حقيقة التبادر عند الأصوليين

 ......................... د.عبد الله عبد المومن

الملخص:

تُعنَى المباحثة بموضوع "التبادُر" لكثرة وروده عند الأصوليين، وهو مبحث مشترك بين علم اللغة وعلم أصول الفقه، لكنه أخذ طابعا متميزا في دواوين الأصول؛ حيث جعلوه من أدوات الكشف عن الحقائق، وطرق تمييزها، وضبط إطلاقاتها، ومن ثم قالوا: التبادر دليل الحقيقة، والتبادر أمارة الحقيقة، بل لا يوجد التبادر إلا في الحقيقة، ويتأتّى ذلك من منطلق تصورات ذهنية تعتزم السبق إلى الفهم، وتغليب الظن على قضية معينة مرادة، يكون البناء عليها في درك حقيقتها، وابتناء قضايا اللغة على الفطرة مما لا غنى عنه في الإثبات الذهني لكل مداخلها، والقواعد الأصولية قواعد لغوية كما لا يخفى، ومدارها كلية على الفهم والإدراك، وقد قاربت المدارسةُ ضبطَ حقيقة التبادُر عند الأصوليين، في بادرة غير مسبوقة بالبحث والتناول على الظن الغالب، وقام ذلك على ضبط المصطلح من حيثُ اللغةُ والاصطلاح، وعلاقاته ومشتقاته وضمائمه في مساره التوظيفي في علم أصول الفقه، وهو ما أضاف ضوابط مهمة إلى تعريفه وتوصيفه، مع الإلمام بمُوَجِّهات اعتباره، بوصفه معيارا لتبيّن الدلالات في علم الأصول، وكذا العناية بضوابطه بين الإعمال والإهمال، وصور من توظيفاته في أقطاب الأصول المتعددة، وأخيرا نتائج وآثار إعماله فيما يتوصل إليه من الحقائق، والدقائق، والإشارات.

الكلمات المفتاحية:

التبادُر، دليل الحقيقة، أدوات الكشف عن الحقائق، أصول الفقه.