التطور الدلالي في المعجم العربي

الأساسي

 

Semantic Change in al-Mu’jamu’l-Arabi el-Esâsî

 

el-Mu’cemü’l-Arabiyyü’l-Esâsî’de Anlam Değişmesi 

 

Kanatbek OROZOBEKOV

باحث دكتوراه، جامعة قسطمونى، تركيا

PHD Student, Kastamonu University, Turkey

Lisansüstü Araştırmacı, Kastamonu Üniversitesi, Türkiye

البريد الإلكتروني/ E-mail: kanatbek-furkan@mail.ru

معرف (أوركيد)/Orcid ID : 0000-0002-9168-1264

بحث منشور بمجلة (ضاد مجلة لسانيات العربية وآدابها) المجلد الثالث- العدد الخامس– أبريل 2022

للاطلاع على البحث pdf

 

 

الملخص:

لكل لغة معاجم خاصة تتحدث عن معاني ألفاظها ودلالاتها، وللغة العربية معاجمها الخاصة مثل العين وتهذيب اللغة ولسان العرب والقاموس المحيط وتاج العروس، ومن المعجمات العربية الحديثة (المعجم العربي الأساسي) للناطقين بالعربية ومتعلميها، من تأليف وإعداد جماعة من كبار اللغوين العرب، بتكليف من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وصدر سنة 1988م، وهذا المعجم كما جاء في مقدمته مخصص للناطقين بغير العربية ممن بلغوا مستوى متوسطا أو متقدما في دراستها، كما أنه معين للمدرسين والطلبة الجامعيين، وعامة المثقفين من العرب وغيرهم من متعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها، وهو معجم  اهتم بذكر ما حدث من تطور دلالي في بعض الألفاظ التي وردت فيه، وهو الأمر الذي دفعني لدراسة هذه الظاهرة فيه، واستخدمت المنهج الوصفي التحليلي بحيث وصفت وحللت الألفاظ الموجودة في المعجم العربي الأساسي التي أشار إلى أن تطورا دلاليا حدث فيها.

الكلمات المفتاحية:

علم الدلالة، المعجم العربي الأساسي، التطور الدلالي، التضييق الدلالي، التوسيع الدلالي.

للاستشهاد/ Atif İçin / For Citation OROZOBEKOV :، Kanatbek. (2022). التطور الدلالي في المعجم العربي الأساسي. ضاد مجلة لسانيات العربية وآدابها. مج3، ع5، 169- 204   https://www.daadjournal.com/.

 

 

Each language has its own vocabularies that describe the meanings and connotations of words. The Arabic language also has its own dictionaries such as “ al-‘Ayn”, “ Lisan al-Arab”, “Et-Tehzib al-Luga”, “Qamus al-Muhit”, “Taj al-Arus”. Among the modern Arabic dictionaries, which is intended for native speakers and learners, is a dictionary called “al-Mujamu’l-Arabiyyu’l-Esasi”, which was published in 1988 and prepared and written by a group of senior Arabic linguists on behalf of the Arab Organization for education, culture and science. This dictionary, as stated in its introduction, is intended for non-Arabic speakers who have reached an intermediate or advanced level in their study of the Arabic language. It is also an assistant for lecturers and university students, and the general Arab intellectuals and other non-native learners of the Arabic language. It is a dictionary interested in addressing the Semantic change that occurred in some of the words that were mentioned in it. This is what made me study this phenomenon in it, and I used the descriptive-analytical method, as I demonstrate and analyzed the vocabularies found in the Mujemul-Arabiyyu’l-Esasi dictionary, which indicated that a Semantic Change occurred in it.

Keywords:

Semantic, al-Mujamu’l-Arabiyyu’l-Esasi, Semantic Change,   Narrowing of Meaning, Widening of Meaning.

 

 

Özet:

 

Her dilin kendi kelimelerinin anlamlarını ve çağrışımlarını anlatan kendi sözlükleri vardır. Arap dilinde de “Ayn”, “Lisânü’l-Arab”, “et-Tehzib fi’l-Lüğa” “el-Muhît”, “Tâcu’l-Ârûs gibi sözlükler vardır. Arapça konuşanlar ve öğrenenler için, Arap Eğitim, Kültür ve Bilim Örgütü tarafından görevlendirilen bir grup kıdemli Arap dilbilimci tarafından yazılan, hazırlanan ve 1988’de yayınlanan “el-Mu’cemü’l-Arabiyyü’l-Esâsî” sözlüğü, Modern Arapça sözlükler arasında bulunmaktadır. Mukaddimesinde belirtildiği gibi bu sözlük, çalışmalarında orta veya ileri seviyeye ulaşmış ana dili Arapça olmayanlar için tasarlanmıştır. Bu sözlükte on altı bini aşan birçok kanıt ve modern ifadeler bulunmaktadır, Bu bizi “el-Mu’cemü’l-Arabiyyü’l-Esâsî” sözlüğünün bir yönü olan anlam değişimi konusunu incelemeye teşvik etmiştir. Sözlükte yer alan ve anlamsal bir değişim gösteren kelimeler betimsel-analitik yöntemle ele alınmıştır.

 Anahtar Kelimeler:

 Anlambilim, el-Mu’cemü’l-Arabiyyü’l-Esâsî, Anlam Değişmesi, Anlam Daralması, Anlam Genişletilmesi.

 

 

تقديم:

التطور في اللغة أمر حتمي يشبه أن يكون وجهًا من وجوه تطور الحياة نفسها، وهو في معناه البسيط: “التغیر الذي یطرأ على اللغة سواء أصواتها أو دلالة مفرداتها، أو في الزیادة التي تكتسبها اللغة أو النقصان الذي یصیبها، وذلك كله نتیجة عوامل مختلفة ترتبط ارتباطا وثیقا بحیاة الأمم في كافة مجالاتها”([1]).

1.  مفهوم التطور الدلالي:

قبل أن نبدأ في معالجة نماذج التطور الدلالي في المعجم العربي الأساسي؛ علينا أولا أن نقف عند مصطلح (التطور الدلالي)، ومفهومه؛ حيث “يمثل تحرير المصطلحات ضابطا مهما لأي علم من العلوم … ويؤدي الاضطراب في المصطلح أو عدم دقته أو تشويشه إلى ضرر بالغ، قد يصل الأمر معه إلى أن يكون ذلك الاضطراب مستهدفا في ذاته، وهو ما يمكن تسميته بحرب المصطلحات”([2]).

  وأما عن مصطلح (التطور)؛ فيعدّ التغيّر والانتقال من شكل إلى شكل آخر، أو من واقع إلى واقع أفضل المفهوم السائد له، غير أنّ هذا المفهوم ليس شرطا أن يكون معياريا؛ بمعنى أنّ التطوّر ربما لا يكون بالضرورة انتقالا إلى الأفضل، خاصة فيما يتّصل بموضوع اللّغة واغيرها، فقد يكون التطوّر سلبيا بما يؤدي أن يُحكم على مفردة ما بالموت والزوال والانقراض، ومن ثم فـ”استخدام اللّغويّين المحدثين لكلمة )التطوّر( لا يعني تقييم هذا التطوّر والحكم عليه، فإنّه لا يعني عندهم أكثر من مرادف لكلمة )التغيير)”([3]).

وبالعودة إلى جذور لفظة (التطور) في المعاجم اللغوية القديمة نجد أن ابن منظور يورد في مادة (ط و ر) المعاني التالية: “الطور: التارة، تقول: طورًا بعد طورٍ، أي تارة بعد تارة، وجمع الطّورِ أطوارٌ، والنّاسُ أطوارٌ، أي أخْيَافٌ على حالات شتىّ، والطّور: الحال، وجمعه أطوارٌ، وقال ثعلب: أطوارًا أي خِلقًا مختلفة كلّ واحدة على حدة والأطوار: الحالات المختلفة والتارات والحدود،وحدها طور،والطّور: الحد بين الشيئين”([4]).

إذًا مفهوم التطور لا يعني التقدم ضرورة، بل هو الانتقال من طور إلى آخر، أي من شكل إلى آخر أي (التغير) و(التحول) و(الانتقال) من حالة إلى أخرى.

أما مصطلح (الدلالة) فيشير إلى (المعنى)، والمعنى هو الشيء المقصود من كلام المتكلم، وهذا المفهوم هو ما يذهب إليه معظم دارسي اللغة، ومجال الدرس الدلالي هودراسة المعنى اللغوي على صعيدي المفردات والتركيب، وإن كان المفهوم السائد هو اقتصار علم الدلالة على دراسة المفردات وما يتعلق بها من مسائل”([5]).

يقول ابن فارس في مادة (د ل ل): “الدال واللام أصلان: أحدهما إبانة الشيء بأمارة تعلمها، والآخر اضطراب في الشيء، فالأول قولهم دللتُ فلانًا على الطريق، والدليل: الأمارة في الشيء، وهو بين الدَّلالة والدِّلالة([6])،  وقول ابن فارس يعبر عن أن الدلالة تعني بيان المعنى والإشارة إليه، وإيضاحه للسامع.

وقد أورد ابن منظور في مادة (د ل ل): “دلل: أدلّ عليه، والدّالة: ما تدل به على حميمك… وفلان يدلّ على أقرانه كالبازي يدلّ على صيده… ودلّه على الشيء يدلّه دلًّا ودلالةً فاندلّ: سدده إليه، ودللته فاندلّ، والدليل: ما يستدلّ به”([7]).

فانطلاقا من هذا الذي ذكره ابن منظور نستنتج أن الدلالة بالنسبة إلى الألفاظ هي: ما تدلنا عليه من معان توضح هدف المتكلم من كلامه.

أما عن مصطلح (الدلالة) عند الغربيين فقد عبروا عنه بما يصطلح عليه بكلمة (semantic) ذلك المصطلح الذي ظهر أول ما ظهر عند ميشال بريال وهو يعني عندهم “الدراسة التاريخية لتغيرات معاني الكلمات([8])،  وعليه يكون مفهوم الدلالة: “المعنى الذي يمكن أن تحمله المفردات”([9]).

وبالنظر إلى ما سبق  يكون مفهوم) التطور الدلالي (هو: “التغير الذي يطرأ على المفردة، سواء أكان المعنى المتطور دلاليا جديدًا أم كان قريبًا من الدلالة السابقة، أو حتى لو انقرض المعنى الأساسي للكلمة”، ويكون إطلاق لفظ )التطوّر( على هذه الحالة باعتبار كون المفردة تنتقل من طور إلى طور؛ أي من حال إلى حال ([10]).

2.  عوامل التطور الدلالي، وأسبابه:

بعدما تطرقنا إلى مفهوم التطور الدلالي سنعرج على الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه، وهي أسباب كثيرة تناولها الدارسون بالشرح والتفصيل، لكننا سنحاول إيجازها قدر الإمكان.

تنوعت أسباب التطور الدلالي بتنوع العوامل المؤثرة في تطور اللغة، ويمكن إجمال عوامل التطور الدلالي، في نوعين من العوامل:

       عوامل خارجية: تتعلق بالبيئة الاجتماعية والتاريخية والثقافية والنفسية.

       عوامل داخلية تتعلق باللغة نفسها وهي الأسباب أو العوامل الصوتية والاشتقاقية والنحوية والسياقية التي نميزها من خلال الاستعمال.

أولا: العوامل الخارجية: هي تلك العوامل التي خرجت عن إطار اللغة، فتَرِدُ عليها لتغيّر بنيتها وأحكامها وإن كانت غير ذات طبيعة لغوية، وتتجسد في عوامل اجتماعية ونفسية وتاريخية([11]).

أسباب اجتماعية: إن الثورات الاجتماعية ولا سيما الفكرية والتطور الاجتماعي بسبب ما تؤدى إليه من تبدل الأشياء التي يراها الإنسان، أو يستعملها، وتبدل المفاهيم تؤدى في غالب الأحوال إلى تطور لغوى، فتموت ألفاظ وتحيا أخرى، وتتبدل معاني بعض الألفاظ، وهي التي كان لها معنى، واستعيرت لمعنى جديد، هو نتيجة تلك الثورة، أو ذلك التطور الفكري، إن انتشار أديان، أو مذاهب اجتماعية جديدة يقترن غالبا بظهور مفردات لغوية جديدة في صياغتها، أو في معناها على الأقل للدلالة على المفاهيم الجديدة([12]).

الاستعمال: الاستعمال هو السبب الأساسي في جميع التغيّرات الدلالية الطارئة، ([13]) يقول إبراهيم أنيس في كتابه (دلالة الألفاظ): الألفاظ لم تخلق لتحبس في خزائن من الزجاج أو البلور، فيراها الناس من وراء تلك الخزائن، ثم يكتفون بتلك الرؤية العبارة، ولو أنها كانت كذلك لبقيت على حالها جيلا بعد جيل دون تغير أو تحوّل، ولكنها وجدت ليتداولها الناس، وليتبادلوا بها في حياتهم الاجتماعية، كما يتبادلون بالعملة والسلع، غير أن التبادل بها يكون عن طريق الأذهان والنفوس تلك التي تباين بين أفراد الجيل الواحد والبيئة الواحدة، في التجربة والذكاء، وتتشكل وتتكيف الدلالة تبعا لها([14]).

وقد رأى إبراهیم أنیس أن الاستعمال یتضمن ثلاثة عناصر: سوء الفهم، وبلى الألفاظ والابتذال.

سوء الفهم: وتلك تجربة قد يمر بها كل منا، حين يسمع اللفظ للمرة الأولى فيسيء فهمه، ويوحى إلى ذهنه دلالة غريبة لا تكاد تمت إلى ما في ذهن المتكلم بأية صلة، ثم قد لا تتاح لهذا السامع فرص أخرى لتصحيح خطئه، ويبقى اللفظ في ذهنه مرتبطا بتلك الدلالة الجديدة([15]).

ومن عوامل التطور الدلالي سوء الفهم، وهو عامل له صلة بـ (القياس) لأن الإنسان يقيس ما لم يعرف على ما عرف من قبل، ويستنبط على أساس هذا القياس، فيصيب في استنباطه حينًا، ويصل إلى الدلالة الصحيحة، ويخطئ حينا آخر، فيستخرج دلالة جديدة، قد تصادف الشيوع والذيوع بين الناس، وقد سبق أن عرفنا أن كلمة: (عتيد) تطورت دلالتها في أذهان الناس، إلى معنى (عتيق)، أو (عنيد) بسبب القياس الخاطئ على هاتين الكلمتين([16]).

بلى الألفاظ: أما العنصر الثاني للاستعمال فنراه حين يصيب اللفظ بعض التغير في الصورة ويصادف بعد ذلك أن يشبه لفظًا آخر في صورته، فتختلط الدلالتان، ويصبح اللفظ مما يسمى بالمشترك اللفظي، فتطور (السين) في كلمة مثل (السغب) إلى حرف مناظر لها في المخرج والهمس كـ (التاء) ينتج لنا صورة جديدة للكلمة تماثل تمام المماثلة كلمة أخرى موجودة فعلا وتعنى (الدرن والوسخ) وهي كلمة “التغب”، ويترتب على هذا التطور الصوتي تطور دلالي هو أن يصبح للفظ الواحد أكثر من دلالة واحدة ([17]).

الابتذال: وهو العنصر الثالث للاستعمال، وهو الذي يصيب الألفاظ في كل لغة، لظروف سياسية أو اجتماعية أو عاطفية، فمثلا كلمة: (الحاجب) كانت تعني في الدولة الأندلسية (رئيس الوزراء)، ثم صارت على النحو المألوف الآن([18]).

ولعل أوضح الأسباب في ابتذال بعض الألفاظ، تلك التي تتصل بالناحية النفسية العاطفية، وذلك كأن يكون اللفظ قبيح الدلالة، أو يتصل بالقذارة والدنس، أو يرتبط بالغريزة الجنسية، فهنا نلحظ أن كل اللغات تفقد بعضًا من ألفاظها التي تعبر عن هذه النواحي، فتندثر تلك الألفاظ أو تنزوي، ويحل محلها لفظ آخر أقل وضوحا في دلالته، وأكثر غموضًا أو تعمية([19]).

الحاجة إلى ألفاظ جديدة: كثيرا ما تدعو الحاجة الناس في المجتمع إلى استحداث معان تناسب التطورات الجديدة التي ظهرت بسبب الاختراعات العلمية، أو بروز تخصصات علمية جديدة تحتاج إلى مصطلحات خاصة وغير ذلك من العوامل المتعلقة بما يحتاج الناس إلى تسمية من الأشياء التي لم يضع لها القدماء ألفاظا لأنها لم تكن موجودة عندهم.

وقد تلجأ المجتمعات في مثل هذه الحالات إلى الاقتراض اللغوي باستعمال كلمات أجنبية لكنّهم في الغالب يستعملون كلمات ذات مدلولات أصلية قديمة في مسميات جديدة دفعتهم الحاجة إلى تسميتها عند التخاطب في شأنها، وعندما يشيع استعمال الكلمات القديمة في المسميات الجديدة غالبا ما تنسى المعاني الأصلية الأولى ويصير المعنى الجديد هو المتبادر مباشرة عند الإطلاق، والأمثلة على ذلك في حياتنا المعاصرة كثيرة جدًّا كثرة المصطلحات العلمية المتخصصة، والمقتنيات الجديدة التي صارت منتشرة بسبب التطورات الصناعية والتكنولوجية([20]).

يقول إبراهيم أنيس: “…وهكذا وجدنا أنفسنا أمام ذلك الموج الزَّاخر من الألفاظ القديمة الصورة الجديدة الدلالة، يمثل لذلك بكمات مثل: المدفع والدبّابة والسيارة والقاطرة والثلاجة والسخان والمذياع والذبذبات والتسجيل والجرائد والصحف والمجلات، والمحافظة والأقسام والمرور؛ وغير ذلك من آلاف الألفاظ التي أحياها الناس واشتقّوها وخلعوا عليها دلالات جديدة تطلّبتها حياتهم الجديدة، وتتم هذه العملية عادة عن طريق الهيئات والمجامع اللغوية، أو قد يقوم بها بعض الأفراد من الموهوبين في صناعة الكلام كالأدباء والكتاب والشعراء، ثم تفرض تلك الألفاظ في وضعها الجديد على أفراد المجتمع للتّداول والتّعامل بها”([21]).

العوامل التاريخية والثقافية: وتنضوي العوامل التاريخية والثقافية تحت الأسباب الاجتماعية عند عدد من الباحثين؛ لأن التاريخ والثقافة والسلوك وطرق العيش تأتلف لتشكّل ملامح المجتمع البشري، فمن العوامل التاريخية ما يدل على (تطور) الأشياء، مع بقاء الأسماء دونما تغيير، وهذا ما يُنتج صورًا متعددة من التغيُّر الدلالي، فكلمة (ريشة) مثلا، كانت تدلّ في العربية على ريشة الطائر، ثم على أداة الكتابة، ثم على الفرشاه في الرسم، ثم على وسيلة الخلق والتكوين الفني، كما في قولنا: ريشة الشاعر، ولأن سبب هذا التغيّر في الدلالة راجع إلى عامل تاريخي؛ فإن كلمة (plume) أي الريشة في الفرنسية تعرّضت لمثل ذاك التغيّر في كلمة ريشة العربية([22]).

العوامل النفسية: تنفرد العوامل النفسية بدور مهمّ في إحداث التغيّر الدلالي([23])،  يتأثر الناس عادة سلبا أو إيجابا بما يستعملونه أو يسمعونه من كلمات، لذلك تجدهم يميلون إلى تلطيف بعض العبارات ذات الدلالات النفسية المخيفة أو المستقذرة، فيؤدّي هذا التلطيف إلى ظهور عدّة تغيّرات دلالية([24])، إن الآداب الاجتماعية والحياء والاشمئزاز والتشاؤم والتفاؤل كلها أسباب نفسية تدعو إلى تجنب كثير من الألفاظ والعدول عنها إلى غيرها من الألفاظ التي يُكْنَى بها عن الأشياء التي يُسْتَحَى من ذكرها، أو يُخاف أو يُتَشَاؤم من التلفظ بأسمائها، وذلك كبعض أعضاء الانسان وأفعاله وبعض الأمراض والعاهات وبعض أنواع الحيوان([25]).

ويظهر ذلك واضحا في ألفاظ التفاؤل التي تقولها الناس للدلالة على ضدها تيمنًا أو تحاشيا لما تنفر منه النفس، ومثال ذلك قال أبو عبيد في حديثه عليه السلام حين قال (فلعل طبا أصابه ثم نشره بقل أعوذ برب الناس)، قال أبو عبيد قال الأصمعي: الطب: السحر وإنما كنى عن السحر بالطب كما كنى عن اللديغ بالسليم، والطب: الرجل الحاذق بالأمور”([26]).

ومن ذلك ترك الألفاظ التي تدل على شيء يقلق النفس، ويخلق فيها نزعة التشاؤم كمرض السرطان فبدلا من التصريح باسمه يقال عنه (المرض الخبيث)، ويكنى عن (الموت) بالذهاب والوفاة وفيضان الروح، كما يكنى عن (الحمى) في الأرياف بـ (المبروكة).

وربما تدعو الحالة النفسية إلى ترك لفظ واستعمال آخر في موضعه احترازا من اللفظ الأول، ودلالته التي تؤثر في النفس تأثيرا سيئا، ويؤدي ذلك إلى تطور دلالة اللفظ الثاني.

ومن أمثلة ذلك ترك الألفاظ التي كانت تستعمل للتبول والتبرز إلى استعمال كلمات كنائية كـ (قضاء الحاجة) و(بيت الأدب) و(دورة المياه) ونحو ذلك وقد تستعمل في هذا الصدد كلمات أجنبية مثل – كبانية…الخ([27]).

وللتشاؤم دور نفسي واضح في النفور من بعض الكلمات واستبدالها ببعض الكلمات الدالة على التفاؤل، وهذا السبب له أثر واضح في نشأة ظاهرة الأضداد في اللغة، ومن الأمثلة المشهورة في ذلك كلمة “المفازة” التي يؤكد اشتقاقها أنها من الفوز بمعنى النجاة، لكنّ تشاؤم العرب من الصحراء المهلكة جعلهم يتفاءلون بتسميتها مفازة، وذلك مثل تسميتهم اللديغ سليما تفاؤلا بالسلامة([28]).

ثانيا: الأسباب الدّاخلية: وتشير الأسباب الداخلية إلى كلّ ما يتّصل باللغة، كالأسباب الصوتية والاشتقاقية والنحوية والسياقية التي تظهر في مدار الاستعمال([29]).

الأسباب الصوتية: قد يكون التطور الصوتي سببا في التطور الدلالي أحيانا، فثبات أصوات الكلمة يساعد على ثبات معناها وتغيرها يذلل أحيانا السبيل إلى تغيره([30]).

 ويعود هذا السبب إلى بعض التغيّرات في النطق بسبب قلب حروف بعض الكلمات، أو تقارب مخارج حروف كلمتين، فينتج عن التغيّرات في النطق تبدّل معاني بعض الكلمات([31]).

وقد درس اللغويون العرب الوحدات الصوتية وبينوا أثرها في تغير المعنى ويظهر ذلك بوضوح في بحث الاشتقاق الأكبر عند ابن جني، وتفريقه بين معانيها نتيجة تغير وحدة صوتية في ألفاظ مثل “قطم – قطف – قطع – قطش – قط”، وكذلك في تغير حركات الإعراب التي تعتبر وحدات صوتية في العربية؛ لأنه يتغير المعنى تبعا لتغيرها، فهي تفرق بين الاسم والفعل “عَمَل وعَمِل” وبين اسم الفاعل واسم المفعول “مُوحِّد ومُوحَّد”، وغير ذلك([32]).

وكلمة (كماش) بمعنى: نسيج من قطن خشن، فقد تطوّر صوت الكاف فيها إلى (قاف) فاختلطت بذلك مع كلمة (قماش) العربية التي معناها أراذل الناس، وما وقع على الأرض من فتات الأشياء، ومتاع البيت، فأصبحت هذه الكلمة العربية، ذات دلالة جديدة على المنسوجات([33]).

وهو تغير يصيب أحد أصوات اللفظ مما يجعله يتفق مع لفظ آخر في صورته الصوتية مع حمل كل منها دلالة مختلفة عن الآخر، ويجمعها الرواة وتسجلها معاجم اللغة على أنهما بفظ له دلالتان، ومثال ذلك: قال أبو عبيد “الفروة من الفراء، والفروة جلدة الرأس، والفروة: اليسرة، يقال: فلان ذو فروة وذو ثروة، فقد حملت فروة دلالة ثروة وهي اليسرة، بسبب إبدال الفاء بالثاء”([34]).

ومن ذلك مثلا كلمة “دعم” التي معناها قوّي، وكلمة “دحم” التي معناها دفع بشدّة ولمّا كان حرف الحاء مخرجه الحلق كحرف العين وقع بينهما تشابه في النطق جعل عددا من الناس يخلطون بين دعم ودحم، فصارت كلمة دعم تحمل معنى كلمة دحم، حتى صار الدعم والدحم سواء([35]).

أسباب اشتقاقية: إن ظاهرة الاشتقاق من العوامل المؤدية إلى تغيّر دلالة بعض المفردات، فقد يحدث بسبب تشابه الأصول، والخلط بين أصلين من أصول الاشتقاق يُغيّر الدلالة، ويجعل معنى أحدهما قريبا من الآخر([36])،  وتسهم الأسباب الاشتقاقية التي تنتج عن مجانسة في الأصول في إبراز أمثلة من تغيّر الدلالة، إن الخلط بين أصلين من أصول الاشتقاق يقود إلى تقريب معنى أحدهما من الآخر توهُّمًا، من ذلك أن معنى قولهم (ضَرَبَه فأَشْوَاه): ضربه فأصاب شَوَاه، والشّوى: أطراف الجسد كاليدين والرجلين، وقحف الرأس، وظاهر الجلد، واحدته: شواة، لكنّ ابن مكي الصقلي ينقل عن أهل عصره أنهم يعنون بذلك: ضَرَبَه فأحرقه، كما يُشْوَى اللحم في النار، والسبب في هذا هو تقارب الكلمتين: (شَوَى)، بمعنى أحرق، و(شَوَى) جمع شَوَاة، بمعنى الجلد أو أطراف الجَسَد([37]).

أسباب سياقية: يعد السّياق أحد عوامل التّغيّر الدّلالي، وذلك من خلال ضروبه المختلفة، فتكون الكلمة واحدة غير أنّ معناها يختلف من تركيب إلى آخر، فلو أخذنا كلمة ما وجعلناها في تراكيب عدّة لاتّخذت أوضاعا مختلفة، ومن الأمثلة التي يمكن أن نستشهد بها للاستدلال على المعنى السياقي، أنّ كلمة (كتاب) ترد في سياقات متعدّدة، ويكون لكلّ واحد من سياقاتها معنى مختلف عن معانيها في السّياقات الأخرى، على نحو ما هو موضح في الأمثلة الآتية([38]):

1 – للرافعي كتاب عنوانه: وحي القلم.

 2 – ﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه﴾([39])

3 – وصلني كتاب رسمي من المؤسسة.

4 – ﴿إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا﴾([40]).

فقد وردت كلمة (كتاب) بمعان مختلفة، فمثلا في الجملة الأولى انصرفت كلمة (كتاب) لتكون دال على مؤلف، أما في المثال الثاني فدلت كلمة (كتاب) على القرآن الكريم، وفي المثال الثالث دلت على الخطاب الرسمي، وفي الآية الأخيرة دلت الكلمة على فريضة الصلاة.

أسباب نحوية: عوامل تتعلق بالقواعد، فقد تذلل قواعد اللغة نفسها السبيل إلى تغير مدلول الكلمة، وتساعد على توجيهه وجهة خاصة، فتذكير كلمة “ولد” مثلا في العربية (ولد صغير) قد جعل معناها يرتبط في الذهن بالمذكر، ولذلك أخذ مدلولها يدنو شيئا فشيئا من هذا النوع حتى أصبحت لا تطلق في كثير من اللهجات العامية إلا على الولد من الذكور([41]).

3.  مظاهر التطوّر الدّلالي:

للتطور الدلالي مظاهر معدودة، نصّ عليها الباحثون في علم الدلالة، وهي – وإن كانوا مختلفين في بعضها فإنهم متفقون على ثلاثة–:

1 – تخصيص الدلالة.

2 – تعميم الدلالة.

3      – انتقال مجال الدلالة.

أولا: تخصيص الدلالة أو تضييق المعنى: هو كما قال د. أحمد مختار عمر: “يعني تحويل الدلالة من المعنى الكلي إلى المعنى الجزئي أو تضييق مجالها، وعرفه بعضهم بأنه تحديد معاني الكلمات وتقليلها([42]).

ومن أمثلة ذلك ما يتحدث به المناطقة والفلاسفة عن دلالة اللفظ، ويسمونها بالدلالة العامة لأنها تنطبق على كل فرد من طائفة كبيرة، ويصفون اللفظ حينئذ بأنه “كلّيّ” مثل كلمة “شجرة” التي تطلق على كل ما في الكون من الأشجار، فإذا تحدّدت الدلالة أو ضاق مجالها، قيل إن اللفظ أصبح جزئيًّا وقيل إن الدلالة قد تخصّصت، فقولنا “شجرة البرتقال” يَستَبْعِدُ آلافا أو ملايين من أنواع الأشجار الأخرى، فهي لذلك أخص في دلالتها من كلمة “شجرة”، وقولنا “شجرة البرتقال المصرية” أخص في الدلالة من “شجرة البرتقال”، وما تزال الدلالة تتخصص حتى تصل إلى العَلميّة أو ما يشبهها، فقولنا “شجرة البرتقال في حديقتنا” يصل بالدلالة إلى أضيق الحدود، وتكاد تكون الدلالة هنا كالدلالة في الأعلام وأسماء الأشخاص كمحمد وعلى وأحمد، ونحو ذلك([43]).

وتحدث الإمام جلال الدين السيوطي عن هذا المظهر من مظاهر التطور الدلالي “تخصيص الدلالة” ضمن كتابه “المظهر” سماه “معرفة العام والخاص” وتحدث فيه عن اللفظ (العام المخصوص) وهو: “اللفظ الذي وضع في الأصل عامًا، ثم خصّ في الاستعمال ببعض أفراده وقد ذكر ابن دُريد أن الحجّ أصله قصْدُك الشيء وتجريدك له، ثم خُصّ بقَصْدِ البيت”([44]).

وأمثلة التخصيص كثيرة منها: كلمة “السّبت، فإنه في اللغة الدّهْر، ثمّ خُصَّ في الاستعمال لغة بأحد أيام الأسبوع، وهو فرد من أفراد الدّهر ([45]).

إذًا فهذا النوع من أنواع التطور الدلالي يقصر مدلول اللفظة التي كانت تدل على مدلولات عامة ومتعددة، إلى مدلول محدد ومعنى معين ومحصور.

ثانيا: تعميم الدّلالة أو توسيع المعنى: وهو عكس المظهر السابق؛ حيث يتسع مجال الدلالة، ليشمل أكثر مما كان عليه، فبعد أن كانت الدلالة جزئية صارت كلية، فكما يصيب التخصيص دلالة بعض الألفاظ قد يصيب التعميم بعضها الآخر، غير أن تعميم الدلالات أقل شيوعا في اللغات من تخصيصها، وأقل أثرا في تطور الدلالات وتغيرها، وهناك أمثلة لهذا التعميم في الدلالات ما نلحظه لدى الأطفال حين يطلقون اسم الشيء على كل ما يشبهه لأدنى ملابسة أو مماثلة، وقد يطلق الطفل لفظ “الأب” على كل رجل يشبه أباه في زيه أو قامته أو لحيته أو شاربه، وقد يطلق لفظ “الأم” على كل امرأة تشبه أمه في ثيابها وشعرها وصورتها، وتبدو هذه الظاهرة واضحة جلية حين يعبر الطفل عن أنواع الحيوان والطيور، فقد يسمى كل طائر “دجاجة” وكل حيوان كبير حمارا أو حصانا، ويتوقف مسلك الطفل إلى حد كبير على بيئته، وتجاربه فيها([46]).

ومن أمثلة التعميم، كلمة “البأس” التي كان معناها الشدة في الحرب خاصة، عُمّمَت دلالتها حتى أطلقت على كل شدة، وأن الناس في خطابهم اليوم يطلقون اسم “الورد” على كل زهر، و “البحر” على النهر والبحر، وقد عقد ابن دريد في كتابه “جمهرة اللغة” بابًا لهذا الضرب من ضروب التطور الدلالي سماه “باب الاستعارات” قال فيه “النُجْعَة”: طلب الغيث، ثم كثر ذلك فصار كل طلب انتجاعًا([47]).

ثالثا: انتقال الدلالة (الانتقال من مجال إلى مجال): ولهذا النوع من أنواع التطور الدلالي أشكال تتمثل بالانتقال من المحسوس إلى المجرد، والانتقال عن طريق الاستعارة، والانتقال عن طريق المجاز.

الشكل بالانتقال من المحسوس إلى المجرد: لقد أجمع اللغويون على أن نشأة الدلالة تبدأ بالمحسوسات ومن ثم تتطور إلى الدلالات المجردة حسب تطور العقل الإنساني ورقيه، فكما أوضحت من قبل أن الطفل في سني حياته الأولى لا يدرك إلا المحسوسات وما حوله وما يتفاعل معه في بيئته، ومن ثم بعد أن يتلقى تعليمه وبعد أن يتعرف على ما حوله يدرك معاني هذه المحسوسات، وكلما ارتقى هذا الإنسان وتطور مع العصر ومع رقي الحضارة ومع نهضة الفنية والصناعة التي حوله؛ ارتقى تفكير هذا الإنسان لاستخراج الدلالات المجردة وتوليدها والاعتماد عليها في استعماله اليومي، وانتقال الدلالة من المجال المحسوس إلى المجال المجرد يتم عادة في صورة تدريجية([48]).

وجاء في دلالة الالفاظ للدكتور إبراهيم أنيس “ليس النقل بين الدلالات مقصورا على ما تقدم من نقل الدلالة المجردة إلى مجال المحسوسات أو العكس، بل قد يتم بين المحسوسات بعضها مع بعض لصلة بين الدلالتين في المكانية أو الزمانية، أو اشتراك في جزء كبير من الدلالة، فهناك ألفاظ كثيرة لوحظ تطورها في الدلالة، فانتقل كل منها من دلالته إلى دلالة أخرى تشترك معها في المكان مثل “الذقن” حين تستعمل في خطاب الناس بمعنى “اللحية”، ومثل “الشنب” حين يطلقونه على الشارب مع أنه بريق الأسنان، ومثل “السماء” التي يروي المعجم أن من معانيها السحاب والمطر”([49]).

أما الانتقال عن طريق الاستعارة، أي لعلاقة المشابهة بين مدلولين، فيكون بنقل المعنى من مجال إلى آخر عن طريق المشابهة بين المجالين اللذين تنتقل بينهما الدلالة، ومثال هذا النوع قولهم في معنى “ذأب” تذأبت الريح الرجل: أتته من كل جانب فعل الذئب، وهذا القول مبني على استعارة فعل الذئب الذي يدور حول فريسته ويهاجمها من كل جهة كالريح التي تتصف بالهبوب والإحاطة من كل ناحية([50]).

الشكل الثالث: هو الانتقال عن طريق المجاز المرسل، ويتم عن طريق انتقال اللفظ من معنى إلى آخر الذي يعتمد مجموعة من العلاقات بين المدلولين كالمجاورة والسببية والجزئية والكلية ونحو ذلك([51])،  ومن أمثلة ذلك ما درسه أولمان تحت عنوان (العلاقة بين المدلولين) من صور متعددة، بدأها بمثل على المجاورة هو كلمة “مكتب” التي يماثل تطورها الذي ذكره أولمان ما نعرفه الآن عنها في العربية الفصحى المعاصرة، فالمكتب: منضدة الكتابة، ثم غدا دالًّا على الحجرة التي تُوضع فيها المنضدة المقصودة بسبب المجاورة، ثم غدت دلالته أوسع إذ تشير إلى (هيئة) حكومية أو شعبية تُدار منها أعمال متنوعة، كمكتب المحامي والمهندس، ومكتب محو الأمية، والمكتب المركزي للإحصاء، والمكتب الصحفي… ومن إطلاق الجزء على الكلّ كلمة (الشراع) التي تدل على جزء من المركب، ثم أطلقت على المركب كله([52]).

وبهذا نستنتج أن الاستعارة هي أساس علاقة المشابهة التي قد تربط معنى اللفظة القديم بمعناها الجديد، أما العلاقة الثانية، التي تجمع بين المعنيين فتكون قائمة على أساس “المجاز المرسل” وهو ضرب آخر من ضروب المجاز، وللعلاقة في المجاز المرسل صور عدة.

4.  التطور الدلالي في المعجم العربي الأساسي:

بعد أن أشرنا إلى مفهوم التطور الدلالي واسبابه ومظاهره نقف فيما يلي على نماذج التطور الدلالي في المعجم العربي الأساسي، وهي كما يلي:

[مأتمٌ]: جاء في المعجم العربي الأساسي: “مجتمع الناس في حزنٍ أو فرح وغلب استعماله في حزن الوفاة”([53])، وشاهد التطور الدلالي بالتخصيص في دلالة لفظ مأتم في عبارة المعجم هو قوله: (وغلب استعماله في حزن الوفاة)، وكلمة (المأتم) كانت تطلق في الماضي على مجرد اجتماع الرجال أو النساء في مناسبة ما سارة كانت أم حزينة، ففي لسان العرب: “المأتم كل مُجتمعٍ من رجال أو نساء في حُزن أو فَرَحٍ… المأتم في الأصل مُجتمع الرجال والنساء في الغمِّ والفَرَح ثم خَصَّ به اجتماع النساء للموت”([54]).

فيشير ابن منظور إلى تطور كلمة “مأتم” بشكل واضح وجليّ، ذلك أنها في أصل وضعها إنما دلّت على مجتمع النساء لحزن كان أم فرحا، غير أن هذه الدلالة سرعان ما آلت إلى التخصيص فأطلقت على المجتمع منهنّ في حزن ليس غير.

[آفل]: ورد في المعجم العربي الأساسي: “الغايب المتواري وغلب استعماله في الكواكب”، ([55]) وشاهد التطور الدلالي في عبارة المعجم هو قوله: (وغلب استعماله في الكواكب).

أما عن استعماله في غياب كل شيء فقد جاء في مقاييس اللغة: “(أَفَلَ) الهمزة والفاء واللام أصلان: أحدهما الغيبة، والثاني الصِّغار من الإبل، فأما الغيبة فيقال أفلت الشمس غابت، ونجوم أُفّلٌ، وكل شيء غاب فهو آفل([56]).

وفي المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكرين: “(أفل): ﴿… رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴾([57]) أَفَل الحَمْل في الرَحِم: استَقَرّ في قَراره، ويقال للحامل: آفل، وأَفَلَت الشمسُ والقمرُ وسائرُ الكواكب: غَابَت”([58]).

وجاء في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية: “الآفل من كلّ شيء: الغائب الذاهب”([59]).

ومن ثم نجد أن لفظة (آفل) كانت تستعمل لغياب كل شيء، ثم تخصصت دلالتها -على حد عبارة المعجم العربي الأساسي- للدلالة على غياب الكواكب فقط.

[تِلْمِيذٌ]: جاء في المعجم العربي الأساسي: “طالب العلم، يستعمل غالبا للطالب الصغير في المراحل الدراسية الأولى([60])، عبارة المعجم: (يستعمل غالبا للطالب الصغير في المراحل الدراسية الأولى) هو الشاهد في المعجم على التطور في دلالة لفظ “تلميذ”.

وكلمة “تلميذ” مختلف في أصلها، فكثير من اللغويين كابن دريد وابن فارس يعدُّونها كلمة أعجميَّة من أصل عبريّ أو سريانيّ وهي قريبة من كلمة “التلمود” عند اليهود في اللفظ والمعنى، ويرى لغويون آخرون كالبغدادي أنها عربيَّة الأصل والتاء فيها أصلية، فوزن “تلميذ”: فِعْلِيل، وله فعل متصرف يقال: تَلمَذه يُتلمِذُه ويتتلمذُ تَلْمَذَةً وتِلْمَاذًا فهو مُتَلْمِذْ ومُتَلْمَذٌ، ومعنى تلميذ في الأصل خادِم أستاذه([61])، واستعملت كلمة “تلميذ” قديما ووردت في الشعر وكانت – كما في المظانّ اللغوية – تعني الخادم والتابع والمتعلِّم وغلام الصانع ثم أصابها تطور دلالي فأصبحت تدل على صغير السن الذي يطلب العلم ومن أشهر جموعه: تلاميذ، وتلامِذَة.

[ثواب]: جاء في المعجم العربي الأساسي: “الثواب: الجزاء على العمل، وكثر استعماله في الخير”، ([62]) وشاهد التخصيص في عبارة المعجم هو قول: (وكثر استعماله في الخير)، وقال السمين الحلبي: “الثواب والمثوبة: الجزاء على الفعل من خير أو شر…والثواب وإن استعمل في الخير والشر كما تقدم إلا أنه غلب في الخير”([63])،  قال الراغب الأصفهاني في المفردات: “الثواب يقال في الخير والشر، لكن الأكثر المتعارف في الخير”([64])،  وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر: “يقال: أثابه يثيبه إثابة، والاسم الثواب، ويكون في الخير والشر، إلا أنه بالخير أخص وأكثر استعمالا”([65])،  وعلى هذا يكون الراغب ومن بعده ابن الأثير والسمين، يرون أن اللفظة استعملت بمعنى الجزاء بالخير والشر، ثم تخصصت دلالتها بالدلالة على الجزاء بالخير فقط.

[جُثّةٌ]: ورد في المعجم العربي الأساسي أنها: “الجسد، يغلب استعمالها في الدلالة على جسم الميت”([66]).

وشاهد التطور في عبارته قوله: (يغلب استعمالها في الدلالة على جسم الميّت)، وفي معجم اللغة العربية المعاصرة: “جُثَّة مفرد: ج جُثَث: جَسَد، يغلب استعمالها في الدلالة على جسم الميِّت (تناثرت جُثَث القتلى من الفريقين على أرض المعركة)، جُثَّة الإنسان: شخصه، جُثَّة هامدة: بلا حراك، ذو جُثّة: بدين، جسيم، ضخم”([67]).

فالجثة: في الماضي كانت تطلق على الحيوانات النافقة فقط، ولكن الآن تستخدم كلمة جثة للإنسان الميت حديثًا ويتم استخدام هذه الكلمة تحديدًا في القانون والطب بشكل شائع وهي غير متداولة بين الأفراد في العامة، وتشير كلمة “جثة” على الأغلب لشخص متوفى في حادث ويجب تشريح الجثة ولا يكون الموت طبيعيًّا([68]).

[حَراميٌّ]: جاء في المعجم العربي الأساسي أنه: “فاعل الحرام، ويكثر إطلاقه على اللص”، ([69]) وشاهد التطور الدلالي في المعجم هنا عبارته (ويكثر إطلاقه على اللص)، وكلمة “حرامي” التي وردت عند الوهراني في قوله: “حرامية” الفرنج”([70])، كما ذكرها سبط ابن الجوزي في قوله: “قد طلع علينا حرامية”، بصيغة الجمع حرامية، معناها: لصوص، كما نستعملها في العصر الحاضر تماما([71]).

ولولا معرفتنا بتاريخ إطلاق هذه الكلمة على معناها الحالي، لغمض علينا أصل هذا المعنى، وربما ربطها بعض الاشتقاقيين بالحرام الذي هو ضد الحلال، كما فعل الدكتور أحمد عيسى الذي يقول: “الحرام نقيض الحلال، والحرام ما حرم الله، والنسبة إليه حرامىّ، فهو الذي يأتي بما حرم الله من قتل وسلب ونهب وإضرار”([72])،  لكن التاريخ حفظ لنا القصة، التي تفسر دلالة هذه الكلمة على اللصوص، يقول أحمد أمين: “كان في كل بلدة في مصر طائفتان: طائفة تنتسب إلى سعد، وطائفة تنتسب إلى حرام، فهذا سعديٌّ أي منتسب إلى سعد، وهذا حراميٌّ، أي منتسب إلى حرام (وكما نرى ونفهم أن حرام هنا مجرد اسم قبيلة كبيرة وليس فعلا) ويظهر أن سعدا انتصرت على حرام، فتدلى وتدنى النسب في حرام حتى كان من نسبه اللصوص، وسمى اللص حراميا”([73]).

[حَرَم الرجل]: ورد في المعجم العربي الأساسي: “حرم الرجل: ما يقاتل عنه ويحميه، شاع استعماله بمعنى الزوجة” ([74]).

وعبارة: (شاع استعماله بمعنى الزوجة) شاهد التطور الدلالي بتخصيص دلالة اللفظ في المعجم.

وقد ورد في لسان العرب: “حُرْمَةُ الرجل: حُرَمُهُ وأهلُهُ، وحَرَمُ الرَّجُل وحَرِيمُهُ: ما يقاتل عنه ويحميه، ويقول المعجم في موضع آخر “حُرَمُ”، فحُرَمُ الرجل: عياله ونساؤه وما يحميه”([75])، يشرح الرحالة محمد لبيب البتنوني، تطور استخدام الكلمة في كتابه الرحلة الحجازية، الذي وثق فيه مشاهداته خلال زيارته لمكة والمدينة أواخر القرن التاسع عشر، فيقول([76]): “توسع الناس في استعمال الحرم فأطلقوه على البيت الذي لا يعتدي حدوده أحد بغير إذن صاحبه احترامًا له، ثم أطلقوه على امرأة الرجل نفسها لحرمتها على غيره، وأخذ الأتراك لفظ حرم فأضافوا عليه كلمة لك بمعنى مكان فقالوا حرملك يعني مكان الحرم، وقصروه على مكان النساء من البيت حتى لا يكون لمن يخترق دائرته أي عذر في الدخول فيها وانتهاك حرمتها”.

[حِصْرِمٌ]: جاء في المعجم العربي الأساسي: “الثمر قبل النضج ويغلب استعماله للعنب غير الناضج”([77])، جاء في قاموس مصطلحات فقهية: “حصرم: هو الثمر قبل نضوجه، وأيضا رجل حصرم أي بخيل، وربما غلب استعماله عند العرف بحسب معناه الأول لكن على خصوص حصرم العنب، وبهذا يستعمله الفقهاء عادة”([78])، فعبارة: (ربما غلب استعماله عند العرف بحسب معناه الأول لكن على الخصوص حصرم العنب) شاهد على أن تخصيصا حدث في دلالة اللفظ عندهم.

 [ ذَفِرَ]: ورد في المعجم العربي الأساسي: “ظهرت له رائحة حادّة، طيبة كانت أو خبيثة، ثم غلب إطلاقه على الخبيثة وحدها”([79])،  فالتخصيص في دلالة اللفظة يستفاد من قوله في عبارته (ثم غلب إطلاقه على الخبيثة وحدها)، و”الذفر” كل ريح ذكية من طيب أو نتن يقال: مسك “أذفر” أي ذكي الريح، ويقال للصنان “ذفر”، وهذا رجل ذفر، أي له صنان وخبث ريح، وتقول العامة “ريحان” للآس خاصة دون سائر الرياحين، و”الريحان” كل نبت طيّب الريح، كالورد والنعنع والثمام([80]).

 وجاء في لسان العرب: “ذفر: الذفر – بالتحريك – والذَّفرة جميعا: شدّة ذكاء الرِّيح مَنْ طيب أو نّتْنٍ، وخصَّ اللِّحيانيّ بهما رائحة الإبطيْن المُنْتِنَيْنِ، وقَد ذَفِرَ
–بالكسر– يَذْفَرُ فهو ذَفِرٌ وأذفر، والأنثى ذَفِرَة وذفراء، وروضة ذفرة ومسك أذْفَرُ: بَيِّنُ الذَّفر، وذَفِرٌ، أي: ذَكِيُّ الرِّيح، وهو أجوده وأقْرته، وفي صفة الحوض: وطينه مسكٌ أَذْفَرُ، أي طيِّب الرّيح، والذَّفر بالتحريك: يَقعُ على الطِّيب والكَرِيه، ويفرّق بينهما بما يُضَاف إليه ويُوصفُ به، ومنه صفة الجنّة وترابها: مِسكٌ أذْفَرُ([81]).

 [ترحّم]: جاء في المعجم العربي الأساسي: “رَحِمَه أو دعا له بالرحمة وكثيرا ما يستعمل بالنسبة للموتى”([82])، فعبارة: (وكثيرا ما يستعمل بالنسبة للموتى) دالة على أن تخصيصا حدث في دلالة الكلمة ترحّم على قول بعضهم، وفي معجم اللغة العربية المعاصرة: “ترحّم: … طلب له الرحمة (وكثيرًا ما يستعمل بالنسبة للموتى بقول: رحمه الله) “ترحَّم على والديه”، التَّرَحُّمُ عَلَى الْمَيِّتِ: الدُّعَاءُ لَهُ بِالرَّحْمَةِ، طَلَبُ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ” ([83]).  

[مركب]: ورد في المعجم العربي الأساسي: “ما يُركَبُ في البحر والبر، يقال: “نعم المركبُ الدابة”، ثم غلب استعماله في السفينة”، ([84]) فعبارة: (…ثم غلب استعماله في السفينة) عبارة دالة على أنه يرى أن تطورا دلاليا حدث في دلالة اللفظة بالتخصيص، وفي معجم الغنى: “مركب ج: مَرَاكِبُ، مَرْكَبَاتٌ، [ر ك ب]، (مص. رَكِبَ).: مَا يُركبُ بحرًا، وكانَ يُطلق على مَا يُركب بَرًّا أَيضًا مركبُ صيدٍ: ما يَركَبُهُ الصيادُ بَحرًا لصيد السمكِ”، مركب شراعي” الْمَرْكَبَةُ: ما يُعَدُّ للركوب: شاحنة أَو سيَارَةٌ أَو عربَة تَجُرُّهَا الدوابّ من بِغَال أَو خيلٍ الْمَرْكَبَةُ الفَضَائِيَّة: أَي السَّفِينَةُ الفضائِية الْمجهَّزَة بأَحْدَثِ الأَجْهِزَةِ وَالْمنْطلقة نَحو الكَوَاكِبِ([85]).

[زَبور]: جاء في المعجم العربي الأساسي: “الكتاب المزبور وغلب على صُحُفُ دَاوود عليه السلام”([86])، فعبارة: (وغلب على صحف داوود عليه السلام) شاهد على أن تخصيصا حدث في دلالة اللفظ عند المعجم.

[السُّورْبُون]: ورد في المعجم العربي الأساسي: “كلية في باريس أنشأها روبر دي سوربون، ضمها نابليون إلى جامعة باريس، ثم أطلق اسمها على جامعة باريس عموما([87]).

 وشاهد التطور في دلالة لفظ (السوربون) بالاتساع في العبارة هو قوله: (ثم أطلق اسمها على جامعة باريس عموما) ليدل اللفظ بحسب ما يرى المعجم على عموم جامعة باريس، وهي جامعة تقع في باريس، فرنسا، وهي واحدة من أقدم جامعات أوربا، تأسست في منتصف القرن الثاني عشر واعترف بها رسميا ما بين 1160 و1170، بدأ العمل في جامعة باريس خلال القرن الثاني عشر الميلادي، واشتهرت باسم السوربون، وهو اسم أشهر كلية بها في عام 1968م، أصدرت السلطة التشريعية في فرنسا قانونا لإصلاح التعليم العالي، وأُعِيد تنظيم الجامعة عام 1970 م لكي تضم ثلاثة عشرة وحدة جامعية ([88]).

[سَيّد]: ورد في المعجم العربي الأساسي: “كل من افترضت طاعته كالملك والمتولي للجماعة الكثيرة والمولى ذي الخدم أو العبيد، لقب يطلق حديثا على كل فرد تعبيرا عن الاحترام”([89])، ففي العبارة المذكورة إشارة إلى التغير إلى الأدنى أو انخفاض الدلالة، وقوله (لقب يطلق حديثا) هو الدال على حدوث ذلك التغير، لأن كلمة “السيد” كانت تعني قديما سيَد القوم أو زعيم القبيلة، ولا تطلق إلا على من له سيادة ظاهرة أو سلطة فعلية، لكن معناها انخفض حديثا؛ إذ صارت تطلق على كل رجل ولو لم يكن سيدا في مجتمعه وهي مع ذلك كلمة مجاملة واحترام، أي إنّ معناها لم ينخفض إلى مستوى الحقارة، بل صار معنى عاديا بكثرة الاستعمال، وانخفض من جهة أن السيادة في القوم لا تقع مراعاتها بالضرورة عند الإطلاق، لذلك صار الناس عندما يخاطبون ذوي المكانة من عِلِّيّة القوم لا يكتفون بكلمة السيّد، بل يستبدلونها أو يضيفون إليها كلمات أخرى يرونها أقوى في التشريف مثل صاحب المعالي، وصاحب السموّ ونحو ذلك([90]).

[مِشْوارٌ]: جاء في المعجم العربي الأساسي: “مدًى تُجْرَى فيه الدابة، ثم استعمل في المسافة يقطعها الإنسان”، ([91]) المشوار هو المسافة التي يقطعها شخص من موضعٍ لآخر الصواب والرتبة: –مشى مِشْوارًا طويلًا، (فصيحة): جاء في لسان العرب: شُرْت الدابة إذا أجريتها لتعرف قوتها، وفيه أيضًا: كيف مشوارها، أي: كيف سيرتها، وقد اعتمد مجمع اللغة المصري على هذه المعاني فأجاز لفظ مِشْوار بمعنى المدى أو المسافة مطلقًا، ويُعدّ هذا من قبيل نقل المعنى، حيث نُقل من استعماله الأصلي مع الدواب إلى استعماله مع الإنسان كذلك، وقد ورد في التاج: “إياك والخطب فإنها مِشوارٌ كثير العِثَار” ([92]).

[غَيْث]: جاء في المعجم العربي الأساسي: “غيث يجلب الخير (ويطلق مجازا على السحاب)”، ([93]) الغيث أصله المطر ثم صار يطلق على النبات الذي نبت بسبب الغيث، وفي المعجم الوسيط: “المطرُ، أو الخاصُّ منه بالخير، ويطلق مجازًا على السَّماءِ والسَّحابِ والكلإِ”، ([94]) وفي لسان العرب: “غيث: الغيث: المطر والكلأُ، وقيل: الأصل المطر، ثم سمِّيَ ما ينبت به غيثا”([95])،  هناك فرق بين استخدام كلمة “الغيث” وكلمة “المطر” فالغيث هو المطر الذي يغيث من الجذب، وكان نافعا في وقته، أمّا المطر فقد يكون نافعا، وقد يكون ضارا في وقته، وفي غير وقته([96]).

خاتمة:

مما سبق يتضح لنا أن المعجم العربي الأساسي اهتم بالإشارة إلى ما أصاب دلالات بعض الألفاظ من تطور دلالي، وكانت عباراته في تلك الإشارات واضحة جلية من حيث بيان أن تطورا أصاب دلالة اللفظة.

يتضح كلك أن نماذج التطور الدلالي التي أشار إليها المعجم العربي الأساسي شملت مظاهر التطور الدلالي كلها، فكانت هناك إشارات إلى التخصيص الدلالي وإشارات إلى التعميم وأخرى إلى انتقال الدلالة.

يتضح أيضا أن نماذج التطور الواردة في المعجم العربي الأساسي لم تغط كل تطور دلالي، وإنما كانت هناك ألفاظ كثيرة أصابها تطور دلالي لكن المعجم العربي الأساسي لم يقف عندها ولم يشر أية إشارة إلى ذلك فيها.

 

 

المصادر والمراجع

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ناصر مكارم الشيرازي، دار النشر لمدرسة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.

التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه، رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1997م.

التطور الدلالي في ألفاظ غريب القرآن دراسة لغوية في كتاب عمدة الحفاظ للسمين الحلبي، سعاد شولاق، Sonçağ Akademi، أنقرة، 2020م.

التطور الدلالي بين لغة الشعر الجاهلي ولغة القران الكريم دراسة دلالية مقارنة، عودة خليل أبو عودة، مكتبة المنار، ط1، أردن الزرقا، 1985م.

التطور الدلالي لدى شعراء البلاط الحمداني، عفراء رفيق منصور، رسالة ماجستير، جامعة تشرين، 2009م.

التغير الدلالي وأثره في فهم النص القرآني، محمد الشتيوي، مكتبة حسن العصرية، لبنان، 2011م.

دلالة الألفاظ، إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلوا المصرية. ط3، القاهرة، 1976م.

دور الكلمة في اللغة، استيفن أولمان، ترجمة: كمال محمد بشر، مكتبة الشباب.

الرحلة الحجازية، محمد لبيب البتنونى، طبع بمطبعة الجماليّة بمصر، ط2، مصر (د.ت).

ظاهرة التطور الدلالي في اللغة العربية، هشام فروم، مجلة الآداب، المجلد 18 العدد 1، 2018م.

علم الدلالة بين النظرية والتطبيق، أحمد نعيم الكراعين، المؤسسة الجامعات للدراسة والنشر والتوزيع، ط1، لبنان، 1993م.

علم الدلالة، أحمد مختار عمر، دار عالم الكتب.

علم اللغة، على عبد الواحد وافى، دار نهضة مصر، ط9، القاهرة، 2004م.

عوامل التطور اللغوي، أحمد عبد الرحمن حمّاد، دار الأندلس، ط1، بيروت لبنان، 1973م.

فقه اللغة وخصائص العربية، محمد مبارك، دار الفكر، بيروت، (د.ت).

جمهرة اللغة، أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، تحقيق: رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين، ط1، لبنان، 1987م.

كلمة تلميذ عربية أو أعجمية ؟، عبد الله الدايل، جريدة العرب الاقتصادية الدولية. 12 يوليو 2017.

لسان العرب، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منطور، دار صادر، ط1، بيروت، 1414 هـ.

اللسانيات المجال والوظيفة والمنهج، سمير شريف استيتية، دار عالم الكتب الحديث، ط2، 2008م.

اللغة والمذهبية قراءة في ردود ابن تيمية العقدية، إيهاب النجمي، مصر العربية للنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 2015م.

مبادئ اللسانيات، أحمد محمد قدور، دار الفكر، ط3، دمشق، 2008م.

المحكم في أصول الكلمات العامية، أحمد عيسى بك، مطبعة البابلي الحلبي وأولاده، ط1، مصر، 1939م،

المزهر في علوم اللغة وأنواعها، عبد الرحمن جلال الدين السيوطي، تحقيق. محمد جاد المولى ومحمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي، المكتبة المصرية، بيروت، 1986م.

مظاهر التطور الدلالي في كتب لحن العامة من القرن الثاني حتى نهاية القرن الرابع الهجري، أحلام فاضل عبود، مجلة مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية، مج 2، ع 2، 2012م.

مقاييس اللغة، أبو الحسين أحمد ابن فارس، دار الفكر، 1979م.

معجم اللغة العربية المعاصرة، أحمد مختار عمر وآخرون، عالم الكتب، ط1، القاهرة، 2008م.

معجم متن اللغة موسوعة لغوية حديثة، أحمد رضا، دار مكتبة الحياة، بيروت، 1959م.

معجم الغني، عبد الغني أبو العزم، المكتبة الشاملة، 2020م.

المعجم العربي الأساسي، أحمد مختار عمر وآخرون، لاروس، باريس، 1998م.

المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث، مكتبة الشروق الدولية، ط4، القاهرة، 2004م.

المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم، محمد حسن حسن جبل، مكتبة الآداب، ط1، القاهرة، 2010م.

المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، مكتبة نزار مصطفي الباز.

منامات الوهراني ومقاماته ورسائله، ركن الدين محمد بن محمد بن محرز الوهراني، تحقيق: إبراهيم شعلان ومحمد نغش، منشورات الجمل، كولونيا – ألمانيا، 1998م.

من مظاهر التطور الدلالي في معجم لسان العرب، نادية جامعي، رسالة ماجستير، جامعة أبي بكر بلقايد- تلمسان، 2014م.

النهاية في غريب الحديث والأثر، مجد الدّين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير، دار ابن الجوزي، ط1، المملكة العربية السعودية، 1421م.

معجم الدوحة التاريخي للغة العربية كلمة:”آفل”:

 https://www.dohadictionary.org/dictionary

 ما الفرق بين الجثة والجثمان والرفات والجيفة، Rahma Ahmet :

 https://www.almrsal.com/

جامعة باريس، https://www.marefa.org/

الفرق بين المطر والغيث، www.al-maktaba.org

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 ([1]) التطور الدلالي بين لغة الشعر الجاهلي ولغة القران الكريم: 45.

 ([2]) اللغة والمذهبية: 170.

 ([3]) التطور اللغوي مظاهره وعلله: 14.

 ([4]) لسان العرب: 4/507. (طور)

 ([5]) مبادئ اللسانيات: 337.

 ([6]) المقاييس اللغة: 2/259 (دل).

 ([7]) لسان العرب: 11/248 (دل).

 ([8]) التطور الدلالي لدى شعراء البلاط الحمداني: 10.

 ([9]) التطور الدلالي لدى شعراء البلاط الحمداني: 10.

 ([10]) ظاهرة التظور الدلالي في اللغة العربية: 6.

 ([11]) من مظاهر التطور الدلالي في معجم لسان العرب: 37.

 ([12]) فقه اللغة وخصائص العربية: 214.

 ([13]) التغير الدلالي وأثره في فهم النص القرآني: 61.

 ([14]) دلالة الألفاظ: 134.

 ([15]) دلالة الألفاظ: 136.

 ([16]) التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه: 190.

 ([17]) دلالة الألفاظ: 137.

 ([18]) التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه: 193.

 ([19]) دلالة الألفاظ: 140.

 ([20]) التغير الدلالي وأثره في فهم النص القرآني: 66.

 ([21]) دلالة الألفاظ: 147.

 ([22]) مبادئ اللسانيات: 389.

 ([23]) مبادئ اللسانيات: 390.

 ([24]) التغير الدلالي وأثره في فهم النص القرآني: 64.

 ([25]) فقه اللغة وخصائص العربية: 215.

 ([26]) علم الدلالة بين النظرية والتطبيق: 127، وغريب الحديث: 3/176.

 ([27]) علم اللغة بين القديم والحديث: 225.

 ([28]) التغير الدلالي وأثره في فهم النص القرآني: 64.

 ([29]) مبادئ اللسانيات: 387.

 ([30]) التطور الدلالي بين لغة الشعر الجاهلي ولغة القران الكريم: 54.

 ([31]) التغير الدلالي وأثره في فهم النص القرآني: 64.

 ([32]) علم الدلالة بين النظرية والتطبيق: 96.

 ([33]) علم اللغة بين القديم والحديث: 217.

 ([34]) علم الدلالة بين النظرية والتطبيق: 119.

 ([35]) التغير الدلالي وأثره في فهم النص القرآني: 64.

 ([36]) من مظاهر التطور الدلالي في معجم لسان العرب: 57.

 ([37]) مبادئ اللسانيات: 388.

 ([38]) اللسانيات المجال والوظيفة والمنهج: 288.

 ([39]) سورة البقرة، الآية: 2.

 ([40]) سورة النساء، الآية: 103.

 ([41]) علم اللغة: 322.

 ([42]) علم الدلالة: 245.

 ([43]) دلالة الألفاظ: 152.

 ([44]) المظهر في علوم اللغة وأنواعها: 427.

 ([45]) المظهر في علوم اللغة وأنواعها: 427.

 ([46]) دلالة الألفاظ: 154.

 ([47]) جمهرة اللغة: 1255

 ([48]) عوامل التطور اللغوي: 127.

 ([49]) دلالة الألفاظ: 165.

 ([50]) مبادئ اللسانيات: 397.

 ([51]) مبادئ اللسانيات: 398.

 ([52]) دور الكلمة في اللغة: 169.

 ([53]) المعجم العربي الأساسي: 67

 ([54]) لسان العرب: 12/3.

 ([55]) المعجم العربي الأساسي: 97 (أ ف ل).

 ([56]) معجم مقاييس اللغة: 1/119 (أفل).

 ([57]) سورة الأنعام، الآية: 67.

 ([58]) المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكرين مؤصل ببيان العلاقات بين ألفاظ القرآن الكريم بأصواتها وبين معانيها: 1711 (افل).

 ([59]) معجم الدوحة التاريخي للغة العربية “آفل”:

 https: //www.dohadictionary.org/dictionary

 ([60]) المعجم العربي الأساسي: 202 (ت ل م ذ).

 ([61]) كلمة تلميذ عربية أو أعجمية ؟، جريدة العرب الاقتصادية الدولية، 12 يوليو 2017.

 ([62]) المعجم العربي الأساسي: 222 (ث و ب).

 ([63]) التطور الدلالي في ألفاظ غريب القرآن دراسة لغوية في كتاب عمدة الحفاظ للسمين الحلبي: 59.

 ([64]) المفردات في غريب القرآن: 108.

 ([65]) النهاية في غريب الحديث والأثر: 129.

 ([66]) المعجم العربي الأساسي: 229 (ج ث ث).

 ([67]) معجم اللغة العربية المعاصرة: 345 (ج ث ث).

 ([68]) ما الفرق بين الجثة والجثمان والرفات والجيفة:

 https: //www.almrsal.com/post/

 ([69]) المعجم العربي الأساسي: 310 (ح ر م).

 ([70]) منامات الوهراني ومقاماته ورسائله: 23

 ([71]) التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه: 163.

 ([72]) المحكم في أصول الكلمات العامية: 62.

 ([73]) قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية: 167.

 ([74]) المعجم العربي الأساسي: 310 (ح ر م).

 ([75]) لسان العرب: 12/125 (حرم).

 ([76]) الرحلة الحجازية: 110.

 ([77]) المعجم العربي الأساسي: 323 (ح ص ر م).

 ([78]) تعريف ومعنى حصرم في قاموس مصطلحات فقهية. قاموس عربي عربي، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 11.03.2022.

 ([79]) المعجم العربي الأساسي: 482 (ذ ف ر).

 ([80]) مظاهر التطور الدلالي في كتب لحن العامة من القرن الثاني حتى نهاية القرن الرابع الهجري: 2/156.

 ([81]) لسان العرب: 4/306 (ذفر).

 ([82]) المعجم العربي الأساسي: 512 (ر ح م).

 ([83]) المعجم اللغة العربية المعاصرة: 872 (ج ث ث).

 ([84]) المعجم العربي الأساسي: 546 (ر ك ب).

 ([85]) معجم الغني: 3515 (مركب).

 ([86]) المعجم العربي الأساسي: 568 (ز ب ر).

 ([87]) المعجم العربي الأساسي: 65

 

3 (س و ر).

 ([88]) انظر: https: //www.marefa.org/

 ([89]) المعجم العربي الأساسي: 652 (س و د).

 ([90]) التغير الدلالي وأثره في فهم النص القرآني: 76.

 ([91]) المعجم العربي الأساسي: 708 (ش و ر).

 ([92]) معجم الصواب اللغوي دليل المثقف العربي: 702.

 ([93]) المعجم العربي الأساسي: 907 (غ ي ث).

 ([94]) المعجم الوسيط: 667.

 ([95]) لسان العرب: 2/175 (غوث).

 ([96]) الفرق بين المطر والغيث، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 11.03.2022