د. كريم الباسطي، السياســة والوعــظ، مقاربة حجاجية لنماذج من خطب الخوارج والأمويين، الإيتوس بين الإيديولوجيا ومخالفة القول للعمل ......................... 197- 231
الملخص:
يعد الوعظ نشاطا إنسانيا يحركه الدين ويدور في مداره، له مقصدان إما تذكير وإما إخافة. وأن يكون كذلك فهذا لا يعني أنه تقويمي تصحيحي أبدا، ذلك أنه قد يتدثر بدثار الإيديولوجيا ويلتبس بالسياسة فيصير أداة تسخير ومطية لتحقيق غايات أخرى.
وقد حاولنا في هذه المقالة أن نعالج حدود تداخل خطابي الوعظ والسياسة في خطب الخوارج وبعض حكام بني أمية في شخص الحجاج بن يوسف الثقفي، ساعين إلى الوقوف عند وظيفة الوعظ في الخطاب السياسي وأدواره، مستعينين بالبلاغة القديمة كما أصلَّ لها أرسطو في خطابته، والتي تضمنت مكونات أصول هي على التوالي الإيتوس والباتوس واللوغوس، وقد اقتصرنا على مكونها الأول واستثمرنا مكونها الثاني لنرصد كيفية بناء الخطيب صورةَ عن نفسه أو جماعته تحت محور الإيتوس بين القناعة الإيديولوجية ومخالفة القول للعمل، وأن نرصد من جهة أخرى تهافت بعض هذه الخطب، وانتهينا إلى أن الوعظ يُسخَّر في الخطاب السياسي لإضفاء الشرعية والتزكية، وأنه في كثير من الأحيان ينزلق عن مساره ويصبح توظيفه فجا.
الكلمات المفتاحية:
الوعظ، السياسة، الإيتوس، الباتوس، الحجج