدم العمود مجازيًا للإشارة إلى العناصر الضرورية التي تؤسس وتدعم الاستقرار والاستمرارية، يُفهم من ذلك أن العمود في هذا السياق يُمثل القيم أو المبادئ التي تجعل الدين قائمًا. أما لفظ "منبر" فهو يعد جزءًا رئيسًا فِي بناء مخصوص، فهو مَرْقَاةٌ يَرْتَقِيهَا الْخَطِيبُ أَوِ الْوَاعِظُ فِي الْمَسْجِدِ([141]): ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ([142]). و"الْعُقْرُ" مِنَ الدَّارِ: وَسَطُهَا: مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلا ذَلُّوا([143]). "العقر" تعني الوسط أو المركز للدار أو المنطقة. في هذا السياق، "العقر" يُعبر عن المركز الأساسي أو المنطقة الاستراتيجية التي يكون لها تأثير كبير على القدرة الدفاعية والاستقرار في سياق الصراع. أما لفظ "كِسْر" فورد دَالاً عَلَى الشُّقَّةِ السُّفْلَى مِنَ الْخِبَاءِ([144]): فَإِنَّ الشَّيْطَانَ كَامِنٌ فِي كِسْرِهِ([145]). الشيطان يُفهم كقائد العدو، الذي يكمن في "الكِسْر/ خيمة قائد العدو" وهو موقع استراتيجي يُتيح له مراقبة المعركة وتحريك قواته بناءً على استراتيجيته. ولفظ "الحائط" فِي صيغة الجمع جاء دَالاً عَلَى الجدران: وَحَصَّنُوهَا بِالْحَوَائِطِ([146]). في هذا السياق، "الحائط" يُعبر عن الجدران التي تُستخدم لعمل تحصين أو تأمين للمكان، حيث تُركز الدلالة على التحصين الدفاعي وتعزيز الأمان عن طريق بناء أسوار أو جدران حول الموقع، بالتالي، "الحائط" هنا يعكس الوسائل الدفاعية التي تُستخدم لحماية وتحصين المواقع من المخاطر أو الهجمات.

3.4.2 أجزاء البناء الخارجية: (ساحة، عرصة)

يأتي لفظ "ساحة" دَالاً عَلَى فضاء واسع يكون أمام الدور أو بين الأبنية([147]): وَنَزَلَتْ بِسَاحَتِهِمْ([148]). يُفهم من ذلك أن الصراع أو الهجوم وقع في المكان الذي يُعتبر موقعهم أو الميدان الذي كانوا يسيطرون عليه. "ساحة" هنا تعكس المنطقة التي تأثرت مباشرة بالصراع أو الهجوم.

أما لفظ "عرصة" فيحمل دلالة عَلَى كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء، وسميت بذلك لاعتراص الصبيان فيها([149]): لا يُفَارِقُنَّ الْعَرْصَةَ([150]). في هذا السياق، "العرصة" تمثل المنطقة الاستراتيجية التي تُعتبر جزءًا حيويًا في الحفاظ على الهوية أو التوازن القوي بين الأطراف المتنازعة. بالتالي، "العرصة" تُعبر عن المساحة العامة التي تؤثر على الأحداث، وتُبرز أهميتها في التوازنات الاستراتيجية والوجود السياسي. ونلاحظ من خلال استعراض معاني اللفظين وجود علاقة شبه ترادف بينهما فكلاهما دل عَلَى مكان واسع أمام الدور ليس فيها بناء وإن كَانَ للفظ "عرصة" سبب لتسميته بهذا الاسم.

3.5 المدن والأمصار ومناطق العمران: (تخطيط وبناء): (قرية، بلد، مدينة، مصر)

تشير ألفاظ هذه المجموعة إلى الأماكن الَّتِي تجمع الناس ويقيم فيها مع غيره؛ فلفظ "مدينة" تجمع للعمران آهل بالسكان، وجاء فِي لغة الصحابة علما عَلَى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَنْتُمْ أَصْلُ الإِسْلامِ([151]). وجاء فِي صيغة الجمع دَالاً عَلَى مُجْتَمَعُ بُيُوتٍ يَزِيْدُ عَدَدُهَا عَلَى بُيُوتِ القَرْيَةِ: أَيْنَ الذِينَ بَنَوُا الْمَدَائِنَ([152]). و"بلد": موضع أو مكان محدود يستوطنه الناس، وقد يستعمل للقطر ككل أو لمدنه وقراه([153]): وَأَهْلُ بَلَدٍ لا زَرْعَ فِيهِ وَلا ضَرْعَ([154]).

ويلاحظ تأرجح معاني لفظ "بلد" بين الاتساع فِي بعض صوره، والتضييق والتخصيص فِي بعض آخر، فيمثل الأول إطلاقه عَلَى كل موضع معمور أو غير معمور، أما التضييق ففي إطلاق البلد عَلَى المكان المعين المحدد، كما يلاحظ علاقة التقابل او التضاد بين اللفظين" مدينة، وبلد" وبين "مصر، وقرية" فِي الدلالة عَلَى الاتساع للأول، والصغر للثاني.

3.6 مسكن الموتى: ( قبر، مثوى)

جاؤ لفظ "قبر" فِي صيغة الجمع دَالاً عَلَى مدفن الإنسان، فِي سياق التأبين والرثاء: وَهُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْقُبُورِ([155]). وأيضًا لفظ "مثوى" دل عَلَى كل مكان يقيم به الإنسان طويلاً([156])، وخصص بفترة ما بعد الموت: أَيُّهَا النَّاسُ: أَطْيِبُوا مَثْوَاكُمْ([157]). ونلاحظ علاقة عموم وخصوص بين اللفظين؛ فـ"المثوي" للدلالة عَلَى الإقامة فِي المكان، وجاء فِي الاستعمال اللغوي دَالاً عَلَى فترة ما بعد الموت، أما "القبر" فدلالته أصيلة عَلَى مدفن الإنسان.

الخاتمة

في ختام هذه الدراسة، نجد أن تحليلنا للغة الصحابة من خلال معجم ودراسة دلالية قد أسفر عن مجموعة من النتائج البارزة. أولاً، قدّم تصنيف الألفاظ الدالة على الكيانات الجامدة وفق نظرية الحقول الدلالية رؤى جديدة حول كيفية تنظيم هذه الألفاظ وتفاعلها في النصوص. هذا التصنيف لم يلقِ الضوء على العلاقة بين الكلمات وسماتها التكوينية المميزة، بل أيضًا كشف عن طبيعة استخدام هذه الألفاظ في سياقات مختلفة وأثرها في بناء المعنى.

ثانيًا، أبرزت الدراسة أن النظرية الدلالية توفر أداة فعّالة لفهم أعمق لكيفية توظيف الألفاظ في النصوص، مما يساهم في توضيح كيفية تعبير الصحابة عن مفاهيم معقدة من خلال اختيارهم الدقيق للكلمات. كما أوضحت الدراسة أهمية السياق في تفسير دلالات الألفاظ، حيث يظهر أن السياق يلعب دوراً مهماً في تحديد معنى الكلمة واستخدامها بشكل فعّال.

لقد سلط البحث الضوء على كيفية تفاعل العرب مع عناصر الطبيعة، مثل السماء والأرض والنباتات، وكيف أن هذه التفاعلات قد انعكست في اللغة وعبّرت عن فلسفتهم ورؤيتهم للعالم. على سبيل المثال، استخدام لفظ "السماء" والربط بينه وبين مفاهيم الهلاك والعظمة، يشير إلى مدى تأثير هذه العناصر على تصوراتهم الدينية والأخلاقية. كما أن التنوع في استخدامات "الأرض" يعكس التباين في مفاهيمهم من خلال كونها رمزا للحياة والموت والسياسة والاقتصاد.

علاوة على ذلك، استعرض البحث دلالات المواد الطبيعية مثل الرمال والحجارة والنار والمياه، موضحًا كيف أن هذه العناصر قد شكلت جزءًا أساسيًا من الأدب العربي وأثرت في بناء هويته الثقافية. فعلى سبيل المثال، استخدام "النار" و"النور" لا يعكس فقط تباين العناصر الطبيعية، بل أيضًا التباين بين الخير والشر، وبين الهداية والضلال، مما يعزز من فهمنا لأساليب التعبير الرمزي في النصوص.

إن الألفاظ المتعلقة بالكيانات المصنعة أو الصناعية، بالرغم من كونها أقل ارتباطًا بالطبيعة، إلا أنها قدمت دلالات قيمة حول تطور المجتمع والأنشطة البشرية.

من خلال تحليل النصوص والنظر في السياقات المختلفة، يتضح أن دراسة الألفاظ في لغة الصحابة لا تقتصر على الجانب اللغوي فحسب، بل تشمل أيضًا البُعد الثقافي والتاريخي الذي يعكس علاقاتهم مع بيئتهم ومعاييرهم الاجتماعية والدينية. إن هذه الدراسة تدعونا إلى فهم أعمق للعلاقة بين اللغة والمجتمع، وتساهم في إثراء المعرفة حول كيفية تأثير البيئة على تطور اللغة.

أخيرًا، توضح النتائج أن تطبيق نظرية السمات التكوينية المميزة في تحليل الألفاظ الجامدة يمكن أن يكون له تأثير كبير على فهم اللغة في النصوص القديمة، مما يوفر أساسًا قويًا لمزيد من الدراسات المستقبلية في هذا المجال. هذه الدراسة لا تقتصر على تقديم رؤى جديدة حول لغة الصحابة، بل أيضًا تفتح آفاقًا جديدة لدراسات دلالية مستقبلية تعزز من فهمنا للغة العربية القديمة وتطورها.


المصادر والمراجع

أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء، قاسم بن عبد الله بن أمير علي القونوي، تحقيق: يحيى حسن مراد، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٤م.

 تاج العروس من جواهر القاموس، محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي، تحقيق: جماعة من المختصين، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ١٩٦٥ - ٢٠٠١ م

تكملة المعاجم العربية، رينهارت بيتر آن دُوزِي، نقله إلى العربية وعلق عليه: محمَّد سَليم النعَيمي - جمال الخياط، وزارة الثقافة والإعلام، ط١، العراق، ١٩٧٩ - ٢٠٠٠ م.

تهذيب اللغة، محمد بن أحمد بن الأزهري، تحقيق: محمد عوض مرعب، دار إحياء التراث العربي، ط١، بيروت، ٢٠٠١م.

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة، أحمد زكي صفوت، المكتبة العلمية، بيروت، ١٩٣٣م.

شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، نشوان بن سعيد الحميري اليمني، تحقيق: حسين بن عبد الله العمري - مطهر بن علي الإرياني - يوسف محمد عبد الله، دار الفكر المعاصر، ط١، بيروت، ١٩٩٩م.

الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، ط٤، بيروت، ١٩٨٧ م.

العين، أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق: مهدي المخزومي، إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، بيروت، د.ت.

القاموس الفقهي، سعدي أبو جيب، دار الفكر، ط٢، بيروت، ١٩٨٨م

الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية، أبو البقاء الكفوي، تحقيق: عدنان درويش - محمد المصري، مؤسسة الرسالة، بيروت، د. ت.

لسان العرب، محمد بن مكرم جمال الدين ابن منظور، الحواشي: لليازجي وجماعة من اللغويين، دار صادر، ط٣، بيروت، ١٤١٤هـ.

المحكم والمحيط الأعظم، أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، ط١، بيروت،٢٠٠٠ م.

المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، أحمد بن محمد بن علي الفيومي، المكتبة العلمية، بيروت، د.ت.

معجم اللغة العربية المعاصرة، أحمد مختار عبد الحميد عمر، عالم الكتب، ط١، القاهرة، ٢٠٠٨ م.

المعجم الوسيط، نخبة من اللغويين، مجمع اللغة العربية، ط٢، القاهرة، ١٩٧٢م.

معجم لغة الفقهاء، محمد رواس قلعجي - حامد صادق قنيبي، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، ١٩٨٨م.

المُغْرِب في ترتيب المعرِب، أبو الفتح ناصر الدين المطرزي، تحقيق: محمود فاخوري- عبد الحميد مختار، مكتبة أسامة بن زيد، حلب، ١٩٧٩م.

مقاييس اللغة، أحمد بن فارس، تحقيق: عبد السلام هارون، دار الفكر، سوريا، ١٩٧٩م.


 

 



([1]) شمس العلوم: ٥/٣٠٢٨.

([2]) تاج العروس: ٣٨/٣٠١.

([3]) تهذيب اللغة: ١٣/٧٩.

(4) معجم اللغة العربية المعاصرة (س م و): ٢/١١١٥.

([5]) جمهرة خطب العرب: ١/٢٢١.

([6]) الجمهرة: ١/٢١٥.

([7]) مقاييس اللغة (أ ر ض): ١/٨٠.

([8]) الجمهرة: ١/٢١٥.

([9]) الجمهرة: ١/١٨٨، ١/٢٨٨.

([10]) الجمهرة: ١/٢٠١.

([11]) الجمهرة: ١/١٨٢.

([12]) الجمهرة: ١/٢٠٠، ١/٢٧٠، ١/٤٤٦.

([13]) الجمهرة: ١/٢٦٥.

([14]) الجمهرة: ١/٢٢٨.

([15]) الجمهرة: ١/٢٦٣.

([16]) الجمهرة: ١/٢٢٠.

([17]) الجمهرة: ١/٢٠٦، ١/٢٥٥، ١/٣٤٨.

([18]) الجمهرة: ١/٢٢٨.

([19]) الجمهرة: ١/٢١٨، ١/٢٠٧.

([20]) الجمهرة: ١/٢٠١، ١/١٨٨.

([21]) الجمهرة: ١/٣٢٢.

([22]) الجمهرة: ١/١٨٣.

([23]) الجمهرة: ١/٤٤٧.

([24]) الجمهرة:١/٢١٣

([25]) الجمهرة: ١/١٨٧.

([26]) تاج العروس (س ع د): ٨/٢٠٠، ٢٠١.

([27]) الجمهرة: ١/٢٠٦.

([28]) المعجم الوسيط: ٢/٦٣٥.

([29]) الجمهرة: ١/٤٣٧.

([30]) الجمهرة: ١/١٧٤.

([31]) المعجم الوسيط (ت ر ب): ١/٨٣.

([32]) الجمهرة: ١/١٨٥.

([33]) الجمهرة: ١/١٨٢.

([34]) المعجم الوسيط (ح ج ر): ١/١٥٧.

([35]) الجمهرة: ١/١٧٤.

([36]) معجم اللغة العربية المعاصرة (ن و ر): ٣/٢٣٠٣.

([37]) الجمهرة: ١/٣٤٧، ١/٣٥٥، ١/٢٠٦.

([38]) الجمهرة: ١/٣٠٣.

([39]) الجمهرة: ١/٢٦٧، ١/١٨٥.

([40]) الجمهرة: ١/١٨٤، ١/١٨٦، ١/١٨٢.

(1) تاج العروس (ب ح ر): ١٠/١١٠.

(2) الجمهرة: ١/٢١٥.

(3) الجمهرة: ١/١٨٥.

(4) الجمهرة: ١/٢٧٣.

(5) الصحاح (ح و ب): ١/١١٧.

(6) الجمهرة: ١/٢٨٧.

([47]) الجمهرة: ١/٢١٨.

([48]) القاموس الفقهي (م ت ع)، سعدي أبو جيب، ط٢، بيروت، دار الفكر، ١٩٨٨م: ٣٥٥

([49]) الجمهرة: ١/٢٢٦.

([50]) الجمهرة: ١/١٨٧.

([51]) الجمهرة: ١/٢١٧.

([52]) تهذيب اللغة (ح ر ل): ٥/٥.

([53]) الجمهرة: ١/٢٨٥، ١/٣٠٥.

([54]) اللغة العربية المعاصرة (ك ت ب): ٣/١٩٠٢.

([55]) الجمهرة: ١/١٨٥، ١/١٨٠.

([56]) تكملة المعاجم العربية (ص و ط): ٦/٤٨٢.

([57]) الجمهرة: ١/١٨١.

([58]) تاج العروس (و ت د): ٩/٢٤٩.

([59]) الجمهرة: ١/٣٠٣.

([60]) الجمهرة: ١/٢٢٤.

([61]) المعجم الوسيط (ع ص و): ٢/٦٠٦.

([62]) الجمهرة: ١/٢١٥.

([63]) الصحاح (ه ر ا): ٦/٢٥٣٥.

([64]) لسان العرب (ج ر د): ٣/١١٨.

([65]) الجمهرة: ١/٣٠٥.

([66]) تاج العروس (و ز ن): ٣٦/٢٥٢.

([67]) الجمهرة: ١/٢٠٦.

([68]) معجم اللغة العربية المعاصرة (ر ح و): ٢/٧٣.

([69]) الجمهرة: ١/٢٧٢.

([70]) تاج العروس (ك ر ع): ٢٢/١١٩.

([71]) الجمهرة: ١/٢٢٦.

([72]) المحكم والمحيط الأعظم (ك ر ع): ٣/١٩٤.

([73]) الجمهرة: ١/٢٢٦.

([74]) المعجم الوسيط (ر م ح): ١/٣٧١.

([75]) الجمهرة: ١/٣٤٨.

([76]) الجمهرة: ١/٣٤٨.

([77]) المحكم والمحيط الأعظم (ظ ب و): ١٠/٤٢.

([78]) الجمهرة: ١/٣٤٧.

([79]) معجم اللغة العربية المعاصرة: ٢/١١٤٩.

([80]) الجمهرة: ١/٣٤٧.

([81]) تكملة المعاجم العربية (غ م د): ٧/٤٣٣.

([82]) الجمهرة: ١/٣٤٧.

([83]) المعجم الوسيط (د ر ع): ١/٢٨٠.

([84]) الجمهرة: ١/٤٢٧.

([85]) الجمهرة: ١/٤٢٧.

([86]) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (ث و ي): ١/٨٧.

([87]) الجمهرة: ١/٤٢٧.

([88]) تاج العروس (ق م ص): ١٨/١٢٨.

([89]) الجمهرة: ١/٢٧٥.

([90]) الجمهرة: ١/٤٢٧.

([91]) المعجم الوسيط (د ب ج): ١/٢٦٨.

([92]) الجمهرة: ١/٢٠٦.

([93]) تاج العروس (ع ل م): ٣٣/١٣٢.

([94]) الجمهرة: ١/٢٣٤.

([95]) معجم لغة الفقهاء (حرف اللام)، محمد رواس قلعجي - حامد صادق قنيبي، عمان، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، ١٩٨٨: ٣٩٤.

([96]) المُغْرِب في ترتيب المعرِب (ل و ي)، أبو الفتح ناصر الدين المطرزي، تحقيق: محمود فاخوري- عبد الحميد مختار، حلب، مكتبة أسامة بن زيد، ١٩٧٩، ٢/٢٥٢.

([97]) الجمهرة: ١/١٩٢.

([98]) معجم اللغة العربية المعاصرة (خ ل خ ل): ١/٦٧٦.

([99]) الجمهرة: ١/٤٢٨.

([100]) القاموس الفقهي (م ت ع)، سعدي أبو جيب، ط٢، بيروت، دار الفكر، ١٩٨٨م: ٣٥٥

([101]) الجمهرة: ١/٢٢٦.

([102]) مقاييس اللغة (ن ض د): ٥/٤٣٩.

([103]) الجمهرة: ١/٢٠٦.

([104]) الجمهرة: ١/٢٦٥/ ١/٢٦٣.

([105]) الجمهرة: ١/٢٧٤، ١/٢١٦.

([106]) القاموس الفقهي (دراهم): ١٣٠.

([107]) الجمهرة: ١/١٨٣.

([108]) الجمهرة: ١/٢٢٣.

([109]) الجمهرة: ١/٢٦٤.

([110]) الجمهرة: ١/٢٥٥.

([111]) الجمهرة: ١/٣٠٣.

([112]) الجمهرة: ١/٢٢١.

([113]) المحكم والمحيط الأعظم ( ن ظ م): ١٠/٣٢.

([114]) الجمهرة: ١/٢٣٤.

([115]) الجمهرة: ١/٣٤٨.

([116]) أنيس الفقهاء: ٧٨.

([117]) الجمهرة: ١/٣٠٣.

([118]) الكليات: ٢٣٩.

([119]) المغرب في ترتيب المعرب (ب ي ت): ١/٢٠٧.

([120]) الجمهرة: ١/٢٢١.

([121]) الكليات: ٢٣٩.

([122]) الجمهرة: ١/٢٢٢.

([123]) الجمهرة: ١/١٨٢.

([124]) المغرب في ترتيب المعرب: ١١٩.

([125]) الجمهرة: ١/٢٠١.

([126]) الجمهرة: ١/٢١٦.

([127]) شمس العلوم: ٤/٢٦٧٧.

([128]) الجمهرة: ١/٣٤٧.

([129]) المعجم الوسيط (ح ج ل): ١/١٥٨.

([130]) الجمهرة: ١/٤٢٩.

([131]) الكليات: ٢٣٩.

([132]) معجم لغة الفقهاء: ١١٢.

([133]) المصباح المنير (ك ع ب): ٢/٥٣٤.

([134]) الجمهرة: ١/٢١١.

([135]) لسان العرب (س ج د): ٣/٢٠٤.

([136]) الجمهرة: ١/١٨٣.

([137]) المعجم الوسيط (صومع): ١/٥٢٣.

([138]) الجمهرة: ١/١٩٧.

([139]) الجمهرة: ١/٢٦٥.

([140]) الجمهرة: ١/٤٣٧.

([141]) المعجم الوسيط (ن ب ر): ٢/ ٨٩٧.

([142]) الجمهرة: ١/٢٥٦.

([143]) الجمهرة: ١/٤٢٧.

([144]) العين: ٥/٣٠٦.

([145]) الجمهرة: ١/٣٤٧.

([146]) الجمهرة: ١/١٨٢.

([147]) معجم اللغة العربية المعاصرة (س و ح): ٢/١١٢٩.

([148]) الجمهرة: ١/٢١٦

([149]) المحكم والمحيط الأعظم (ع ر ص): ١/٤٣٢.

([150]) الجمهرة: ١/٢٣٦.

([151]) الجمهرة: ١/٢٧٢.

([152]) الجمهرة: ١/١٨٢.

([153]) معجم اللغة العربية المعاصرة (ب ل د): ١/٢٣٩.

([154]) الجمهرة: ١/٢١٣.

([155]) الجمهرة: ١/١٨٢.

([156]) لسان العرب (ثوا): ١٤/١٢٥.

([157]) الجمهرة: ١/٢١٤.